الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الاثنين، أغسطس 12

خطر الديمقراطية على القيادات العسكرية

خطر الديمقراطية على القيادات العسكرية 
لماذا يقاتل العسكر لكسر المسيرة الديمقراطية؟ 

بقلم محمد صلاح الدين

قبل الدخول في الموضوع لابد من السؤال هل فعلاً الديمقراطية تمثل خطراً داهماً على دولة العسكر في مصر؟
الإجابة بالطبع نعم ولكن لماذا تمثل الديمقراطية خطراً داهماً إلى هذا الحد؟

قبل الإجابة المباشرة عن هذا الخطر الداهم دعونا نفكر ما هي الامتيازات التي تحظى بها المؤسسة العسكرية في مصر بعد ثورة يوليو 52؟

1- السيطرة الكاملة على كافة مؤسسات الدولة عن طريق المخابرات والأذرع الأمنية شديدة البطش والتي كانت تبيع الأمن للمصريين عن طريق افتعال عمليات بلطجة وإرهاب حتى يشعر المصريين بالتهديد ويكون ذلك مبرراً لمزيد من قمع الحريات وفرض السلطة الأمنية " كنيسة القديسيين بالأسكندرية مثلاً قبل الثورة وأحداث سيناء الأن وأثناء الثورة كذلك الانفلات الأمني الممنهج لإثارة الرعب بين المصريين.

2- السيطرة على ما يزيد عن 40% من اقتصاد الدولة عن طريق المشاريع التي تقيمها القوات المسلحة ومعظمها بإدارة القيادات العليا والكبرى بالمؤسسة العسكرية ولا أحد يعلم عنها شيئاً لأنها لا تخضع للأجهزة الرقابية للدولة ولا أحد يعرف كيف تقسم أرباحها على القوات المسلحة وما خضوعها في عهد مرسي إلا خضوعاً مؤقتاً لتمرير الانقلاب كنوع من أنواع الخداع الاستراتيجي للرئيس.

3- استمرار استباحة أراضي الدولة والتي تمثل مورداً مالياً للقيادات العليا والكبرى في القوات المسلحة حيث يتم وضع اليد على الأراضي تحت السيادة العسكرية ثم يتم بيعها أو إقامة مشروعات عليها كما هو معروف ولا تخضع هذه الأراضي لأي رقابة ولا تدفع القوات المسلحة للدولة وميزانيتها أي مقابل لها.

4- المحافظة على المعونة الأمريكية للجيش المصري والتي تقسم ما بين أسلحة وقطع غيار و رحالات للتدريب بالولايات المتحدة تشمل الإقامة ونحو ذلك الأمر الذي يعد ميزة خاصة للقيادات والضباط التي ترغب أمريكا في بناء ولاء لهم عبر إقامة علاقات مباشرة معهم في الولايات المتحدة الأمريكية.

5- عدم قبول المؤسسة العسكرية لفكرة قيادة رئيس مدني لها وهي المؤسسة التي تمتلك كل أجهزة وسلطات الدولة وأقواها مثل الإعلام والقضاء والداخلية.وقد أثبتت التجربة مع الرئيس مرسي أن المؤسسة العسكرية كانت تسعى لفرض الوصاية على الرئيس بحجة النصائح حفاظاً على ما يُسمى الأمن القومي والدولة العميقة وهذا ما ذكره الرئيس بالنزول على رأي الفسدة أو تقديم الدنية من دينه أو شرعيته أو وطنهم.

وقد يكون هناك أمور أخرى ولكن هذه الخمسة أسباب بتقديري من الأهمية بمكان لدى القيادات العسكرية التي لا يعلم دخلها إلا الله ثم المجلس العسكري.

لذا أعقد أن فكرة الديمقراطية التي تعني ببساطة ثلاثة أمور رئيسية هي: 

1- التشريع.. كأن يتم تشريع قوانين من مؤسسات منتخبة تعبر عن قوة الإرادة الشعبية الأمر الذي يمثل خطاً أحمر لدى قيادات تلك المؤسسة التي تريد أن تستقل لتبقى دولة داخل الدولة ولهذا تركت المؤسسة العسكرية مبارك ليحكم لأنه كان لا يتدخل بشئونها.

2- الرقابة المساءله .. فمن غير الممكن أن تتصور المؤسسة العسكرية أن يتعرض وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة القديم طنطاوي أو الحالي للاستجواب على منصة مجلس الشعب من نواب الشعب فضلاً عن أن يتم سحب الثقة منه سواء في حادثة سيناء في رمضان الماضي أو حادثة العيد الحالي، كذلك من غير المتصور لدى تلك القيادات أن تقوم أي جهة بالرقابة الإدارية عليهم وعلى مشاريعهم الاقتصادية وصفقات السلاح التي تتم من حيث القيم والتوريد للمطاببقة ونحو ذلك كذلك فتح ملفات خطيرة منها حقيقة سقوط الطائرة المصرية " رحلة البطوطي" ومنها حقول الغاز التي تم التخلي عنها لإسرائيل وقبرص في البحر المتوسط وقضايا أخرى كبيرة تمس الأمن القومي المصري الحقيقي والتي ربما تثبت تورط قيادات كبيرة وتحرج دولاً كثيرة.

3- تداول السلطة.. وأما هذا المبدأ فهو كارثة الكوارث بالنسبة لقيادات تلك المؤسسة فكلنا يعلم أن الارتقاء داخل تلك المؤسسة وفقاً لمعياران الأول الأقدمية والثاني رضا القيادات عن العنصر وبالتالي تم ربط جميع القيادات الوسطى بالقيادات العليا للسيطرة عليها، وهنا يجب أن ندرك أن طنطاوي وقيادات المجلس العسكري هم أساس الدكتاتورية ورفض تداول السلطة في مصر حيث ظلوا جميعأً يعملون معاً لسنوات طويلة دون تداول سلطة حقيقي للقيادات حسب الكفاءة والقدرة على العطاء والوطنية والولاء والانتماء فتبقى القيادت لأطول فترة ممكنه للمحافظة على المنافع و النفوذ الشخصي لها.

ونظرأً لكل ما سبق فإن الديمقراطية تمثل الخطر الداهم على القيادات العسكرية لأنها ستقوم بإيجاد برلمان ورئيس حقيقي يتمع بقوة شرعية من إرادة الشعب والأخطر هي الحكومة المنتخبة من البرلمان والتي تتشكل بحسب الأوزان النسبية ممن يحظى بثقة الشعب مما يعني أن يخضع منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربيالقائد العام للقوات المسلحة للتغيير كل أربع سنوات على الأكثر لأن الأمر لن يخضع لترشيحات أو لإملاءات المؤسسة العسكرية بل لاختيارات نواب الشعب رئيس الحكومة والرئيس المنتخبين وبالتالي تخسر قيادات المؤسسة العسكرية نفوذها وولاء الضباط لها لأنها ستعمل على أن يكون ولاءها للشعب المصري وحده الأمر الذي لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل اللذان سيجدان صعوبة بالغة في تكون صداقات استراتيجة وحلفاء لهما أقصد عملاء طبعأً.

وما أحداث الحرس الجمهوري وأحداث محمد محمود وماسيبروا إلى دلائل على تدمير العقيدة القتالية في الجيش المصري التي امتدت على جميع أبناء الشعب المصري مسلمين ومسيحيين ثوار وإسلاميين.

والخلاصة هي أننا ياسادة أمام نقطة انعطاف تاريخية فإما أن يستعيد الشعب المصري مؤسسة العسكرية ويسقط الانقلاب لتعود تلك المؤسسة بيتاً للوطنية المصرية وإما تظل تلك المؤسسة لتسير بنا للخلف لعهد عبد الناصر بل أشد.

لذا أدعو كل أبناء الشعب المصري الشرفاء إلى النزول غداً والاعتصام بالله في الميادين لاستعادة مصر لإرادتها وشرعيتها ومؤسساتها وعلى رأسها المؤسسة العسكرية قبل مؤسسة الرئاسة والشورى وحتى قبل الدستور.. لذا لابد من اسقاط الانقلاب ومحاكمة الخونه.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.. حفظ الله مصر وأحررها من كيد الكائدين ومكر الماكرين.

ملاحظة : إذا سأل أحدهم سؤلاً مشروعاً من قبيل أن الجيش سيقوم بتسليم السلطة أقول له إن الجيش سيقوم بتسليم السلطة للسيسي ليكون رئيساً للبلاد بانتخابات يشرف عليها هو بنفسه مع العلم بأن أي مجلس للنواب سيكون مجلس ملاكي لما يريده العسكر.

والله تعالى أعلى وأعلم.
Share:

0 التعليقات:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف