الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

السبت، أغسطس 24

إلى من يسأل.. متى نصر الله؟

إلى من يسأل.. متى نصر الله؟

بقلم/ محمد صلاح الدين


نصر الله قريب.. ولكنه مشروط بشرط " إن" إن تنصروا الله ينصركم.. أي أن ننصر الله أولاً ثم يأتي النصر من الله كنتيجة للمقدمة التي نقدمها نحن ويأتي مع النصر مكافأة الثبات بعد النصر كما في بدر بفضل الله قال تعالى( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). . ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) لا كما حدث في أحد نصر في أولها وهزيمة جاءات في أخرها من عند أنفسنا..فقد ينصرنا الله ولكنه لا يثبت أقدامنا تماماً كما حدث في 25 يناير بعدما ظهر بيننا من شقاق وفرقة ونزاع، وهو الذي حذرنا سبحانه من هذا المرض القاتل قائلاً (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين، ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما تعملون مُحيط)، تذكروا .. ألم يخرج كل منا يسب في الآخر ويتهمه يدعي لنفسه النصر بتفجير الثورة وأنه هو حاميها بطراً ورئاء الناس أمام الفضائيات وعدسات الكاميرات دون أن يعدها نعمة من الله على شعب مصر. 

وبما أن الثورة نعمة والنعمة زوالة كما يروى في الأثر وأن بقاؤها مرهون بشكر الواهب فقد زالت ثورة 25 يناير بثورة مضادة دموية ليتحقق قوله تعالى .. (ولئن شكرتم لأزيدنكم) وهذا ما لم يحدث مع الأسف " ولكن الذي تحقق هو (ولئن كفرتم إن عذابي لشديد). وما آره إلا أن ما لحق بنا ما هو إلا عذاب على كفر نعمة أنعمها الله على عباده ولكن العذاب ليس كله شر .. فلا تحسبوه شراً لكم بل قد يكون فيه الخير إذا جاء معه التمايز الذي نره اليوم عياناً بياناً شاهداً على الأمة ذلك التمايز الذي لم يكتمل ولم يظهر في 25 يناير كما هو ظاهر اليوم بأقوى ما يكون .. ليميز الله الخبيث من الطيب .. 

فما يُسميه البعض اليوم انقسام نسميه بالتمايز والتمييز فكل القصص تتحدث عن فريقان وفئتان وبعد أن تتراءى الفئتان يبدأ التمحيص بتبعاته المُزلزلة كما في قوله تعالى .. وليمحص الله الذين أمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين، ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون .. أل عمران 

فهذا التمحيص يأتي دائماً معه مجاهدة وجهاد " ببذل ما في الوسع" وصبر على هذا الجهاد وتلك المجاهدة أمام الموت الذي قال عنه البعض أنه أسمى أمانينا. ولكن البشارة قد أتت من شهداء الثورة في مذبحة الساجدين والمنصة ورمسيس وفض الاعتصام بالنهضة ورابعة بابتسامات الرضى والسرور تلك الابتسامات التي جاءات كرسائل إلهية على ثغور الشهداء لتكون تثبيتاً من عند الله وفأل وخير للأمة بنصر من الله وفتح قريب ورداً على فتاوى القتل التي استباحت دماء المسلمين. 

وصدق الله العظيم. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يُضيع أجر المحسنين، الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم. أل عمران هل لاحظتم الآيات الكريمة وكأنها قد تنزلت علينا لتصف الأحداث ثم هل لاحظتم ذكر الآيات لألفاظ الحياة والرزق والفرح والبشرى لمن ارتقى بل أن الكلمة الرزق قد جاءات بالفعل المضارع لتفيد الاستمرار وسبحان الله فهل بعد ذلك من شك في الطرف الذي معه الحق والطرف الذي هو على الباطل؟!!!

أيها السائل الكريم إن قريب بل أقرب مما تتصور أو تتوقع فأمره بين الكاف والنون فلا تشغل نفسك بالنصر ولكن اشغل نفسك بموقعك بين الحق والباطل وبما تفعله لنصرة للحق الذي تمثله كل شعارات الحرية والكرامة والقصاص العادل لدماء وارواح الشهداء والرغبة الصادقة في استعادة إرادة الشعب الذي تم الانقلاب عليه لصالح استمرار مسلسل الوصاية باسم حجة زائفة أطلقتها مجموعة من الخونة للتدليس على الناس تحت شعار "حماية الأمن القومي"  لتبرير القمع والعصف بالحريات والقتل والاعتقالات كل ذلك للمحافظة على الامتيازات ونهب الثروات من طبقة النخبة العسكرية الحاكمة لطبقة المستعبدين من أبناء الشعب على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والدينية والعرقية، 

وقد صدق هيتلر النازي عندما فضح استراتيجية العسكر عندما قال كلمته المشهورة " إذا أردت السيطرة على الناس.. فأخبرهم أنهم معرضون للخطر، ثم حذرهم أن أمنهم تحديد التهديد، ثم خون معارضيك وشكك في ولائهم ووطنيتهم" إلا أن النازي المصري أثبت تفوقه على أستاذه النازي الألماني بعدما أضاف لتلك الخلطة الجهنمية الكهنة المسلمين الذين خرجوا معه في مشهد الانقلاب والذين منحوه رخصة القتل بحجة الخروج على الحاكم وإجماع المسلمين وذلك لمراعاة الخصوصية الثقافية الإرهابية التي يمارسها الخونة من العسكر.. ولا ننسى الكهنة المسيحيين الذي أعتقد أن دورهم لم يقف عند دور الحشد في الشوارع والميادين والأيام القادمة ستكشف كامل الدور الذي لعبه ولا زال يلعبه كاهن الكنسية في مصر.
وبعد ما سبق، فيا باغي النصر أقبل لدحض الباطل وزهقه بإظهارك للحق. قال تعالى (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً.. الإسراء) فيا باغي النصر أقبل قم فكبر وانزل واحشد وشارك وأكتب وصور وانشر الحقيقة لتشارك في صناعة النصر الذي تبغيه فإن السماء لا تمطر ثورة وإن الأرض لا تنبت نصراً   

قال تعالى ( ألا إن لله ما في السموات والأرض، ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون، هو يُحيي ويُميت وإليه ترجعون، قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس .. وعد الله بالنصر ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) سورة محمد

فيا من تسأل عن النصر قم فأت به من عنان السماء قم وشارك ولو بشطر كلمة. ولو بشطر صورة.. وتأكد بأن الله لا يضيع أجر المحسنين وأنه سبحانه لا يُصلح عمل المفسدين.. قال تعالى وهنا لفتة قرآنية كريمة بأهمية القول فلا نستهين بالكلمة وآثرها في نفوس الناس حتى أن الله قد ربط سداد القول بصلاح العمل قال عز من قائل ..( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً. الأحزاب

فاجتهد لتكون من أهل سداد القول المصلحين ولا تكون من أهل فساد القول من المفسدين الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ( إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان) حديث صحيح.. لتحظى بوعد الله للمؤمنين لأي قصور في العمل  .. 

وفي الختام ..  ألا إن نصر الله قريب.. يا أيها الذين أمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تُفلحون..  يا أيها الذين أمنوا اصبروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ..والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
Share:

0 التعليقات:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف