الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الاثنين، يناير 18

ولازالت للقاهرة فرصة لفتح ليبيا… “سلماً لا حرباً”

 ولازالت للقاهرة فرصة لفتح ليبيا… “سلماً لا حرباً



 ولازالت للقاهرة فرصة لفتح ليبيا… “سلماً لا حرباً

ترك بوست

بقلم/ محمد صلاح الدين عبد ربه

للعُقلاء فقط .. أي صدام مباشر بين الدول الإسلامية “دولة ضد دولة أو دولة ضد عدة دول”هدر واستنزاف “ما وراء استراتيجي”لقوة الأمة الإسلامية، لأن أي مكسب بانتصار طرف على آخر هو خسارة على كل الوجوه، أعداء الأمة يتربصون ويدفعون لمزيد من الوقيعة بين مصر و تركيا.
مع الأسف في حال حدوث صدام من هذا القبيل الكل سيخسرمصر ستخسر وتركيا كذلك فلا رابح في صادم الأشقاء إلا الأعداء والأعدقاء..

أولاً: مصر ستخسر لأسباب عدة منها:

(1)مصر التي لم تخض حرباً حقيقية وأقدامها متعثرة في سيناء، ولا تستطيع مواجهة إثيوبيا سياسياً، لا يمكن لها أن تدخل حرباً تعلم مسبقاً أنها لن تكون على غرار سيناء في ظل وجود قوات مُدربة ومُسلحة بأحدث الأسلحة التركية المتطورة مثل قوات حكومة الوفاق الوطني، والتي تختلف كلية عن بضعة مقاتلين “يُطلق عليهم النظام المصري إرهابيين” ليس لديهم أي مقومات دعم عسكري لوجستي أو استراتيجي تسليحي وتدريبي كما لقوات حكومة الوفاق.

(2) مصر تدعم حفتر عسكرياً وسياسياً وإعلامياً ولوجيستياً بكل أنواع الدعم والتدريب العسكري، وحتى تسليحياً، وما الأسلحة التي وجدتها قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا إلا دليلاً دامغاً على هذا الدعم المصري لقوات حفتر، ومع ذلك صمدت قوات حكومة الوفاق صمود الصناديد الأبطال، واستطاعت أن توفر لنفسها حليفاً صادقاً وقويا وموثوقاً يُعتمد عليه مثل الحليف التركي القوي عسكرياً وتكنولوجياً، مما مكن قوات حكومة الوفاق الوطني من استخدام تكنولوجيا حروب المستقبل وتتفوق على قوات عسكرية متعددة الجنسيات منها قوات فرنسية وروسية على الأرض، مما يعني أن دخول مصر وحدها في عمل عسكري ضد قوات حكومة الوفاق، عملاً أقل ما يُقال فيه أنه مُتهور وغير محسوب العواقب، وكما قلت أي عمل عسكري بين الأشقاء هو هدر واستنزاف وخسارة لمقدرات الأمة كلها، لأنه يأتي خصماً من رصيد القوة لديها.

(3) ستخسر مصر من خلال إلقائها بجيشها في صحراء ليبيا الواسعة المترامية الأطراف، لتقاتل مُتوغلة على مسافة أكثر من ألف كيلو متر من الحدود المصرية، وهو توغل حتى في حال وجود الدعم اللوجيستي للقوات من أسلحة وذخائر ومعدات وصيانة وطعام وعلاج للجنود يُعتبر أمر بالغ التعقيد من جهة ومغامرة بائسة وعبث عسكري يُشبه العبث العسكري الذي حدث في حرب 1967 عندما تركت القوات بدون غطاء جوي لتقتلهم القوات الإسرائيلية من الأرض، و تصطادهم من السماء. وهو أيضاً أشبه بما حدث مع الجيش المصري في حرب 1973 عندما #الثغرة عندما تم الالتفاف على القوات المصرية ومحاصرتها في صحراء سيناء، وحول مسار الحرب بعد الانتصار الكبير الذي قامت به قوات الجيش المصري على العدو في العبور العظيم، واقتحام خط بارليف الحصين من جهة أخرى.

مع العلم بأن كل من يُلوح بالحرب أو يُهلل لها -من غير الساسة- كما يحدث في وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي هو إما غبي أو أحمق أو كلاهما معاً. أما الساسة فقط يُلوحوا بالحرب ويُهددوا ويكون هدفهم سياسياً بحتاً.

(4) مصر لا تتحمل أي مغامرة أو عملية عسكرية تمثل لها خسارة عسكرية في ظل أزمة سد النهضة، التي فوتت فيها الفرصة على نفسها سياسياً وعسكرياً الكثير والكثير حتى بنت إثيوبيا سدها وتحاول ملؤه والقاهرة عاجزة تماماً عن فعل أي شيء، ومن يعجز عن إدارة ملف بهذا الحجم، فهو على غيره أعجز. لذا فالحل لمصر هو فتح سبل وقنوات الحوار الاستراتيجي مع حكومة الوفاق الوطني، لضمان وحفظ أمن مصر القومي على غرار النموذج المصري الناجح في إدارة العلاقات مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، فالقاهرة تعتبر حركة حماس عدوة لها، وإسرائيل صديقة لها وهي تتعاون مع العدو والصديق في آن واحد معاً.

لذا فنقول لا تعتبروا حكومة الوفاق صديقة، واعتبروها عدوة كحركة حماس، ولكن مع الفارق، أن حركة حماس تظل حركة سياسية وجناح عسكري مُسلح، أما حكومة الوفاق فهي حكومة شرعية معترف بها دولياً من الأمم المُتحدة والنيتو ومجلس الأمن وأمريكا وجامعة الدول العربية، كما أن مصالح مصر التي هي أكبر من أن يتم تجاهلها والإلقاء بها مقابل عداوة سياسية سُرعان ما تتبدل مع الحكومة الشرعية ومنها وجود أكثر من مليون ونصف عامل في ليبيا.

ثانياً: تركيا ستخسر وإن كسبت

(1) أول وأهم شيء ستخسره تركيا حتى ولو كسبت الحرب وهو أمر لا أظن تركيا تتهور لتدخل فيه، فتركيا تتمتع بخبرة سياسية دولية كبيرة، ولديها حساباتها التي تقوم بها بصورة دقيقة للغاية، كما أننا تتمتع بالمرونة والبرغماتية السياسية يجعلها لا تقع في مثل هذا التهور العسكري، ومع ذلك فإن حدث لاقدر الله ستكون أكبر خسارة لتركيا هي خسارة مصر، فمصر بالنسبة لتركيا الدولة القوية التي تمثل سنداً لها كشعب وأمة في مقابل العالم أجمع. كما أن حدثاً مثل هذا سيخرج الأمور عن السيطرة، من خلاف مع نظام سياسي إلى خلاف على مستوى الشعوب، وهو أمر كما قلت الكل خاسر فيه.

(2) تركيا ستخسر قطاعات شعبية كبيرة من الشعوب العربية التي لها ارتباط عاطفي وتاريخي مع مصر وشعبها، قطاعات لا علاقة لها بمن يحكم مصر، ولكن لها علاقة بمصر وجدانياً ونفسياً، وبالتالي يُعطي ذلك المبرر للأنظمة المُناوءة لتركيا لاتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية ودبلوماسية عدائية، وربما أمور أخرى لا تظهر على السطح الآن.

وكل ذكر لمصر ينطبق على تركيا أيضاً “مع الفارق”، فإذا ما دخلت في حرب مع مصر وكانت مهزومة، فمصر ستكون قد كسبت معركة أو حرباً ولكنها ستكون قد خسرت تركيا الدولة والشعب، وما أدراك تركيا وقوة تركيا، كقوة حليفة وشقيقة مُساندة وموثوقة ومخلصة لمصر وشعب مصر، مما سُعتبر إضعافاً لقوة مصر وموقفها الإقليمي والدولي “فيما وراء الاستراتيجي” إن صح التعبير، وما ينبغي أن يعلمه الجميع أن الحرب بين الأشقاء الكل سيكون فيها خاسر وأكبر الخاسرين ستكون شعوب الأمة.

وعلى الجميع أن يُدرك أن الحربُ ليست نزهة، ولا يتمناها أحد لشعبه، واستنزاف الحلول السياسية والدبلوماسية على غرار ما تفعله مصر مع إثيوبيا، هو أصوب خيار تقوم بها القاهرة مع طرابلس، فليبيا أقرب جغرافياً وسياسياً قلبياً لمصر وشعبها من إثيوبيا، وما يجمعنا مع ليبيا من دين ولغة وقيم أكبر بكثير من أن يُفرقنا حتى ولو كان النفط والغاز وإعادة الإعمار.

على القاهرة أن تعترف بخسارة الرهان على حفتر، وأن تُدرك أن معركة “سرت والجُفرة” محسومة سلفاً، وأن التورط المصري لن يقدم أو يؤخر شيئاً، فأي تدخل مصري لن يكون متوافقاً مع القانون الدولي، كما ذكرت في مقال سابق، وقوة العقيدة القتالية لدى قوات الوفاق التي لديها المبررات الشرعية والأخلاقية للدفاع عن أرضها، ستكون كما كانت القوة الدافعة لجنودها على الأرض في أي عمل عسكري وهو ما لا يتوفر للقوات المُهاجمة المُتمردة المُعتدية.

ومع الأسف ستعتبر مصر قوة اعتداء واستعمار تجب مقاومته شرعياً ودولياً بحسب القانون الدولي، وهو ما سيجعل الجنود المصريين على الأرض الليبية أضعف من أشقائهم الليبيين، إذا قررت مصر -لا قدر الله- دخول المُستنقع الليبي غير المعلوم جغرافياً للجنود المصريين، واسألوا مُرتزقة حفتر من فاغنر الروس، وجنجاويد السودان، ومن تشاديين وغيرهم من أوروبا الشرقية عن ذلك ليُخبروكم بالأهوال التي واجهوها، والدرس المُستفاد هنا هو: “أن جندي العقيدة أقوى بكثير من جندي المهمة العسكرية الذي ينفذ الأوامر لتحقيق ما تقول له قيادته السياسية بأنه مصلحة أو أمن قومي هو لا يشعر به.”

إذاً.. فإذا ما قررت حكومة الوفاق الدخول إليها حرباً، وما يوقفها عند الدخول الآن ليس القوة العسكرية لقوات حفتر كما تعلم مصر، فلقد تشكلت غرفة عمليات أخرى غير غرفة عمليات حفتر، بحسب الناطق الرسمي باسم قوات المتمردين الحفاترة، ومن يُديرها هم الروس وربما معهم مستشارين عرب وفرنسيين.
ما يوقف حكومة الوفاق هي المعايير، فهم يُفضلون أن يدخلوا إلى سرت والجفرة كما دخلوا “قاعدة الوطية الجوية وترهونة وبني الوليد في الغرب الليبي”، بلا تدمير لأنهم يخشون على بلادهم، فهم ليسوا بقوة استعمار تدمر مدينة الرقة السورية كما فعلت قوات التحالف ضد داعش، وكما فعلت أمريكا في العراق.

لذا فالحل العاقل للقاهرة هو فتح قنوات اتصال مباشر أو غير مباشر مع طرابلس من جهة ومع أنقرة من جهة أخرى أو من نفس قناة طرابلس وهذا خيار ممكن ومُتاح وستجد القاهرة أبواب الحلف الليبي التركي لها مُشرعة الأبواب، وسيتم أخذ الأمن القومي المصري بعين الاعتبار من خلال الحوار لا الحرب أو التهديد بها، وهذا أفضل لجميع الأطراف.

 المصدر: ترك بوست

Share:

0 التعليقات:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف