ضرب "سد النهضة" هل هو "ضرورة وحتمية"
أم أنه "وجد ليبقى" ؟!!
بقلم/ محمد صلاح الدين عبد ربه
نعم ضرب السد أو تعطيله "بالحد الأدنى" حتى يتم الاتفاق مع إثيوبيا هو ضرورة ولكن كما ترون في الصورة المألوفة لدى البعض أدناه ..
تعاني قرى كثيرة من نقص المياه في بلد على وشكل أن يوجه أخطر كارثة إنسانية في تاريخه (سد النهضة) ..
البعض يقول : إن الحل العسكري حل حتمي للقضاء على السد الذي يحاصر مصر من الجنوب ويمنع تدفق المياه إليها ..
وهو كذلك فعلاً لو أن من يحكم مصر حاكم مدني ..
أما وأن من يحكم مصر حاكم "بخلفية عسكرية" فلن تكون هناك عملية لضرب السد ولا يحزنون...
هل تعلمون لماذا؟
لأن السد وجد ليبقى ..
وأن بناء السد جزء من سلسلة من الإجراءات التي جاء الانقلاب العسكري في مصر للقيام بها
هذه هي الخطة ، ولا عزاء للأغبياء منا ...
سيدفع الشعب المصري ثمن "الشرعية السياسية الضائعة" التي حرضنا عليها الرئيس الراحل محمد مرسي رحمه الله تعالى ، أوعوا الشرعية تتسرق منكم، حافظوا على الشرعية ، الشرعية ثمنها حياتي، وغادر وهو صادق موفي بوعده وكلمته ..
تاركاً الأمانة فخانها الكثير
ممن يتبعون أهوائهم السياسية والأيديولوجية، ممن أرادوا التغيير بصناديق الذخيرة بدلاً من صناديق الانتخاب، تريدون حكم العسكر بدلاً من الحكم الديمقراطي الذي يقول فيه الشعب كلمته بإرادة حرة ، إذاً فعليكم دفع الثمن ..
لقد قال قالها مالك بن نبي : "الأفكار التي تتعرض للخيانة تنتقم لنفسها".
والشرعية فكرة، والانتخاب فكرة ، والديمقراطية فكرة، والحوار عند الاختلاف فكرة ، والسياسية التي ماتت فكرة والإصلاح فكرة، تستمر بالمساءلة والمحاسبة بشفافية، وقبول الآخر وعدم تخوينه ونزع الوطنية بل والإنسانية عنه فكرة ..
وكل هذه الأفكار وغيرها تمت خيانتها ، فتخيلوا كم الأفكار التي ستنتقم من الشعب المصري كله " من رضي ورقص وطبل ، ومن صمت خوفاً " الكل عند انتقام الأفكار سواء ..
ولعل "كارثة سد النهضة" ومخاوف فقدان "النيل" ، هي أحد أشكال انتقام الأفكار بصورة أو بأخرى، فلا مصر ستُحارب ولا السد سينتهي ، والأمور في أحسن الأحوال ستنتهي بوساطة إقليمية من الحليف الصهيوني للنظام في مصر، بعد أن يكون أعداء مصر قد وضعوها رهينة لهم و لإرادتهم السياسية ، بعد أن تم التحكم في مصر استراتيجياً ، يعني كل عام وأنتم بخير..
فإن كنتم تظنون بالأمس أن لديكم استقلال - وهو محض وهم لأنه استقلال صوري - فغداً لن يكون لكم أي استقلال لأن مصر بجلالة قدرها ستكون تحت رحمة دولة مثل إثيوبيا ، ليعلم القاصي والداني أن القوة ، ليست بعدد الطائرات ولا بكثرة القطع البحرية في الأسطول الحربي، ولا بتعداد الجيوش، القوة في الإرادة السياسية التي تأتي في إطار ديمقراطي تمكنك من امتلاك قرار الحرب، والسلم.
أما الآن فلا نحن نمتلك قرار الحرب، ولا حتى قرار السلم ، وكما قال جو بايدين ، إن المنطقة لن تنعم بالسلام دون أن تقر وتعترف بحق إسرائيل في الحياة.
سيقول قائل وما علاقة ذلك بسد النهضة ، أقول له، إن حديثي هو عن الأفكار، والفكرة هي أنك لن تنعم بالسلام الحقيقي وأنت لا تمتلك قرار الحرب كما امتلكته حركة عسكرية لا تقارن بمقاييس الجيوش الحديثة التي تمتلك ترسانات من الأسلحة الضخمة.
وببساطة ..
فإن رؤيتي للأمور على النحو التالي :
لقد جاء الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 على خلفية انقلاب مدني على الثورة والديقراطية في 30 يونية 2013 لمنع استقلال مصر وحتى لا تتقارب مع تركيا وليبيا والسودان وغزة فتشكل حلفاً خانقاً ضد الكيان الصهيوني.
لذا قامت دولة الإمارات المتصهينة -مع احترامي للشعب الإماراتي- بقيادة الثورة المضادة ، ليتم ترتيب المنطقة بما يخدم الرؤية الصهيونية ، لتحقيق التطبيع كمقدمة لانضواء المنطقة كلها تحت الهيمنة الصهيونية تميهداً لفتح أسواق الشرق الأوسط للبضائع والصناعات الإسرائيلية التي تحتاج إسرائيل إليها ، إضافة إلى المشاريع الاستراتيجية الأخرى مثل، قناة بن جوريون ومثل أنبوب الغاز الذي ضربته المقاومة مؤخراً في عسقلان، ومثل تسيلم جزيرتي #تيران_وصنافير للسعودية لتسهيل مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر
فهل تظنون أنهم سيتخلون عن باقي الترتيبات لأجل أن يشرب بضعة ملايين من المصريين من مياه النيل؟!!
مع الأسف .. الجيش المصري لن يُحارب (أتمنى أن أكون مخطئاً، وسأحييه إذا حارب لأجل شعب مصر ونيلها وسأدعمه في تلك الحرب، فهو في النهاية جيش بلدي وإن أخطأ في الانقلاب على الديمقراطية"ووقع في جريمة تعطيل العمل بدستور مُستفتى عليه شعبياً وازاحة أول حكم مدني من الشعب" ليحكم ويتحكم في الاقتصاد) ..