لماذا يحرص الانقلاب على أسر المعارضين أقصد اعتقالهم
لا لا أقصد القبض عليهم في جرائم جنائية وليست سياسية؟
بقلم / محمد صلاح الدين
الانقلابيين لا يلعبون هم يُدركون خطورة الموقف وأن أي أخطاء سيكون ثمنها حياتهم لذا فهم يستخدمون ورقة الاعتقال بكل قسوة لتحقيق مايلي..
1- اظهار القوة والبطش لإحداث الردع الأمني
لدى جموع المصريين من غير المؤدلجين على أمل توقف التظاهرات وهذا لم يحدث حتى الأن بل لازالت مشاركة الشباب المصري بكثافة عددية ونوعية من مختلف المحافظات والمناطق عكست تحدى كبير وإرادة لكسر حظر التجوال في جميع المحافظات وفي كل ليلة ولعل الحرص على تسريب أخبار الاعتقال والمطاردات ثم التصوير مع تلك القيادات وتسريب تلك الفيديوهات والصور يؤكد الرغبة في ظهور الانقلابيين بمظهر المُسيطر المنتصر لصناعة نصراً زائفاً لم ولن يتم بإذن الله.
2- شل حركة القيادات التنظيمية المؤثرة لتحقيق هدفان:
الهدف الأول: هو التأثير على جسم التنظيم الإخواني أو المعارضة المُحزبة من القيادات والرموز لإضعاف الحراك الثوري وهذا لم يحدث بل الحراك في ازدياد أيضاً.
الهدف الثاني: هو المساومة على هذه القيادات في مقابل قيادات الانقلاب في حال ما فشل الانقلاب بحيث يكونوا ورقة أخيرة يلعب بها الانقلابيين عند التفاوض.
3- تشويه صور تلك القيادات وتلويث سمعتها لإزاحتها من المشاركة في العملية السياسية في حال ما نجح الانقلاب كما يأملون.
وكما يقال ومن مأمنه يُأتى الحذر .. حيث لم ينتبه الانقلابيين إلى أنهم بعتقالهم القيادات قد حرروا التنظيم من عبئ تكتيكي كبير في التأمين والدعم اللوجسيتي لتلك القيادات من جهة ومن جهة أخرى أنهم أي الانقلابيين قد فقدوا ميزة هامة جداً وهي القدرة على التبؤ بخطوات المعارضين لأن كل من على الساحة من القيادات تقريباً معروف وقد تم دراسة شخصياتهم وما يفكروا فيه أو يقدموا عليه
أما الآن فسيتم تقديم قيادات ميدانية جديدة ربما يكون أغلبها غير معلوم وبالتالي يفقد الانقلاب ميزة قراءة الخصم بينما تتحول هذه الميزة إلى المعارضين من التحالف الوطني بمكوناته وهنا تكمن عدة مفاجئات في الأفكار إضافة إلى أن الدماء الجديدة التي سيتم الدفع بها ستجدد الروح وتقوي الاتجاه الثوري بعيداً عن الاتجاه المحافظ المعتاد.
كما أن الانقلاب قد حول هؤلاء المعتقلين إلى أبطال حقيقيين لدى معظم أبناء الشعب المصري الحر.
وعليه أرى أنه كما يقول المثل الصيني أن كل أزمة هي فرصة .. وكما قال الله تعالى .. لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير ..
وأعتقد أننا بصدد فرص جديدة منها :
1- افراز قيادات شبابية حركية ثورية جديدة.
2- أخذ زمام المبادرة الثورية والمبادئة من الانقلابين ووضعهم في موضوع ردة الفعل "اعتقد أننا بصدد تشكيل مجلس ثوري سيمثل ضغط كبير على الانقلابيين".
3- تحول المعتقلين من رموز سياسية إلى زعامات وطنية وهذا أمر ليس بالهين.
4- راحة تلك القيادات من هم وعبئ العمل الوطني الحركي وضغوط الحياة السياسية وهم قيادات التظاهرات مما يحفظهم لنا بإذن الله للمرحلة القادمة بعيداً عن تعرضهم للمخاطر في حال قيادتهم للتظاهرات الميدانية مع وجود القناصة.
والخلاصة أن الانقلاب مُرتبك ويتبع ذات الفكر التقليدي العقيم الذي كان ربما يصلح قبل نحو نصف قرن من الزمان أما الآن فقد خسر الانقلاب المعركة بالنقاط وبقيت له الضربة القاضية من الله.. ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
0 التعليقات:
إرسال تعليق