بتقديري المتواضع أن إدارة بايدين ستقوم بعملية ترويض للنظام والمعارضة على حد سواء للمحافظة على كليهما كورقتين بيدها.
ليس على قاعدة الحل.. فأمريكا لا تحل أزمة ولكن تُديرها بما يحقق مصالحها.
ومصلحة أمريكا مع :
النظام لحماية أمن إسرائيل وغـيرهها من المصالح الاستراتيجية التي تقدمها مصر لأمريكا والغرب
و مع
المعارضة للضغط على النظام من أجل تخفيف القبضة وربما السماح بخروج بعض المساجين والسماح لهم بالعودة التدريجية الرمزية للحياة الإعلامية وربما أقول ربما الحياة السياسية من الأبواب الخلفية.
فمن من مصلحة أمريكا ألا يزيد النظام في القمع فتخرخ الأمور عن السيطرة بصورة مفاجئة كما حدث في 25 يناير2011 فيؤذي نفسه، وأمريكا لا تريد للأنظمة التابعة لها (الحليفة) أن تؤذي نفسها بطبيعة الحال.
لذا فهي ستضغط لترويضه وجعل القمع في مستويات مقبولة لا تمثل إحراجاً لها.
وفي نفس الوقت ستروض المعارضة من خلال تخفيف الضغط عليها، ومحاولة تقريب بعض رموزها والتضييق على بعض رموز النظام ممن انتهت صلاحياتهم مثل الببلاوي لتبقى المعارضة في الحضن الأمريكي ولا تعرض المصالح الأمريكية للخطر، إذا ما تغيرت الظروف واضطرت أمريكا لدعم المعارضة تحت أي ظرف من الظروف، سواء بإشراكهم في النظام جزئياً يعني معارضة مستأنسة، أو أي تغيير طارئ كما ذكرت أعلاه..
يعني أمريكا كدولة المركز الرئيسية التي تقود العالم هي من تملك زمام الأمور وتعمل على ضبط الإيقاع الداخلي في الدول التابعة (الحليفة) لها.
المشكلة أن المعارضة ليس أمامها خيارات فهي ما بين البقاء في آتون القمع الوحشي غير المسبوق، أو القبول بقدر معين من الاستخدام لتحقيق المصالح الأمريكية، وإلا فإطلاق الوحش عليها مرة أخرى أو الحصار والمروق خارج السيطرة الأمريكية وهو ما سيكون له تبعاته.
بعكس النظام الذي أمامه خيرات أكثر حتى وإن قدم تنازلات فهي لن تكون تنازلات وجودية بالنسبة له، ولكن المعارضة ستكون تنازلاتها وجودية لأنها تمس المصداقية.
لذا يجب على المعارضة أن تعيد بناء نفسها على قاعدة (قوتنا في وحدتنا) ولا تجعل من نفسها ورقة في أيدي أمريكا بقدر ما تكون البديل الشعبي الذي لا يمكن لأمريكا أن ترفضه وإن لم تقبله أيضاً، وهذا يتطلب قوة شعبية كبيرة أو حالة ثورية لتفرض المعارضة نفسها على أي سيناريو مستقبلي.
والله أعلى وأعلم
0 التعليقات:
إرسال تعليق