خبر لم يتوقف عنده الكثير من الناس
وخاصة المصريين!!!
بقلم/ محمد صلاح
خبر لم يتوقف عنده الكثير من الناس وخاصة المصريين!!!
عندما تعلم أن ثلاث دول إسلامية كبرى قد عقدت
أول اجتماع لها للدفاع في العاصمة السعودية الرياض بتاريخ 24 أغسطس الماضي، وقد
نشرت وكالة الأناضول الخبر تحت عنوان: التركية الباكستانية تعقد أول اجتماعاتها في العاصمة السعودية الرياض، لبحث سبل
تعزيز التعاون الدفاعي. حيث أشارت الأناضول إلى أن الوفود
المشاركة عقدت عقب الاجتماع مجموعات عمل ثنائية خاصة.
وتناول اجتماع مجموعة العمل السعودية-التركية خارطة
الطريق المتعلقة بالتعاون في مجال الصناعات الدفاعية، ونقل التكنولوجيا
وتوطينها، وتطوير البحث العلمي.
السؤال: أين مصر وأين الجيش المصري؟
لماذا لم يحضر أو يدعى أحد أكبر وأقوى جيوش
العالم لهذا الاجتماع؟ أو لماذا لم يدعى أي مسؤول مصري رسمي من الهيئة العربية
للتصنيع المصرية لاجتماع استراتيجي هام مثل هذا؟
أعتقد أن المصريين لديهم الإجابة أكثر من
السعوديين فضلًا عن الأتراك أو الباكستانيين..
ومع ذلك فسأحاول أن مشاركة ما فهمته من هذا التحرك
الاستراتيجي الكبير في المنطقة والإقليم..
١.التحدي
الأمني اليوم هو التحدي الأول لدول المنطقة.
٢.الولايات
المتحدة باتت تتحكم في الدول من خلال تسليع الأمن (المعلومات، والأسلحة
والتكنولوجيا...).
٣.السعودية
تسعى وبوضوح ليكون لها مكانة إقليمية وعالمية كبيرة، ولن يتحقق لها ذلك إلا من
خلال امتلاك سلاح الأمن بكل أبعاده حتى لا تخضع المملكة لابتزاز الولايات المتحدة
الأمريكية.
٤.تركيا
تخوض صراع استقلال مرير ومعركة تحرر استراتيجي كبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية
والغرب عمومًا وقطعت أشواطًا بعيدة في مشروع تطوير الصناعات الدفاعية وامتلكت مجمع
صناعي ضخم أصبح حديث العالم أجمع في مختلف القطاعات العسكرية خاصة :
•
تكنولوجيا
المسيرات.
•
صناعات
السفن وحاملات الطائرات.
•
تكنولوجيا
منظومات التشويش الإلكتروني.
•
تكنولوجيا
منظومات الدفاع الصاروخي الأكثر تطورا.
•
صناعات
طائرات الجو التدريبية والمقاتلات الخفيفة والآن مشروع المقابلة خان من الجيل
الخامس.
وغيرها من المشاريع المستقبلية الهامة في شتى
المجالات الفضائية والجوية والبحرية والبرية وخاصة أنظمة الحرب الالكترونية.
فوجود الأتراك إلى جانب أشقائهم السعوديين أمر
طبيعي ، خاصة عندما تلتقي وتتكامل القدرات المالية للمملكة مع القدرات التكنولوجية
التركية وكذلك الباكستانية (النووية) التي لها باع في تصنيع الطائرات والصواريخ
بعيدة المدى.
هذا بالنسبة للثلاثي أعضاء الاجتماع الأمني
الاستراتيجي أما لماذا لم تدى مصر وجيشها فهذا يرجع للوضع في مصر اليوم!!
اللجنة الثلاثية لكل من أعضائها ما يُمكن أن
يقدمه على طريق التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، ونقل التكنولوجيا
وتوطينها، وتطوير البحث العلمي.
أما مصر الكبيرة صاحبة الحضارية العظيمة
والقدرات الكبيرة ، فهي اليوم تُعاني مُعاناة كبيرة
فلا إمكانيات مالية، ولا قدرات تكنولوجية،
بالإضافة إلى ضعف الوزن الاستراتيجي المصري بعدما تحكمت إثيوبيا في نهر النيل،
وظهرت مصر عاجزة عن الدفاع عن أمنها المائي أمام شعبها وشعوب المنطقة والعالم أجمع.
إن مصر التي انشغلت أو شغلت نفسها بمحاربة ما
يسمى بالإرهاب ، وجدت نفسها أمام أصوات ترفع نبرتها بالمظلومية من أهالي مصر البدو
في سيناء والسلوم وغيرها.
وكنتيجة
لانشغال الجيش المصري بالسياسة والاقتصاد والاعلام والمشاريع التجارية، كان من
الطبيعي الإبتعاد عن وظائفة الأمنية لحماية أمن مصر القومي بكل أبعاده، ومن أهمها توطين
وترسيخ وتركيز الصناعات الدفاعية كما فعلت تركيا على مدار السنوات التي تلت انقلاب
٢٠١٦بدلًا من
الاهتمام بمشاريع البنية التحتية وبناء المدن السكنية وغيرها والتي كان يُمكن لأي مؤسسة
مدنية القيام به بدلًا من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
ونتيجة لذلك أيضًا ذهب البرهان إلى أنقرة
للحصول على دعم عسكري وسياسي في حربه ضد مليشيا الدعم السريع، ولم يطلب ذلك من
القاهرة كمؤشر إضافي على الضعف وتراجع الدور والتأثير والوزن الاستراتيجي المصري
في وادي النيل خاصة والإقليم عامة.
والشواهد أكثر من أن تحصى على الضعف والتراجع ...
وعليه
فجمع السعودية لتركيا وباكستان فقط هو أمر طبيعي وإضافة للقدرات السعودية، في
مواجهة إيران وابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية، فلا مكان على الطاولة إلا للتعاون والتكامل
والندية ومصر اليوم ليست ندًا لأي من دول المنطقة بل أصبحت تابعًا تطلب الدعم من
الأشقاء الذين يرونها اليوم وبإقرار كبار مسئولي الدولة المصرية أنها أصبحت عبئ
وأنها غير قادرة على النهوض مرة أخرى.
وهذه خسارة استراتيجية كبيرة للعرب والخليج كما أنها
خسارة للشعب المصري صاحب التاريخ العريق.
فهل من يتدارك لمصر مكانتها وهيبتها ويُعيدها
لموقع الندية كمقدمة أولية وخطوة أولى على طريق الريادة والقيادة مرة أخرى؟