النموذج المصري ..الثيوبلطعسكرطية!!
وتبقى مصر متميزة لا تقلد أحداً لهذا فهي تبتكر نموذجها الخاص للدولة
بقلم / محمد صلاح الدين
كنت أعتقد بالخطأ أن أسوأ أنواع الدول هي الدولة البوليسية لأنها تعتمد على القمع وكبت الحريات، ثم اكتشفت أنني مخطئ لأن الأسوأ من الدولة البوليسية هي الدولة العسكرية لأنها تضيف التخوين وتبيح القتل لكل المخالفين وتحول المجتمع المدني إلى معسكر كبير، ثم اكتشفت أنني مخطئا مرة أخرى لأن الأسوأ من الدولة العسكرية هي الدولة المخابراتية التي تبحث في النوايا وتتهمك وتحكم عليك بما في نفسك قبل أن تفكر فيه ثم اكتشفت أنها الدولة الانقلابية التي تلغي الشرعية وتنهي الديمقراطية تحت شعار .. ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.
ثم اكتشفت أنني كنت مخطئاً أيضاً في ذلك لأن أسوء أنواع الدول هي " الدولة البلطجية " التي لا تستند لقوة الشرعية بل تستند لشرعية القوة والتي يكون فيها البلطجي هو الدستور و القانون والحكومة والقضاء والإعلام والأمن والإعلام بل والثقافة والفن، غير أني اكتشفت مؤخراً بأن الدولة الأسوأ هي الدولة " الثيوبلطعسكرطية!! " وهي دولة مكونه من أسوء العناصر التي يمكن أن تتكون منها الدولة على الإطلاق فهي دولة تضم في أحشائها أسوء ما يمكن أن يجتمع في كيان واحد بغيض
فأما مكون الثيو.. فهو نسبة للدولة الثيوقراطية في العصور الوسطى دولة رجال الدين التي كانت تتحكم في المشهد ولكن بما أننا في القرن الحادي والعشرين فقد تطور دور رجال الدين " الكهنة " فتحول من دور حاكم إلى دور مساعد ومبرر للحكم فنجد بابا النصارى يشكر بالتلاته للقتل وبابا الأزهر يطالب المتظاهريين بالتعاون مع رجال الشرطة والجيش دون أن يدين أو يستنكر المذابح التي أدانها بابا الفاتيكان!!.
وأما مكون.. " بلط " فهو نسبة للبلطجية الذي تم تكوينهم من الدولة لتطلقهم ليقوموا بالأعمال القذرة في حق المصريين.
وأما مكون .. " عسكر" فهو نسبة للدولة العسكرية التي تحكم بالحديد والنار والذين يستخدمون فيها أسلحة الشعب لقتله وقهره وسحق كرامته وكسر إرادته.
وأما مكون " طيه " فهو نسبة لأخر ثلاثة أحرف من كلمة ديمقراطية والتي لن تعرفها الشعوب إلا بعدسات الكاميرات التي ستصور عملية الانتخابات وتعد وتفرز وتعلن النتائج في نشرات الأخبار دون أن يصوت الشعب أو بعد أن يتم تزوير إرادته لتوافق إرادة وهوى الحكام.
إنها الدولة الأسوأ على الإطلاق لا لأنها دولة لا تغتال الحريات بتكميم الأفواه، بل تغلق الأفواه بقتل الأرواح ، إنها دولة قاتلة همجية بربرية رجعية فاشية " الثيوبلطعسكرطية!! "متخلفة دولة يبيح فيها الكهنة من المسلمين والنصارى كل شيء باسم تلك الدولة الملعونه فيحرفون فيها الكلم عن مواضعه للحاكم دولة يكون فيها البلطجي أفضل من المُلتزم وتكون فيها الراقصة والغانية أفضل من المرأة العفيفة طبيبة أو مهندسة أو مدرسة.
مع الأسف يا سادة هذا ما نحن بصدده الآن دولة " بلطجية " ولدت نتاج زواج سفاح بين مؤسسات الدولة والانقلاب الدامي الذي قام به العسكر وكاهن الأزهر وكاهن الكنيسة ورموز العلمانية في مصر.
دولة قاتلة على الهوية دولة كارهة للإيمان محاربة للإسلام تتحجج بالقضاء على الإرهاب بينما هي دولة راعية لهذا الإرهاب. إنها دولة الإرهاب الأسود التي تتبنى منهج البلطجة ، دولة اللادستور , اللاقانون, اللاعدالة.. اللاضمير , اللاأخلاق ,اللاحرية .. بل اللاإنسانية. دولة مجرمة بكل ما تحمله الألفاظ من معاني.
ولكن الأمل في الله تعالى ثم في هذه الثلة المؤمنة الحرة الطاهرة من المصريين وشباب المصريين رجالاً ونساءً الذين خرجوا بالملايين وكشفوا الوجه القبيح لهذا الانقلاب الدموي وفضحوا صورته الفتوشوبية المفبركة التي سعى الانقلاب الدموي لتصديرها للعالم على أمل التستر خلفها حتى يتم تمرير مشروع دولته الفاسدة، ولكن يأبى الله إلا أن يحق الحق بكلماته قال تعالى في سورة آل عمران.. ( قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿١٣٧﴾ هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٨﴾ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٣٩﴾ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿١٤٠﴾ .
وصدق الله العظيم. هذا بيان للناس وهدى موعظة للمتقين. فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون بالإيمان الذي أكرمكم الله به في صدوركم والذي يفرق به بينكم وبين أهل الفسق والفجور فلا تحزنوا لما أصابكم لأن الله يواسيكم ويقول لكم لا تحزنوا إنه معكم يسمع ويرى فلا تظنوا أن ما بكم من قرح وأذى يطالكم أنتم وحدكم بل لكل قرحه ولكل آذاه ومن الأذى الذي يناله الفاسقين والظالمين هو سقوط المساحيق التي كانوا يتزينون بها لإخفاء حقيقة وجهوهم السوداء الكالحة وقلوبهم الحاقدة الكارهة للإسلام والمسلمين.
ولكن أبشروا فالأرض لله يورثها من يشاء من عباده العاقبة للمتقين، فالأمة التي يتخذ الله منها الشهداء أمة حية صادقة ماضية غير مبالية على طريق النصر ولأنها كذلك كان يجب عليها أن تمر بمحطة رئيسية وعلامة فارقة على الطريق وهي محطة التمحيص قال تعالى ( وَلِيُمَحِّصَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴿١٤١﴾ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴿١٤٢﴾ وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴿١٤٣﴾ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٤﴾
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٥﴾ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴿١٤٦﴾ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿١٤٧﴾ فَآتَاهُمُ اللَّـهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٤٨﴾ أل عمران
وفي الختام البشرى فإن كان قد ظهر فينا فرعون وقومه الفاسقين الذي قال الله فيهم " فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين " وقد ظهر فينا من يقف أمام الفرعون والفاسقين معاً مضحين بأرواحهم بالمئات والآلاف. إذاً فنحن على موعد مع نصر من الله وفتح قريب بإذن الله ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=632029933508661&set=a.111311398913853.6298.100001049805104&type=1&theater
0 التعليقات:
إرسال تعليق