الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الأحد، فبراير 7

صراع على ضفاف البوسفور .. بين "تركيا القديمة" و"تركيا الجديدة"..!!

 صراع على ضفاف البوسفور ..

بين "تركيا القديمة" و"تركيا الجديدة"..!!


بقلم/ محمد صلاح الدين عبد ربه

 

يتسائل البعض ماذا يحدث في تركيا منذ بضعة أيام هل هناك تظاهرات فعلاً؟

 وما هي أسباب تلك التظاهرات التي بدأ صداها يرتفع حتى وصل إلى خارج تركيا؟

و لماذا اندلعت؟


والإجابة هي : نعم

نعم.. هناك تظاهرات اندلعت في إحدى الجامعات التركية رافضة لقرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتعيين أحد الموالين لحزب العدالة والتنمية رئيساً لإحدى الجامعات التركية العريقة وهي جامعة البوسفور (بوغازجيباللغة التركية، وهي جامعة من أعرق وأقدم الجامعات التركية حيث تأسست في عام 1863 في الفترة الأخيرة من عهد الدولة العثمانية، وتعتبر أول مؤسسة تعليمية "أمريكية تم إنشاؤها خارج الولايات المتحدة الأمريكية"، وهي تُدرس باللغة الإنجليزية، لذا فهي تُخرج جزء كبير من نُخبة النخبة في البلاد في العديد من المجالات وقطاعات الدولة الرسمية والخاصة.

حيث قام الطلبة بالتظاهر مدعومين من أحزاب المعارضة رفضاً للرئيس الجديد للجامعة الجديد والمعين من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفق الدستور والنظام الرئاسي المُستفتى عليه من الشعب التركي والذي يمنح الرئيس حقاً في تعيين رؤساء الجامعات، على غير ما كان في السابق وذلك حرصاً على أن تتناغم السياسية التعليمية للدولة مع سياسية الجامعات ولا يكون هناك أي تعارض بما يملكه رئيس الجامعة من صلاحيات واسعة داخل الجامعة بحكم القانون.

لذا اختار الرئيس التركي تعيين للدكتورمليح بولو (50 عاما) الحاصل على دكتوراه في إدارة الأعمال لرئاسة جامعة البوسفور (بوغازجي)  لقربه من حزب العدالة والتنمية حيث ترشح بولو للبرلمان عام 2015 على قوائم حزب العدالة والتنمية الحاكم، ولكن لأنه من خارج جامعة البوسفور (بوغازجي) فقد استغل الطُلاب ومن ورائهم تلك الذريعة لرفض القرار والتظاهر ضده، مُطالبين بأن يكون الرئيس الجديد للجامعة من داخل الجامعة، حيث كان يتم قبل ذلك بالانتخاب من الهيئة العلمية داخل الجامعة.

 

مما يعني تحصين الجامعة أو جعلها كالحصن لا أحد يدخل إليها ولا أحد يخرج منها إلا وفق ما تراه الجامعة لنفسها، وهنا تجدر الإشارة إلى الصلاحيات الواسعة لرئيس الجامعة وخطورة هذا المنصب حيث يُمكن لرئيس الجامعة "السماح" أو "عدم السماح" للمحجبات بالدخول إلى الجامعة.

 

  صراع سياسي أم صراع قيم؟

 

لذا فهناك خشية من الطلبة (المُنتمين للتيار اليساري) بالجامعة -والتي تعتبر معقلاً رئيسياً لهم- من أن يتم المساس بأفكارهم أو يتم التأثيرعلى نمط حياتهم الجامعية المُتغربنة التي اعتادوا عليها. وذلك في ظل الصلاحيات الواسعة التي يمتلكها رئيس الجامعة، والتي تُمكنه من وضع سياسات إدارية وتعليمية وإرساء التقاليد والقيم الأخلاقية التركية الأصيلة التي لا تتعارض مع قيم الإٍسلام الحنيف بل تعتز به، وبالتالي يتم الحد من تطرف تلك الأفكار العلمانية المُتغربنة والتي وأثرها على عقول ونفوس الطُلاب من المؤدلجين ومن غير المؤدلجين بالجامعة (والتي عانت تركيا منها لعقود طويلة قبل حزب العدالة والتنمية الذي صعد للحكم في العام 2002 )، والتي لا تقف عند حدود رفض قيم الإسلام ومقدساته بل تتجاوز لإهانة تلك المقدسات دون خشية من المُحاسبة من الجامعة أو الدولة.

 

وقد ظهر ذلك واضحاً خلال التظاهرات المُندلعة حالياً حيث قام بعض المتظاهرين في الجامعة صورة مُهينة للكعبة المُشرفة ووضعوا عليها علم قوس قزح رمز (مجتمع الشواذ كما يُعرف عربياً وإسلامياً) أو (مجتمع المثليين كما يُعرف غربياً) ثم وضعوها بالقرب من مكتب عميد جامعة البوسفور، ظناً منهم أن لذلك علاقة بحرية الرأي والتعبير.

ثم كشف وزير الداخلية التركي سُليمان صويلو أن من قام بذلك مجموعة مُنحرفة بحسب وصفه حيث غرد على حسابه بتويتر قائلا :

 

"هل ينبغي أن نتسامح مع المنحرفين المثليين الذين يهينون الكعبة المشرفة؟ بالطبع لا.. هل ينبغي أن نتسامح مع المنحرفين المثليين الذين حاولوا احتلال مبنى رئيس الجامعة؟ بالطبع لا."

 

ثم  تم توقيف أعداداً من المتظاهرين على خلفية اعتدائهم على رجال الشرطة، حيث يُريد الطبلة المتظاهرين عد التدخل من الرئيس التركي (أي رفض نتائج الاستفتاء الشعبي الذي يُمكن الرئيس من ممارسة صلاحياته) بحجة عدم رغبتهم في تأثير الإدارة الجديدة على نمط حياة الطلبة وأفكارهم تمهيداً لبث الأفكار التركية أو العثمانية " الإسلامية" بديلاً عن الأفكار الغربية التي اعتادوا عليها والتي لا تعتبر الشذوذ الجنسي انحرافاً بل حرية شخصية.

 

هجوم مضاد

 

هذا وقد هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي قائلاً: مجتمع الشواذ "المثليين" معتبرا أنه يتناقض مع القيم التركية وشبّه  المتظاهرين الطلاب بـ"الإرهابيين" بعد أن وضعت مجموعة من الطلاب صورة للكعبة مع علم المثليين بالقرب من مكتب عميد جامعة البوسفور وللأسبوع الثاني على التوالي تستمر التظاهرات مدعومة من الأحزاب المُعارضة العلمانية وأكبرها حزب الشعب الجمهوري بطبيعة الحال.

 

وبحسب الجزيرة فبينما استمرت الاحتجاجات رغم حظر التجوال المعلن، أعلن ظافر ينال مستشار رئيس جامعة بوغازيتشي استقالته من منصبه عبر حساب "لينكد إن" الخاص به، وقال "لقد استقلت من منصبي كمستشار لرئيس جامعة بوغازيتشي حتى لا أرى جامعة ذات أبواب مقيدة مرة أخرى"، في إشارة إلى إغلاق الشرطة بوابة الجامعة لمنع المحتجين من التدفق إليها.


محاولات للضغط  

وعلى خلفية التظاهرات وبحسب موقع الجزيرة نت " قرر مجلس شيوخ جامعة بوغازيتشي والمجلس التنفيذي للجامعة إلغاء الاجتماع مع رئيس الجامعة ميليح بولو بسبب "ظروف الجامعة"..

وهو أمر فيه ما فيه من الدعم غير المباشر للتظاهرات وعدم الامتثال لقرار الرئيس رجب طيب أردوغان حيث أن التعلل بالتظاهرات ليس مبرراً لإلغاء الاجتماع، لأن ذلك يعني صب مزيد من الزيت على النار.


وفي السياق، ذكر الكاتب الصحفي التركي طه عودة أوغلو أن "الحكومة التركية تحاول حل هذه المشكلة وحصرها في الجامعة وعدم تمددها إلى مدن أخرى، وهي تقول إن المظاهرات تتجاوز الخطوط الحمراء بالخروج في ساعات حظر التجوال، إضافة إلى اتهام بعض الجهات بإثارة هذه المظاهرات لتعكير الأجواء".


وقال عودة أوغلو للجزيرة نت إن الرئيس أردوغان لن يتراجع عن خطوة التعيين كون تراجعه سيشجع المعارضة على الضغط عليه في قرارات أخرى.

 

رسالة ومآلات التظاهرات ؟

اللافت هو أن المعارضة تعلم أن الرئيس تركي لن يتراجع عن تلك الخطوة، وأن القرار قد صدر وانتهى الأمر ولا رجعة فيه ، ولكن ما فعلته أحزاب المُعارضة العلمانية هو أنهم حركوا الطُلاب المؤدلجين "المجموعات اليسارية" ودعموهم للتظاهر لإرسال رسائل عدة مفادها :


أننا قادرون على تحريك الطُلاب وبالتالي تحريك الشارع ضد الحكومة في أي وقت.

أنه يتعين على رئيس الجامعة أن يستسلم لمجلس شيوخ الجامعة والإدارة التنفيذية التابعة للجامعة ولا يتخذ قرارات إدارية أو علمية تُغير من توجهات الجامعة العلماني "شديد العلمانية".


إذاً الهدف هو إظهار العضلات من جهة، وتقييد القدرة على الفعل لرئيس الجامعة الجديد من جهة أخرى.


ولكن من يتذكر أحداث أزمة حديقة غيزي في تركيا عندما رفض التيار العلماني مشروع التوسعة في ميدان تقسيم معقل العلمانية في العام 2013 والذي كان يتضمن بناء مسجد كبير في قلب الميدان يُدرك أن الرئيس التركي لا يتراجع عن أهدافه مهما كلفه ذلك الأمر وأن المعارضة التركية المدعومة من الغرب لن يكون لها أنياب مرة أخرى، كما كان قبل صعود حزب العدالة والتنمية، لأن هذه الأحزاب باتت تُدرك أن المزاج الشعبي ليس معها على الإطلاق وأنها في أضعف حالاتها وأن دعم هذه التظاهرات يأتي كمحاولة هابطة لتوحيد الصفوف الداخلية المهترئة داخل تلك الأحزاب التي تواجه تصدعات وفضائح وانقسامات عديدة بداخلها.


وأخيراً: فقد علق الرئيس التركي أردوغان على تلك الأحداث موجهة رسالة مزوجة العناوين (للداخل والخارج) قائلاً: "الذين يحاولون زعزعة الإستقرار في بلدنا بتحريض المخربين سيصابون بخيبة الأمل"..

هذا وقد حظي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم إلكتروني قوي للغاية بعد انتشار وسم #مع_الطيب_أردوغان و بالتركية  #ErdoğanınYanındayı والذي تخطى حاجز المليون تغريدة في ساعات قليلة، وكانت هذه هي الرسالة الشعبية القوية للمتظاهرين ومن خلفهم في الداخل والخارج.


فإن كانت تلك التظاهرات المُتزامنة مع صعود بايدين (الذي وعد بالتحرك لإسقاط الرئيس أردوغان بالعمل مع المعارضة) مقصدها أن تكون شرارة البدء لتنفيذ المخطط الأمريكي لإزاحة الرئيس أردوغان، فإن ذلك يعني أنه على كل أحرار تركيا الوقوف بجانب الرئيس أردوغان أمام تلك الهجمة التي تستهدف الشعب التركي (الطامح في النهضة والاستقلال الحقيقي) ولكن باستهداف شخص الرئيس أردوغان.



حفظ الله تركيا وشعبها وقيادتها وأدام استقرارها ووفقها للاستمرار في مسيرة النهضة والتطور والنمو مع الرجل الذي غير وجه تركيا ومنع المنطقة من الوقوع في آتون الانقلابات والفوضى.

 


إقرأ المقال على موقع  ترك ميديا على الرابط التالي:


https://turkmedia.net/%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa/%e2%80%8f%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b6%d9%81%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%88%d8%b3%d9%81%d9%88%d8%b1-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%82/

Share:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف