عندما يكون من أصحاب الفضل عليك شهيد!!!

عندما يكون من أصحاب الفضل عليك شهيد!!!

قالوا من لا يشكر الناس لا يشكر الله تبارك وتعالى وقياساً من لا يعرف الفضل للناس لا فضل له بين الناس.

تلقيت بكامل التسليم بقضاء الله وقدره نبأ استشهاد أخي في الله وحبيبي « ماهر كمال الديبيكي  «  ولا أخفيكم بأن قلبي مضطرب تموج فيه المشاعر كأمواج البحر العاتية بين غبطة بالشهادة ودمعة على مرارة الغدر والاغتيال.. 

سمعت بالخبر يتداول على صفحات التواصل فقمت بالاتصال بأخ لي كنت ألتقي معه بمنزل أخي ماهر قبل السفر للإقامة خارج مصر، حيث كان يجمعنا في بيته الكريم لنختلس من أعمارنا أوقاتاً هي من أثمن وأنفس الأوقات في حياتنا على الإطلاق، أوقات كان ملؤها الصفاء والنقاء والطهارة والإيمان وقراءة القرآن ولما لا ونحن في مقتبل العمر يافعين في ريعان شبابنا لم تشغلنا متاعب الحياة ولم تتعبنا قسوتها حيث كنا نختلي يقول بعضنا لبعض " هيا بنا لنؤمن ساعة "

 وكان أخي ماهر يرحمه الله هو من يجمعنا على طاعة الله في هذه الساعة.

أذكر أنني لم أتعلم قراءة القرآن في بيتي أو في المدرسة أو حتى في كتاب من الكتاتيب بل تعلمته في بيت أخي ماهر الذي كان يفيض بالذكر والدعاء والتسبيح والتحميد لله تعالى.

أذكر أنني لم أعرف عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام وقصص الصحابة شيئاً إلا على يد هذا الانسان الطاهر الطيب الذي كان يحب دينه وإخوانه أكثر مما يحب نفسه.

كان باسم الثغر دائماً خفيف الظل طيب القلب رقيق المشاعر صافي الصدر من الأحقاد والضغائن نحسبه كذلك والله حسبه.

كنا إذا استُشكل علينا أمراً فزعنا إليه فإذا به يُهون علينا الأمور ويعطينا لننهل من علمه وخبرته في الحياة.

كنا عندما نجتمع لقيام الليل كان يُصلي بنا بصوته العذب فيدخلنا في معاني الآيات لنعيش في الصلاة أوقاتاً لم نعشها من قبل وكأنه رحمه الله كان يفسر القرآن الكريم بصوته الرخيم.

كان كريماً فما دخلنا عليه إلا وقدم لنا من كرم الضيافة ما لذ وطاب أسوة بالحبيب صلى الله عليه وسلم، إلا أن كرمه لم يكن فيه من المبالغة والتكلف الذي يقع في البعض منا، فكنا نشعر في بيته وكأننا في بيوتنا وكان حسن استقباله وهشاشته وبشاشته لا يغيبا عنه أيضاً عند الوداع فكانا من أجمل ما رأيناه وعهدناه عليه يرحمه الله. كان مبادراً حريصاً على وقته نافعاً لغيره مثقف الفكر اجتماعي يألف ويُألف جميل المعشر يرحمه الله.

أذكر عندما تزوج وزرناه في بيته عقب الزواج كان سعيداً بزوجته الكريمة التي رزقه الله منها ثلاثة كريمات أسأل الله أن يعجلهن له نوراً على نور الشهادة التي أكرمه الله بها وكان دائماً يذكرها بالخير ويقول الحمد لله أن رزقني بهذه الزوجة الصالحة.

ماهر كمال كان يحب الاستماع للقرآن الكريم بصوت المرحوم الشيخ محمود علي البنا يرحمه الله حتى أنني قد حفظت عنه قوله « إذا قرأ البنا فأنصت وتمنى «  توجيهاً بالإنصات وتمني لما في هذا القرآن من خير عظيم.

عذراً أخي ماهر لم أكن في مصر عندما اغتالتك يد آثمة بغدر وخيانة.

عذاراً أخي ماهر لم أكن بجوارك لأتلقى عنك بصدري رصاص الغدر والخيانه 

عذراً أخي ماهر فلم أكن بجوارك لأحظى بمثل ما حظيت به من شرف الشهادة   

أتعلمون أنه بعدما أصيب برصاص الغدر اتصل بزوجته ليخبرها أنها أصيب ويودعها ويستودعها في مشهد من مشاهد الحب الطاهر الذي لا تعرفه سيناريوهات الأدباء والشعراء ولا تعكسه عدسات الكاميرات .

أتعلمون ماذا كانت وصية أخي الحبيب في رمضان الماضي؟ لقد كانت فعلاً وصية شهيد نحسبه كذلك والله حسيبه.

حيث أوصى بألا يُعزى فيه « مُفوض « من الذين نزلوا ليفوضوا في قتل المسلمين.

أخي الحبيب نعلم أنه لا عزاء للشهداء بل أفراح في الفردوس ودفوف في الجنان تحت ظل عرش الرحمن بإذن الله.. ألا فلا نامت أعين الجبناء وعلى كل من فوض في قتل مسلم ولو بشطر كلمة ومن اغتبط في قتل مسلم ولو بشطر ابتسامة لعنات من الله والمؤمنين إلى يوم الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل.

اللهم تقبل أخي الشهيد في عليين واجمعنا معه عن قريب تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك غير مبدلين أو مُلبسين وارزقنا ميتة سوية وشهادة نقية تكون لمن خلفنا دليلاً وإماماً.

اللهم اربط على قلب أسرته وأحبابه وذويه وواسهم في ألم فراقه وعزهم بإيمان صادق في قلوبهم يا رب العالمين.

اللهم عليك بكل من فوض في قتل المسلمين اللهم انتقم لنا منهم يا رب العالمين أنت حسبنا ونعم الوكيل.

اللهم ارحم شهداءنا وشهداء المسلمين وارحم كل من له فضل علي يا رب العالمين.

وإلى رحمة الله ولقاء قريب في مقعد صدق عند مليك مقتدر. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

رجاء خاص جداً لكل من يعرفني أن ينشر ذلك عني لعل القراء الكرماء يتضرعون بالدعاء بأن يقبل الله هذا الشهيد وكل الشهداء.. انشر حتى لا تضيع قضيتهم التي ماتوا من أجلها.