الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الاثنين، فبراير 21

كل يأُخذ منه ويرد.. يا أستاذ هيكل


كلُ يأخذ منه ويرد .. يا أستاذ هيكل
القرأءة الصحيحة للأحداث لا ينبغي أن تكون بعيون غربية أو توجهات نفسية ولكن قرأءة مصرية 100%

كتبه / محمد صلاح الدين – الاثنين الموافق 21 فبراير 2011

·       ما نأخذه من الأستاذ هيكل هو التحليل السياسي والاستشرافي

إن ما ذكره الأستاذ محمد حسنين هيكل على الفضائية المصرية والتي طل على الجمهور العربي من خلالها لأول مرة بعد سنوات طويلة بسبب اختلافه مع النظام السابق ومع كامل تقديرنا لشخصية هامة بحجم ووزن الأستاذ هيكل كمفكر معني بالتحليل وعلم المُستقبليات ومع اتفاقنا مع جل ما طرحه حول الرئيس المصري السابق ووجود ثورة مضادة أو على الأقل محاولات لاحتواء الثورة المصرية والحد من نتائجها السريعة التي أفقدت الجميع في الداخل والخارج توازنهم وجعلتهم يلهثون وراء محاولاتهم المضنية للحاق بها دون جدوى نتيجة الحيوية المدهشة التي تمتعت بها مقابل الجمود والوهن والبطئ من النظام العجوز والمجتمع الدولي الفاسد الذي أصابته صدمة الزلزال الثوري العربي الذي ضرب في تونس ثم في مصر وانتشر ليصب العديد من الدول العربية الأخرى مثل ليبيا بين المختار واليمن السعيد وغيرها من البلدان العربية الأصيلة التي تسعى للتحرر من الاستفساد الذي استفسدها لعقود طويلة.

·       أما ما نرده على الأستاذ هيكل هو  قياسه غير الدقيق خوفه غير المبرر من الدين " الدينفوبيا "

إن ماذكره الأستاذ هيكل عن قلقه و خوفه على الثورة ببقاء الرئيس مبارك في شرم الشيخ والاتصالات المشبوهة التي تتم في الداخل والخارج هو في محله تماماً ونشاركه جميعاً القلق بل الخوف أحياناً داعين الله أن يحمي الثورة المصرية ويوجهها لما فيه خير المصريين والعرب والمسلمين في كل مكان ، وهذا يتطلب منا الاستمرار في حالة الاستنفار النفسي والذهني والبدني استعداداً لكل الاحتمالات واستمرار الضغط الشعبي على المجلس العسكري وحكومة النظام البائد للاستجابة لمطالب هذا الشعب العظيم.
وهذا قلق وخوف محمود لك يا أستاذ هيكل ولكن الخوف والقلق الغير محمود هو خوفك من الدين والتدين فحديثك عن التشابه بين عودة القرضاوي وعودة الخميني إبان الثورة الإيرانية هو قياس فاسد بكل المقياس حيث لم يستطع الأستاذ هيكل من الفصل بين ما لديه من فوبيا الدين والتدين وسيطرة الصورة النمطيةعلى المنطق التحليلي للأحداث في حين رفض عقله قبول الصورة الجديدة للدين والتدين الذي ظهر للعالم في ميدان التحرير التدين بأسمى صورة التدين الذي يقبل الأخر مسلم كان أو مسيحي ،التدين الذي يضحي بحياته من أجل وطنه، التدين الذي يريد ويعلن دولة مدنية وليس دينية ، التدين الذي ينادي بالحرية والعدالة الاجتماعية في إطار من المحاسبة والمسئولية ، التدين الذي يحترم الإنسانية والإنسان ويرفض الذل والامتهان ، التدين القائم على النظافة والجمال وما قاله عنا الغرب حتى الأن يكفي ويفيض.
إن رفض الأستاذ هيكل لعودة فضيلة الإمام الأكبر " أمنية عفوية في نفسي " وتصحيحاً: فضيلة الشيخ  الدكتور العلامة لمصر في هذه الفترة و تشبيهه له بعودة الخميني إبان الثورة الإيرانية هو مغالطة كبيرة للأسباب التالية :
1-      لقد كان الخميني زعيماً للمظاهرات المتقطعة في إيران ورمزاً للثورة  وهو ابن الثمانين عاماً  ولكن القرضاوي وإن كان أبن الثمانين أيضاً ولكنه  كان أحد العلماء الشرفاء الذين أيدوا الثورة ودعموها.
2-      إن الثورة الإيرانية شهدت استخداماً مفرطاً للسلطة والقوة والقمع وتطهير للزعماء المعارضين للسلطة الدينية ، وهذا ما لم ولن يحدث في مصر لاختلاف الشخصيات بين  شخصية الخميني شخصية رجل الدين الكهنوتي الذي يحمل فكرة عنصرية طائفية ، وشخصية العلامة القرضاوي العالم التنويري الذي يحمل الإٍسلام الحضاري الذي يقبله المسلم والمسيحي حتى أنه قد رحب به من كثير من أقباط مصر المحترمين عقب دخوله لمصر أمناً.
3-    كما إن الخُميني قد سب شخص الشاه واتهمه بأنه " رجل بائس وسيئ" ، بينما انتقد الإمام القرضاوي نظام مبارك متهماً إياه بالغباء وليس مبارك نفسه كما أنه دعاه للتنحي حفاظاً على أمن مصر وشتان بين من يُشخصن الفكرة وبين من  يركز عليها.
4-      أن الشعب الإيراني قاد المظاهرات والمصادمات على أثر اعتقال الخميني قبل نفيه في العام 1964، ولكن في مصر لقد عاد العالم الجليل بعد أن تكللت الثورة بالنجاح وجاء ليشارك أهله وشعبه فرحته ولم تحدث أية مصادمات لشخصه لا قبل الثورة أو أثنائها أو بعدها.
5-      إن الخميني كان له فتاواه الخاصة بالحكم وضرورة ولاية الفقيه وقيادة رجال الدين للحكومة في إطار تطبيق الشريعة، أما القرضاوي فهو يرى أن الحرية أهم وأولى من تطبيق الشريعة.
6-      إن الثورة الإيرانية بنيت على معتقدات دينية كهنوتية طائفية قامت على المصادمات الدامية ، أما الثورة المصرية فقد عبرت عن نفسها منذ اللحظة الأولى بشعار: تغير ،حرية ،عدالة اجتماعية وبأساليب إبداعية سلمية غاية في الحضارية.
وبعد ولكل ماسبق نطمئن الأستاذ هيكل وكل من يساوره أحاسيس الشك والارتياب والخوف من الدين والتدين إن مصر أثبتت أن بها شعب مُتدين بالفطرة ومن يحاول أن يغير هذه الفطرة ليجعلها فرعونية تارة أو علمانية أخرى فسيجد العفوية والتلقائية المصرية تقول له صيحي صيحي صيحي أنا أبنك مسلم ومسيحي.
هذه هي القراءة الصحيحة لعودة الدكتور العلامة القرضاوي ولنظرة الدين والتدين لدى الشعب المصري بما فيهم الفزاعة السابقة الأخوان المسلمون المسالمون الذين انحازوا للوطن وليس للجماعة كما كان يحلوا للبعض أن  يتهمهم .

اللهم أحفظ مصر وشعبها العظيم واحفظ بلاد العرب والمسلمين اللهم أمين
اللهم ونصر الثورة الليبية وثبت الثورة المصرية والتونسية وقيد لهما المخلصين يا رب العالمين

Share:

0 التعليقات:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف