الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الأحد، فبراير 13

الثورة المصرية ضرورة مصرية .. وحاجة عربية
الثورة .. مبادرة وتضحية
( كل جيل يحتاج إلى ثورة )  تومس جيفرسون
 الثورة مرادف للانقلاب على وضع أو نظام قائم أياً كان هذا النظام وعندما يرتبط بالدولة فإنه يأتي لتغيير النظام السياسي الذي بموجب تغييره تتغير المنظومة التي يعمل في إطارها نظام الحكم فيما يسمى بالتغيير السياسي ، الاجتماعي بأنها التغيير المفاجئ في النظام الاجتماعي والسياسي والمؤسسي القائم .
                       ومن خصائص الثورة هي عنصران : المبادرة أو المفاجأة والسرعة والاستعداد للتقديم التضحيات وذلك لإحداث عملية التغير المطلوبة  لإستبدال النظام الذي قامت الثورة لتغيره لإرساء نظام سياسي واجتماعي واقتصادي وأمني وصحي وتنموي وعسكري يعمل على تغيير منظومة القيم للنظام وبالتالي تغير المجتمع الذي سيعمل فيه النظام الجديد لأنه من غير الممكن أن يتغير النظام مع استمرار منظومة القيم الفكرية المتعلقة بهذا النظام وهذا من خصائص الثورات الكبرى فهي تغير الرموز والقيم الجوهرية والأخلاقية التي جسدتها رموز النظام السابق ثم تحولها لقيم جوهرية جديدة تمثل في حد ذاتها رمزاً جديداً يتم البحث عن من يجسده من الأشخاص والرموز في هذا النظام الجديد .
 وهنا نجد أن الثورة تضع المقاييس والمعايير التي ينبغي أن يكون عليها المجتمع المنشود ثم تبحث عن الرمز القادر على الالتزام بهذه القيم والمعايير وتسند إليه المسئولية ثم تحاسبه عليها وفق منظومة المحاسبة والمسئولية في النظام الجديد ، فلا يأتي الرمز ليفرض قيمه الذاتية ولكن يأتي لينصهر ضمن منظومة القيم العامة للنظام الجديد ، وهذا الأصل ولكن قد يحدث في بعض الحالات أن يتم اتحاد مجموعة من الأفراد يحملون نفس القيم وييعيشون تحت نظام يريدون أن ثوروا عليه فيتحدوا على تلك القيم فيما بينهم ليصوغوا منها رؤية واحدة تنبثق منها مجموعة من الأهداف التي تصب في صالح التغيير الكلي.
وبإسقاط ذلك على الثورة المصرية السلمية نجد أن الشعب المصري قد تداعى بجميع قطاعاته ليتحد على قيم لطالما ظلت بداخله وتحدث عنها في صمته قيم غائية مثل الحرية والتغير والعدالة الاجتماعية وقد مارس تلك القيم وهو يطالب بلها في ميدان التحرير أمام العالم ليقول للعالم أنا أستحق تلك القيم التي أنادي بها  لأني قد بنيت دولتي في ميدان التحرير عليها فعاش شعبي بقيم وسائلية تقليدية هي التضحية والتفاني والتعاون والمسئولية والشجاعة والتحدي والعزيمة والإصرار وأهم قيمة من هذه القيم هي قيمة الحب الذي أظل ميدان التحرير.

الثورة .. قدرة وإمكانية
( إن الثورة تصنع في يومين ما يتطلب مئة عام ، وتخسر في عامين ما يحتاج لخمسة ) غير معروف
إن الثورة تحدث في مجتمع تسوده علاقات ظالمة ويعم فيه الفساد بشكل شمولي أفقي ورأسي ، بحيث تكون حرية السواد الأعظم من أفراده غير مصانة ، بل مهدرة ، أو أن تكون مجرد شعار يرفعه من يقمع هذه الحرية تماماً كما كان النظام المصري الذي كان يتستر بشعارات الديموقراطية ويمارس الدكتاتورية القهرية والقمعية على شعبه وشعوب المنطقة بل لقد رأيناه في خطاباته الأخيرة وهو يدعي تلفزيونياً بأنه قد أعطى الشرطة الأوامر لمعاملة الشعب معاملة كريمة محترمة بينما هم يمارسون القتل والاعتقال والإرهاب ضد الثوار العزل.
الثورة .. وأسلوب التغيير
( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) غير معروف
إن أدبيات الثورة والثوار تقول إن  الثورة تحل بعنف أسطورة جديدة محل أسطورة قديمة أو هي تغيير جماهيري سريع وعنيف ولكنيا رأينا ثورة تاريخية استطاعات بسلميتها ووعيها الحضاري التي استدعته من أعماق التاريخ إنها ثورة مصر التي أبهرت وألهمت العالم بهدف إعادة بناء الدولة على حد تعبير جورج سوبر بيتي ، وهنا نجد تعريفاً رائعاً للثورة يأتي من لينين الذي يقول بأن الثورة ( علي أن انتقال سلطة الدولة من طبقة لطبقة هي العلامة الأساسية والجوهرية للثورة بالمعنى العلمي المحدد والمعنى العلمي السياسي العملي للتعبير ) إلا أننا في حالة الثورة المصرية لازلنا أمام تحديات كبيرة هل ستنتقل السطلة ونظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري من الطبقة الحاكمة إلى أن تحكم تلك الطبقة من قبل الشعب الذي هو مصدر سلطاتها فتكون قوة الشرعية أفضل من شرعية السلطة أو القوة ، إن الثورة يعرفها البعض بأنها خط يشطر الزمان نصفان ماقبل وما بعد في عملية إبداع واستبدال واضحة للقيم والرموز والمنهجيات جديد بقديم دون حولاً وسطى أو إندماج بينهما.
ولكن في الحالة المصرية قد يكون هناك الاستعانة ببعض الرموز القديمة والتي لديها من الخبرة ما ليس متوفراً لدى الطاقات الشابة والجديدة الصاعدة ولكن الفرق يكمن في أن الثورة ستوظف تلك الخبرات بقيمها فتحدث عملية إندماج جزئية بين القديم والجديد من خلال استخدام وتوظيف الثورة والشعب لبعض تلك الرموز التاريخية للعمل من خلال قيمها ومبادئها وربما نرى حالة من حالات التماهي أو اتحاد بين تلك الرموز وبين قيم الثورة السلمية " الحرية والعدالة الاجتماعية " وهذا هو المرجو على المدى القريب.
ولكن هذا التوظيف يجب أن يحدث لمن لم تلطخ يده بالفساد المباشر أو غير المباشر من الرموز السابقة على كآفة الميادين والأصعدة السياسية،الاقتصادية،الاجتماعية،الثقافية،الفنية،وغيرها من مجالات المجتمع.
إن زلزال الثورة الذي لم تستطع أجهزة القياس التنبؤ به أو قياس مدى قوته ولكنها قد شهدت أثاره الضخمة في مصر والمنطقة فقد كسر النظام  الحديدي الذي سد كل منافذ الحياة عن أجيال واعدة لأمة صاعدة لم تتحمل التجهيل والتصغير العيش فخرجت من واقعها الافتراضي لتفرض واقعاً جديداً  على الأرض المصرية ، فكسرت قشرتها الصبلة وخرجت للنور وكان خروجها مدوياً فسمعه العالم وتهاوى معها أركان النظام الظالم ،الفاسد والمستبد الذي بنى نظامه على القهر والخوف وانتهاك حقوق الإنسان وإهدار كرامته بشكل منظم ثم كان القتل المنظم والمحترف لاغتيال شاب الثورة العزل.
ولكن أخطر شيء فعله النظام البائد "كعاد وثمود" في مصر هو اغتياله لروح الإنسان المصري الوثابة ، التي بنت الأهرام وخلدت التاريخ عبر العصور فتركت من الأثار ما تركت للعالم شاهدة على حضارة عظيمة ما اندثرت ، ولعل هذا أبرز من خسره العالم خلال فترة إنحطاط النظام في مصر والذي غيبها عن مواكبة الإنسانية ، ولكنه هو أيضاً من ساهم في إعادتها وهذا ما يجعلنا نوقن بقدرة الله تعالى وقوته فما فعله في ثلاثين عاماً قد أعاده الله إلينا في ثمانية عشر يوماً ( إقرأ مقالتي السابقة.. شكراً مبارك والتي كتبت في الأيام الأولى للثورة) وهذا هو المهم عودة الروح فمصر كانت موجودة وروحها غائبة وعندما تغيب الروح فما النفع من الجسد يظل ساكناً في حالة قريبة من حالة الموات فسبحان المحيي المميت المعز المذل الذي أعز الشعب المصري والأمة العربية بأهل مصر وقد صدق النبي العظيم صلى الله عليه وسلم حين قال ( إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً) فيا أيها المسلمون والعرب خاصة هذه وصية النبي لكم استوصوا بمصر وبأهلها المصريين " مسلمين ومسحيين " خيراً فعزها عزكم وذلها ذُل لكم.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
Share:

0 التعليقات:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف