عفواً أيها البوليس إنها الخيانة وليس إطاعة الأوامر
فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
محمد صلاح الدين - مصري مغترب
في اليوم السادس للثورة الشعبية بمصر قد قابلت شابا من الشباب المصري الذي يعمل في دولة الكويت وبمجرد معرفتي بأنه مصري سألته عن أهله وأقاربه في مصر في ظل الترويع والفوضى الأمنية ، فقال مشيراً للهاتف في يده قائلاً ( ما أنا بحاول اطمن عليهم ) ثم سألني نفس السؤال فقلت له اتصلت بالجميع وربنا يستر فكلهم في خوف وقلق شديد فأخبرني بشكل تلقائي عفوي صادم حيث قال تتصور أنا لي صديق نقيب في الشرطة وقد أخبرني في اتصال هاتفي بيننا بأن صديقة الضابط تلقى أوامرمباشرة من ضابط أعلى رتبة يأمره بخلع بذته العسكرية والإنضمام للمتظاهرين والهتاف مثلهم ثم إحداث شعب وإطلاق نار حتى يطلب الشعب حماية الرئيس.
إن في هذا الخبر إن صحة مصداقيته مع ربطه المباشر بواقع الأحداث دلالاته الخطيرة
1- أن الشرطة كما سبق وذكرت تعمل بعقيدة أمنية فاسدة " حماية النظام وليس الشعب".
2- أن التفكير الشرطي يضاهي التفكير العصابي والإجرامي مما يدل على فساد العقلية الشرطية Attitude التي هي مصدر الاتجهات والمفاهيم .
3- إن ما حدث يعكس انتكاس حاد في منظومة القيم لدى رجال الأمن وهذا يتطلب جهوداً جبارة للقيام بعمليات الإصلاح والتأهيل العقلي والنفسي لسنوات طويله تحت ظل قيادة عسكرية مكونة من فريق مخلص من المنظومة العسكرية هذا إذا ما أردنا الحفاظ على استثماراتنا البشرية الأمنيه في جزء من شباب الوطن.
إن ما حديث يرشدنا إلى ضرورة ماسة وحاجةمُلحة لمعالجة موضوع الولاء الوطني لدى الموظف العام في كل المجالات وتحريره أو ترشيده من ولاء للقادة والمسئولين والرموز إلى ولاء للوطن والشعب والأمة.
ولن يتأتى هذا إلا من خلال استراتيجية تربوية ،توعوية ،تثقيفية شاملة تبدأ من الروضة ومروراً بكافة المراحل العمرية مع إستعادة الروح المعنوية الحماسية الوطنية من خلال الإعلام التعبوي التنموي مما يجعلنا نعيد صياغة الاستراتيجة الإعلامية للدولة المصرية تتعامل مع العالم العربي على أنه جزء لا يتجزء منها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق