قراءة في ملامح التصريحات الرسمية للنظام والحكومة المصرية
كتبها محمد صلاح الدين في 4 فبراير 2011
قد أصبحت الصور التلفزيونية التي تبثها وكالات الأنباء المحلية أو العربية أو الأجنبية عن ما يحدث في مصر من الرعب بما كان لما لمصر من دور محوري هام فمصر هي رمانة ميزان الأمن القومي العالم العربي والإقليمي للمنطقة والقاهرة هي نواة تلك الرمانة وما ميدان التحرير بما له من رمزية في التاريخ الجمعي المصري والذي يتحول من الإسماعلية إلى ميدان التحرير في إشارة إلى التحول ليؤرخ ببداية حقيبة ونهاية أخرى بما لها وعليها وبما تعيشه مصر اليوم نجد أننا أمام مرحلة تحول جديدة في التاريخ المصري المعاصر وهذا التحول الذي بدأ رسمياً اعتباراً من 25 يناير 2011 ولكن قبل الدخول في الحقبة الجديدة والتي ربما يتحول بها اسم ميدان التحرير إلى ميدان الحرية
علينا أن نرى بعض الملامح ..
الملمح الأول : هو تصريح الرئيس مبارك في مقابلة مع أيه بي سي الفرنسية يقول ( أود الاستقالة ولكني أخشى الفوضى ) وفي تصريح أخر يقول شفيق رئيس الوزارء للحكومة الجديدة بعد اعتذاره عن أحداث فجر 3 فبراير في ميدان عبد المنعم رياض والذي أكمل يقول أن الرئيس لابد أن يكمل مدته ويخرج مكرماً لأن لكل عمل أصوله وأخلاقه وأشار إلى موضوع رحيل الملك ، وبالدمج بين التصريحان نجد أن المسألة هي مسألة كبرياء لرجل لا يريد أن ينحني أمام الإرادة الشعبية ، لأن الفوضى قد عمت فعلاً في مصر منذ الخطاب الثاني للرئيس بعد المسيرة المليونية للشعب وأعتقد أنه يضحي بالشعب والوطن ليخرج خروجاً تكريمياً لما لغير ذلك من تداعيات دولية وصورة تعيد للإذهان صورة بن علي طاغية تونس.
الملمح الثاني : هو اتهام نائب الرئيس السيد عمر سليمان أن ما يحدث في مصر من فوضى سببه وجود أجندات لدول خارجية وللإخوان المسملون ورجال الأعمال وغيرهم الكثير حتى أنه قد لام بشكل غير مباشر أصداقائه الأمريكان والصهاينة والأوروبيين الذي تبرأوا بصورة مباشرة ولكن بدرجات متفاوته قوة وضعفاً في التعليقات على الأحداث ، ليس هذا هو المُهم ولكن المهم أن السيد نائب الرئيس قد لام الجميع ولكنه لم يلم رئيسه أو نفسه في إشارة للعقلية الحكومية التي تجسد عقيلة النظام الذي يرفض مواجهة الذات والاعتراف بالخطأ وتجاهل الحل الذي لا يروق لرأس النظام مما يدل على دكتاتورية النظام الذي لا يُراعي مصالح الوطن والمواطن ، وهذا ما يجسد شخصنة النظام والقرار لذا على هذا النظام الذي يحمل تلك العقلية أن يرحل بسلام ويجعلنا نبني المستقبل وفق قيم المجتمع المدني الحر.
الملمح الثالث : هو الخطاب الرسمي الأول رئيس الوزاء السيد أحمد شفيق والذي حضرت منه أجزاءً غير قليله ولكن أبرز ما أريد أن أقف عنده هو أسلوبه الراقي في الحوار الذي مزج فيه الجد بالود ورغم تحفظي على بعض النقاط التي ذكرها إلا أن ما استوقفني فعلاً والذي جعلني أشعر معه بأن الرجل لديه عقلية وشخصية مختلفة عن النظام عندما قدم اعتذاره الرسمي للشعب المصري عن ما حدث في ميدان التحرير ثم عقب قائلاً اعتذرت اعتذار الرجل الذي يقدر المسئولية ، وحقيقة لقد صدمني الرجل بأسلوبه وباعتذاره حتى فلأول مرة أجد مثل هذه الشخصية الودودة والتي تقدم اعتذاراً للشعب بشجاعة ومسئولية للمرة الأولى في حياتي فتمنيت أنه لم يأتي في هذا الوقت حيث أنني شعرت أن هذا الرجل ليس امتدداً للنظام السابق فكراً وتعبيراً وكنت أود أن أرى له عملاً فهل يسمح لنا المستقبل بأن نأخذ فرصة مع هذا الرجل لنحكم فيها على عمله من موقع المسئولية ، ولتوضيح الفكرة الرئيسية أقول بأن مصر ولادة فمصر لديها من الوجوه المعروفة وغير المعروفه التي تحتاج إلى إعادة اكتشاف تلك الشخصيات التي تستطيع تحمل المسئولية للمستقبل والدفع بها من الظل السياسي إلى قلب الحدث السياسي وبهذه الشخصيات الصادقة والمخلصة من أبناء مصر نستطيع أن نستبشر بمستقبل أفضل لوطن يمر به بمرحلة دقيقة وعصيبة في تاريخه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق