اتصال “أردوغــــان
بوتـين” بين “إدلب السورية” و “سِرت الليبية”
الكاتب :
اتصال “أردوغــــان بوتـين” بين “إدلب السورية”
و “سِرت الليبية”
ترك بوست
بقلم/ محمد صلاح الدين عبد ربه
بتاريخ 8-6-2020 تحدث الرئيس أردوغان عن لقاء سيُجريه مع
الرئيس الروسي بوتين، فنشرت الصحف التركية في صباح اليوم تصريحات هامة نُقلت عن
(الكرملين) يقول يؤكد فيها استعداده لترتيب اتصال هاتفي وصفته بـ “السريع” بين
أردوغان وبوتين.
جاء ذلك على لسان الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في
تصريحات صحفية أدلى بها الثلاثاء من موسكو.
وكان ذلك عقب مكالمة هاتفية أعلن عنها الرئيس أردوغان بأنه قد
أجراها مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الاثنين، قال الرئيس التركي إنه
سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، التطورات في ليبيا.
وأضاف: “سيكون لدي مباحثات مع السيد بوتين أيضا، كان لديه
تصريح بعدم وجود جنود روس هناك، أود التحدث إليه”.
وفي معرض تعليقه على تصريحات أردوغان، قال بيسكوف، “لا توجد
اليوم مثل هذه الخطط حتى الآن. اليوم لا توجد خطط للتحدث مع الزعيم التركي، لكن
كما تعلمون توجد اتصالات وثيقة للغاية بينهما. وإذا لزم الأمر، يمكن تنسيقها بسرعة
كبيرة والاتفاق على ذلك”.
ذكرني ذلك بموقف مُماثل حدث مع (الكرملين) أثناء عملية
#درع_الربيع التركية في الشمال السوري “إدلب” وتحديداً في 27 فبراير الماضي2020،
حينما انفجرت مختلف وسائل الإعلام الروسية والعربية المُناوئة لتركيا بتصريح بيت
الرئاسة الروسي (الكرملين) الذي نفى فيه تصريحات الرئيس التركي رجب أردوغان عن
لقاء قال عنه أردوغان بأنه مقرر له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الـ 5 من
مارس المقبل 2020 الماضي.
قبل أن يعود (الكرملين) ويؤكد عقد الاجتماع بعد بعض التطورات
العسكرية التي قام بها الجيش التركي ضد مليشا أسد الطائفية والمليشيات غير السورية
الطائفية الداعمة له، والتي تلقى على إثرها نظام أسد والميليشيات الداعمة له ضربات
قوية كان من نتائجها تحييد أكثر من 3000 مقاتل وتدمير العشرات من الآليات والمعدات
وأنظمة الدفاع الجوي ومنها منظومات بانتسير الروسية، الأمر الذي اعترف بها بوتين
في المؤتمر الصحفي الذي تم بينه وبين نظيره التركي عندما قال بأن : النظام السوري
تلقى ضربة ستؤثر عليه في حربه على “الإرهاب”.
وما أشبه الليلة بالبارحة وإن كان مع الفارق بالطبع،
فالانتصارات السريعة والمفاجئة والمُذهلة التي قامت بها قوات حكومة الوفاق على
الجنرال الانقلابي خليفة حفتر المدعوم روسياً، والتي يُمكن أن نطلق عليها بالزلزال
الذي سيكون له ارتدادات سياسية واقتصادية على جميع داعمي الجنرال المتمرد.
كما أن الاتصال الهاتفي الذي أعرب عنه الرئيس أردوغان وتمريره
رسالة الرضى الأمريكي عن تلك الانجازات العسكرية على الأرض، رسالة لجميع اللاعبين
الإقليميين خاصة أنها قد أتت على إثر المبادرة التي طرحتها مصر ودعت فيها حكومة
الوفاق لإلقاء السلاح، كذلك هي رسالة موجهة للاعبين الدوليين كفرنسا وألمانيا
وإيطاليا بأن هناك توافق ورضى أمريكي عن الدعم التركي الذي قلب كل الموازين وهي
رسالة تمثل صدمة لجميع اللاعبين الداعمين للانقلابيين في ليبيا.
وقد كان مما قاله الرئيس أردوغان عن اتصاله بالرئيس
ترامب:”سيكون لدي مباحثات مع السيد بوتين أيضا، كان لديه تصريح بعدم وجود جنود روس
هناك، أود التحدث إليه”.
حديث الرئيس أردوان بهذه النبرة وهذا الوضوح يثبت ثقة كبيرة في
النفس لا يمكن تفسيرها بالمعارك العسكرية مهما كانت، ولكن فيما يبدو أن الملف
القانوني الذي تُعده حكومة الوفاق عن تواجد المُرتزقة من عدة جنسيات منها قوات
شركة فاغنر الروسية، والجواسيس الروس الذين تم إلقاء القبض عليه، وربما أمور أخرى
على قاعدة ليس كل ما يُعلم يُقال، جعلت الرئيس أردوغان في موقف متقدم من الناحية
العسكرية والقانونية والسياسية على الرئيس بوتين، وهذا الموقف التركي القوي الواثق
في النفس يقدم للعالم أجمع نموذج محترم حول فن استخدام القوة وتراكم النقاط في
المعركة العسكرية والدبلوماسية وحتى على مستوى الصناعات الدفاعية التي أثبتت تفوق
غير مسبوق لتكنولوجيا السلاح التركي على نظيره الروسي.
وفي المُجمل أن الروسي أصبح الآن يبحث لنفسه عن مخرج يحفظ ماء
وجهه ومصالحه في ليبيا وما تمسك روسيا بحفتر حتى الآن إلا ورقة للضغط حتى يتم
الوصول لمرحلة التفاوض والحصول على ما يحفظ الأمرين معاً.
فالرئيس بوتين أصبح يعلم علم اليقين أن أي خروج روسي من ليبيا
دون حفظ ماء الوجه وتحقيق المصالح الروسية ولو في حدودها الدنيا سيمثل إهانة بالغة
لروسيا “العظمى” وستصبح سابقة وإهانة ستتحول إلى زلزال سيرتد إلى موسكو ليُدمر
صورة روسيا القوية في العالم، تلك الصورة التي حرصت روسيا على ترويجها عن نفسها
وعن الرئيس بوتين داخلياً وخارجياً خلال العقد الحالي منذ التدخل الروسي في سوريا.
المصدر: ترك بوست
0 التعليقات:
إرسال تعليق