الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الاثنين، يناير 25

في ذكرى ثورة 25 يناير .. أعظم ثورة سلمية عرفها التاريخ الإنساني على مر العصور

في ذكرى ثورة 25 يناير .. أعظم ثورة سلمية عرفها التاريخ الإنساني على مر العصور

بقلم/ محمد صلاح الدين عبد ربه



رُغم عصابة الثورة المضادة المتصهينة التي وظفت حثالات واستغلت وخدعت الكثير من أبناء الشعب الذي غررت به نخبة سياسية فاسدة طمعت في السلطة وفرطت في الثورة بتحالفها مع العسكر فشاركت في الثورة المضادة والانقلاب المدني "العلماني" الذي تجلى في 30 يونيو 2013 بتواطؤ من كافة قطاعات ومؤسسات الدولة التي يتحكم بها الجيش من قبل الثورة وأثناءها وبعدها وحتى هذه اللحظة. البعض يقول بأن الإخوان تحالفوا مع العسكر كما تحالفنا لتتساوى الرؤوس وتنتهي الأمور.. وهذا لعمري تدليس ما بعده تدليس من البعض وقياس مع الفارق من البعض الآخر.. 

فإذا سلمنا جدلاً بأن الإخوان قد تحالفوا مع العسكر على حساب الثورة عقب ثورة 25 يناير 2011 فنقول لهم مايلي: 

(1) هذا إدعاء كاذب لتبرير استدعاء العسكر وجريمة المشاركة في الثورة المضادة والانقلاب العسكري الدموي على الثورة والثوار وتسليم مصر لدول إقليمية تابعة للكيان الصهيوني ، وإفقارها وإفقادها مواردها الاستراتيجية للسيطرة عليها حتى إذا سقط النظام. 

(2) أن العبرة بالنوايا والنتائج وليس بالتفسير والتحليل، فلا يوجد لدى من يدعي بتحالف الإخوان والعسكر أي دليل على وجود هكذا تحالف، بينما الأدلة على وجود ترتيبات ترتقي للمؤامرة على الثورة والشرعية أكثر من أن تُحصى. 

فعلى سبيل المثال.. 

 الإخوان رفضوا وثيقة السلمي التي أرادت أن تجعل الجيش دولة فوق الدولة بما يُسمى - المبادئ فوق الدستورية -.. وكذلك رفضوا أن يكون للجيش وضع مميز في الدستور، بحيث لا يخضع للرقابة من المؤسسات التشريعية والرقابية وهو الأمر الذي ساهم في التعجيل بالانقلاب على أول رئيس مدني منتخب. وحسب أول رئيس مدني منتخب رحمه الله تعالى أنه أعطى رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الصلاحية الكاملة للتدقيق على مؤسسة الرئاسة لأول مرة في التاريخ منذ انقلاب 1952. 

 كذلك فإن تحالف الإخوان والعسكر (على حد زعم من يزعم)  قد أسفر عن خمس استحقاقات دستورية، لأن النية كانت إعادة بناء المؤسسات الدستورية واستلام الشرعية من المجلس العسكري حتى لا يحدث فراغ دستوري يستمر فيه العسكر بالحكم بإعلانات دستورية. 

فإذا كان الإخوان قد تحالفوا مع المجلس العسكري فقد كانت نيتهم حسنة، بمنح العسكر فرصة أخرى لإثبات الوطنية وتسلم السلطة للشعب بطريقة دستورية، لا مثلما فعل من تحالف مع العسكر ليقضي على شريكه في الثورة والوطن ليتسلم هو السلطة ويدخل القصر على دبابة وصندوق الرصاص دون ديمقراطية وصندوق الانتخاب.

صحيح أن العسكر قد خدعوا الإخوان، وخانوا الأمانة، وانقلبوا على الدستور والقانون، نتيجة حُسن النية التي وضعها الإخوان فيهم وفي مؤسسات الدولة، لكن هذا الذي حدث، قد أثبت أن هذه الدولة، أصبحت خارج التاريخ، وأنها عصية على الإصلاح وأنها قد عادت إلى طبيعة الحكم الفرعوني القديم قبل آلاف السنين وهو الجمع بين جميع السلطات جميعاً ووضعها تحت سلطة الفرعون العسكري - القائد الأعلى للقوات الفرعونية المسلحة- التي تستعبد الشعب على أرضه.
وهذا هو الفارق الجوهري بين من تحالف مع العسكر، ظناً منه وفيه الوطنية بقدر ما حتى يُمرر استحقاقات وطنية دستورية لتسلم السلطة والشرعية للشعب والثورة، وبين من ارتكب مع العسكر جريمة الخاينة العُظمى.
وأخيراً.. البعض يظن أن كل من ظهر في مشهد 30 يونيو عند إلقاء البيان العسكري لإلغاء العمل بالدستور وكتم الأصوات ووقف الفضائيات واعتقال وحبس كل من له علاقة بالإخوان والثورة هم فقط الإنقلابيون، بينما الحقيقة أن الدولة بمؤسساتها قد انقلبت وهي شريكة كاملة الشراكة في الدماء والأعراض والثروات التي أهدرت والجزر والنيل والحدود التي تم التنازل عنها.

إضافة إلى تدمير الصناعة الوطنية ممثلة في تصفية أكبر شركة من شركات الحديد والصلب في الشرق الأوسط -شركة الحديد والصلب المصرية- بدلاً من تنميتها وتطويرها لأن الثورة المضادة الصهيونية تعلم يقيناً أن شركة مثل هذه ستكون عماد أي نهضة للمستقبل، وبما أن الكيان هو الداعم الأكبر للثورة المضادة انقلاب 30 يونيو فهدفه هو تدمير قوى مصر الاستراتيجية ومقدراتها لذا لم يكن ليترك صرح كبير وعملاق من عمالقة الصناعة المحلية تحت أيدي المصريين.
يعني الخلاصة.. هي من لازال يعترف يُجادل ويصف 30 يونيو بأنها ثورة مثل ثورة 25 يناير هو أحد الأصناف التالية: 1- مُدلس عليم اللسان حاقد على الثورة ويُريد شرعنة ما يحدث من إجراءات ضد الأمن القومي المصري والدولة المصرية وضد الشعب ومستقبل أبنائه. 2- مُتكبر يُدرك حقيقة 30 يونيو ولكنه لا يُريد أن يُقر ويعترف بأنه أخطأ وارتكب جريمة الانقلاب على إرادة الشعب المصري التي تجلت في الشرعية الدستورية التي نتجت عن ثورة 25 يناير.
والآن وبعد مرور عقد كامل على الثورة نجد أن الطموح في دولة دستورية ديمقراطية حديثة قد تبخر ولم يتبقى منه سوى أحلام وأن المعارضة اليوم في أضعف حالاتها ولم تستطع أن تقوم بدورها الوطني والتاريخي للالتفاف والاصطفاف حول "مشروع وطني"، للتحرر والاستقلال من الوكيل العسكري الذي يُدير البلاد لصالح المشروع الصهيوأمريكي وفق أجندة واضحة، بينما المعارضة المصرية ليس لها أي أجندة حتى الآن.
3- أحمق مُطاع صاحب هوى مُتبع لا يُميز بين الثورة والثورة المضادة وهذا أخطر الأصناف لأنه عميل مجاني للصهاينة، وهذا الصنف كالأنعام، يحني ظهره ليُركب مجاناً وصدق الشيخ الغزالي رحمه الله القائل: " ليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم عدوك، يكفيك أن تكون غبياً". سيبقى الأمل في الله قائم.. والأجيال القادمة ستضطر إلى دفع الفاتورة الكبيرة التي تأجل دفعها بتراجع المعارضة عن تقديم نفسها كبديل حقيقي جاد صاحب مشروع للشعب المصري ثم للقوى الإقليمية والدولية. وهو ما يخشاه نظام الانقلاب لذا فهو يُدمر كل فرص الالتقاء والتحالف والاصطفاف حتى لا يظهر للشعب البديل الصادق الجاد فتخرج الأمور عن المسار والسياق المرسوم من النظام.
عدم وجود البديل صاحب المشروع هو ما يُعقد الأمور

ولكي يتواجد البديل لابد من دراسة تجارب الحالية للمعارضة في سورية وليبيا وأسباب فشلها في الاتفاق والتوافق مما ساهم في زيادة المأساة وتعميق الجراح في تلك الدول.
بغير الاتفاق على وضع "عقد ثوري للتغيير" والاتفاق على صناعة البديل، والاتفاق على المشروع الذي سيُقدم للشعب المصري ليتم استفتائه عليه تكون المعارضة المصرية هي أكبر أداة لدعم النظام بتفرقها وتشرذمها وعدم جديتها في حلحلة الأمور.
وسيذكر التاريخ ذلك كله وسيذكر أيضاً أن ثورة 25 يناير كانت أعظم ثورة سلمية عرفها التاريخ الإنساني كله في العصر الحديث لأنها كانت ثورة كرامة طالبت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية ولم تكن ثورة جياع ولن تكون إلا ثورة كرامة..
#أفكار_في_الهواء
ملاحظة: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فإذا كان اصطفاف المعارضة واجب فوحدة مكونات الثورة الداخلية فيما بينها واجب كذلك. وكل ثورة وأنتم بخير
#وسيبقى_الأمل
Share:

0 التعليقات:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف