ما الذين تُريده أنقرة من دعم طرابلس؟
21يونيو، 2020
بقلم/ محمد صلاح الدين عبد ربه
ما الذين تُريده أنقرة من دعم طرابلس؟
ترك بوست
بقلم/ محمد صلاح الدين عبد ربه
بعـد أن وقعت الحكومة التركية وحكومة الوفاق الوطني الليبية
المعترف بها دولياً، مذكرة تفاهم بين البلدين في 27 نوفمبر 2019، بشأن السيادة على
المناطق البحرية في البحر الأبيض المتوسط، خلال زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة
الوفاق الوطني فايز السراج لإسطنبول، ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبعد أن تدخلت تركيا و انخرطت في العمليات العسكرية من خلال
دعمها المُعلن لحكومة الوفاق عبر عدة أمور
تسائل البعض ما الذي ستجنيه أنقرة من كل هذا الدعم لحكومة
الوفاق الوطني؟
بالطبع تحقيق مصالحها
وما هي هذه المصالح التركية؟
1) دعم الشرعية في ليبيا إفشال الانقلاب عليها نظراً لما تحمله
تركيا من ذاكرة مؤلمة مع الانقلابات العسكرية التي مرت عليها وأثرت على نهضتها.
لذا فتركيا كقيادة وحكومة وشعباً وبعد أن أدركت قيمة التصدي
للانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016 أخذت على عاتقها إفساد جميع الألاعيب التي تُحاك
لضرب الديمقراطية وعبر تدبير الانقلابات بالعديد من دول المنطقة.
2) تأكيد فكرة الوطن الأزرق في شرق المتوسط ودعم شرعية التنقيب عن
النفط والغاز في المتوسط وليبيا.
3) فتح أسواق جديدة لمنتجات الدولة التركية الصناعية والزراعية
والتكنولوجية.
4) ضرب مشروع حلف شرق المتوسط الذي شاركت فيه (إسرائيل واليونان)
والذي أراد إقصاء تركيا من ثروات المتوسط.
5) إيجاد حليف بترولي ثري يُمكنه من دعم أنقرة باحتياجاتها
الاستراتيجية من النفط والغاز بأسعار تفضيلية.
6) تعتبر ليبيا بوابة كُبرى وممراً مفروشاً بالطموحات التركية
للسوق الإفريقي لقارة تعداد سُكانها أكثر من مليار إنسان.
7) تحقيق الاستقرار في غرب أفريقيا (ليبيا، تونس، الجزائر،
المغرب، موريتانيا) وإبعادها عن شبح الانقلابات التي تهدف الثورة المضادة إليها
لضرب استقرار هذه الدول، الأمر الذي سيُعيد شبح الانقلابات في الإقليم الأمر الذي
يُزعج تركيا لأنه سيأتي بأنظمة تمتلك العداء لأنقرة.
8) تحقيق تواجد عسكري تركي استراتيجي”قاعدة” بشمال إفريقيا.
9) الفوز بعقود إعادة الإعمار والتي ستصل إلى ما لا يقل عن 20
مليار دولار.
10) الفوز بإعادة بناء وهيكلة الجيش الليبي والقوات الأمنية
والشرطية.
11) ترويج أنقرة لما يمكن أن نطلق عليه نموذج التحالف التركي الذي
يؤدي إلى الاستقرار لدول تعيش في إقليم يفتقد للاستقرار.
12) ترويج أنقرة لصناعتها الدفاعية التقليدية والحرب الالكترونية.
13) تعزيز صورة تركيا كدولة قوية ضامنة في الإقليم، على أنها
الدولة التي لا يُمكن تجاوزها عند القيام بأي مشاريع إقليمية تقوم بها أي من دول
المنطقة ولا تُراعي مصالح أنقرة.
14) تعزيز حركة السياحة التركية وزيادة أعداد السائحين من المنطقة
عبر ببناء جسور بين تركيا ودول منطقة الغرب الليبي وإفريقيا.
أدواتها لتحقيق ذلك:
1) مذكرة التفاهم الموقعة بين أنقرة و طرابلس.
2) استخدام القوة الصلبة بهدف خلق تفوق عسكري لقوات حكومة الوفاق.
3) فرض اتفاق سياسي يضمن مصالحها بعد ازاحة حفتر من المشهد.
4) تحقيق استقرار أمني وسياسي واقتصادي يُمكنها من تحقيق كل هذه
المصالح وغيرها- استخدام القوة الناعمة وعلاقات أنقرة مع واشنطن والاتحاد الأوروبي
والناتو لتحقيق هذه المصالح مع احترام مصالح حلفائها في العواصم الأوروبية وواشنطن.
5) قد تعمل أنقرة على بلورة اتفاق سياسي تركي روسي يضمن لروسيا
تحقيق قدر معتبر من مصالحها مقابل التخلي عن حفتر والدفع في حل سياسي متوازن.
وأخيراً .. وعلى غير الاتجاه الذي يراه كثير من المُحللين، من
أن التواجد التركي سيزيد من الاحتقان بين القاهرة وأنقرة، ربما تسعى الأخيرة
ببراغماتية سياسية، لمزيد من التواصل عبر قنوات اتصال جديدة وتكثيف الاتصالات
الخلفية التي عادة ما تكون بين الدول عبر أجهزتها ومؤسساتها الاقتصادية، لمزيد من
الاستثمار التركية في مصر، وتوسيعها، والعمل من أجل احتواء مخاوف وهواجس الأمن
القومي المصري عقب الهزائم المُتتالية لقوات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر.
المصدر: ترك بوست
0 التعليقات:
إرسال تعليق