المبادرة العربية الشعبية لدعم الثورة السورية
بقلم/ محمد صلاح الدين
قراءة في المبادرة العربية
1. المبادرة العربية ورقة بدون أساس لأن الأساس الشرعي الذي يُمكن أن تستند إليه هو الاعتراف بوجود ثورة ومظاهرات شعبية مناهضة للنظام وغير ذلك يعتبر وهم.
2. من المعيب أخلاقياً المساواة بين الجلاد والضحية ، فكيف يطلب من شعب أعزل وقف العمليات المسلحة، ألم يروا أو يسمعوا أو يحسوا بآلام الشعب الأعزل وجراحه!
3. وفق الفهم السياسي:رفع الدبابات والمظاهر المسلحة والإفراج عن المُعتقلين والسماح بالتظاهر يعني اندفاع الشعب السوري للشارع وظهور الاعتصامات.
4. بحسن نية العرب اجتمعوا لوأد الثورة السورية والنظام السوري بانتظارهدايا العيد ، بعد أن حسن صورته القبيحة بقبوله للمبادرة وأتمنى أن يقف القتل.
5. من يرتكب الجرائم هو من يهتم بتغييب الشهود، من لايريد دخول وسائل الإعلام والمراقبين العرب أو الدوليين هو من يرتكب الجرائم ضد الشعب في سورية.
المبادرة العربية المُنتظرة
1. الحل الحقيقي لوقف افتراس الأسد لشعبه هو تجميد مقعد الأسد في الجامعة والإعتراف بالمجلس الوطني السوري ورفع طلب عاجل لمجلس الأمن بحقيقة مايجري.
2. فرض عقوبات حازمة على الأسد ونظامه بعدم السماح لهم بالسفر لأي دولة عربية وتجميد أرصدتهم وممتلكاتهم ومقاطعة الشركات السورية ورموز النظام.
3. التنسيق مع تركيا لدعم الجيش السوري الحر فيما يقوم به من عمليات بطولية ضد شبيحة الأسد لحماية المدنيين ودعوة تركيا لفرض عقوبات من جانبها.
4. التخلي عن الصمت القاتل والتحفظ العربي في إظهار ما يعلمونه من حقائق حول مايجري في سورية والعمل على فضح أساليب وكذب النظام والأسد شخصياً.
5. دعم المعارضة واستضافتها وتدعيم وجودها وحمايتها في الدول العربية من الاعتداءات والخطف، وكذلك طرد سفراء النظام من جميع الدول العربية.
6. القيام بعمليات أمنية واستخباراتية ضد الخلايا السورية والإيرانية واللبنانية النائمة في الخليج ومصر والمحتمل تنشيطها لقطع الطريق على النظام.
7. الاستعداد لفرض حظر جوي عربي على سورية بالتنسيق مع الأمم المُـتحدة والناتو يكون لمصروتركيا والأردن وقطرالكلمة العليا فيه لحماية المدنيين.
8. قيام الجامعة العربية بدعوة الأمم المتحدة وجميع دول العالم للاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري.
9- طرد شبيحة النظام العاملين في السفارات السورية بالدول العربية و مُحاكمة كل من يثبت تورطه في تهديد أو اختطاف أو الاعتداء على سوريين أو عرب من جنسية الدولة التي بها السفارة.
وأخيراً : كلمة للمعارضة السورية
لقد نجح النظام في تصدير الأزمة بخبث ومكر سياسي شديد حيث أتى لكم من بعيد على غير المتوقع ولم يهرب للأمام كعادته بل فاجأ الجميع بقبول المبادرة للأسباب التالية :
1. لعلم النظام السوري أن المجتمع الدولي قد استنفذ خياراته وأن أي تصويت آخر في مجلس الأمن لن يكون في صالحه بعد بوادر التغيير التي ظهرت في تصريحات المسئولين الروس والصينيين بل وحتى الإيرانيين حلفاء النظام؟
2. رهان النظام على انقسام المعارضة وإضعافها بوضعها في زاوية الحلبة العربية فستكون بين خيارين أحلاهما مر ، إما بقبول المبادرة وخسارة الدعم الشعبي، أو برفضها وخسارة الموقف العربي الذي سيلوم المُعارضة ويتخلى عنها مما يقوي وضع النظام السوري.
3. كما أن قبول النظام السوري للمبادرة بجميع بنودها في هذا التوقيت الحرج مناورة محسوبة من أجل تصدير الأزمة للمعارضة قليلة التنظيم والخبرة السياسية، الأمر الذي سيوجد حالة من التوتر والإلهاء لعدم استقرار المعارضة على وجود استراتيجية سياسية وإعلامية واضحة.
- إن النظام السوري يبحث طيلة ثمانية أشهر عن الوقت لتخفيف الضغط ومنحه غطاءاً سياسياً عربياً جديداً للملمة أوراقه المتبعثرة وبحث خياراته وترتيب سيناريوهاته السياسية والعسكرية والاقتصادية للمرحلة المقبلة.
5. كما يتعين على المعارضة توخي الحذر الشديد في هذه المرحلة والمنعطف الخطير في عمر الثورة السورية بأن تُظهر قدراً كبيراً من الانضباط والهدوء والاتزان الانفاعلي أمام النظام في مختلف وسائل الإعلام.
6. كما يتعين عليها أيضاً أن تتبنى خطاباً إعلامياً متوازناً يوازن بين الشارع السوري من جهة والجامعة العربية من جهة أخرى بإعلان موقفاً رسمياً مفاده تقدير وتثمين جهود الوساطة العربية الرامية لحقن دماء السوريين شريطة قبولها من الشارع السوري الذي تمثله المعارضة " من خلال وقف التظاهر ضد النظام أو بالخروج لتأييد المبادرة " على أن يأتي ذلك بالتزامن مع التزام النظام السوري بكامل بنود المعارضة وفق جدول زمني فوري مُعلن ومُحدد ، واعترافه بوجود حركة ثورية سلمية ضده وإلا تكون أي " المعارضة" في حِلٍ من المبادرة العربية .
ربما يكون مثل هذا الخطاب المُتوازن هو الأنسب للمعارضة السورية في مثل هذا المنعطف السياسي الحاد الذي نأمل جميعاً أن تمر منه الثورة السورية على خير بلا وأد أو إجهاض على يد الأشقاء العرب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق