مصـــر في السمــــاء السابعـــــة
بقلم/ محمد صلاح الدين
بهذا العنوان علقت إحدى الصحف الأمريكية على فوز مصر ببطولة أفريقيا لكرة القدم للمرة السابعة في تاريخها، ولم نكن وقتها لدينا أي إنجاز أو وزن عربي أو دولي باستثناء كرة القدم، فلم نكن نحقق شيئاً لشعبنا أو للعرب.
ولكن ما حدث في مصر بالأمس بتاريخ 28 نوفمبر 2011 يقول إن مصر على طريق الصعود للسماء السابعة بدءاَ بالسماء الأولى عبر سلم الإنتخابات الديمقراطية، وما خروج شعبنا بهذه الملايين الهادرة التي خرجت في ظل أحوال جوية صعبة ، متحدية هذا الطقس القاسي بوقوفها لساعات طويلة في طوابير الانتخابات والتي تجاوز طول بعضها لكيلومتر كامل أو أكثر.
وما كان لافتاً جداً هو خروج ما يمكن أن نطلق عليهم الأغلبية الصامتة التي تبنت شعار " صوتي هيفرق " فشاهدنا كبار السن والمرضى يخرجون محمولون على أيادي قوات الجيش للإدلاء بأصواتهم، كما شاهدنا القضاة ينزلون من اللجان احتراماً وتقديراً لهم، حيث شاهدت على قناة النيل للأخبار بالأمس نزول قاضياً شاباً لأم مسنة تجاوز عمرها التسعين عاماً حتى لا يُكلفها عناء الصعود إليه في اللجنة الانتخابية في لافتة إنسانية حضارية مصرية تنبئ بأن الشعب المصري وأخلاقه الأصيلة لازالت كامنة في نفوس أبناءه ، ولكنها كانت تحتاج إلى أجواء صحية لتتفجر قيماً ورقياً، ولا أفضل من أجواء الحرية والديمقراطية موطناً للقيم والأخلاق الراقية وحرية التعبير.
ومما زادني سعادة وفخراً هو استبدال المصريين انقسامهم الكروي إلى انقسامهم السياسي ، حيث شاهدنا انقسام الأسرة الواحدة تجاه الانتخابات انقساماً إيجابياً، فسمعنا عن أب يختار حزب والزوجة حزب أخر والإبن يختارحزباً ثالث ، تماماً كما هو الحال في عالم كرة القدم، والتي كانت تمثل الديمقراطية الشعبية الوحيدة في مصر لعقود وعقود.
والحقيقة أن الشعب المصري ليس في السماء السابعة، ولكنه وبما أنجزه بالأمس قد خطى أولى خطواته للصعود سماء بعد أخرى لتكوين أكبر ديمقراطية في العالم العربي والإقليم بأكمله رغم وجود قوى سيئة يغضبها ذلك كثيراً، ولهؤلاء نقول عليكم أن تضربوا رؤوسكم في أقرب حائط ترونه مناسباً، أو أن تذهبوا للشرب من أقرب بحر بقربكم، فالمصريون يستحقون الحرية والديمقراطية بعد أن دفعوا ثمنها غالياً من دماء شهدائهم وجرحاهم.
وإذا كانت من كلمة أخيرة فهي لمن شكك في وضع مصر ومستقبلها أمام التحديات الأمنية والاقتصادية التي كادت أن تعصف بها، أقول لهم إننا بإذن الله قادرون على تخطي كل الصعاب فقط عليكم أن تلحقوا بركب الذي انطلق بقوة دفع الملايين المصرية ومن قبلها التونسية والمغربية وصولاً لمحطة الديمقراطية.
حفظ الله مصر وشعبها العظيم .. ولكم التقدير
0 التعليقات:
إرسال تعليق