الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الأحد، نوفمبر 13

إنه الزور ياسيادة السفير

إنه الزور ياسيادة السفير
بقلم / محمد صلاح الدين

كلنا شاهدنا سفير النظام السوري في جامعة الدول العربية وهو حانق كل الحنق على العرب، وبخاصة وزير الخارجية القطري وأمين عام الجامعة اللذان نالا ما نالا من السباب والألفاظ البذيئة التي لا تخرج عن دبلوماسي أو سياسي، وإنما عن شبيح لبس لباس الدبلوماسيين لولائه للنظام الأسدي وليس للشعب السوري، إن أمثال سعادة السفير ورموز النظام الأسدي والمقربين منه المتجذرين في جميع أجزاء الدولة السورية الذين شاركوا النظام كذبته ومؤامرته الكبرى ضد الشعب السوري هم من تآمروا وروجوا لكذبة الاندساس والتآمر على سورية شعارهم: إكذب ثم اكذب ثم اكذب .. حتى تُصدق.
الأمر الذي دفع المتظاهرين لإخراج لوحات عملاقة كتب عليها وبالتبادل كلمة " كــــــاذب " مرة على الرئيس ومرة على الإعلام السوري، ليدفع بها عن نفسه تهمة الإندساس والتآمر والعمل لحساب الأجندة الخارجية لصالح أمريكا وإسرائيل، ثم جاء قرار الجامعة العربية كصفعة عربية قوية على وجه النظام الأسدي.
ولطالما أكدنا وأوضحنا بأن من يريد إخفاء الحقيقة هو من منع ويمنع الشهود " وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية العربية والدولية " من دخول سورية.
والسؤال هو من الذي منع تلك المنظمات من الدخول: هل الشعب السوري الذي يخرج في مظاهرات ويموت منه العشرات في كل مظاهرة؟ أم النظام الذي يخنق بقبضته الحديدية جميع أنحاء الدولة السورية براً وبحراً وجواً؟
إنني أتقدم بهذه الكلمات البسيطة إلى نظام الرئيس البعثي بشار الأسد وإلى كل أتباعه وأركان نظامه في الداخل السوري والخارج العربي والإقليمي والدولي، كلمات أتبرأ بها من كل أفعالكم تجاه الشعب السوري الحر مبتغياً بها وجه الله لنشر الوعي بين أبناء أمتنا العربية، وأدعو شرفاء وأحرار الأمة والعالم من التبرأ من هكذا نظام قاتل للطفولة والإنسانية والحرية، فأقول للأسد ونظامه ( ...شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ) ﴿٦٠ المائدة : ولقد صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حينما قال فيكم وفي أمثالكم ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا، قلنا بلى يارسول الله، قال الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت (.
إن شهادة الزور من أشر الأعمال وأخبثها على الأرض، فهي التي تباع وتُشترى بها الذمم، وتهدم بها الأخلاق ولأنها تئد الحقوق وتزيف الوقائع وتُميت العدل في نفوس الناس والمجتمع، فيعيش الناس في مجتمع ملؤه الظلم والطغيان والبطش والغليان، مجتمعاً يأكل فيه القوي الضعيف، مجتمعاً متوتراً تكثر فيه الآلام والأوجاع النفسية والعضوية نتيجة لسيادة حالة الإحباط بعد أن ضاع الأمل في الإصلاح والغد المشرق لأمة.
إن شاهد الزور يقلب الحقائق ويعطي من يملك المال والسلطة مالا يستحق منهما ما يشاء ، كما عودتنا الدكتاتوريات العربية في إنتخاباتها التي يفوز فيها الدكتاتور بنسبة 99.999 % في مختلف أنحاء العالم العربي.

إن شاهد الزور خائن للفرد والمجتمع لأنه يقوم بتضليل العدالة، فمن يشهد زوراً يحكم على البريء وصاحب الحق بضياع حقه، ويورثه ألماً وقهراً يستوي فيه الرجال والنساء على حد سواء.

والخلاصة أن: شاهد الزور يجمع بين مجموعة من أخبث الصفات الإنسانية منها الكذب والسكوت السلبي عن قول الحق "وهم يعلمون" لتعمُّد إضاعة الحقيقة نصرة للباطل، كما أن شهادة الزور تُعد خيانة إنسانية مباشرة للفرد وعظمى للمجتمع، إن كل من شهد ولا يزال يشهد ضد الثوار في عالمنا العربي بأنهم تحركوا من قبل جهات خارجية ولصالح أجندات أجنبية قد فضح نفسه لدى شعوبنا الواعية التي تعلمت من الدرس التونسي والمصري والليبي ، حيث تنوعت تلك الشهادات من دولة إلى أخرى ومن ثورة لأخرى لتعطي نكهة خاصة تميز كل دكتاتور عن الأخر حتى وإن تطابقت الشهادات لما يتميز به أتباع كل نظام عن الآخر :
1-     ففي مصر كانت شهادة الزور بوجود وجبات كنتاكي وتوزيع مئات الدولارات على المتظاهرين المُعتصمين في ميدان التحرير.
2-     وفي ليبيا كانت شهادة الزور ضد أحفاد المختار هي وجود الإرهابيين وتنظيم القاعدة ، ثم انتقل القذافي إلى لوم العين والحسد العربي.
3-     وفي اليمن أيضاً كانت القاعدة حاضرة وبقوة في المشهد الثوري اليمني.
4-     وفي سورية كالعادة وجدنا الرموز من مختلف فئات المجتمع المدني السوري يشهدون وفق الرواية الرسمية بوجود عصابات مسلحة وإرهابيين يقتلون المدنيين العزل في سورية لإسقاط خيار المقاومة التي روج لها النظام الذي يحمي أمن الكيان الصهيوني.

إن كل من أيد الرواية الأسدية البعثية الرسمية دون أي دليل مادي غير الفبركة الإعلامية يكون قد أوقع نفسه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بقصد أو بغير قصد، بمنفعة أو بغير منفعة، في جريمة الإدلاء بشهادة الزور .

والتي ساهمت في تضليل العدالة والرأي العام السوري والعربي والدولي طيلة ثمانية أشهر من الثورة السورية، والتي راح ضحيتها أكثر من 3500 شهيد سوري بين أطفال ونساء وشيوخ وشباب من زهرة أبناء الشعب السوري ، لذا يجب محاكمتهم بتهم التضليل والتحريض والمشاركة في قتل المتظاهرين السلميين.

إن حرية الفكر والتعبير تكفل لكل إنسان أن يعتقد ويقول ما يريد من أراء أو حتى إنتقادات ولكن إذا كان الأمر متعلق بالدماء وأروح الشهداء وحقوق النساء والأطفال فإن الأمر ينحى إلى منحى أخر حيث يجب أن تُحاكمهم الشعوب وتطبق عليهم حد الحرابة (...وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ (2) النور

إن " كبيرة شهادة الزور" التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم لها أبعاد أعمق من آثارها في المجتمع، إن لها دلالات على شخصية شاهد الزور والتي من أبرزها بطر الحق وغمط الناس أي الكبر الذي هو شر دعاء يُمكن أن يتصف به إنسان على ظهر الأرض لما له من آثار مجتمعية وإنسانية مدمرة للإنسانية.  

اللهم احفظ سورية ووفق الجامعة لقرار مماثل لليمن.
Share:

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته سيدي الفاضل ..منذ الازل و نحن في خضم شهادة الزور و التوقيع بالشرك ..هل ترى حضرتك ان هذا جديد العالم كله يعيش بشهادة زور لقد شهدنا زورا على انفسنا حين سمحنا لمثل الحكام الطاغية ان يتحكمو في ارادة الشعب و شهادة الزور الى الان ما زالت سارية المفعول ..انظر حضرتك كم لزمنا الوقت حتى نبطلها و ماذا كلفتنا من ثورات و دماء شهداء ..لقد سلبت منا كلمة الحق و اصبحنا مثل الشيطان الاخرص.0و لكن هيهات فاض كاس الذل و اليوم هبت الهمم و الانسانية و بات العالم كله يفكر و يشهد شهادة حق و كل واحد يشهد بالحق على وطنه بدون افتراء و لا انانية

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف