الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الأربعاء، نوفمبر 30

إلى علياء : الحرية لاتعني الانحلال .. وإلى المجتمع:ليس هكذا تورد الإبل

إلى علياء : الحرية لاتعني الانحلال
وإلى المجتمع:ليس هكذا تورد الإبل

 بقلم/ محمد صلاح الدين
هل نترك شبابنا فريسة للضلال الفكري والأخلاقي باسم الحرية ؟

في ظل انشغال الجميع بنتائج انتخابات المرحلة الأولى، الأمر الذي يجعل من خبر إشاعة علياء المهدي خبراً هامشياً بمعنى الكلمة حتى بعد أن علقت باستهزاء على خبر موتها قائلةَ : نعم أنا متّ ودخلت النار.

حقيقة إن مافعلته مدان إنسانياً وأخلاقياً وقانونياً وشرعياً بكل أنواع الإدانات وأشهدها عنفاً، لأنها بذلك تدمر قيم وأعراف وتقاليد المجتمع أياً كانت هويته إسلامي أو مسيحي ، عربي أو غربي ، ولكن في الحقيقة ردة الفعل الشعبية تجاه علياء وفعلها لم تكن بالمستوى الحضاري المنتظر، حيث أنني حاولت أن أنئى بنفسي عن التعليق على مثل هكذا موضوع ترفعاً عنه حتى لا يأخذ أكبر من حجمه، فهو لايستحق عناء الكتابة والرد والتعليق

ولكني وبعد تعليقها الساخر على خبر موتها استفزت مشاعري الإنسانية والإسلامية، فنحن كمسلمون نفعل ما نفعل ونسأل الله بوجل وخوف أن يدخلنا الجنة برحمته، وهي تفعل ما تفعل ولا تخاف بل تستهزئ، وسرعان ما انفجرت الغيرة في نفسي عليها كمصرية عربية مسلمة حيث تمثل عرضي وعرض كل المصريين و العرب والمسلمين.

ثم تذكرت قيمة هامة من القيم الإسلامية الأصيلة والتي تتوافق مع الهدي والسنة النبوية الشريفة وهي قيمة الإحتواء " الذي نزع من الأفراد والمجتمع نزعاً " فلم يعد الصبر بيننا أساس البناء لذا تنهار كل العلاقات وتفشل، ولكي أكون أكثر موضوعية سأدخل في صلب الفكرة من خلال العودة لقراءة بعض مواقف النبى الكريم مع من استفزوه بأفعال تعد من قبيل الكفر والنفاق والكبائر، فعلى سبيل المثال:

كلنا يعلم الأعرابي الذي قد بال في المسجد وهَمّ الناس ليقتلوه، إلا أن النبي صلّ الله عليه وسلم قال خلّو بيني وبين صاحبي وأريقوا عليه ذنوباً من ماء ، وكذلك عندما قال له الأعرابي أعطيني من المال فإنه ليس بمالك ولا مال أبيك بعد جذبه من ردائه، فهَمّ المسلمون بقتله لفعلته الكبرى ولكنه أشار عليهم صلّ الله عليه وسلم بالهدوء وقال للرجل ماقال وأعطاه ما أعطاه ثم قال له: هل رضيت، فقال الرجل ماقال من ثناء حسن للنبي بينه وبينه في غرفته، فقال له النبي الكريم هلا ذهبت فقلت ذلك لأصحابي فإنهم قد وجدوا ذلك في نفوسهم ، فقال الرجل فهدأ الصحابة.

والمعنى هل قام أحد من الدعاة إلى الله وهم كثيرعلى الشاشات في مصر وخارج مصر بمحاولة الوصول إليها وإعادتها إلى الصواب والرشد؟

إن مشكلة علياء ليست مشكلة وطنية تخص المصريين فقط ، بل هي مشكلة أخلاقية نشأت نتيجة ظروف تربوية وثقافية معيبة ، ثم تحولت إلى مشكلة عقائدية بإنكارها لوجود الخالق جلّ وعلا في مجتمع مؤمن بمسلميه ومسيحييه ، ولكني لم أجد من يتحرك لا بصفة دعوية "الدعاة الجدد" ولا بصفة رسمية إسلامية"الأزهر أو دار الإفتاء" ليحاورها لإزالة ما لديها من أفكار وشبهات أو وساوس حتى ولو كان المتحاورين من الأخوة المسيحيين المصريين بصفة شخصية أو رسمية كنسية، فمن يؤمن بالله بعبادة أحد الدينات السماوية أفضل بكثير ممن ينكر وجود الله ذاته.

إن ماحدث قد حدث، ومافات لم يمت، ولازالت الفرصة سانحة لاحتواء مثل هذه الإنسانة المُغرر بها من قبل عبدة الطاغوت، فإن عادت فلنفرح بها فإن الله يقبل التوبة ويفرح بها "ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس" أي خير من الدنيا وما فيها، وإن أبت فقد حاولنا وندعوا الله لها بالهداية ولأنفسنا وأولادنا بالثبات وحسن الخاتمة.

أعتقد أن السبب في عدم سلوكنا مثل هذا الموقف يرجع إلى عدة أسباب منها :


- حالة الربيع أو المخاض العربي وبخاصة في مصر وانشغال الناس بمستقبل البلاد.

- حالة الإرتباك نتيجة الخوف من التعامل مع مثل هذه الحالة كونها أول حالة شاذة معلنة.

- نقص ثقافة الإيجابية والمسئولية لدى المجتمع المدني الذي يسعى للتشكل بعد أن ثبت بمالايدع مجالاً للشك أن الديكتاتورية قد أوشكت أن تقضى عليه بالكلية.


إن احتواء علياء فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن البعض الأخر، ولو كنت داخل مصر لحاولت الوصول إليها لمحاورتها ولكن يكفيني أن أنشر هذه الرسالة كحجة على من قرأها لعلها تقع في يد من هو أقدر مني وأرشد دينياً وعقائدياً للقيام بهذا الواجب.


المسألة تحتاج إلى وقفة أخلاقية لمراجعة قيم المجتمع المصري والعربي الإسلامي والمسيحي على حد سواء.

قد نختلف أونتفق حول تلك الرؤية ولكني من حقي أن أعبر عنها وأقدمها لمن يمكن أن يرى ما أرى.
 وفي الختام إن كان ماسبق خيراً فبتوفيق من الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان .. أسأل الله المغفرة

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
Share:

0 التعليقات:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف