الثمن الذي يدفعه الطيبون
كتب / محمد صلاح الدين عبد الحكم
للتواصل بالرأي أو النقد أو التعليق على المقالة
برجاء إرسال التعليق على العنوان الالكتروني التالي وشكراً على زيارة المدونة :
يقول أفلاطون ( الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لا مبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار )
وفي هذه الحكمة وقفات عديدة نتحدث فقط عن واحدة منها هي " اللامبالاة" فما هي اللامبالاة؟
فوفق موسوعة وكيبيديا وبحسب علم النفس أن اللامبالاة هي " حالة وجدانية سلوكية، معناها أن يتصرف المرء بلا اهتمام في شؤون حياته أو حتى في الأحداث العامة كالسياسة ، وإن كان هذا في غير صالحه ، مع عدم توفر الإرادة على الفعل وعدم القدرة على الاهتمام بشأن النتائج" وكيبيديا بتصرف
وأضيف على ماسبق بأنها نتاج قلة الوعي وضعف الإيجابية وكلاهما نتاج الانشغال السلبي أو الإيجابي بالنفس وقلة احترام الذات، وللخروج من دائرة الانشغال بالنفس لابد من إيقاظ الحس الوطني ، بتوجيه الفرد و المجتمع لهدف سام يكون معه نكران للذات واستعداد لتقديم التضحيات بالوقت أوالمال أوالجهد أو حتى النفس كما حدث في 25 يناير وعلى مر التاريخ العظيم للشعب المصري .
فهل يمكن أن يجمعنا هدف واحد هو بناء النظام بعدما نجحنا في 25 يناير من إسقاط النظام السابق؟
والإجابة الضرورية هي نعم ولكن ، إذا أنكر كل منا ذاته أفراداً وجماعات رموز وعوام أحزاب ومؤسسات واتحدنا على كلمة واحدة هي " مصر أولاً " لتذوب الفروقات والاختلافات في بوتقة مستقبل الوطن عندها سيسهل علينا بناء النظام الذي نريد ، فالبداية إذاً بالنفس والنهاية بها.
وهنا نجد التنبيه الإلهي للنفس والربط العجيب ببين ما في النفس وبين قلقها الدائم على الرزق لذا أقسم الله على أنه في السماء وليس في الأرض وأن كل شيء عنده بمقدار وقدر فهل يعلم من يشتغلون بالسياسة والمُنتمين للأحزاب المختلفة هذه المعاني ويبنون مواقفهم وسلوكياتهم على هذا الأساس أم أن المسألة خلاف ذلك ؟
قال تعالى (... وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٢١﴾وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿٢٢﴾فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴿٢٣﴾ الذاريات صدق الله العظم
فهل وعينا هذا الحديث الذي لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه ، سواء كنا إسلاميين أو علمانيين ، يساريين أو سلفيين علينا أن ندرك بأن مصير العباد والبلاد بيد الله تعالى ولن يستطيع أحد أن يأخذ من أحد منصب أو وزارة أو رأسة أو نحوها إلا أن يكون بقدر الله ، ألم يقل النبي صلّ الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ." بهذه الثقة علينا أن نحاور بعضنا بعضاً وأن يثق في بعضناً بعضاً فلا مجال للتخوين أو التخويف علينا أن نثق في الله وفي أنفسنا وفي الأخرين علىينا أن نجرد قلوبنا من كل هوى إلإ هوى مصر عز العرب وفخر المسلمين.
وأعتقد أن هذا المفهوم ينسحب على جميع الدول التي قامت بها الثورات وليس على مصر فقط.
0 التعليقات:
إرسال تعليق