أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح ؟
لماذا لم يتشارك الإخوان مع الأخرين في الحكم؟
ألــم يرفعــوا شعـــار مشــاركــة لا مُغالبــة؟
وسوقوه لنا وقدموا أنفسهم على أنهم غير إقصائيين!!
إذاً لمـــاذا انفردوا بالسلطـــة وحــدهــم؟
لماذا قالوا أن مصر أكبر من أي فصيل وأنها تحتاج جميع أبناءها للعمل معاً ثم استحوذوا على كافة مؤسسات الوطن ورفضوا التوافق مع القوى الليبرالية؟
ولكن هل فعلاً استحوذ الإخوان وأقصوا القوى الأخرى وأخونوا مؤسسات الدولة ورفضوا التوافق مع القوى الليبرالية والعلمانية والقومية واليسارية في المعارضة؟
في حوار مع أحد الإعلاميين المحترمين العرب الذي أكن له معزة ومودة كبيرة لما يتمتع به من حس عروبي وإسلامي صادق حيث استمعت له وهو يعلق على الموضوع أعلاه ملمحاً إلى أن الإخوان لم يستطيعوا بناء التوافق وأنهم لم يشاركوا غيرهم وكان الانقلاب قد جاء كنتيجة لعدم مشاركة الآخرين، مطالباً لهم بأن يستوعبوا الدرس وأن يعملوا على بناء توافق حقيقي من الآن مع القوى الثورية الأخرى لمرحلة ما بعد سقوط الانقلاب؟
فقلت له هذا جيد ولكن دعني أفهم ما قلته للتو بصورة أوضح، أنا أعتقد أن الإخوان كانوا يحاولون إرساء أهم أسس الديمقراطية وهو مبدأ الانتخاب واحترام إرادة الجماهير في كافة مؤسسات الدولة السياسية أو الدينية أو المدنية وكافة المؤسسات.
فرد علي بضرب مثلاً قوياً ورائعاً
قائلاً : الموضع أشبه بأن تكون أمام ملاكم كمايك تايسون.. وكلما اختلفت معه قال لك تعال معي لنسوي خلافنا داخل الحبلة.
فهل تستطيع أن تدخل معه الحلبة؟ بالطبع لا.. والحديث له مشيراً إلى أن هذا هو ما يفعله الإخوان عندما يتمسكوا بالانتخاب.
فقلت له إذاً أنت تطرح الديمكتاتورية هي الحل بمعنى أن يكون بعض المؤسسات بالانتخاب ويكون لدينا بالتوازي تعيينات لضمان المشاركة.
لم أذكر ما انتهى إليه الحوار بيننا لحسم هذه النقطة تحديداً لأن الحوار كان مفتوحاً من جميع الحضور ولكني أردت أن أناقش معكم هذه الأفكار في إطار قواعد اللعبة الديمقراطية المحترمة والمستقرة في جميع بلاد العالم الحر.
وهنا سأناقش أفكار مثل الديمكتاتـوريــة والمشاركــة، والتـــوافــق.
والبداية هي بذات المثال المضروب أعلاه بخصوص حسم الاختلاف أو الصراع على طريقة الملاكم تايسون في الحبلة والمقصود بها " الانتخابات أو الاستفتاءات " والتي غالباً ما ينجح بها الإخوان بنسب كبيرة.
إن هذا المثال تحديداً يستوجب التأمل والتفكير لبلورة إجابة سهلة وبسيطة جداً، إذا كنت تحب أن تمارس الرياضة بشكل عام فمارسها ولكن لما أنت مجبور على ممارسة الملاكمة تحديداً وأنت غير قادر عليها؟
هناك أنواع مختلفة من الرياضات يمكن أن تكون مناسبة لحجمك ووزونك وقدراتك واستعدادك الفطري ربما يكون من الأنسب لك أن تمارس رياضية الجري، أو ركوب الدراجات أو المارثون ، أو ممارسة كرة الطائرة أو القدم أو حتى السلة أو لبعة من الألعاب الفردية كلعبة الشيش أو تنس الطاولة أو الأرضي أو لعبة الرمي بالقوس أو نحو ذلك من تلك الألعاب ولكن إصرارك على لعب الملاكمة وأنت غير مؤهل لها باعتبار أن من حققك ممارسة أي لعبة تريدها لأن ذلك بظنك يدخل في إطار الحرية الشخصية أمر يحتاج إلى مراجعة فكرية.
لأن كل رياضية لها مُتطلباتها وقواعدها وأصولها ودخول أحد المشتركين بغير تأهييل أو التزام بهذه القواعد والأصول يساهم في خراب اللعبة أو سيطرة تايسون عليها إذا كان المنافسين جميعاً سيكونون على شاكلتي، إما إن كان من سُلاكم تايسون هو الملاكم البريطاني لينوكس لويس الذي هزم تايسون بالضربة القاضية في الجولة الثامنة من النزال، فلقد استطاع لويس ازاحة تايسون بعد أن تربع الأخير على المنافسات لسنوات عديدة كبطل لا يُقهر، ولكن كيف استطاع لويس تحقيق هذه المعجزة التي حدثت في العام 2004 بأمريكا؟
الإجابة هي العمل والاجتهاد والتمرين الطويل والشاق والالتزام الرياضي والالتزام بالقوانين المنظمة للعبة والتي وإن خالفها لتحقيق الفوز فلن يُمنح حزام ولقب البطولة.
هذا ما رفضت المعارضة المصرية القيم به لازاحة الاخوان المسلمين من حكم مصر؟
رفضت الطريق الطويل للعمل في خدمة هذا الشعب كما فعل الإخوان!!
ورفضت المجاهدة لتحقيق مستقبل أفضل لهذا الشعب على الأرض كما فعل الإخوان!!
ورفضت الصبر على الطريق الطويل الشاق من الاحتكاك الشعبي كما فعل الإخوان على مدار أكثر من ثمانين عاماً واعتبرت قوى ليبرالية وعلمانية أن من حقها أن تأخذ نصيبها من الكعكة بمجرد تأسيس حزب سياسي لتتساوى به مع حزب جديد آخر مثل حزب الحرية والعدالة مُتناسية أن حزب الحرية والعدالة على الحقيقة هو ثمرة لكفاح طويل ممتد عبر عقود، بينما لا يتوفر لدى تلك القوى الأخرى هذا الطريق الطويل من الكفاح خاصة من قضى منهم مُعظم حياته في الغرب ولا يدري عن أحوال الشعب شيئاً.
هل ذنب الإخوان أنهم يعرضون أنفسهم عى الشعب وفقاً للقواعد الديمقراطية وقيم النزاهة والشفافية الانتخابية فيختارهم الشعب، من يفعل ذلك في الإخوان هو لا يحاسب الإخوان بل يحاسب ويعاقب الشعب على خياراته من منظور الوصي المسيطر على الموضى عليه وهذه أفكار يجب أن تصحح، فإما أن نلعب ونحتكم لقواعد الديمقراطية الحقيقة بعيداً عن التوافق المزعوم وفي اطار من احترام إرادة الشعب واحترام الصندوق الذي يمثل جوهر وأساس العملية الديمقراطية وأن نصبر على خيار الشعب ليتعلم أن يصوب خياراته بنفسه من خلال الممارسة دون تدخل من أي قوة داخلية أو خارجية لإرساء قواعد الديمقراطية وإما الفوضى الانقلابية والبلطجة السياسية والقانونية والقضائية والأمنية والإعلامية والتدمير المجتمعي والاقتصادي الذي يراه الناس كأسوء عرض مستمر في بلادنا منذ ستة أشهر.
والله ولي التوفيق .. كتبت ما قرأتم ولكم التقدير
التقدير مني والتقدير بالحكم على المكتوب لكم.
وإلى المقالة التالية الديمكتاتورية، و المشاركة السياسية بإذن الله.
0 التعليقات:
إرسال تعليق