كيف قرأت تصريحات الوزير يحيى حامد عن رفض السيسي إدخال القوات لسيناء لتحرير الجنود الثمانية المخطوفين؟
دورنا فيما يحدث هو محاولة الفهم والتحليل للوقائع والأحداث في ضوء ما يتوفر لدينا من معلومات يمكن أن تُفسر المشهد بعيداً عن التكهنات أو ضرب الأخماس بالأسداس.
وفي هذه المقالة سأحاول التصدي لفهم وتحليل ما ذكره الوزير يحيى حامد في لقائه الأخير أمس الجمعة الموافق 10 يناير 2014 مع الإعلامي زين العابدين توفيق والذي ذكر فيها بعض الوقائع الهامة كان منها : إصدار الرئيس مرسي لمرسوم رئاسي بتحرك القوات المسلحة الآن لاستعادة الجنود الثمانية المخطوفين ورفض الفريق السيسي للتحرك في بداية الأمر بحجة أنه في مسألة سيناء طالما لا يُهدد الأمن القومي "الجيش لا يدخل ولكن تدخل الداخلية بس " فالرئيس أصر على أن الجيش يدخل وأن احنا نجيب الجنود المخطوفين المصريين بتعونا فتحركت آليات العسكر وفجأة، قالك لقينا الجنود موجودين في مزرعة في الطريق!!! الثمان جنود.
فرد عليه الإعلامي زين العابدين بقوله : وأن الرئيس قال نريد أن نحافظ على حياة الخاطفين والمخطوفين .. من ضمن الأشياء التي نسبت إليه وكانت محل انتقاد شديد .
ثم عاد الحديث للوزير يحيى حامد الذي قال : فأنا عياز أقول لحضرتك إن محصلش ساعتها، اتلاقوا بالصدفة، وساعتها المخابرات الحربية قالت ده احنا لقيناهم بالصدفة يا جماعة.. ثمان جنود اتلاقوا بالصدفة ومكنوش عاوزين أن احنا نروح ننقذهم!!!
القصة لو كانت قبل 30 يونية و3 يولية كانت يمكن أن يكون لها تفسير من قبيل الاجتهاد في الرأي من قبل الفريق عبد الفتاح السيسي ولكن بعد هذان التوقيتان فالأمر مُختلف لأنه أصبح واضحاً للعيان تآمر القائد العام للقوات المسلحة على الرئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة للإطاحة به بعد توافقات محلية وإقليمية ودولية تلاقت مع طموحات الفريق الشخصية.
وهنا يجب الإشارة إلى عدة حقائق ظهرت من خلال هذا الموقف منها مايلي:
1- أن الرئيس قد أجبر السيسي على تحريك القوات رغم معارضة الأخير لذلك، مما يعني أنه كان يمارس دور القائد الأعلى للقوات المسلحة بكامل الصلاحية والمسئولية.
2- أن أحد الأسباب في انقلاب العسكر هو رفضهم الواضح للخضوع لرئيس مدني حتى وإن كان بإرادة الشعب المصري.
3- أن السيسي حاول أن يلعب أمام الرئيس بورقة " الأمن القومي " عندما رفض التدخل في بادئ الأمر، ولكن إصرار الرئيس أوصل رسالة واضحة للسيسي بأنني أنا الرئيس المدني المنتخب لا أنت وأنا القائد الأعلى للقوات المسلحة وأنت تحت إمرتي
4- أن إصرار السيسي على الزج بالداخلية للقيام بمهمة تحرير الجنود المخطوفين ربما يرجع لعدة أسباب منها
a. توريط الداخلية في مواجهة مباشرة مع الخاطفين المجهولين.
b. النأي بالجيش عن تلك المواجهة حتى لا يُكتشف أمر تورط المخابرات في خطف الجنود خاصة في حال وقوع اشتباكات بين جنود وضباط القوات المسلحة القائمين بالعملية وربما هذا يفسر ترك الخاطفين للجنود الثمانية وما قيل عن مصادفة وجودهم في مزرعة.
كما أعتقد بأن عدم رغبة السيسي نشر القوات في سيناء بهذا الزخم التي تمت به العملية حتى لا تُحسب لصالح الرئيس المدني المنتخب، ويظهر في العملية كقائد قوي أمام شعبه.
كما ينتابني أيضاً شعوراً مفاده أن الرئيس مرسي ربما كان يُدرك بصورة أو بأخرى
أن أمر خطف الجنود مكيدة من المخابرات التي ظهر أنها تعتبر جماعة الإخوان والرئيس الذي يمثلها عدو بينما تعتبر الصهاينة أصدقاء وذلك لإحراجه في حال وقوع ضحايا من الشرطة أو الجيش أو حتى الخاطفين أو المخطوفين خاصة أذا ما علمنا أن تاريخ القوات المسلحة في مثل هذه العمليات هي تاريخ أسود حيث كان أخر عملية قامت بها لتحرير الرهائن قيل عنها أنها أسوء عملية تحرير رهائن في التاريخ، مما يزيد من احتمال إدارك الرئيس لخيانة المخابرات أو تقاعسها عن أداء مهامها بصورة أو بأخرى ولكن يعيب على الرئيس في ذلك عدم اتخاذ إجراءات ضد المخابرات عقب تحرير الجنود المخطوفين، لفشلها الامني والاستخباراتي الاستباقي أو اللاحق في التوصل لهوية الخاطفين والقبض عليهم بعد انتهاء العملية.
والله تعالى أعلى وأعلم؟
ما رأيكم
0 التعليقات:
إرسال تعليق