عادة فرعونية مصرية سحيقة
السجن والمطاردات ثم الانتصار وتغيير النظام
بعد سجن يوسف الصديق ومطاردة موسى الكليم يتم تغيير النظام.
مصر تسجن يوسف الصديق
حينما تعلم أن مصر التي سجنت يوسف عليه السلام وهو برئ.. عناداً واستكبراً ( قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ ﴿٣٢﴾
فماذا كان رد يوسف عليه السلام؟!!
( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣﴾
وماذا كانت النتيجية؟
( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
واليوم وبعد مرور كل هذه القرون لازال يتكرر المشهد في مصر التي ما تلبث أن تخرج الثقافة الفرعونية التي تملأ نقوشها جدار المعابد والمتاحف لتصبح حقيقة واقعة
لتعين مصر سجن الشرفاء وأكارم الناس من أبناء مصر المخلصين من الرجال والنساء بغير ذنب إلا كما قالت امراءة العزيز: فذلكن الذي لُمتنني فيه .. ثم وباعترافها تكابر لتفضح نفسها بلا حياء أو ضمير بعد أن أخذتها العزة بالإثم وتملكتها الشهوة .. ولئن لم يفعل ما آمره ليُسجنن وليكونن من الصاغرين.. بلا تهمة وبلا جريمة اللهم سوى تعففه عن الحرام وعن الرذيلة والخيانة.
ولعل التاريخ يعيد نفسه مع اختلاف الوقائع ولكن تبقى الخيانة هي هي الخيانة سواء من رجل أو أثنى خيانة فراش أو قسم أو وطن والأخيرين أعظم من الأولى
ولعل ما اعترف به قائد الانقلاب لصحيفة الواشنطن بوست عندما قال : بأنه أدرك أن مرسي يعد مصر ليقيم دولة إسلامية تسعى لاستعادة الامبراطورية الإسلامية " وليؤكد بأن هذا لن يرضى به المصريين!!! هكذا قولاً واحداً ودون أن يعرض الأمر على المصريين سمح لنفسه بالحديث عنهم وقبل 30/6 إذ لم تكن الحشود قد خرجت لأن الحديث الذي ذكره سياقه بأنه قد تأكد له ذلك من خلال فترة عمله كوزير دفاع في حكومة الرئيس المنتخب مما يؤكد أيضاً بأن 30/6 لم يكن سوى مشهد تمثيلي للاطاحة بالرئيس المنتخب لأنه يريد أن يبني مصر العظمى التي تتحكم في الإقليم ويكون لها كلمة قوية مسموعة ومحترمة من العالم.. هذه هي الجريمة التي يعاقب عليها مرسي الآن وباعتراف السيسي أيها المصريين.. فاسمعوا واعوا.
ثم ألم يكرر قائد الانقلاب قوله بأنه كان ينصح للرئيس ولكنه أي الرئيس لم يكن يستجيب!!!
وقد فضح الرئيس تلك النصائح المشبوهة بل وفضح صاحبها عندما صدح بذلك في خطابه قائلاً "بأنه لا ينزل على رأي الفسدة " سبحان الله " فاستعصم " الرئيس كأسوة بيوسف الذي راودته امرأة العزيز عن نفسه، للم يجيب هؤلاء الفسدة إلى مرادهم حيث قال قولته المشهورة للتاريخ
" دونها الرقاب فالشرعية ثمنها حياتي .. حياتي أنا " وقد استسلم لقدر الله كما قال " الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن اسحاق بن يعقوب.. قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه؟
وظل ثابت ثبات الرجال والجبال الرواسي رغم كل هذه الضغوطات الرهيبة إلى أن أكد وأعلم أهله في أخر اتصال هاتفي تسربت فحواه بأنه ثابت بإذن الله حتى آخر نفس .. ولما لا وهو سائراً على درب يوسف الصديق مؤمناً بأن العاقبة للمتقين بإذن الله.
مصر تطارد موسى الكليم
وها هي مصر الفرعونية السحيقة تطاردت موسى رسول الله إلى بني إسرائيل وكليمه بتهمة قتل المصريين ( وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢٠﴾ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٢١ القصص﴾ موسى الكليم يفر من فرعون " الملأ " من المصريين أو ما نُسميهم اليوم بالنخبة الذين ظهرت سوأتهم الفكرية ونفوسهم العنصرية وقلوبهم الدموية بعد أن كنا نظن فيهم المدنية والتحضر.. يتآمرون على الشرفاء ويعملون على إقصائهم من أمام أعينهم ليختفوا حتى تصفوا لهم الحياة وحدهم فهم إناس لا يرون إلا أنفسهم ولا يهمهم إلا مصالحهم.
ثم تأتي حجة أخرى خطيرة يسوقها فرعون بنفسه وهي رغبته وحرصه في الحفاظ على دين المصريين من التبديل ولما لا وقد تعود المصريين على أداء طقوس العبادة التي شربوها في قلوبهم فهم ينكرون دين الحق ويتعبدون بدين الباطل دين فرعون بقهره وذله واستحياءه واستعباده لهم " ما علمت لكم من إله غيري" فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين.
ثم أتت حجة فرعونية أخرى ضد موسى الكليم وهي رغبته فرعون بالحفاظ على أمن واستقرار البلد من فساد موسى .. أو أن يظهر في الأرض الفساد "
قال تعالى ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴿٢٦سورة غافر﴾
ولكن ورغم كل تلك الأباطيل والحجج الواهية.. فرد عليه مسوى الكليم ليفضح كبر فرعون وكفره ( وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٢٧﴾ وذكر يوم الحساب لأنه الرادع الأساسي لسلوك أي إنسان ويعرف به المؤمن من الكافر لأنه أحد شروط الإيمان الستة.
وبعد أن استعاذ موسى الكليم بربه ماذا فعل ربه له كان أول النصر هو تسخير الله لمؤمن أل فرعون الذي يكتم إيمانه ليدافع عنه (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨ غافر﴾
وسيرسل الله مؤمن أل فرعون الذي يكتم إيمانه ليدافع عن موسى ثم سيغرق فرعون وينجوا الذين أمنوا كما نجاهم الله من فرعون وقومه .. قال تعالى ( وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١ الزخرف﴾ والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أيها المصريين الشرفاء الأحرار .. إن الذي أخرج يوسف من السجن عزيزاً .. ونجا موسى من فرعون وقربه كليماً بعد أن ظن قومه أن الغرق مدركهم جميعاً حين وثق في الله وصدح بها قوية عابرة للزمان والمكان " كلا " إن معي ربي سيهدين.. الشعراء 62.
فثقوا في نصر الله واثبتوا إن نصر مع الصبر .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٢٠٠ أل عمران﴾. بإذن الله سينكسر الانقلاب وستعود الشرعية بإرادة ونضال شعبنا الحر الأبي إن الذي قهر التتار وأذل الصليبيين وكسر إرادة الغزاة والمُعتدين على مر التاريخ لقادر على تحقيق النصر واستعادة الإرادة.
ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.
0 التعليقات:
إرسال تعليق