الكنز أم الوعي المفقود؟!!
بقلم / محمد صلاح الدين
كانوا قديماً ما ينشغلون كثيراً بما يُسمى " الكنز المفقود " هذا الكنز الذي نُسجت عنه الأساطير والقصص والروايات في الأدب العالمي حتى أنه لا تكاد أمة من الأمم إلا ولها قصة في البحث عن كنوزها المفقودة في أدبها المحلي.
وما أخرج الرحالة والبحارة القُدامى من شواطئ بلادهم إلا رغبتهم الجامحة في البحث عن هذا الكنز المفقود هذا الكنز الذي شك في أنه إذا ما عُثر عليه فإنه سيحول حياة أصحابه ومكتشفيه إلى حياة أخرى مختلفة مادياً ومعنوياً ولما لا؟
وعادة ما تكون الكنوز ذات قيمة مادية لا تقدر بثمن لما لها من تاريخ وعراقة كما أنها مُدرة للثروات على أصحابها سواء كان أصحابها أفراد أو أسر أو قبائل أو مجتمعات أو دول ، كذلك لما لها من قيمة معنوية كبيرة حيث أنها تعتبر جزءً نفيساً من تراث وحضارة وعراقة الإنسان يساهم في ارتقاءه وتغير نظرة الإنسانية إليه من خلال التعرف على تاريخه وعراقته.
إذاً فإيجاد الكنز المفقود يُساهم ويُساعد الأمم في تحقيق مكانة مادية ومعنوية
تتحقق بها الطموحات المادية والمعنوية، المادية من الرخاء والازدهار والمعنوي بتحقيق المكانة وتحسين الصورة.
وهذا ما حدث مع كثير من شعوب الأرض عبر التاريخ حتى أن البعض لم يجد كنوزاً لها قيمة الآثار التي تفصح عن ماض عريق ومجد تليد بل وجد موارداً طبيعية في باطن أرضه فاستغلها لتحقيق الرفاهية لشعوبه.
ولكننا وعلى ما عندما من كنوز آثرية وتاريخية تكاد تزيد على نحو ثلث آثار الدنيا لازلنا فقراء جوعى لا نجد ما يكفينا أتدرون لماذا؟!!
لأنهم تركوا لنا الآثار وخطفوا منا كنز أهم من كل كنوز الأرض مجتمعة وهو كنز الوعي.. نعم الوعي الذي تم اغتياله في مصر فتم تحريف الحق وتلبيس الباطل وارباك المصريين الذين لم يعودوا يميزون بين العدو والصديق الحاقد والحبيب والمجرم والشقيق.
لذا أدعو كل مخلص في هذا الوطن على استعادة الوعي المفقود الذي نستطيع أن نُسميه بكنز الكنوز ذلك الكنز الذي لو عاد لنا لحققنا به المُعجزات تلو المعجزات ولاستعدنا به الأمجاد.
معركتنا ليست مع الانقلاب بل هي مع كل من يسعى لتغييب وعي المصريين معركتنا التي تهدد أمننا القومي بل والإنساني والوجودي في مصر هي " الوعي " لإدراك حقيقة الذات وطبيعة الواقع والمؤامرات وحقيقة الدور وواجباته ومسئولياته..
لذا فإن معركتي مع الإعلام الذي يُدلس وتاجر المخدرات والخمور الذي يغيب الوعي والإرادة ومع كل بلطجي يقوم بإرهاب الواعيين من المصريين فيطاردهم ويحاصر وعيهم بعدم السماح لهم بالتعبير فيكمم الأفواه ويغتال الحريات بإغلاق القنوات وسد أبواب جميع وسائل الإعلام في وجوههم حتى لا ينشروا وعيهم بين المُغيبين ورغم كل هذا الكيد إلا أنه يمارس الاعتقال والقتل لتغييب الوعي قصراً بعد أن عجز عن تغييبه عمداً.
وإنا لمنتصرون وسيعود الكنز المفقود..والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
0 التعليقات:
إرسال تعليق