الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الاثنين، أبريل 8

مصر بحاجة لنخبة جديدة:(2/1)

إلى الدكتور معتز بالله عبد الفتاح: 
 مصر بحاجة لنخبة جديدة:(2/1)
بقلم. محمد صلاح الدين
رداً على مقاله الأخير بعنوان: إلى الدكتور مرسى. مصر بحاجة لقيادة جديدة.

عندما يكتب كاتب وأستاذ في العلوم السياسية ومقدم ومحلل سياسي إعلامي في قنوات متعددة وله اتصالات دولية وعربية مثل هذا الكلام فينبغي على البسطاء من المُتلقين أمثالي الذي يطلق عليهم الدهماء وعامة الشعب أن يستسلموا إليه وإلى أفكاره لأنه ببساطة هو الذي يحمل كل هذه النياشين والرموز التقديرية والصفات الشخصية والأدوات المهنية والعلمية التي تؤهله لأن يُسمع له ولما لا وهو الذي يكتب ويصوغ بنات أفكاره لتغوي عقول القراء ولأنها جميلة فإغواءها عادة ما يكون شديد التأثير.

 ولكن. إذا ما قررت أن أعتصم بالله ثم بما وهبني من أفكار بسيطة لاجتهد في صد غواية أفكار أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها جميلة ومبهرة فأول ما يكون من تلك الاجتهادات هو مراجعة وتقييم تلك الأفكار وتحليل المحتوى المباشر والغير مباشر وفي هذا السياق أدرك أن من اجتهد وأخطأ فله أجر وإذا أصاب فله أجران والله الموفق والمستعان .. انتظروا فلم أقرر التنحي عن الكتابة بهذه المقدمة المقضبة بل قصدت رسم البسمة على شفاهكم قبل الدخول في التفاصيل.

عقلية الرئيس الفذ السوبرمان الذي يمتلك كل شيء ويقود ولا يُقاد ويصدر الأوامر
خيانة بنات الأفكار جريمة تتراوح عقوبتها بين الجلد والرجم
أولا: ملاحظات عامة على المقال وتتلخص أبرز تلك الملاحظات فيما يلي:
1- توقيت كتابة المقال من الأهمية بمكان بحيث يلقي بظلال مهمة منها أن الموضوع يأتي ليستدعي لحظة تاريخية كان الجميع بلا استثناء لا يقف على مواقف الجميع أفراداً وجماعات بصورة دقيقة في ظل عهد الدكتاتور مبارك.
2- أن الدكتور معتز قد اكتفى بإضفاء صفة الرئاسة على مبارك فقال " الرئيس مبارك"  مساوياً له مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات أو حتى الرئيس جمال عبد الناصر أو الرئيس محمد نجيب متخلياً عن استخدام الألفاظ الثورية أو على الأقل الألفاظ التي درجت بعد الثورة مثل الدكتاتور أو المخلوع أو المُتنحي وهذا أمر فيه ما فيه من التغذية الإيجابية غير مباشرة للعقل الباطن للقارئ الكريم وبافتراض حُسن النية والتأويل نقول أنها  ربما تكون غير مقصودة.
3- يستمر الدكتور معتز في التأكيد على تلك التغذية الإيجابية من خلال استدعاء اللحظة التاريخية الحالمة بذكره للدكتور البردعي بصورة تعيد طرحه للإدهان في صورة المخلص تلك الصورة التي قد دمرها دورة الأخير في جبهة الإنقاذ ومواقفه السياسية الفاشلة التي كان أخرها وأبرزها:
( ‌أ) منحه للغطاء السياسي للعنف
( ‌ب) تأييده الضمني له.
( ‌ج) واستعانته بالغرب وطلباته المتكررة لتدخل العسكر في إدارة البلاد.
( ‌د) وفشله الشديد في إدارة شئون حزب يتكون من بضعة آلاف "حزب الدستور" فكيف يعاد طرحه على أنه المخلص وإن كان الأمر لم يكن بالتصريح ولكنه كان بالتلميح الضمني ونظراً لأننا بعد الثورة أصبح لدينا حساسية شديدة لمثل هذه التلميحات التي كانت تصدر لتهيئة الرأي العام للتوريث على مدى أعوام لذا نرفض أي تلميح ضمني في هذا السياق.
4- وبعد وإذا كنت قد التمست العذر له وأولت له رأي سابق فإنني لا أجد لهذا تأويل أو تفسير إلا محاولة للمحافظة على التواصل البناء بين الدكتور معتز وبين الدكتور البرادعي في لحظة هو أشد ما يكون فيها لكسب التعاطف بعد العواصف السياسية التي يواجهها من شباب حزب الدستور الذي لا زال يرأسه وبالطبع نحن نقدر بأن الاحتفاظ مع شخصية بوزن وعلاقات الدكتور البرادعي هو أمر مهم لمعظم النخب السياسية في مصر.
5- ورغم كل ما سبق إلا أنه ربما يوجد تأويل أخر لما ذكر أعلاه وهذا التأويل يكمن في الإجابة على التساؤل التالي: هل تمت خيانة الدكتور معتز من بنات أفكاره؟
فلم يراجع المقال قبل إعادة نشره وترك تلك البنات العذراء الجميلة والمنمقة والتي قد تحلت بجمال التعبير وتوشحت بشعارات علمية غاية في الروعة والأهمية لتغوي تلك البنات القراء كما ذكرت أعلاه!!!
أعتقد أنه يتعين على الدكتور معتز مراجعة تلك البنات بل ومراجعة عذريتها التي ربما قد تقادمت مع الزمن  فما كان قبل الثورة لا ينطبق بالضرورة على ما بعد الثورة ، فإن تأكد الدكتور الكريم بأنهن قد خانوه فعليه عقابهن بالجلد في مقال أخر أو بالرجم في حلقة تلفزيونية على الملاء وإن كانت تلك الأفكار العذار بريئات من الخيانة وهو من أصر على استدعاءها بإرادته الحرة فعليه أن يبرهن على كلامه بالدلائل التي لا تقبل النقض وإلا كان مقاله عرضة للنقد  أو حتى للتصويب ممن يحاولون تقمص شخصية المحللين من العامة والدهماء من أمثالي.
 فما طرحه من تلميحات قد أتى بصورة غير مبررة وغير مقبولة خاصة عندما ذكر في سياق المقال وبين قوسين " القصاص أو العفو" إشارة إلى المخلوع مبارك لأوضح للقارئ الكريم ما مفاده بأن اختيار الألفاظ من بنات الدكتور معتز كان مقصوداً فعندما أقول لك الرئيس السابق ثم أقول لك القصاص أو العفو فإن طبيعة المفردات تتجه نحو العفو إذ أن القصاص لا يليق برئيس سابق خاصة وأن القضاء شامخ كما تعلمون.
ولكن إذا لاحظنا أن عدم استخدام الألفاظ الثورية مثل الدكتاتور والمخلوع والتي كادت أن تُنسى في هذا التوقيت الذي تزداد فيه الهجمة على الرئيس وجماعته من الثورة المضادة بكل قسوة مادية ومعنوية، تخريبية او إعلامية و ربما كان حري بالدكتور معتز أن يسترعي انتباهه للأجواء المحيطة بالمشهد المصري داخلياً وخارجياً فكان رقيقاً مع الجاني الحقيقي الذي أفسد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر واستخدم الألفاظ الطبيعية ولكنه كان قاسياً ومتجاوزاً للإنصاف في كثير مما طرحه في هذا المقال.
وقد رأيت أن اقتبس جزءاً مما قاله لتوضيح الأمر على نحو ما ذكره الدكتور معتز والذي يقول فيه (......ولا شك أن الدكتور البرادعى قبل دعوة مجموعة من المثقفين المصريين له أن يذهب إلى ما هو أبعد من تحليل الوضع واقتراح حلول له إلى أن يكون فى مقدمة كتيبة إصلاح أحوال الوطن».كان أملى فى الرجل كبيرا، وسعدت أن التف حوله جميع المعارضين لنظام مبارك من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وسعدت أن الشباب أشعلوا فتيل الثورة، لكن إشعال الثورة أسهل من إدارتها وإنهائها؛ لأنها بحاجة لقيادة قادرة على أن تداوى جراح الثورة نفسها (القصاص والعفو)، وأن تصنع كتيبة للعمل على اجتثاث الأسباب التي أدت للثورة (الفساد والاستبداد والعناد والاستبعاد). ثم ذهب ليقول بأنه (وبعد 4 سنوات من كتابة هذا المقال، وبعد شهور عشر من حكم الدكتور مرسى، وبالنظر إلى عظم التحديات وتفتت القدرات، وبرصد الوجوه الموجودة على مسرح الحياة السياسية، أجد نفسي أقول نفس ما قلته من قبل: مصر بحاجة لقيادة جديدة). انتهى كلام الدكتور معتز.

وهنا تجدر الإشارة إلى عدة نقاط أساسية قد تجاوزها أستاذ العلوم السياسية ومنها على سبيل المثال لا الحصر.
1- أننا قوم حديثي عهد بالديمقراطية وأن الديمقراطية قد لا تأتي بالأفضل كما هو معلوم ولكن من يأتي عليه أن يستكمل فترته ثم تقول الصناديق كلمتها ليزاح عن المشهد من خلال الفعل الديمقراطي لأن القيادة هنا هي للديمقراطية والكلمة للشعب الذي يقود ويصنع مستقبله بنفسه بإرادة حرة في إطار ديمقراطي أما أن نأتي لنقول بعد عدة أشهر بأن مصر بحاجة إلى قيادة جديدة لمجرد أنه قد رصد الوجوه الموجودة على الساحة السياسية ولا أعرف إن كان اللفظ مقصود!!!

 فأين الزواج الكاثوليكي الذي كان بين المال والسلطة قبل الثورة منه الأن؟
وأين ترزية القوانين؟
وأين الرئيس الذي يعمل للتوريث؟
وأين الدولة البوليصية التي كانت تدير البلاد بالفزع والرعب؟
وأين النائب العام السابق الذي وأدت في عصره قضايا الفساد؟
هل الوجوه نفس الوجوه ورجال أعمال مبارك والفاسدين على وشك أن يحاسبوا لأول مرة في تاريخ مصر الحديث؟
هل الوجوه نفس الوجوه وقد استطاعت لجنة تقصي الحقائق في الكشف عن أدلة جديدة في قضية قتل المتظاهرين تم تحويلها لتضم للقضية كأدلة مادية جديدة قد تقلب القضية رأساً على عقب لوقف مهرجان البراءة للجميع؟
هل الوجوه نفس الوجوه عندما تجد رئيس الوزراء والوزراء لأول مرة في مصر خارج المكاتب المكيفة يعملون في المواقع وفي حركة دائمة في الشوارع مع المواطنين؟
هل الوجوه نفس الوجوه عندما يزور قنديل العراق ويجلب لمصر صفقة لفك الحصار البترولي عن مصر؟
هل الوجوه نفس الوجوه في حوار وطني يجريه الرئيس بنفسه ويحضره ويبثه التلفزيون المصري الرسمي على الهواء مباشرة ليتحدث الجميع بما شاء أمام الشعب المصري في أول سابقة في التاريخ السياسي والرئاسي المصري؟

وكما يقال بالعامية فإن كل ما سبق كوم أو حمادة والتالي كوم أو حمادة تاني خالص، فإذا كان الدكتور معتز لا يرى أي تغيير ولو جزئي في مصر خلال الأشهر السابقة قد حدث فهذا يعني أنه ربما قد أصيب بالرمد السياسي جراء تلوث البيئة السياسية مما أثر على ضعف الرؤية العامة أو ربما قد أصيب بقصر نظر نتيجة تعرضه لعدسات الكاميرات لفترات طويلة فأصبح بحاجة إلى استخدام نظاره  لتساعده على قراءة المشهد بوضوح أكبر.

 وإذا كان خلل القراءة سببه إصابة في  الشبكية السياسية لا قدر الله الأمر الذي يحتاج إلى مراجعة وعناية فائقة قد تطلب البعد عن الأسباب المباشرة للإصابة مثل قناة سي بي سي والاحتكاك الشديد بالنخب العلمانية والقومية واليسارية في مصر .. هذا ما تيسر إعداده وقدر لي قوله والله من وراء القصد وهو هو يهدي السبيل ولكم القدير. يتبع في مقال آخر تحت عنوان: قراءة في معايير القيادة 
الأربعة للدكتور معتز بالله عبد الفتاح.

ملاحظة هامة جداً ..
البعض سألني عن المقال الأصلي ليقرأه فتنبهت لضرورة ذلك واعتذر لأنني لم أضع الرابط بصورة مزامنة حتى أضع القارئ الكريم في الصورة كاملة لا كما أراها بعيني فقط  لذا أرفق رابط المقال الأصلي لمن أراد أن يعقد مقارنة بين الموضوع التعليق http://news.elwatannews.com/news/details/159564
Share:

0 التعليقات:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف