الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الأربعاء، أغسطس 10

النظام السوري شبيح دولي بامتياز

النظــــام الســــــــــوري شبيــــح دولـــــــي بامتيـــــاز
كتب / محمد صلاح الدين -

 
   منذ بدء الاحتجاجات والمظاهرات السلمية للثورة السورية قبل نحو خمسة " أكثر من ثمانية اليوم"  أشهر ولا زالت ألة القتل للنظام السوري تعمل بلا كلل أو ملل تستهدف كل الأحرار في المدن والقرى السورية حتى وصل عدد الشهداء إلى نحو 2000 شهيد من بينهم عشرات الأطفال والنساء وأكثر من 10000 ألاف جريح والعدد مرشح للزيادة كل لحظة والعالم يتحدث عن الثورة السورية ويناشد ويدين بما فيهم مجلس الأمن ولا أحد يستطيع فعل شيء بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وحتى تركيا الحليفة الأقرب لسورية وكذلك الجامعة العربية وعلى رأسها مصر دولة المقر حتى صدر الموقف السعودي الذي يمثل الصوت الأقوى في الإدانة حتى الأن طول صمت ،وحتى بعض دول الخليج العربي لم تسمح للسوريين والمقييمين فيها بالتظاهر أمام السفارات السورية احتجاجاً على القمع الوحشي للشعب من قبل النظام السوري ، إذا لماذا هذا الصمت العربي والدولي إزاء مايحدث في سورية ولماذا هذا التباطؤ في الإدانة و اتخاذ المواقف العربية والدولية الحاسمة تجاه النظام السوري السفاح ؟

 
هذا ما سأحاول تفسيره و الإجابة علىيه من خلال تحليل العلاقة بين الدولتين الجارتين سورية وتركيا وأول ما يتبادر للذهن في هذا الموضوع هو السؤال المفتاحي التالي :

 
لماذا تخشى تركيا من اتخاذ موقفاً حاسماً تنحاز فيه تجاه الثورة السورية على حساب النظام ؟

 
كسحب السفير التركي أو طرد السفير السوري على الصعيد الدبلوماسي أو التهديد بالمقاطعة الاقتصادية أو بالتدخل العسكري كما حدث من قبل في تسعينيات القرن الماضي في موضوع عبدالله أوجلان أو نحو ذلك من المواقف المتشددة رغم أن التصرحات السياسية والدبلوماسية للساسة الأتراك تعد الأقوى إقليمياً والأسباب في تقديري تكمن فيما يلي :

 
خشية النظام التركي من قدرة النظام السوري على ...

 
1-    إثارة الأكراد وحزب العمال الكردستاني والجماعات الكردية المسلحة والتي تستطيع تنفيذ عمليات عسكرية نوعية تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في تركيا.

 
2-    إثارة الطائفة العلوية التي تقدر سكانياً في تركيا بنحو 8 إلى 10 ملايين علوي في تركيا تربط معظمهم بسوريا علاقات وطيدة حتى ذهب البعض للقول بأن العديد منهم يحمل رقم قومي سوري بحسب مصادر من بعض السوريين.

 
3-    إدراك تركيا بأن أي تدخل عسكري لها أو لغيرها من المجتمع الدولي سيزيد من أزمة اللاجئين السوريين البالغ عددهم نحو أقل من 10000 والذي يرجح بحسب الخبراء إلى أن يصل إلى المليون لاجئ وربما المزيد في حال نشوب أي عمليات عسكرية على الحدود السورية .

 
4-    استعداء إيران ضد تركيا واستعداد الأولى إنطلاقاً من حماستها الطائفية لفعل أي شيء لمساندة النظام السوري بما في ذلك إثارة حماسة العلويين الطائفية لنصرة النظام السوري الأمر الذي يضعف القومية التركية والنظام العلماني للدولة.

 
5-    المقاطعة الاقتصادية ستكون تركيا فيها هي الخاسر الأكبر نظراً لأنها الأكبر والأقوى اقتصاداً وسورية بالنسبة لها سوقاً تعداده 23 مليون نسمة وهذا ما لا تريده تركيا.

 
6-    إن خسارة النظام السوري سيجعله يرتمي بالكلية في الأحضان الإيرانية المفتوحة على مصرعيها وسيخرجها تماماً من المنطقة مما يضعف مكانتها الإقليمية والدولية كشريك فاعل ومؤثر في العلاقات الدولية والإقليمية لصالح القوة الإيرانية وهذا ما تخشاه أيضاً تركيا.

 
7-    وربما غير ذلك مما تخفيه دهاليز السياسة بين البلدين الجارتين.

 
فإذا كان هذا هو حال النظام السوري مع تركيا صاحبة ثاني أقوى جيش في حلف الناتو وإحدى أقوى الدبلوماسيات والاقتصاديات في المنطقة وأوروبا والعالم ولا تستطيع التأثير على النظام في سورية لوقف القتل إذا فكيف للشعوب الأخرى بما فيها شعوب الخليج التي يهددها النظام السوري بالفتنة الطائفيةوتحريك الخلايا التابعة له لزعزعة الأمن والاستقرار في الخليج بحسب ما ألمح به أحد الموالين للنظام في سورية مؤخراً.

 
كل ذلك في ظل غياب القيادة المصرية الممثلة في المجلس العسكري الحكام في مصر والمشغول باستحققات الثورة الداخلية ومعالجة الملفات الأمنية والاقتصادية والمجتمعية الشائكة في مصر وصمته عما يجري في سورية على اعتبار أنه شئناً سورياً داخلياً وأن مصر لا تريد أن تتدخل في الشأن الداخلي لدولة أخرى حتى لا يكون ذلك ذريعة لأن يتدخل الأخرين في الشأن الداخلي المصري " كفلسفة سياسية تقليدية من تقاليد السياسات القديمة للنظام القديم " الأمر الذي أعطى الفرصة بصورة أو بأخرى لتخفيف الضغوط عن النظام الجزار في سورية.

 
 إذاً فالنظام السوري لم يتلقى مؤخراً ضغوطاً حقيقية نستطيع وصفها بالمؤثرة سوى من خلال الموقف السعودي المنادي بوقف ألة القتل خلال خطاب جلالة الملك عبد الله وكذلك الموقف الكويتي ممثلاً في موقف صاحب السمو الأمير صباح ولكن حتى هذه المواقف أعتقد أنها مواقف أخلاقية وإنسانية إبراءً للذمة استنكاراً لما يحدث للشعب السوري ولا تمثل أية ضغوطات حقيقة مؤثرة لتغير استراتجية النظام من القتل استراتيجية الانتقال السلمي للسطلة أو حتى التغيير والإصلاح دون إسقاط النظام لذا فأية مواقف خارجية رغم كامل التقدير لها وأهميتها المعنوية للشعب السوري لكنها لن تكون مؤثرة على النظام الذي يبدوا أنه يدفع باتجاه تسليح الثورة السلمية حتى يقوم بمزيد من المذابح بعد أن يكون قد أثبت بوجود السلاح من بعض الثوار إلا أن النظام رغم ذكاؤه السياسي والعسكري في إدارة الصراع مع الداخل والخارج لا يعرف أن الشعب السوري قد خرج بلا عودة وأنه سيتعين عليه خلال الأسابيع القليلة القادمة أن يواجه ضغطاً ثورياً شعبياً أكبر من سابقه بكثير وأن المسألة ستدخل في مرحلة الاستنزاف البشري بالقتل والتجويع والحصار للشعب والاستنزاف الاقتصادي والسياسي للنظام الذي فقد هيبته وصورته الذهنية بل واحترامه وشعبيته كدولة ممانعه " صورية " أمام شعبه والعالم العربي والعالم أجمع لذا عليه أن يدرك بأنه عليه أن يواجه أياماً وأشهراً صعبة ولكنها ستكون حاسمة خاصة بعد أن يبدأ الوضع المصري في الاستقرار بعد الانتخابات القادمة لذا سيعمل هذا النظام السفاح ورئيسه على إنهاء الثورة بأسرع وقت ممكن ولكنه لن يستطيع.

لقد كتبت هذه المقالة قبل نحو أكثر من ثلاثة أشهر ولازالت صالحة حتى الأن رغم التحول المُتصاعد في النبرة التركية.

اللهم انصر الشعب السوري والليبي واليمني وحررهم من هذه الأنظمة القاتلة , الكاذبة
, العميلة للصهاينة التي تتاجر بكل الأعراف والقيم مقابل شهوة السلطة
Share:

0 التعليقات:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف