شفيق
في البقالة .. والبيض في الأرجنتين
كتبت هذه المقالة أثناء الجولة الثانية من السباق الرئاسي الذي فاز فيه الرئيس محمد مرسي الرئيس الشرعي المنتخب وانتشرت المقالة حتى أنها نشرت في بعض المواقع الالكترونية ولكنني حظيت بهجوماً ممنهجاً وشديداً بعد نشرها لرفض الفكرة بحجة أن هذا يقسم الشعب فقلت في ذلك الوقت من لا يرى أن الشعب مقسم من عهد مبارك فهو لا يرى ومن لا يرى في شفيق لصاً ومتهماً بقتل أبناء الشعب المصري فهو أيضاً لا يرى واليوم بعد أن فعل السيسي ما فعل من خيانة عُظمى وقتل للساجدين واطلاقه للبطجية مهاجمة المساجد وحرق المسلمين أحياء وكأننا في بورما بدعم واضح وغير مسبوق من الكنيسة ومن فلول النظام السابق مع بعض المغفلين الذين انعدمت فيهم الإنسانية والوطنية أعيد نشر هذه المقالة مرة أخرى مع تطويرها بعدما رأيت تصاعد لفكرة المقاطعة والتي وصلتني عبر حسابي على الفيسبوك.. دعوة عامة لمقاطعة كل المحلات التي تعلق صور #السيسي ..
ادخل المحل وابدأ في الشراء .. ثم تظاهر بأنك رأيت الصورة .. وقول للراجل : مش هاشتري منك علشان حاطط صورة القاتل ده !!
#جرب و #انشر الفكرة ..
#جرب و #انشر الفكرة ..
لذا رأيت أن أيد هذه المقالة بعد وضع عنوان آخر لها وهو ..
السيسي في البقالة .. والبيض في الأرجنتين
بقلم / محمد صلاح الدين
لقد
عتب عليّ بعض الأصدقاء الكرام في ثنائي على فكرة مقاطعة بعض أبناء الشعب المصري لصغارالتجار وبائعي التجزئة مثل " البقالات ومحال الفواكه ومحال بيع اللحوم وما في حكمها" ممن يدعمون ويناصرون الفريق
شفيق ويقومون باستخدام محالهم التجارية للدعاية والترويج لحملته الانتخابية رافضين تلك
المقاطعة للحجج إنسانية.
وقبل
أن أوضح رأيي في هذه المسألة أبدأ بقصة طريفة حدثت في الارجنتين ورغم بساطة القصة
إلا أنها لها مغزي فكري رائع، حيث تذكر القصة بأن تجار البيض قاموا برفع سعر البيض
في جميع انحاء الأرجنتين وقد لاحظ الشعب الارجنتيني ذلك فقرر مقاطعة هؤلاء التجار
عبر مقاطعة شراء البيض وبالفعل استمرت المقاطعة لأيام طويلة إلى أن فسد البيض لدى
صغار التجار الذين رفضوا استلام حصصهم الجديدة من البيض من كبار الموزعين
والموردين الذين تأثروا بالتبعية وقاموا بإعادة الشحنات إلى المستودعات حيث بقيت
لفترة طويلة ثم تكدس الإنتاج لدى المنتجين من أصحاب مزارع الدواجن الذين رضخوا في
النهاية وقاموا بإعادة الأسعار لما قبل المقاطعة إلا أن الشعب الأرجنتيني أصر على
استكمال المقاطعة مما صدم جميع التجار والموردين والمنتجين، وعلى وقع المقاطعة
وتأثيراتها والخسائر الكبيرة التي لحقت بصغار وكبار التجار والمنتجين الذين
اجتمعوا واتفقوا على تقديم اعتذار للشعب الأرجنتيني وتخفيض سعر البيض بقيمة سعرية
أقل مما كان عليه قبل المقاطعة بمقدار 75% وعندها قبل الشعب الارجنتيني الاعتذار
وشراء البيضه بربع ثمنها وكسر المقاطعة.
دروس سريعة :
1-
المقاطعة
عمل إيجابي إذا تم التوافق المجتمعي عليه.
2-
المقاطعة
عمل فردي يلزم صاحبه ولكن لايلزم الأخرين في نفس الوقت.
3-
المقاطعة
الاقتصادية مؤثرة جداً يتأثر بها صغار التجار الذين يضغطون بدورهم على من هم أكبر
منهم من التجار لارتباط العملية التجارية بسلسلة اقتصادية واحدة.
4-
المقاطعة
تستخدم كسلاح لتحقيق مصالح مجمتعية عليا وليس مصالح لفئة دون غيرها وإلا لكان الشعب
الأرجنتيني فشل في المقاطعة إذا قرر أحد منهم أن يقول مثلاً " أرجنتيني يقاطع
أرجنتيني" أو يقول" ياعم كلنا بتطلع علينا شمس واحدة أحنا والدجاج
والتجار وربنا يتكفل بينا كلنا" كما يقول بعض المصريين أو يقولوا "حرام
نضر فئة تجار البيض والموزعين له والمنتجين له لأنهم أرجنتيين مثلنا كما أنهم يدفعون
الضرائب المقررة عليهم للدولة مما يعني حقهم في الربحية وفي الأخير هم أحد أعمدة
الاقتصاد الأرجنتيني القومي يعني وطنيين مثلنا !! لم نسمع ذلك من أحد من الشعب
الأرجنتيني الذي قاطع كله وذكره التاريخ.
العــزل السياســي والاقتصــادي وجهــان لنجــاح
الثــورة
1-
ببساطة
فكرة المقاطعة الاقتصادية لم يُسمع بها ولم تكن منتشره ضد رموز النظام السابق
وأنصارهم من صغار أو كبار التجار لأنها لم
تكن خياراً سياسيا في الجولة الأولى أو غيرها ولكن يبدو أن بعض أفراد الشعب المصري
قد قاموا بها بعفوية وتلقائية.
2-
يبدو أن البعض لازال يعيش في الترف السياسي
بينما الشعب يغلي ويئن على وقع الأزمات الاقتصادية المتسبب فيها النظام السابق
وفلوله ومن يناصروهم في كل مكان وموقع في مصر.
3-
إننا
يا سادة في مفترق الطرق فإما ثورة أولا ثورة بمعنى أكثر دقة ( فإما الثورة مع مرسي
وإما اللا ثورة مع شفيق ممثل النظام السابق ) إما مصر الجديدة أو مصر القديمة بكل
ما تحمله الكلمات والألفاظ من معاني.
4-
إن
العزل السياسي واجب لكل فلول النظام السابق وهذا حق ثوري ومجتمعي أصيل أعتقد أنه
لا خلاف عليه إذاً فدعونا ننطلق من هذا الأساس لنصل لمناقشة فكرة العزل الاقتصادي،
إننا حاولنا على مدار عام ونصف العام القضاء على النظام السياسي الفاسد وتقويض
أركانه ولكننا اكتشفنا أننا قد وصلنا إلى طريق مسدود حتى أصبحنا نحن المُهددين بتقويض
الثورة والانتقام من الثوار، مما يعني ضرورة ربط مسار العزل السياسي بالعزل
الاقتصادي لضمان استنزاف المال السياسي ومحاصرته لمنعه من التدخل في الشأن
السياسي.
5-
إن
مسألة العزل الاقتصادي " المقاطعة " للرموز التجارية المؤيدة والداعمة
للنظام السابق بكل مكوناته ورموزه وعلى رأسهم مرشح الرئاسة " شفيق"
مسألة في غاية الأهمية لأنها تضيق الخناق المجتمعي الشعبي على السلسلة الاقتصادية
التي تدعم النظام وتنفق لهدم البلاد استعباد العباد من خلال دفع رواتب لعشرات
الألاف من البلطجية في جميع أنحاء الجمهورية، وكلنا يعرف عن مواقف رجال أعمال
مبارك واتهامهم بتحريك أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وأحداث بورسعيد
وقد سمعنا ما نسب لرجل الأعمال أبو العنين الذي يعلق وربط مكافئات وأجور العاملين
لديه بفوز شفيق.
6-
إنه
من الطيبه الزائدة إذا وقفنا صامتين لنتلقى الضربات تلو الضربات من أتباع النظام
السابق ثم نقف متفرجين أو عندما يفكر البعض منا بعفوية وتلقائية دون تنظيم القيام
بشئ ما ضد أنصار النظام السابق من التجار فالوطنيين الثوريين يحاصرون المصريين مؤيدي
النظام الفاسد الظالم القاتل الذي أفسد جميع مناحي الحياة ومنها الاقتصادية وما
الغلاء المعيشي الذي نحن فيه إلا بسبب ثلة التجار الفاسدين كبار وصغار ممن تربوا
في حظيرة النظام.
7- ووفقاً
لما سبق فإن العزل الاقتصادي " المقاطعة " مبدئياً هو سلاح مجتمعي دفاعي
وليس هجومي تستخدمه الشعوب والمجتمعات لحماية أنفسها وتوصيل رسالتها بعدم الرضا والرفض لمواقف
وأفعال تجاه جهة من الجهات تعمل ضد إرادتها وهذا على سبيل العموم. وإذا ما أضفنا ووصفنا خطورة الموقف بأننا أمام :
1- مرشح قد
رفض تنفيذ خمسة أحكام قضائية سابقة.
2- مرشح
يريد أن يطفئ ميدان التحرير إذا اشتعل بالثورة.
3- مرشح
متهم بعشرات قضايا الفساد ضد الشعب المصري.
4- مرشح
يهدد نواب مجلس الشعب ومنهم عصام سلطان في تهديد واضح.
5- مرشح
يقول بأن مبارك مثلي الأعلى ولأخر يوم في حياته سيظل يقولها.
6- مرشح حُرقت
في عهده مقار أمن الدولة وتم إتلاف كل الأدلة التي تدين مبارك ونظامه.
7- مرشح
وقعت تحت سمعه وبصره أثناء رئاسته للوزراء موقعة الجمل والتي مات فيها 14 مصرياً
لم يعزي في أحداً منهم قط.
8- مرشح يعترف
بأنه مرشح العسكري عندما ذكر في لقائه مع عمرو أديب بأنه نسق مع المشير والفريق
عنان قبل نزوله للانتخابات.
ثم
نجد من يقول بأن هذا خيار سياسي إن هذا انتحار سياسي بامتياز يختاره بعض أبناء
وطني فكيف يتم اختيار متهم بالفساد والإفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟! يا
سادة الخلاف مع شفيق ليس سياسياً بل جنائياً ، والخلاف مع الفلول ومن يناصرهم
بالمال والإعلام والدعاية لم يعد خلافاً سياسياً بل خلافاً أخلاقياً ومبدئياً
وضميرياً وإنسانياً وثورياً وقيمياً لأنه يمس دماء الشهداء وثروات المصريين
المنهوبة ومكانة وسمعة مصر والمصريين التي دمرت على مدار أكثر من ثلاثين عاماً على
أيدي النظام ورموزه.
ليسوا
ســــواءً
وهذا ليس معناه أن جميع من يدعم أو يناصر شفيق هو كذلك فقد شاهدت
ووجدت البعض ممن يؤيد شفيق من المغرر بهم والخائفين من الإسلاميين أو الدولة
الدينية، ولهؤلاء أقول بأن الدولة المدنية ممثلها مرشح الثورة الدكتور مرسي بحسب
برنامجه السياسي ومشروعه النهضوي المعلن لأن الدولة المدنية يقابلها الدولة
العسكرية التي يمثلها شفيق بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وأما الخائفين من الدولة
الدينية فعذرهم ربما يكون مقبولاً لأنهم لم يفهموا الإسلام على حقيقته سواء كانوا
مسلمين أو مسيحيين فلا توجد دولة دينية في الإسلام والنموذج الإيراني نموذج مبني
على المذهب الشيعي الذي يؤمن بمبدأ ولاية الفقيه فالمرشد فوق الرئيس ولكل صلاحياته،
ولكن مصر ليست إيران فمصر سنية
والخـــلاصــة:
إن
مقاطعة البقال أو بائع الخضار أو بائع الفول المؤيد لشفيق والنظام السابق بتقديري
واجب وطني يوجه ضد النظام السابق والحزب المنحل مباشرة والذي عمد إلى استخدام تلك المحال
التجارية كواجهات للدعاية للترويج لنفسه ولرموزه للتأثير على الشعب المصري لعقود
طويلة؟
إن
التاجر البسيط عليه احترام مشاعر الشعب ومشاعر أباء وأمهات وأبناء الشهداء والجرحى
الذين قضوا وضحوا في ثورة 25 يناير بتعليق صورة ممثل النظام الذي قتل وجرح وفقأ
أعين أبنائهم، إننا لا نطلب من هذا التاجر الصغير أن يغير اعتقاده أو يغير رأيه
السياسي بينه وبين الصندوق بل نطالبه باحترام مشاعر الآخرين إذاً فهي مقاطعه وقتية
وقائية، وإذا أردنا نجاح العزل السياسي علينا أن ندعمه بالعزل الاقتصادي لكل من
أفساد الحياة السياسة والاجتماعية في مصر. والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم ولكم
التقدير.
0 التعليقات:
إرسال تعليق