الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الأحد، أبريل 22

بعض دلالات الفصل ما قبل الأخير من الثورة المصرية

بعض دلالات الفصل ما قبل الأخـــير من الثـورة المصرية


بقلم/ محمد صلاح الدين

أولاً: ماذا بعد العاصفة السليمانية ؟

بعد أن إنقشع غبار العاصفة السليمانية الانتخابية والتي كان هدفها إحداث حالة من الإرباك والاختلاف والإنقسام في المجتمع المصري الذي ظل يعاني من الاختلال الأمني الممنهج وافتعال الأزمات ومنها أزمة تهريب كميات غير اعتيادية من السلاح عبر الحدود والمنافذ المختلفة وبعد أن بدأت الرؤية بالعودة التدريجية وفي إطار تلك الرؤية ربما تبين لنا بأن  العسكر قد استفادوا بترشح وخروج سليمان بهذه التمثيلية الدرامية ليرسلوا للشعب المصري عدة رسائل قوية منها :
1- أن الحل الأمني والسياسي للأزمات التي تمر بها البلاد يكون من خلال اختيار رجل دولة متمرس له خبرة طويلة وباع في إدارة شئون البلاد وعلاقات دولية محترمة تضمن تحقيق ذلك لا مرشح طموح لديه رؤية نظرية قد تكون غير قابلة للتطبيق " تشكيكاً في كل المرشحين الوطنيين" وبالتالي يفتح المجال للنقاش حول إمكانية وجود رجل له شيء من الشعبية كالمرشح عمرو موسى ، فإذا نجح دون تزوير تكون تلك هي الإرادة الشعبية ولا إرادة فوق إرادة الشعب ويخرج منها العسكري زي الشعره من العجينة وإلا فالمادة 28 جاهزة للاستخدام لتنفيذ الإرادة فوق الشعبية وفوق الدستورية.
2- وبالاعتماد على ماسبق يكون السيد عمرو موسى هو المرشح الأساسي للعسكر وليس السيد عمر سليمان الذي كان بمثالة الولد في لعبة الكوتشينة المعروفة حيث قش معه منافسين من أكبر المنافسين الإسلاميين الإخوان والسلفيين.
3-  وجود علاقة تنسيق مباشر وصلة بين المجلس العسكري وبين فلول النظام السابق لترتيبات وتنظيم الصفوف ( لقاء رئيس المجلس الأعلى مع المرشح عمرو موسى لمدة 3ساعات) ليكون هو المرشح الوحيد الذي تمت مقابلته عقب عاصفة سليمان وهذا له ما له من دلالات.
4- كما أن العسكر يريدوا أن يؤكدوا على أنه لا توجد لديهم نية في تزوير الانتخابات الرئاسية القادمة ، حجتهم في ذلك رفض ترشح عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع.
5- كما أنهم ليس لديهم سلطة على القضاء ولا يتدخلوا في أحكامه ( ده على أساس أننا نسينا ما حدث في قضية التمويل الأجنبي لأننا شعب نساي).
6- وأن اللجنة عزلت سليمان رغم تحصينها وبالتالي فإنها ستكون مهنية وقانوية ولن تقوم بدور سياسي.
- كذلك عدة رسائل أخرى منها استمرارالانفلات الأمني وسياسة افتعال الأزمات دون رقيب أو حسيب مع الإشارات بضرورة الانتهاء من الدستور قبل الانتخابات الرئاسية للضغط على القوى الوطنية ولإحداث مزيد من الإرباك والارتباك داخل المشهد الوطني المنقسم أصلاً.   
إلا أن إعداد مشروع قانون العزل السياسي قد جاء بصورة مفاجئة وحركة غير متوقعة للمجلس الذي لم يظن أو يحتسب لمشروع الأستاذ عصام سلطان والذي حظى بإجماع وطني برلماني غير مسبوق ثم كانت المفاجئة بأن امتلك البرلمان المصري ولأول مرة زمام المبادرة أمام العسكر بوضعه في الزاوية بين مطرقة عدم التصديق خاصة بعد حكم المحكمة الدستورية بعدم الاختصاص فيصبح عدم تصديقه انحيازاً واضحاً للفلول مما يؤكد الاتهامات بقيادته للثورة المضادة ، أو بتوقيعه فيحقق مكسباً جزئياً للوقت لترتيب أوراقه قبل تسليم السلطة بصورة نهائية للرئيس المصري المنتخب مع استمراره في المحاولات المستميته للحصول على عفوا عام وشامل عن فترة ما قبل الثورة ولا يمنع من بعض الامتيازات الشخصية بعد ضياع حلم وثيقة السلمي إلى الأبد هذا في حال فوز أحد المرشحين المحسوبين على التيارات الوطنية الثورية أما في حال عدم فوزهم جميعاً لصالح المرشح العسكري الشعبي الذي درست احتمالية فوزه بدقة متناهية وتم ترتيب الأوضاع لصالحه بصورة واضحة عندها فإننا سنكون أمام ما يمكن أن نطلق عليه السيناريوا الكابوسي للرئاسة المصرية.


ثانياً: سيناريو الكابوس الرئاسي


والذي ربما يقع على أربعة مراحل رئيسية : 
المرحلة الأولى : وقد تمت بنجاح باهر حيث سمعنا قطاعاً غير قليل من الشعب المصري يسب الثورة والثوار ويلقي عليهم الملامة  في تعطيل عجلة الإنتاج.
المرحلة الثانية : وقد تمت أيضاً بنجاح باهر حيث استمرار حالة الإنفالات الأمني الممنهج وافتعال الأزمات الحياتية الحادة التي تمس حياة المواطن المصري البسيط السولار والبنزين والغاز والخبز وكأننا أمام حصار داخلي للشعب المصري لتركيعه على غرار حصار قطاع غزة.
المرحلة الثالثة : ونتمنى جميعاً ألا تقع والتي قد تكون بعنوان..  بيدي لا بيد عمرو.. حيث سيعمل الانقسام الحادث بين القوى الوطنية كالخنجر في ظهر الثورة المصرية ليعمل على قتل أهداف الثورة بفوز مرشح العسكري المتبقي من فلول النظام السابق على حساب مرشحي الثورة وإن لم يكن ذلك بيد الثوار فإنه سيكون بيد العسكري الذي سيعيد ذكرى الثورة الرومانية في القاهرة.
المرحلة الرابعة : والتي ستبدأ بخطاب اليوم الأول من المائة يوم الأولى من حكم الرئيس الجديد والذي سيقدم فيه عن خطاباً توافقياً تصالحياً مع الجميع " في إشارة للنظام السابق " كما أنه سيتعهد برعاية مصالح وأهداف الثورة في الخطابات والمواقف السياسية الإعلامية بينما يتعلل بالإجراءات واللوائح  للاستمرار في الممطلة بينما يستخدام صلاحياته لاستكمال حماية رموز النظام  السابق.
إذاً فالرئيس القادم من خارج القوى الثورية قد يُتهم بالخيانة العظمى للثورة المصرية حيث لن يعمل لتحقيق أهدافها ومن أهمها القصاص العادل من قتلة الشهداء ومحاكمة المخلوع وعزل رموز النظام السابق إلى غيرها من الأهداف حيث سيعمل على تأجيل تلك الأهداف في عملية مساومة غير نزيهة بين حل المشاكلات والقضاء على الأزمات المفتعلة خلال المائة يوم الأولى لكسب تأييد أوسع من قطاعات الشعب المختلفة والذي قد يرى فيه البسطاء الرئيس المخلص من المخاوف الأمنية والحياتية التي واجهتهم منذ اندلاع الثورة، الأمر الذي يمهد إما بحصول رموز النظام السابق على عفو رئاسي أو عبر باستخدام القضاء المسيس على الطريقة الأمريكية.
وبعدها سيعمل على إضعاف جميع القوى الوطنية السياسية لتحتدم المواجهة خلال بضعة أشهر ومن ثم تدخل البلاد في حالة انقسام سياسي ومواجهة مفتوحة بين الرئيس صاحب الشعبية المتزايدة " المتوقعة " وعندها تحدث الكارثة بإنكسار القوى الوطنية ولا أريد أن أسهب في تفاصيل هذا السيناريو الأسود.
لذا أعود بكم مرة أخرى لهذا اليوم التاريخي في حياة الوطن إننا بفضل الله لازلنا في لحظة تاريخية بكل ما تحمله الأحرف من معاني لحظة الاختيار بين الاتحاد بكل ما تحمله من وطنية وعزة وفخر وشرف وبين الفرقة وما تحمله من ذل وانهيار وانهزام.
وليس للاتحاد الوطني عنوان سوى الاجتماع والاصطفاف خلف مرشح  رئاسي واحد أو مؤسسة رئاسة متكاملة تقف وراءها جميع القوى الوطنية وإلا فالكارثة عافانا الله وإياكم منها.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد
ملاحظة : سيناريو الكارثة له تفاصيل كثيرة ولكنها كلها كارثية فلن نختلف على التفاصيل ولكن علينا الانتباه لعدم الوقوع في الكارثة بأي سيناريو منها حتى لا يأتي علينا الوقت لنقول :  يا ريت اللي جرى ما كان
.

Share:

0 التعليقات:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف