تحرير الأرواح قبل تحرير الوطن.
بقلم: محمد صلاح الدين
حقيقة واجبة العلم والعمل بمقتضاها.. الإسلام هو هو الإسلام الذي نزل به الوحي على سيدنا رسول الله محمد خاتم الأنبياء والمرسلين بعقيدته وشريعته ومن يقبل العقيدة ويرفض الشريعة فلا يصح عمله ولا يوجد ما يسمى بإسلام وسطي وآخر متطرف أو إسلام معتدل ومتشدد أو متطور برجماتي وردكالي كل هذه أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، قد جاءت على ألسنة المستشرقين من أبناء الغرب وتلقفتها ألسنة العلمانيين في الشرق " ليبراليين ويساريين وقوميين " لتنقل عبر وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها مفاهيم الشرق وتصوراته الخاطئة عن الإٍسلام.
ثم قاموا بنشر هذه التصورات والمصطلحات وترديدها وتكراررها في كل مكان في مختلف وسائل الإعلام العالمية والمحلية في الدول العربية والإسلامية حتى باتت توصيفات وتصورات متداولة بصورة هلامية لتشويه الإسلام. حتى جاء الوقت الذي يعلنون فيه الحرب على الإسلام نفسه مع إضافة تلك التوصيفات الخبيثة الماكرة لتخدير المسلمين وعدم استفزاز مشاعرهم الدينية ضدهم لأن المسلمين على ضعفهم الشديد وتخلفهم اليوم قادرون على قلب الطاولة عمن الحرب المباشرة مع الإسلام.
هذا من جهة ومن جهة أخرى استطاع الغرب أن يتلاعب بعقول الشرق الإسلامي فحول ميدان الجهاد للدافع عن حقنا في الحياة عرضا وأرضاً وموارد واستقلالاً ، ليحولوا الصراع من حرب للمحافظة على الهوية إلى حرب الحرية والديمقراطية فحرم المسلمون من مرحلة الإبداع الحربي والعسكري والوحدة الاجتماعي والاصطفاف الوطني من خلال تقسيم المجتمع تحت المذاهب والأفكار السياسية حتى أصبح التعامل مع الدول الخارجية والغربية وجهة نظر وانفتاح على العولمة وليست خيانة للهوية والمجتمع والدولة التي ينتمي إليها الخائن.
يا سادة لن يصلح لهذه الأمة إلا ما أصلح به أولها فمحمد صل الله عليه وسلم لم يأتي يكن شعاره تحرير العبيد " جسداً وقرارا " ولكن أتى لدعوة العبيد إلى تحرير الأرواح ومنحها الحق في تقرير مصيرها الدنيوي والأخروي بتحرير العقول والقلوب قبل التحرر من العبودية لهذا كنا نرى بلالاً العبد في الجاهلية " يتحدى بروحه الإيمانية السامقة " أمية بن خلف أمام قريش كلها وهو يعذب ويقول " أحد أحد.. أحد أحد. فكانت حرية الروح وحقها في الاختيارهو التحرر الحقيقي للإنسان للجيل الأول وكان مقدمة مهمة لتحرير الأجساد والتحكم في نقلها من مكان لمكان والارتقاء من مستوى لآخر بدلاً من أن يبقى الإنسان أسيراً في عبوديته مدى الحياة.
تحرير الأرواح وتقديم هويتها الروحية على حرية الجسد هو طريق التحرر الكامل للإنسان.
وربما هذا ما نحتاج إلى إعادة اكتشافه من جديد في الإسلام وحيويته وقدرته المدهشة على تفجير الطاقات والمواهب والملكات والقدرات الكامنة وشحذ الهمم والعزائم للتضحية بصورة لا يعرف التاريخ لها مثيلاً.
أما أن ندعو إلى الحرية في مجتمع اعتاد العبودية حتى ألفها وأصبحت جزء منه وهو جزء منها فهذا عبث تهدر في الأوقات والأعمار والجهود والطاقات ثم لا يتحقق به شيئاً.
ويجب على أصحاب الفكر والوعي أن يدركوا كيف يفكر الغرب في الشرق الإسلامي، فهو لن يسمح لنا بالحصول على " الحرية النووية " أو " الديمقراطية الذرية " فهي من المحرامات التي يحرمها الغرب والنظام الدولي فلا يمكن الحصول عليها أبداً، لذا فمعركة الهوية هي ما ستسمح لنا بأن نبدأ في تحرير الأرواح قبل تحرير الوطن.
والله أعلى وأعلم
0 التعليقات:
إرسال تعليق