مــن دروس الهجــرة النبويــة الشريفــة
بقلم/ محمد صلاح الدين عبد ربه
أن النبي الكريم صل الله عليه وسلم عندما أراد الهجرة بعد أن أُمر بها أتى دار أبي بكر الصديق في وقت لم يكن يأتيه به وقد كانت من عادته الشريفه أن يأتي بيت أبا بكر في بالصبح والعشي، وقد جاء مقنعاً " ملثماً " على عادة العرب في فترة الظهيرة لتلافي حر الظهيرة حيث تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : «فَبَيْن نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِنَا فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَقَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ مُقْبِلاً مُتَقَنِّعاً فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِداً لَكَ أَبِي وَأُمِّي، .... فَجَاءَ النَّبِيُّ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ فَقَالَ حِينَ دَخَلَ لِأَبِي بَكْرٍ: أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ. قَالَ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ. قَالَ: فَالصُّحْبَةُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: نَعَمْ» [أَخْرَجَهُ البُخارِيُّ]
من الدروس العبرالمستخلصة في هذا المشهد النبوي الشريف مايلي:الوعي النبوي الاستخباراتي ومن ملامحه:(1) تغيير التوقيت المعتاد للزيارة للظهيرة بدلاً من الصبح والعشي.(2) التخفي عن الأنظار بالتقنع أو اللثام وهنا مسألتين أنه اختبار ذلك التوقيت للاستفادة من ميزة ثقافية وهي أن العرب كان من عادتهم التقنع في وقت الظهيرة أو في وقت الغبار وهذا معروف ومشاهد إلى وقتنا هذا لمن عاش في الخليج العربي، إذا يستحيل أن يسأل أحد الآخر لماذا أنت مقنع في هذا الوقت ولو زاره في الوقت المحدد صباحاً أو عيشة وكان مقنعاً لكان قد استفز القوم فسألوا فاستوقفوه أو لاحقوه حتى يعرفوا خبره هذا من جهة ومن جهة أخرى للتمويه عليهم.(3) طلب خروج أهل البيت فربما يكون عندهم أحد من خارجه في زيارة فيسمع بأمر الهجرة " الأمن القومي الإسلامي " فيخبر أعداء الإسلام.والخلاصة .. هي الوعي والإشارة النبوية الشريفة إلى الاهتمام بالعمل الاستخباراتي واستخدام الوعي والتكتيك والحيل الذكية والاستفادة من فهم البيئة التي يعيش فيها صل الله عليه وسلم وتوظيفها للحماية وتجدر هنا الإشارة إلى أن فعل النبي الكريم هو فعل استخباراتي بكل ما تحمله الكلمة من معنى في العصر الحديث وقد تخلفنا عنه لمئات السنين بدلاً من أن نستلهم منه ونؤسس عليه لنحمي أنفسنا ودعوتنا وشعوبنا من مكر الماكرين وخداع المخادعين.ويوم عاش المسلمون والفقهاء في السنن الظاهرة ولم يفطنوا لتدريس سنن الدولة وبناء الأمة عاش المسلمون متخلفون عن الأمم السابقة فأصبحت الأمم السابقة تفاخر بأن لديها أفضل أجهزة الاستخابارات في العالم والتي استطاعات أن تخترق المجتمعات المسلمة من جهة واختراق أجهزة دول إسلامية ومخابراتها مع الأسف الشديد حتى رأينا أجهزة مخابرات تعمل بالتنسيق مع أجهزة استخبارات أعداء الأمة المباشرين وغير المباشرين..!!أفيقوا وعودوا إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم يا أمة محمد صل الله عليه وسلم، ولا تتبعوا من يغررون بكم.الهجرة ليست غاراً ولا عنكبوتاً ولا يمامة وإنما #دولة #وقيادة #وإمامة ومن ينكر علينا هذا فهو جاحد ومن لا يعمل لهذا فهو دعي كاذب أو خوار أو عاجز..https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1338921136152867&id=100001049805104