بقلم/ محمد صلاح الدين
الإخوان: من الانقلاب يترنح في 2013 إلى الجماعة تترنح وتستغيث في 2016 !!
قراءة في تصريحات القيادي إبراهيم منير حول اللجوء للأمم المتحدة لتدويل الحالة المصرية.
بادئ ذي بدء ودون مواربة أقولها لله وحده لا شريك ثم للوطن والشعب ثم للتاريخ..
هذا التصريح الذي صرح به القيادي الكبير بجماعة الإخوان المسلمين يُعد خطيئة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى لغوي واصطلاحي وسياسي ووطني....
نعم آراها هكذا وإن لم يقولها أحد أو صمت عليها من يجب عليه الكلام
يا سادة المبادئ كل لا تتجزأ وإذا كان معسكر الشرعية ورفض الانقلاب لن يتغير حتى بعد 3 يوليه 2013 فإنه لن يتغير، من يصمت على هذه التصريحات الخاطئة لماذا يصمت أمنير أحب إليكم من الحق الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى؟
إذا فالسيسي أحب إلى أناس آخرين يصمتون عليه كما منير أحب إليكم !!
الحقيقة أن هذه التصريحات الخطيرة فيها ما فيها من الكوارث السياسية وغير السياسية والتي تعبر عن حالة من حالات التخبط بين هوية الجماعة " الإسلامية " وبين نظرية " الواقع السياسي" بين " المبادئ والقيم الإسلامية والوطنية " وبين " البرجماتية والواقعية والميكيافلية " فالغاية تبرر الوسيلة ، وهذا أخطر ما يكون في المشهد وأبعد ما يكون عن فكر الجماعة وفكر الإسلام نفسه في انحراف خطير عن الفكرة النبيلة التي حملها مؤسس الجماعة الذي توفى نجله منذ أيام ولم يقم له عزاء مثلما حدث مع أبيه رحمهما الله جميعاً .
والسؤال إلى الإخوان والإسلاميين وغير الإسلاميين من محبي الإخوان :
مالكم كيف تحكمون ؟!!
أتصمتون عند خطأ الذي منكم وتتكلمون عند أخطاء الآخرين ؟!!
ألا تذكرون الأمس القريب الذي فعلتم فيه نفس تلك الفعلة وصمتم على الأخطاء تلو الآخرى حتى أودت بكم جميعأً وبمصر والأمة كلها مورد الهلاك !!
أين الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر ؟
تصريحات الأستاذ منير منكر يجب إنكاره على قاعدة كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ، يا سادة القرآن كل لا يتجزأ.
وعلى هذه القاعدة نكتب لننكر مايلي :
(1) نُنكر دعوة ابراهيم لتدويل الحالة المصرية والتدخل في الشأن المصري بهذه الصورة الفجة والتي تخالف الخط العام للجماعة والتي مثلته أيام حسني مبارك حيث كانت تعلن الجماعة عن رفضها مقابلة ممثلي أي دولة حتى ولو كانت أمريكا إلا بحضور ممثل من وزراة الخارجية المصرية في عهد مبارك، لذا تعد تصريحات ابراهيم انحراف واضح عن خط الجماعة اللهم إلا إذا كان ذلك هو الخط الجديد !!
والذي إذا كان بهذه الصورة فهو يزع الوطنية عن الجماعة التي لطالما تحلت بها حتى في أشد لحظات القمع عبر تاريخها وحتى بعد 3 يولية ورفض الجماعة لحمل السلاح ضد أبناء شعبها.
(2)
#نُنكر ضعف الوعي السياسي الذي يطلب من سيد القلق بنكي مون لتقديم مبادرة وهو الذي يقدم قلقه في كل قضايا المسلمين من بورما إلى الصومال مروراً بفلسطين وسورية وليبيا واليمن.
ألا يُدرك السيد منير أن الأمم المتحدة هي أداة من أدوات النظام الدولي وأن السلطة فيها هي للقوى الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن تلك القوى التي هي وريثة الاستعمار وخارطة سايكس بيكو !!
وعلى ضوء ما سبق نسأل الأسئلة التالية :
كيف يطالب الأستاذ إبراهيم المنظمة الدولية التي تعترف بالاحتلال الإسرائيلي وتتيح منبرها ليُعتلى من قبل قتلة الأطفال في فلسطين ؟
كيف يطالب الأستاذ إبراهيم المنظمة الدولية التي تحمي إسرائيل من الإدانة وتتستر على جرائمها الدولية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان لتقديم مبادرة لمساعدته على حل أزمته التي يخفيها خلف أزمة الانقلاب ؟
كيف يطالب الأستاذ إبراهيم المنظمة الدولية حل الأزمة بينه وبين السيسي والمنظمة تُدرك أن الإخوان هم أخطر على أمن إسرائيل من داعش نفسها؟
(3) #نُنكر على الأستاذ إبراهيم منير إدراكه أن الانقلاب الذي حدث في مصر هو انقلاب محلي برعاية إقليمية ودولية وأممية حيث سمحت الأمم المتحدة للسيسي اعتلاء منبرها مرتين رغم المذابح التي حدثت في عهده ورغم تقرير هيومن رايتس واتش عنها وعن الانتهاكات الممنهجة في عهده؟
(4) #نُنكر على الأستاذ إبراهيم منيرحديثه الخاطئ وترويجه لاسطورة اسقرار المنطقة عقب رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، تلك الرؤية التي تتفق وتتطابق مع الرؤية الأمريكية وكأنه يقول رسالة ضمنية لمغازلة البيت الأبيض وسيده الأسود أوباما بأن الإخوان لن يخرجوا عن السياسات الأمريكية المرسومة في المنطقة وهذا الأمر إن صح وكان مقصود ففيه ما فيه من المصائب والكوارث، إذ يعتبر ذلك بمثابة نقطة تحول دراماتيكي في حقيقة المشهد في الشرق الأوسط وأن هذا التطابق في الرؤية إن تم مقابل تلك المبادرة فهو يأتي على قاعدة أن الإخوان قد تعلموا الدرس وأنهم لن يُناطحوا أمريكا مرة أخرى كما فعل مرسي عندما رفض طلبهم في تشكل حكومة بصلاحيات كاملة يرأسها البردعي ثم عدم تمرير الدستور 2012 ثم مطلب انتخابات رئاسية مبكرة لا يكون مرسي طرفاً فيها !! وأرجو أن أكون مخطئاً.
كما يبدو أن الأستاذ ابراهيم لم يدرس العلاقات الدولية والمشاريع السياسية لتغيير المنطقة بشكل جيد " المشروع الصهوأمريكي والمشروع الإيراني " وأن المجال الحيوي الاستراتيجي للعرب وغياب مصر عن المشهد وانكفائها على ذاتها جعل التقارب بين المشروعين الصهيوأمريكي والإيراني حقيقة ماثلة في ظل الاتفاق النووي الإيراني فلا أدري عن أي استقرار يتحدث الأستاذ إبراهيم وإيران تحتل أجزاء من بلدان العرب وتحارب في العراق وسورية وتدعم مليشيات مسلحة تحتاج معها إلى الأموال التي سيتم الإفراج عنها وإلى الانتعاش الاقتصادي الذي سيصب في مصلحة الحملة العسكرية الإيرانية ودعم مليشياتها في سورية والعراق ولبنان واليمن .
(5) #نُنكر على الأستاذ إبراهيم منير استجدائه لمبادرة من الأمم المتحدة الذي تتزامن مع عدم اعلان قبوله لمباردة العلامة القرضاوي لرأب الصدع بين الإخوان وبعضهم البعض بمعنى أن الإخوان يقبلون الحوار والتفاوض السياسي مع الآخر الذي قتلهم وسجنهم وطاردهم ويرفضون الحوار والتفاوض مع بعضهم البعض بعد كل هذه الأدبيات عن الإخوة الإسلامية ودروس الإثار والحب في الله وورد الرابطة إلى غير تلك الأدبيات التي ينقلب البعض عليها الآن بصورة غير مسبوقة في تاريخ الجماعة.
(6) #نُنكر على الأستاذ إبراهيم منيرحديثه عن طلبه لمبادرة أياً كانت تلك المباردة دون وعي أو إدراك لتحديد معايير تلك المباردة وأسس قبولها ، لأنه في حال ما حدث وتقدمت أي جهة بمبادرة لا تتوافق مع رؤية الإخوان فعندها سيكون الرفض وعند الرفض يظهر الإخوان بمظهر الرافض للوساطة والحلول الوسط وأنها جماعة ترفض الحوار وتتعنت في مطالبها وذلك لأن السيد إبراهيم لم يُراعي النظر في فقه المعايير وفقه السيناريوهات والاحتمالات و فقه المآلات قبل أن يتقدم بطالب المبادرة لتلافي الأضرار المحتملة الناجمة عن التخبط وعدم وضوح الرؤية.
(7) #نُنكر على الأستاذ إبراهيم منير عدم طرحه لمبادرة للم الشمل والاصطفاف الوطني وتقديم رؤية سياسية شاملة لإحداث توافق في معسكر الشرعية ورفض الانقلاب لمستقبل الوطن وكيف سيتم التعامل مع القضايا الاستراتيجية التي تهدد الأمن القومي المصري الذي تسبب فيها الانقلاب مثل قضية سد النهضة ومياه النيل مثلاً بدلاً من أن يلجأ للأمم المتحدة التي ستستخدم ذلك كورقة للضغط على السيسي بطبيعية الحال لتقديم مزيد من التنازلات التي ستصب في عكس صالح الشعب المصري، فالأنظمة تزول ولو بعد حين ولكن التهديدات الأمنية القومية التي تسبب فيها النظام ستستمر وسنعاني منها جميعاً ويجب العمل على الحد منها لا على فتح ثغرة للمزيد منها !!
(8) #نُنكر على الأستاذ إبراهيم منيرمحاولته للقفز إلى الأمام بحل الأزمة الداخلية التي بينه وبين فريق يصارع على السلطة داخل الإخوان ظناً منه أن الأزمة الخارجية مع النظام ستحل أزمته الكبرى الداخلية،
أعتقد أن الأستاذ ابراهيم ربما يحتاج إلى إعادة النظر في الأمر بصورة مغايرة لنظرته الحالية، فالأزمة الداخلية للإخوان التي لم يكن يشعر بها أحد منذ سنين طويلة قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي استمرت بعدها هي التي تسببت ثم تفاقمت تلك الأزمة بعد الانقلاب الذي كان كالزلزال الذي ضرب الصف الإخواني وأيقظه من حالة التخدير التي كانت تجسدها عبارة تقليدية كتبها البعض سابقاً " الإخوة يعرفون " وهو معقول تفوت عليهم دي !!
في حالة استهجان لقطع الطريق على من يسأل ومساعدة من ليس لديه الإجابة حتى يتهرب من الأسئلة الحرجة التي كان يطرحها البعض. إلى غير ذلك من الأشياء التي كتبها الأستاذ سليم عزوز وأكدها بقوله أن الإخوة طلعوا لا يعرفون ولا يحزنون !!
واخيراً .. أدعو الاستاذ إبراهيم منير على قدره وفضله أن يتسع صدره إلى هذه الكلمات وأن يُراجع ما كتبه وما طلبه وأن يتراجع عن ذلك رسمياً ويقدم اعتذاره لشعب مصر وللأمة كلها على هذه الخطيئة.
وليعلم الجميع بأنني لست ضد الإخوان ولكني أجتهد أن أكون مع الحق وأن أقوله لا أخاف في الله لومة لائم فالحق أحق أن يُتبع.
ومن يُنكر علي فلينكر فهذا حقه ولكن بلا تجاوز من فضلكم ومن يريد التجاوز بالطعن في شخصي أو نيتي فأمري وأمره إلى الله ، والله أعلى وأعلم وعند الله تجتمع الخصوم.
ملاحظة: من حق المخالفين للإخوان أن يعتبروا هذا التصريح خيانة عُظمى علنية كما اعتبرنا الانقلاب خيانة عُظمى على الشرعية.
تصريح الأستاذ منير والأمم المتحدة في الرابط الأول.
https://www.facebook.com/mohamed.salahabdrabo/posts/1161632667215049
شاهد وشارك في الحوار على صفحتي على الفيسبوك
https://www.facebook.com/mohamed.salahabdrabo/posts/1161717393873243?comment_id=1161732533871729&reply_comment_id=1161786967199619¬if_t=feed_comment