قلت هذا الكلام منذ فترة قريبة بعد الانقلاب وترددت في نشره ولكني اليوم أنشره لإبراء الذمة ولإحقاق ما أعتقد أنه الحق، وحتى لا أساهم بصمتي في تضليل الرأي العام أو التدليس بعدم تعريف الناس بهم وبأفعالهم بعد نجاح الثورة عندما يتحول هؤلاء الصامتون فيخرجوا علينا من القبور إلى عالم الأحياء في مؤتمراتهم التي تمتلئ بمكرفونات الفلول.. وإليكم ما كتبت..
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
كيف نراهم اليوم وهم صامتون؟
نشر اليوم على صفحته الشخصية على الفيسبوك الدكتور الثوري المحترم سيف الدين عبد الفتاح أ.دكتور في العلوم السياسية جامعة القاهرة الرافض للانقلاب العسكري والذي يكافحه بصورة ثورية تجعل منه قدوة لرفض الذل والاستعباد وتعطي نموذجاً وأملاً جديداً بأن في مصر رجال .. لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبداً على رأي الفسدة ولا يعطون الدينة في دينهم أو وطنهم أو شرعيتهم أو إنسانيتهم خوفاً على أنفسهم أو مصالحهم.
نشر الدكتور سيف مقولة لتشي جيفارا الزعيم الثوري وأحد أبرز قيادات الثورة الكوبية الذي قال « المثقف الذي يلوذ بالصمت أكثر خراباً من النظام الدكتاتوري والقمعي الذي يمارس القتل ضد أبناء شعبه..» طبعاً لن أتكلم عن رموزاً غيروا أقوالهم وأنكروها كالمسلماني أو مصطفى حجازي أو علاء الأسواني أو د.حسن نافعة أو ممن يظهرون على شاشات الفضائيات ليروجوا للانقلاب ويدافعون عن الانقلابيين أبداً أبداً .. فهؤلاء ساقطون سقوطاً واضحاً مدوياً ولا تعنيه تلك المقولة.
ولكني أعتقد أن من تعنيه تلك المقولة اليوم في المشهد المصري هم صنفان..
الأول هم المثقفين والثاني أشباه المثقفين أو أتباع المثقفين الذين كانوا ينقلون أراءهم وأفكارهم ويتحمسون لها وينشرونها على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي ويروجوا لها على أنها الصواب والحق الذي لا يقبل الدحض أو التشكيك.
نعم لقد رأيناهم وهم يقودون الثورة ضد نظام شرعي منتخب وكانت أصواتهم وكتاباتهم وأفكاراهم تنتنشر انتشار النار في الهشيم حتى أنك تكاد لا تفتح وسيلة من وسائل الإعلام الرسمية العامة أو الخاصة أو حتى وسائل الإعلام الاجتماعية أو الشخصية التابعة لهم كتويتر والفيسبوك إلا وتجده لا يخلوا من نقد أو طعن أو قدح لتشويه الرئيس مرسي ونظامه وجماعته، حتى أن البعض منهم قد قال بغير علم وبلا بينة أو معلومات حقيقة عن وضع الاقتصاد المصري أننا لا نستطيع أن نتحمل عاماً أخر من حكم الرئيس مرسي لأن الوطن في مأزق حقيقي وأن الشعب يعاني ، علماً بأن كل المؤشرات كانت إيجابية ولكن كان يتم تجاهلها لتحقيق المآرب السياسية في منافسة غير شريفة على الاطلاق.
وما أثبت كذب وزيف هؤلاء المثقفين ومتاجرتهم بالوطن والوطنية وآلام الشعب المصري هو " الانقلاب نفسه" فكما قال السيسي بأن الجيش إذا نزل الشارع خلاص .. أنسوا مصر كمان ثلاثين أو أربعين سنة
إلا أن نزول الجيش لم يعود بالوطن إلى سبعينيات القرن الماضي من عهد الرئيس الراحل أنور السادات بل عاد لعهد الدكتاتور جمال عبد الناصر ليأخذ أسوء ما في حكمه ويترك أفضل ما فيه مع الأسف.
ولكن هؤلاء المُضللين الذين ضللوا الرأي العام وأوردوا الوطن مورد الانقلاب ثم الهلاك وعلى رأسهم جبهة الانقاذ ومرشحي الرئاسة السابقين والمفكرين الذين أصبحوا رموزاً للثورة المضادة والذين صمتوا على الانقلاب وهم يرون آثاره الاستراتيجية المدمرة على الوطن والمواطن بينما هم خانعين صامتين في جحورهم تاركين الساحة للانقلابيين ومؤيديهم للعبث بها.
أين هؤلاء الذين تحدثوا عن حق التظاهر كأحد مكتسبات ثورية يناير مثل أبو الفتوح الذي خفت صوته بعد أن شارك في الانقلاب واستحق لقب " انقلابي" بامتياز بعدما جلس مع الرئيس الانقلابي عدلي منصور أين حمدين صباحي الذي من مليونيات التيار الشعبي لدعم حقوق العمال والفلاحين ضد الاستبداد والفساد المستشري؟ أين صوت البردعي الليبرالي نصير الحريات مما يحدث في السجون والمعتقلات ويحدث في الشامخ من شموخ ظالم جائر؟
أين صوت خالد علي مرشح الرئاسة السابق من أزمات البنزين والبوتجاز والخبز وغيرها من أزمات المواطن والتي كانت قد انتهت في عهد الرئيس الشرعي المنتخب على أيدي الوزير الباسم عودة.
أين؟ وأين؟وأين؟ من الرموز الزائفة التي فضحها الله على رؤس الأشهاد لنحذرهم كأعداء لهذا الوطن لما يقومون به من نخاسة وطنية مقيتة.
وبعد أن وضحت الأمور بهذه الصورة أعود لأحذر الوطن والمواطنين الشرفاء الحقيقيين من أتباعهم الذين لازالوا يؤيدونهم ويدعمونهم الذين تماهوا معهم في مواقفهم ولازالوا من الذين صدعوا رؤسنا بأن الوطن يضيع وأنه يتعين على الرئيس مرسي النزول على إرادة الجماهير والشعب والاستجابة له بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة حتى نخرج من الانهيار الاقتصادي الذي تمر به الدولة وتأتي حكومة أفضل من حكومة قنديل " فأعطوا لنفسهم حق التحدث باسم الشعب" رغم أنهم لا وزن لهم ، وبعد أن رأوا حكومة جبهة الانقاذ وخبرائها الفاشلين وتراجع الاقتصاد عما كان عليه أثناء حكم الرئيس بعد كل المؤشرات الإيجابية التي ظهرت خنث الجميع وصمتوا صمت القبور .. ألا فلا نامت أعين الجبناء.. الذين يسترجلون أمام الأعزاء والشرفاء ويجبنون أمام الفاسدين الأذلاء.. صحيح الإنسان دعيييييييييف.
كتبت ما قرأتم ويقرأون ليعرفوا كيف نراهم اليوم وهم صامتون؟
كما قال تشي جيفارا « المثقف الذي يلوذ بالصمت أكثر خراباً من النظام الدكتاتوري والقمعي الذي يمارس القتل ضد أبناء شعبه..» نعم هكذا نراكم أيها المثقفون ويا أتباع المثقفون.. لأنتم أكثر خراباً ودكتاتورية وقمعاً من الانقلاب والانقلابيين الدموييين الفاشيين الإقصائيين السفاحين.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه وثبتنا بالحق وعلى الحق أمتنا وابعثنا يارب العالمين.