الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الأربعاء، يناير 25

الإقتراع الإلكتروني لمجلس الشعب المصري بين حفظ الأوقات وكفاءة الأداء

الإقتراع الإلكتروني لمجلس الشعب المصري
 بين حفظ الأوقات وكفاءة الأداء 
بقلم / محمد صلاح الدين
صورة من البرلمان الألباني موضح فيه نظام الإقتراع الإلكتروني
قد لا يفطن البعض لمقدار الوقت الذي تمت فيه عملية الإقتراع السري داخل مجلس الشعب لاختيار رئيسه ووكيله والتي استمرت لعدة ساعات من الترشيح إلى الفرز وصولاً لعملية إعلان النتائج النهائية، كل ذلك ومصر كلها في انتظار وكأننا نشاهد أحد الأفلام الطويلة والمملة، حيث يستهلك المخرج المشاهد من مشهد إلى آخر دون الحاجة لذلك، الأمر الذي أثار الإستياء بشدة جراء هذا الأداء التقليدي المعتاد والذي تعودت عليه مصر لسنين عجاف ، ولكن الآن الوضع يختلف، فمصر بعد الثورة تختلف عن مصر القديمة، ومصر الجديدة لابد أن تبدأ التغيير بمعرفة قيمة وأهمية الوقت، وأكثر من يحتاج إلى إدراك ذلك هم نواب الشعب الذين يواجهون تحديات كبيرة وجمة تتمثل في مطالب ثورة 25 يناير التي لازالت أمانة في أعناق الجميع، وبما أننا في القرن الحادي والعشرين فلماذا لا نبحث عن وسيلة لتقليص واختزال فترة التصويت الممل إلى أقصى حد ممكن للحفاظ على قيمة الوقت وتوظيفه بصورة أمثل خلال  الجلسات، ولكن كيف؟
الكثيرمنا يعلم بأن الكونجرس الأمريكي لديه نظام إلكتروني خاص بإدارة الجلسات من مهامه إدارة عملية التصويت، فما قد يستغرق ساعات طويلة يدوياً يستغرق دقائق إلكترونياً، وليست الولايات المتحدة فقط بل العديد من برلمانات العالم المتقدمة ومنها دولة الإحتلال في الكنيست الإسرائيلي إضافة للعديد من البرلمانات والمؤسسات الأوروبية، والبرلمان الإيطالي والهيئات والمؤسسات الدولية تستخدم نفس النظام، والغريب أن دولة مثل مصر تمتلك أو تفكر في امتلاك نظاماً إلكترونياً محترماً، ولكن إذا عرفنا أن النظام كان يعتمد على التخلف كوسيلة ناجعة في سيطرته على الأوضاع والأمور لإدراكه أن وجود هكذا نظاماً سيعمل على إحداث نقلة نوعية وكمية في الأداء البرلماني على المستوى الإجرائي والتقني والبشري لنواب الشعب على اختلاف مستوياتهم التعليمية والثقافية.
الأمر الذي يخالف توجهات النظام المصري السابق الذي يريد تكريس الوضع والحالة المتردية على ماهي عليه، بل وتجميدها بلا تطوير أو تطور، الأمر الذي كان يعكس غياب الإرادة السياسية للتطوير وممارسة الإدارة البرلمانية بشفافية وحرفية وحضورها بقوة لإفساد الحياة البرلمانية المصرية ليتسنى له السيطرة على جميع مناحي الحياة السياسية، وهنا يبطل العجب.
إذاً فالمسألة ليست اختراعاً جديداً، بل حاجة أساسية لتسهيل ممارسة العميلة الديمقراطية لحفظ أوقات نواب الشعب واستثمار تلك الأوقات بما يحقق لنا أفضل عائد من حيث الكم والنوع، حيث يستطيع الجميع إنفاق الأوقات بصورة أفضل بالتركيز على الجوانب الفنية بدلاً من التركيز على الجوانب الكمية، بالإضافة إلى تحقيق عدة مميزات رئيسية منها  على سبيبل المثال لا الحصر سرعة الإقتراع وعرض النتائج بدقة والقيام بالتحليل الإحصائي لنتائج عملية الإقتراع وتحديد هوية المقترعين وتصنيف اقتراعاتهم والتوثيق الكامل لعملية الإقتراع، إضافة إلى إمكانية الإستلام والتسليم للوثائق الرقمية وطباعتها بجودة عالية وعرض نتائج الإقتراع الإجمالية والتفصيلية بصورة فورية، إضافة إلى إمكانية الإحتفاظ بنتائج الإقتراع والقرارات في قاعدة بيانات ضمن الأرشيف الإلكتروني التاريخي للمجلس، كذلك إمكانية البحث على الأصوات من خلال مفاتيح بحث عدة منها بحث ب ( إسم العضو ، الدورة ، التاريخ ، الموضوع ، الخ).
وغيرها حسب الأنظمة المتوفرة ومستوى الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الشركات المتنافسة في هذا المجال ومن أبرزها خدمة الترجمة الفورية وخدمة ترجمة نظام النظام ذاته لأي لغة من اللغات، إضافة إلى خدمة استقبال البث الفضائي للإتصال والتواصل عبر الفيديو مع أي من الأفراد أو الجهات خارج قاعة المجلس عبر الأقمار الصناعية، الأمر الذي سيحدث نقلة نوعية لمستقبل إدارة المجلس.
كما سيتمكن المجلس من حفظ واستدعاء اللوائح والنظم المنظمة لعمل المجلس والدستور وجميع القوانين والتشريعات المتعلقة بالدورة الحالية وجميع أنظمة الدولة بل والأنظمة الدولية بحسب الإختيار والإتفاق مع الشركة المنظمة، إضافة إلى إدارة جدول الأعمال وغيرها من الأنشطة اليومية للجلسات، وإدارة نظام العناوين العامة وتنظيم مكبرات الصوت، وإدارة تسجيل الفيديو (بالإضافة للإتصال بالإنترنت) كل ذلك بعد أن يتلقى جميع أعضاء المجلس تدريباً على استخدام النظام قبل اعتماده بصورة رسمية وتشريعية لعملية الإقتراع.
أما مكونات نظام التصويت الإلكتروني فتشمل أهم المكونات وهي الوحدة المركزية لإدارة ومراقبة عملية الإقتراع والإنتخابات بالمجلس لتحديد الأعضاء المشاركين في عملية الإقتراع، ووحدة التحكم لإدارة أوامر الخطوات للتصويت وعرض نتائج التصويت على شاشات العرض في الوقت الحقيقي، وبعد ما تم عرضه من تصورات حول نظام الإقتراع الإلكتروني وأهميته لمجلس الشعب بل وجميع مؤسسات الدولة السيادية أتمنى من النظام الجديد لمصر أن يقدر قيمة هكذا نظام وأهميته كأحد الأصول التكنولوجية للدولة والتي ستنقل مؤسساتها وقياداتها من الإدارة اليدوية إلى الإدارة الرقمية.
Share:

رسالة إلى الشعب الروسي والنظام الحاكم في روسيا من مواطن عربي

 رسالة إلى الشعب الروسي والنظام الحاكم في روسيا من مواطن عربي

 بقلم / محمد صلاح الدين


حقيقة لقد تلقيت خبر الموقف الروسي " الفيتو " ضد إدانة جرائم النظام السوري في حق الشعب والثورة السورية ببالغ الحزن والأسى، فقد خاب فيكم ظني وأملي بأن تعبروا عن احترامكم لحق الشعوب في تقرير المصير وأن تقدروا قيمة حياة الإنسان بدلاً من أن تساهموا في القضاء عليها بهذا الموقف الرسمي المخزي الذي سيظل وصمة عار على جبين الحكومة والشعب الروسي الصديق والذي لا أعتقد أنه يرضى بقتل أكثر من 6000 شهيد بينهم أكثر من 500 امرأة وطفل واعتقال عشرات الآلاف وتخريب الإقتصاد السوري والمدن السورية للإنتقام منها بجعلها عبرة لأي حركة احتجاجية قد تحدث مستقبلاً في حال بقاء النظام السوري، ولكن اطمإنوا فإن رهانكم على الديكتاتورية رهان خاسر، حيث سيسقط الأسد ونظامه وسيذهب إلى مقبرة التاريخ وسيبقى العار والخزي يلاحقه ويلاحق كل من دعموه، كما أعلمكم بأنكم تعرضون مصالح روسيا والشعب الروسي الصديق للخطر بل وستخسرون أصدقائكم في المنطقة بصورة أو بأخرى، حيث سنقود حملات ضدكم لمنع السياح العرب والمسلمين من التوجه لروسيا في شتى المجالات، وسنعلن مقاطعة اقتصادية شعبية ستنتشر انتشار النار في الهشيم في جميع أنحاء العالم العربي نصرة للشعب السوري الشقيق، وإذا كانت عقليتكم لم تستوعب التغير الحاصل في المنطقة بعد فإننا نحذركم فالشعوب العربية قد استفاقت من الغيبوبة التي أبقتها تحت حكم الديكتاتوريات المحلية ولن ترضى بحكم الديكتاتوريات الدولية والعالمية التي تمثلون خمسها في المجتمع وهذا ليس لكم وحدكم ولكن لمن سيحذوا حذوكم في قضايانا العربية مستقبلاً.



وإني أنصحكم مخلصاً بأن تضبطوا مواقفكم السياسية على ساعة الحقيقة وبوصلة الشعوب لا الأنظمة البائدة، ولتتذكروا أصدقائكم قذافي ليبيا ومبارك مصر وبن علي تونس وصالح اليمن، فلم يبقى لكم في المنطقة سوى الأسد فاستبدلوه بالشعب السوري وسيضمن لكم كل سوري وعربي مصالحكم وحقكم في المنطقة، وإلا فالمصير هو تراجع نفوذكم الدولي الذي تكافحون لإحياءه على أنقاض الإتحاد السوفيتي، مما يعني وأد مشروعكم الدولي خاصة في ظل اقتصاد يعاني من انهيار متلاحق وكساد طويل الأمد، فستتذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد

 ترجمة فحوى الرسالة باللغة الروسية

 
 Обращение к народу России и руководству страны в связи с событиями в Сирии



Весть о том, что Россия отказалась осуждать преступления сирийского режима, меня опечалила. Я не думаю, что русский народ смирится со смертью 5 тысяч человек, среди которых 500 женщин и детей, арестом десятков тысяч граждан, крахом сирийской экономики и разрушением городов.



Отказ России осуждать преступления режима против сирийского народа приведет  к тому, что у нее сократится количество друзей в арабском и исламском мире.



Я бы посоветовал российскому руководству вести свою политику в соответствии с интересами народов, а не в угоду правящим режимам. Давайте вспомним Муаммара Каддафи, Хосни Мубарака, Бена Али, Али Абдуллу Салеха! Их правлению пришел конец.



Только вместе с народом Россия восстановит  свои позиции в арабском и исламском мире, которые она имела во времена Советского Союза.
Share:

الثلاثاء، يناير 24

أقُسم بالله العظيم

   أقُسم بالله العظيم

”أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على سلامة الوطن والنظام الجمهوري، وأن أرعى مصالح الشعب، وأن أحترم الدستور والقانون”
للمرة الأولى في حياتي الإنسانية والوطنية أشعر بأنني من المعنيين بمثل هذا القسم العظيم، وأتعهد ما استطعت إلى ذلك سبيلاً أن أحافظ مخلصاً على سلامة الوطن والنظام الجمهوري وأن أرعى مصالح الشعب وأن أحترم الدستور والقانون، فبعد أن شاهدنا وقائع انعقاد أول برلمان منتخب لمصر بعد ثورة 25 يناير تفجرت في نفوس العديد من المصريين الكثير من المشاعر الإيمانية والوطنية، حيث لم يعتاد المصريين على مشاهدة المجلس بلا رموزه السابقين الذين كانوا نجوماً له على مدار سنين طويلة استطاعوا من خلاله أن يوظفوا البرلمان المصري لصالح حزب الأغلبية وتوجهاته السياسية التي كانت تعبر عن الأقلية الحاكمة بسنّ التشريعات الدستورية والقانونية لتنمية مصالحهم الإقتصادية وتعزيز وتعظيم نفوذهم السياسي داخل الدولة في شتى مناحي الحياة، ثم انقلب السحر على الساحر وقامت ثورتنا المباركة لتقول للعالم في الداخل والخارج رسالة إيمانية مفادها قوله تعالى " قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٦ أل عمران

ولم ينغص ذلك المشهد المهيب سوى بعض الملاحظات السلبية التي ستختفي مع مرور الوقت من خلال الإحتكاك بين نواب الشعب على اختلاف منطلقاتهم الفكرية والإيديولويجية، ولعل الموقف الأبرز هو موقف تحريف القسم والذي بدأه بعض السلفيون ثم نهجه بعض الليبراليون، حيث أضاف بعض النواب السلفيون ”بما لا يخالف شرع االله" وأضاف نواب ليبراليون إلى القسم ”حماية أهداف الثورة والوفاء لدم الشهداء” وعندها تم قطع الصوت الخاص بالنائب لحماية تقاليد المؤسسة التشريعية من التحريف والتشويه.

إن ما حدث بالأمس في مجلس الشعب أثناء قسم أعضاءه من بعض أعضاء التيار السلفي يدل على مدى غياب المرونة السياسية والدبلوماسية، والأخطر غياب المرونة الفقهية النبوية التي جسدها النبي صلى االله عليه وسلم في صلح الحديبية عندما كان النبي يملي على علي ما يكتب فقال له: اكتب بسم االله الرحمن الرحيم .. فقال سهيل ومن هو الرحمن الرحيم ... نحن لا نعرفه .. بل اكتب ما تعودناه : بسمك اللهم .. فقال النبي : امح يا علي واكتب باسمك اللهم .. ثم أكمل الرسول فقال اكتب يا علي: هذا ما عاهد عليه محمد رسول االله .. فاعترض سهيل هنا وقال: لو كنا نؤمن أنك رسول االله ما كنا ها هنا .. فقال النبي: امح يا علي .. فقال علي واالله لا أمحوها أبداً .. فقال النبي دلّني عليها يا علي أمحوها أنا .. فمحاها النبي صلى االله عليه وسلم .. ولقد حرص النبي صلى االله عليه وسلم على التوافق مع المشركين، فلما لا يتوافق بعض السلفيين اليوم مع شعبهم خاصة وأن القسم يأتي تحت مظلة المادة الثانية من الدستور !!

وقد يقول قائل إن هذا القيام والإسقاط في غير محله كون أعضاء المجلس ليسوا مشركين، وهم بالطبع ليسوا كذلك، ولكن الإسقاط هنا يقوي المعنى ويوضحه، فإذا كان الأعضاء هم من الجماعة الوطنية المصرية فالواجب معهم اتباع سياسة أفضل وأكثر مرونة وليونة للوصول للعملية التوافقية لصالح الوطن وحماية الثورة، وحتى لا نفتح الباب أمام كل الآراء والإجتهادات التي ربما تطيح بتقاليدنا السياسية العريقة، ليس كمجلس فحسب بل وكدولة تعد من أعرق دول العالم نظاماً وحضارة.

لا أملك قلوب الناس حتى أحكم على مافيها ولكن المسألة بهذه الصورة مع الإصرار قد تدخل في نظام خالف تعرف. أعان الله مصر وشعبها على هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الوطن ، والله أسأل أن يوفق جميع نواب الشعب لتحقيق أهداف الثورة وممارسة الرقابة التشريعية والقانونية وخدمة أبناء الوطن وتعزيز الديمقراطية وتحقيق المساءلة وإعمال دولة القانون وحماية الأقليات وتحقيق العدالة الإجتماعية ورعاية أبناء وأسر الشهداء وجرحى ومصابي الثورة حتى نثبت للعالم أجمع أن مصر وفية لأبنائها أحياء وأموات.

كذلك إستعادة حقوق وكرامة الشعب المصري العظيم في الداخل والخارج وبناء الدولة المصرية الحديثة التي تساهم في تحقيق الأمن والسلم العالمي .. اللهم أمين وكل برلمان وأنتم بخير.
Share:

الأربعاء، يناير 18

ولا أراك .. خمســة عشـــر يومـــاً (2) الإدارة النبويــة للحاجـــة الإنســانيــة

 ولا أراك .. خمســة عشـــر يومـــاً  (2)
الإدارة النبويــة للحاجـــة الإنســانيــة

بقلــم/ محمـــد صـــلاح الديـــن
 

 يقوم العمل الخيري بدور بارز في تنمية المجتمعات ومساندة الدول في تحقيق الأمن الإجتماعي من خلال تقديم المساعدات الخيرية والإنسانية، إلا أنه قد برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة اعتماد أسر عديدة ( رجال ونساء) على المساعدات الإنسانية أو الخيرية التي تقدمها اللجان الخيرية في جميع أنحاء الوطن العربي، والتي تختلف مسمياتها تبعاً لمطالب وحاجات تلك الأسر أو الأفراد، فقد تكون مطلوبة لسداد أقساط المدارس أو الإيجارات المتأخرة، أو لأقساط القروض المتراكمة أو لدفع أجر لعملية جراحية من العمليات لبعض المرضى من ذوي الأمراض المستعصية، أو لمواجهة شدائد وأعباء الحياة التي تعاني منها تلك الأسر الفقيرة أو هؤلاء الأفراد، إلى غير ذلك من المتطلبات المرتبطة بشتى المجالات الإنسانية، ولا ضير في كل هذا ولكن الضير كل الضير هو في دور الهيئات الخيرية التي لا تقوم بإدارة الأعمال الإنسانية " الخيرية " وفق الرؤية والإدارة النبوية، الأمر الذي قد أفرغ تلك الرؤية من محتواها الحقيقي من خلال ممارسة تقليدية تقوم على ترجمة وفهم سطحي للحديث " الدال على الخير كفاعله " الأمر الذي حول بعض فاعلي الخير والقائمين على الأعمال الخيرية إلى وسطاء وموزعين بدلاً من القيام بمهنتهم الإنسانية الحضارية على الصورة التي قدمها من أُرسل رحمة للعالمين صلوات ربي وتسليماته عليه.

لقد أصبح مصطلح الشحادة أو الطرارة هو الوصف الأكثر دقة لما يقوم به محترفي طلب المساعدات الذين يقومون بابتزاز المتبرعين واللجان على حد سواء من خلال المتاجرة بحاجاتهم الإنسانية لكسب المال بابتزاز العواطف الإنسانية،  الأمر الذي ساهم بشكل أو بآخر في ظهور وانتشار هذه الفئة التي تستحوذ بغير وجه حق على جزء ليس بالقليل من أموال المساعدات التي يقدمها المتبرعين.

إن الممارسات الخاطئة للبعض من المتبرعين واللجان والمؤسسات الخيرية قد أوجدت جيلاً جديداً من الأفراد والأسر التي اعتادت على أن تكون يدها هي السفلى بعد أن استسهلت البكاء واحترفت الدعاء للمتبرع، حتى أن بعضهم وصل لدرجة شكاية الله تعالى لعباده أثناء عرض حالته، وبدلاً من توجيههم للتحلي بحسن الأدب مع الله والطلب من عباده " اطلبوا حاجتكم بعزة فإن الأمور تسري بمقادير" نجدهم يستمروا ويزدادوا بشكل مضطرد، وأخطر ما في هذه المسألة هو ما يترتب عليها من تغير حقيقي في منظومة القيم المجتمعية الفردية النفسية منها والسلوكية لأفراد المجتمع.

حيث تأقلم تلك الفئة نفسها وأولادها على الحصول على مساعدات الآخرين ببذل ماء الوجه لفترة طويلة من الزمن، الأمر الذي يؤدي إلى " إدمان المساعدة " كونها تأتي دون جهد حقيقي أو عناء سوى بعض الأداء الدرامي الذي سرعان ما يذوب عقب الحصول على المراد، ومع استمرار هذه الحالة لفترة من الزمن تبدأ معها عملية التحول النفسي والعقلي للفرد، فيتحول من النشاط إلى الكسل، ومن الفاعلية إلى الخمول، ومن القوة إلى الضعف، حتى يصبح غير قادر على تحمل مسئولية نفسه أو غيره، ولما لا وهو الذي لم يستفد من حاجته لإلهاب حواسه وإلهام ذاته لإشباعها بإصراره على الترفع عن المسألة والتعفف عن المساعدة بالسعي الجاد كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحب الحاجة الذي جاء يسأله المساعدة، فقدم له وللأمة وللإنسانية درساً تاريخياً حضارياً يمكن أن نستلهم منه الكثير من الدروس منها:

1-     درس حول أهمية دراسة الحالة الإقتصادية والأخلاقية لطالبي المساعدة: حيث تتضح معالم الدراسة الإقتصادية في قوله صلى الله عليه وسلم " لَكَ فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ ؟ " ، قَالَ : بَلَى، حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ وَقَدَحٌ نَشْرَبُ فِيهِ الْمَاءَ " ثم تتضح معالم الدراسة الأخلاقية بقوله " ائْتِنِي بِهِمَا " لمعرفة قيمة ما توفر له من إمكانيات ليتم بموجبها تقديم الحلول والمقترحات المناسبة للحالة من جهة، ولاختبار مدى جدية ومصداقية الرجل من جهة أخرى.

2-     وبعد أن َأَتَاهُ بِهِمَا وتبين صدقه انتقل معه صلى الله عليه وسلم إلى المرحلة الأخرى والتي يمكن أن نطلق عليها مرحلة البحث عن التمويل وتوفير رأس المال الذي يساعده للبداية الجديدة، حيث قام صلى الله عليه وسلم بعمل مزاداً علنياً قائلاً " مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ؟ ثم لم يهتم بتسييل أغراض الأنصاري فقط، بل حرص على الحصول على أعلى سعر لصالحه بقوله: " مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا " إلى أن حصل له على السعر المناسب.

3-     وعندها انتقل معه صلى الله عليه وسلم للمرحلة التالية وهي مرحلة التوجيه المباشر، الذي بدأ بوضع ملامح للخطة الشخصية للأنصاري لمساعدته على تحقيق الإستخدام الأمثل لما كسبه من المال من خلال التركيز على محورين رئيسيين متوازيين هما: محور الأسرة ومحور العمل ، حين قال صلى الله عليه وسلم " اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا ، فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا ، فَأْتِنِي بِهِ " ، فَفَعَلَ ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ االلَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَدَّ فِيهِ عُودًا بِيَدِهِ وَقَالَ : " اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَلَا أَرَاكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا " ، فَجَعَلَ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ.

4-      وبعد أن تم تنفيذ الخطة وفق المدة الزمنية المحددة الأولى وتأكد النبي من قيام الأنصاري بمتطلبات الجزء الأول من الخطة ، بدأت مرحلة المتابعة مع استمرار التوجيه النبوي فَقَالَ: " اشْتَرِ بِبَعْضِهَا طَعَامًا وَبِبَعْضِهَا ثَوْبًا " وبعد أن ذاق الأنصاري لذة الطعام من عمل اليد ، جاء الدور النبوي التحفيزي للمحافظة على استمرارية الشعور بهذه اللذة وإضافة مشاعر أخرى منها إشعاره بالعزة والكرامة في مواجهة تحديات الحياة المستقبلية من خلال تقبيح المسألة، فقَالَ له : " هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ وَالْمَسْأَلَةُ نُكْتَةٌ فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ ، أَوْ دَمٍ مُوجِعٍ.

وخلاصة الحديث تبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقدم المساعدة المادية المباشرة التي جاء يطلبها الأنصاري، بل قدم له ما هو أفضل وأكرم من المساعدة وهي الرعاية النبوية وإدارته لشئونه بدءاً من دراسة الحالة ثم التأكد من الموقف والأخلاق وفحص وتدقيق المعلومات ثم توجيهه لتحقيق الإستخدام الأمثل والأفضل لما لديه من إمكانيات عبر تنظيم أموره بين الأسرة والعمل، ثم الحرص على المتابعة والمراقبة لأحواله خلال فترة زمنية محددة، ثم جاءت المرحلة الأخيرة مرحلة إثارة الدوافع الإنسانية وخلق الحافز للإستمرار وتحقيق النجاح.

من هنا ربما يجب أن نبدأ لإعادة النظر في رؤيتنا للعمل الإنساني وفق تلك التعاليم والمفاهيم النبوية الشريفة التي تُلهم وتُحيي في المجتمع مبدأ " الحاجة أم الإختراع " فلا يركن للإتكال والتواكل على تلك المساعدات، بل يذهب إلى البحث عن الفرص والبدائل لسد الحاجات المجتمعية أو الفردية، وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.
Share:

الأحد، يناير 15

ولا أراك .. خمسة عشر يوماً (1) الإنسان بين الحاجة والقدرة

ولا أراك .. خمسة عشر يوماً
(1)

بقلم/ محمد صلاح الدين
الإنسان بين الحاجة والقدرة

عن أنس بن مالك ، أن رجلاً من الأنصار ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم: يسأله ، فقال : لك في بيتك شيء ؟ قال: بلى، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقدح نشرب فيه الماء، قال : ائتني بهما، قال: فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم قال: من يشتري هذين؟



فقال رجل: أنا أخذهما بدرهم، قال : من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثاً ، قال رجل أنا أخذهما بدرهمين ، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري، وقال :اشتر بأحدهما طعاماً، فانبذه إلى أهلك واشتر بالأخر قدوماً، فأتني به، ففعل، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشد فيه عوداً بيده ،


وقال: اذهب فاحتطب ولا أراك خمسة عشر يوماً، فجعل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم ، فقال: أشتر ببعضها طعاماً وببعضها ثوباً، ثم قال : هذا خير لك من أن تجيء والمسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع، أو دم موجع.( سنن ابن ماجة رقم: 2189)



المسئولية المجتمعية ..الإنسان أولاً


الحديث أبلغ من أن يُشرح و أولى بأن يُستلهم منه تلك الروح النبوية التي تبعث في الإنسان العزة وتستنهض فيه الكرامة ليصبح في المستقبل أفضل مما هو عليه في الماضي، لذا نستطيع أن نعتبر هذا الحديث حجر الأساس لبناء الإنسان المدني المعاصر الذي لا يقبل أن يكون عالة على غيره من البشر بل أن يكون شريكاً لهم ومؤسساً معهم في المجتمع، ولما لا وهو يدرك بأنه خارج الحالات الثلاث التي تصح بحقهم المسألة ممن أصيبوا بفقر مدقع أو غرم مفظع أو دم موجع .


ولكن المسئولية لا تقع على إدراك ووعي وعفة الفرد فقط وإن كانت هي الأساس ، ولكنها تقع أيضاً على المجتمع المدني بأسره حكومة وشعباً ، أفراداً وجماعات ،منظمات وهيئات ربحية أو خيرية لممارسة دورها في تطبيق جوهر المسئولية المجتمعية بدعم كل إنسان قادراً على العمل البدني أو الذهني.


إن المجتمع المدني الحقيقي يفترض عليه شرعاً وخلقاً التكفل بالحالات الإنسانية التي تحتاج إلى دعم ممن ذكروا في الحديث أو من غيرهم من الفقراء من أصحاب المواهب والطاقات في إطار منظومة تجرم الفقر وتساعد الفقراء على العيش الكريم من خلال سد الحاجة بإكتشاف وتطوير القدرات الإنسانية بفتح مشاريع الكساء والإطعام والعلاج وكفالة التعليم والسكن المجاني برعاية الدولة ومنظمات المجتمع.

 والسؤال هو:  كيف تتم عملية تنمية المجتمع والإنسان في آن واحد؟

  ولعل هذا ما سنحاول الإجابة عليه في المقالة القادمة التي ستحاول تقديم رؤية ربما تحمل بين جناحيها الخطأ والصواب في آن واحد معاً، ولكنها محاولة يجب أن تتبعها محاولات متكررة ومشاريع جادة لتحريك المياه المجتمعية الراكدة ودفعها لتحفيز ذوي المواهب والطاقات والاستفادة من أصحاب الامكانيات لتحقيق الاكتفاء ودفعهم لتحقيق النجاح.
Share:

الثلاثاء، يناير 10

إلى رحمة الله.. يا صديقي الحبيب

إلى رحمة الله.. يا صديقي الحبيب

بقلم / محمد صلاح الدين


تمر السنون عبر السنون والأيام عبر الأيام ..ساعات ولحظات ويبقى الإنسان هو الإنسان بما يحمل من وعي وإدراك لمعنى الحياة علامة على ذات الحياة، ولعل من الغريب ألا يدرك ذلك الإنسان قيمة لحظات الحياة ، إلا عندما يتأخر على موعد كان قد أخذه قبل عدة أيام للإجتماع مع شخصية هامة، أو عندما يفوته موعد لقطار أو الطائرة كان قد حجزها للإنتقال من مكان إلى مكان لأنه لم يحسب لذلك الوقت الحساب أو إنشغل بما قد طرأ عليه من أشغال.

ولعلّ هذا ما حدث معي خلال الأسبوعين الماضيين حينما خسرت خسارة لا يعلم قدرها وعظمها إلا االله، فلقد علمت قبل فترة بأن أحد زملائي الكرام والذي التقيته قبل عشر سنوات وعملنا معاً لمدة أربع سنوات تقريباً ثم حالت بيننا الشهور والأيام ثم علمت بشكل مفاجئ بأنه يرقد في المستشفى وهو يطلب زيارتي له من خلال رسالة نصية مفادها " أنا في المستشفى في الجناح الأول الغرفة الأولى " فاتصلت به ، ورد علي شخصياً بصوت خافت يحمل بين نبراته فرحة الإشتياق،  فقلت له "سلامات عسى ماشر طمني عليك"فقال "بس نفسي أشوفك" فقلت له "والله واجب وسآتي إليك فوراً إن شاء االله "وبالفعل اصطحبت إبني الكبير وتوجهت لزيارته بالمستشفى ومكثت معه لفترة تبادلنا فيها أطراف الحديث وذكرني بما كان بيننا من ود وحب والرحلة المباركة التي جمعتني وإياه لأداء مناسك العمرة في البقاع المقدسة وبخاصة في مدينة النبي "صلى االله عليه وسلم "وبهدية بسيطة سجادة صلاة كنت قد اشتريتها له، فأخبرني بأنه لازال يصلى عليها منذ ذلك الحين حتى يشركني في ثواب صلاته، وبأنه قد طلب من أهله أن يصلوا عليها حتى بعد أن بدأت تظهر عليها علامات الإهتراء نتيجة كثرة الإستخدام، ففرحت ودموعي تتساقط من عيني نتيجة اختلاط مشاعري في تلك اللحظة الإنسانية الغالية مابين تأثري لما فيه صديقي العزيز وما بين فرحتي بكرمه المتجسد في وفائه لي وحبه الصادق رغم أننا لم نلتقي منذ سنين في لمحة إنسانية تدل على أنه من معدن فريد عز أن يكون لمثله نظير.

 ثم تجاذبنا أطراف الحديث وكنت أحاول أن أصبره على مانزل به من بلاء وابتلاء وهو لازال في ريعان الشباب، فوجدته يثني على الله بأفضل ثناء ويحمده ويشكره ويستغفره ويقول "أنه يحبني لهذا يختبرني" ويقول "يارب سامحني على غفلتي التي كنت فيها ولو للحظات لأنك أنت الكبير العظيم، إبتليت عبدك لتعيده إليك، والله يارب إني راضٍ عنك فاللهم ارضَ عني، ولازال يكررها وهو يبكي وأنا أبكي معه وقد شعرت أن الغرفة قد فاض منها الصبر وغزر الإيمان بهذا الإنسان المؤمن الصابر المحتسب لمرضه عند االله، ثم ذكرني االله تعالى بحديث عن النبي أن أبا سعيد الخدري دخل على رسول االله - صلى االله عليه وآله وسلم - وهو موعوك ، عليه قطيفة ، فوضع يده عليها فوجد حرارتها فوق القطيفة، فقال أبو سعيد :ما أشد حر حماك يا رسول االله؟ فقال رسول االله - صلى االله عليه وآله وسلم" : إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر " ثم قال: يا رسول االله من أشد الناس بلاء ً؟ قال: " الأنبياء " قال : ثم من؟ قال: " العلماء " قال : ثم من؟ قال : " ثم الصالحون كان أحدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يلبسها، ويبتلى بالقمل حتى تقتله، ولأحدهم كان أشد فرحا ًبالبلاء من أحدكم بالعطاء، ففرح وتهلل وجهه ثم ذكرت له معنىً كنت قد تعلمته وهو .. أن في الجنة منازل لا ينالها العبد بكثرة صلاة أو صيام، ولكن يعطيها االله لمن صبر على البلاء، "نسأله سبحانه العفو والعافية وحسن الخاتمة" فتبسم ابتسامة الصابرين وذرفت دموعه بقطرات المؤمنين وهو يتألم ويقول "اللهم إني راضٍ عنك فارضَ عني.. وبعد فترة سألته إن كان بحاجة لشيء أقوم به له، وطلبت منه عدم التردد في الطلب، ولكنني كعهدي به عفيف النفس واللسان فلم يطلب مني شيء، ثم اتصلت به للإطمئنان عليه بعد يومين وكان على نفس الحال من الثبات الإيماني الرائع.

 ثم انشغلت ببعض أمور الدنيا منذ الصباح الباكر وحتى المساء متأخراً حيث كنت أعود للمنزل وأشعر بالإرهاق والإنهاك الشديد وقد طلبت من زوجتي أن تذكرني بزيارة أخي "علي" حتى لا أنسى في زحمة الأعمال، وبالفعل ذكرتني مرة بعد مرة إلى أن فاجئتني اليوم صباحاً بعد أن ألحت على الإتصال بي وكنت في وسط اجتماع هام، وبعد أن قامت بالإتصال أكثر من ثلاث مرات متتالية أدركت أن الأمر قد يكون هاماً ولا يحتمل التأجيل فاستأذنت وتحدثت معها فقالت لي: " إنا لله وإنا إليه راجعون" لقد توفي صديقك "على قرقور"، فاقشعر جسدي واسترجع لساني وشعرت بالخزي من نفسي وتملكني الحزن والندم على فوات فرصة زيارة صديقي أكثر من مرة خلال الأيام الأخيرة من حياته، ثم تذكرت أنني رأيته اليوم صباحاً قبل صلاة الصبح في المنام حيث كنت قد عزمت على زيارته اليوم، ولكني والله ثم والله رأيت أنني في المستشفى أزوره وكانت في مخيلتي صورته في مرضه، ففوجئت بأنه يرتدي بدلة كأحسن ما تكون هيئته وكأنه في عرس، وقد رأيت في وجهه البشر والسرور والسعادة، فسلمت عليه وسلم علي مبتسماً ووجهه كوجه القمر ، ثم أيقظتني زوجتي للصلاة فقمت وآخر ما أذكره من المنام هو وجهه الطيب الذي سأفتقده بعد اليوم، ولكني لن أفتقد ذكراه الطيبة وما شاهدت منه من صبر على البلاء.

وقد إتصلت زوجتي بزوجته للإطمئنان عليها وتعزيتها وتفقد أحوالها فما كان إلا أن أبلغتي ببشارتين الأولى صبرها وثباتها وتسليمها الكامل بقضاء الله وقدره فحمدت الله تعالى ، والبشارة الثانية هي رؤية رآها زوجها يرحمه الله بالأمس ليلاً حيث قال لها عندما أيقظته بأنه كان يطوف حول الكعبة ويقبل الحجر الأسود ففرحت بحسن خاتمة زوجها الذي قد نعى نفسه لها ليطمأنها بهذه الرؤيا المباركة.


رحمك الله يا أخي الحبيب وتغمدك سبحانه في رحمته وأسكنك فسيح جناته، اللهم أجعله من ورثة جنة النعيم مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، واختم لنا بالحسنى أجمعين، وألحقنا به على خير يارب العالمين، وارزق أهله الصبر والسلوان، وبارك فيهم ويسر لهم واسترهم في الدنيا والآخرة.. اللهم آمين.

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا مصطفى لمحزونون ولا نقول إلا مايرضي ربنا  "إنا لله وإنا إليه راجعون" اللهم ارحم أخي "أبو مصطفى" وتغمده في رحمتك وأسكنه فسيح جناتك واجعله من ورثة جنة النعيم مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، واختم لنا بالحسنى أجمعين وألحقنا به على خير يارب العالمين، وارزق أهله الصبر والسلوان وبارك فيهم ويسر لهم واسترهم في الدنيا والآخرة.. اللهم آمين.

Share:

الاثنين، يناير 9

المرجعية المصرية بين الحاضر والمستقبل

المرجعية المصرية بين الحاضر والمستقبل
بقلم / محمد صلاح الدين


أصوات الفناء الخلفي
 

لازلنا نسمع أصوات من الفناء الخلفي للملعب السياسي المصري تنادي برفع المادة الثانية من الدستور المصري، بعضهم لتحقيق أهداف التغريب للمجتمع المصري ظناً خاطئاً منه بأن وجود هكذا نص سبباً لتأخر الدولة المصرية وعدم قدرتها على تحقيق الإنفتاح الكامل على الثقافة الغربية وبخاصة تطببيق المبادئ الليبرالية والعلمانية المنفتحة، والبعض الآخر منهم ربما لديه مخاوف قد تكون مشروعة ومبررة وتحتاج إلى تأكيدات وتطمينات وتوضيحات موضوعية وعملية قابلة للتنفيذ بدلاً من الوقوف عند حدود الشعارات والعبارات الأدبية المنمقة التي ربما تعزز من تلك المخاوف لعدم وجود مبادرات تشمل برامج ومشاريع عملية تستند في جوهرها ورؤيتها على الشعارات والأدبيات المتداولة، الأمر الذي دعى البعض لإتهام من يطلق تلك الشعارات الإسلامية على أنه يبيع الوهم بدغدغة المشاعر الإيمانية لدى القلب الجمعي المسلم المتدين بالفطرة بهدف تحقيق مكاسب انتخابية وسياسية دون برنامج أو مشروع مدني حضاري واضح المعالم والملامح يتم تبنيه من جميع مكونات المجتمع المصري على اختلاف تراكيبه الثقافية والفكرية.


المشروع الحضاري المصري

         لم تقف مخاوف من يجاهر بتلك الأصوات من الوطنيين المخلصين عند ذلك الحد، بل أعلن العديد منهم في غير مرة خشيتهم من دكتاتورية المتدينين الذين ربما ينقلبون على الديمقراطية بعد الوصول إلى الحكم لصالح تدشين الدولة الدينية التي فيها الحكم بإسم الحق السماوي بعيداً عن قبول الإعتراض أو التباين في الرؤى والأفكار والمشاريع السياسية التي تحتمل الخطأ والصواب وفق تقديراتها الإنسانية، لذا يتعين على جميع القوى الوطنية الإسلامية الوسطية المُعتدلة على اختلاف انتمائاتها السياسية أن تتحالف وتتعاون معاً في تلك اللحظة التاريخية الحاسمة من عمر الوطن للإسراع في ترجمة مفهوم وتصور  عملي للمرجعية " الإسلامية " بصورة مدنية، وذلك فقاً للإدراك الحضاري المصري الذي تطور عبر العصور المختلفة من خلال ترجمة مشروعاً حضارياً مصرياً يراعي البعد العربي والإسلامي والدولي يشمل مجموعة من البرامج والوسائل المتطورة التي تبرهن على أهمية تطبيق المرجعية " الإسلامية " كقوة دفع للعجلة التنموية الشاملة للمجتمع المصري ولإثبات أن تلك المرجعية ضرورة وطنية وحاجة إنسانية، آخذين بعين الإعتبار الخصوصية التاريخية المصرية التي تلقت الإسلام وتفاعلت معه اعتقاداً وثقافةً كما لم تتفاعل مع أي عقيدة أو فكرة إنسانية عبر التاريخ.


ولن يتأتى ذلك إلا بالتأكيد على إطلاق الحريات واحترام حقوق الإنسان والعمل على تحقيق رفاهيته، والتأكيد على سن التشريعات التي تحافظ على القيم و الثوابت الوطنية المصرية وأهمها الشفافية التي ستعزز الثقة والمصداقية بين مكونات المجتمع المصري من جهة، وتفعيل مبدأ المحاسبة و المساءلة لكل من يتصدى للوظيفة العامة في المجمتع من جهة أخرى، الأمر الذي يحتاج لتطوير منظومة متكاملة من القيم والسياسات التشريعية والقضائية التي تضمن وتصون حقوق المواطن وتحفظ حقوق الوطن مما يتهدده من الأخطار الداخلية والخارجية على حد سواء.


القوة البشرية والإستثمار


يتزامن مع ذلك ضرورة تغير نظرة الدولة من المنظور الإستراتيجي للقوة البشرية الهائلة المتوفرة في مصر وتعديل تلك النظرة لتتماشى مع طموحات ثورة 25 يناير بالنظر إلى تلك الموارد البشرية على أنها أهم أصل من أصول الدولة المصرية ولا يوازي أو يساوي أي مورد آخر هذا المورد أهمية أو اعتبار، عندها فقط سيتم تخصيص جزءاً حقيقياً من موازنة الدولة للإستثمار في تلك القوة البشرية، ومع زيادة التدريب لتنمية قدرات تلك القوة ستتفجر الطاقات المصرية التواقة للإبداع وإثبات الذات، وبالتالي تتحول من قوى عاطلة عن العمل إلى قوى تخلق لنفسها فرصاً للعمل، وإذا ما قامت الحكومة القادمة التي ستُشكل بخلفية إسلامية واضحة المعالم وقامت بتلك الخطوات، ستكون بحاجة ماسة إلى الإهتمام بخلق وتهيئة مناخ الإستثمار لتحقيق النهضة المنشودة من خلال تركيز الاهتمام على أبرز ثلاثة مجالات تمثل مثلث التنمية الحقيقية للدولة المصرية الناشئة، وهي المجال السياحي والعلمي والصناعي، ولكن عليها أولاً أن تقوم باستعادة ثقة المستثمرين العرب والأجانب بصورة تمكن مصر  من بناء مركزها المالي العربي والدولي.

ولعل من أبرز الضمانات التي تكسب ثقة المستثمرين هو خفوت الأصوات التي تعبر عن الجاهلية الفكرية التي تتحدث بإسم الإسلام والتي تعتبر  التماثيل أصناماً والسياحة فجور وتصف الإبداع بالإبتداع والديمقراطية بالكفر مقابل إعلاء صوت الإعتدال والمرونة الشرعية والفقهية التي تعبر عن سماحة الإسلام وتبرز رحمته للعالمين.


حسم مستقبل الهوية


إن صيانة المجتمع المصري جراء ما لحق به من أضرار وعمليات تهديم وتشويه متعمد خلال عقود طويلة تعمدت فيها الحكومات المتلاحقة افتعال المشكلات حول الهوية الوطنية للمجتمع المصري من خلال التغييب تارة واستدعاء هوية تاريخية تارة أخرى، ويبدو أن المجتمع المصري بعد الثورة أدرك الضرورة الوطنية لحسم مشكلة الهوية في خطوتين تاريخيتين هما استفتاء مارس والإنتخابات التشريعية في نوفمبر 2011 ولن تكون الهوية للصيانة والحماية فقط، بل ستكون بمثابة أحد المولدات الرئيسية للحركة في مصر ودول الربيع العربي والأمة العربية والإسلامية.
  

ورغم ذلك إلا أنه يتعين على الشعب وحكومته القادمة المحافظة على الموروث الحضاري المصري للحضارات السابقة، فلم يذكر في التاريخ الإسلامي المصري أو غير المصري أن جاء الإسلام لإلغاء الحضارات الأخرى

بل على العكس تماماً، حيث احترم واعترف الإسلام بجميع الحضارات بل وأضاف إليها، ولعل مصر في هذا الشأن خير شاهد و دليل على ذلك حيث لدينا في مصر وجوهاً عدة ، فلم نجد أن الصحابة الذين فتحوا مصر قد قالوا بأن تماثيل الفراعنة أصناماً، أو قالوا بأن الكنائس يجب أن تهدم بعد أن استتب الأمر للإسلام برغبة ورضى الشعب المصري ليبقى دين واحد في مصر، بل بقي من بقي على المسيحية ولم يجبر على الدخول في الإسلام ، من هنا نشأ في مصر التنوع الفريد الذي يحكي قصة ترويها الآثار  التي يصدقها السياح، حيث يمكن لأي سائح وزائر لمصر أن يرى لها وجهها الفرعوني الخالص ثم يرى وجهها القبطي والمسيحي، ثم وجهها الروماني ، ثم وجهها الإسلامي الفاطمي والمملوكي، ولعل هذا أكثر ما يميز الدولة المصرية عن غيرها من دول العالم اليوم والتي تتمتع بخصوصية ثقافية واحدة.
 

من هذا الفهم تبرز قيمة تلك المرجعية المدنية " الإسلامية " التي لا تلغي الآخر وتراثه الثقافي والحضاري بفرض المرجعية الإسلامية على الآخرين جبراً، بل أثبتت تلك المرجعية على أنها جاءت كضمانة حقيقية للمحافظة على إرث الإنسانية، فالإسلام ومرجعيته الحضارية بالإنفتاح على ثقافة الأمم وتقديم نموذجنا الحضاري دون إجبار على فرضه على الشعوب والدول الأخرى كما فعلت حضارات أخرى قامت  بفرض نموذجها الإعتقادي والثقافي على أمم وشعوب أخرى باستخدام القوة في رغبة جامحة لطمس الهوية الثقافية للأمم الأخرى وفرض هوية ثقافية على العالم بإسم العولمة. 


إذاً فنحن أمة ترفض ممارسة الهيمنة بكل صورها وأشكالها سوء ضدها أو مع غيرها لأننا نؤمن بقيم التسامح الإنساني الذي جاء ليقرر مبدأ الإختيار الإنساني العام (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ،فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ..) الكهف 29 فلا فضل لأحد على أحد أو لأمة على أخرى إلا بالعدل والرحمة والعلم دون إقصاء أو هيمنة ممنهجة لأمة على أمة، عندها ستنطلق الثورة المصرية بقيمها وثوابتها الوطنية الحضارية لقيادة الإنسانية.


Share:

الأحد، يناير 1

البطالة الإستشارية المقنعة تلتهم ثروات الشعب

البطالة الإستشارية المقنعة.. تلتهم ثروات الشعب

بقلم / محمد صلاح الدين
المركزي للمحاسبات: 93 ألف مستشار يلتهمون 18 مليار جنيه من أموال الشعب


في الوقت الذي يبحث في الجنزوري رئيس الوزراء المصري عن حلول جوهرية لمشكلة عجز الموازنة المصرية، فجر الجهاز المركزي للمحاسبات مفاجأة تقليدية منسوبة للنظام السابق، عندما نشرت صحيفة اليوم السابع على موقعها على الإنترنت ما قاله وكيل الجهاز المركزى للمحاسبات السابق عاصم عبد المعطى أن المستشارين الذين يعملون فى الدولة يتجاوز عددهم 93 ألف مستشار يتقاضون رواتب تصل إلى 18 مليار جنيه سنوياً، مضيفاً أن معظم هؤلاء المستشارين من أصحاب الثقة وليس الخبرة، وأغلب المبالغ التى يتقاضونها تمثل إهداراً صارخاً للمال العام خاصة فى تلك الفترة الحرجة التى تمر بها مصر" حيث لم يستطع أياً منهم عملياً تقديم أية حلول حقيقية لمواجهة الأزمات التي تواجهها مصر في مختلف المجالات"، وقد اقترح عبد المعطي تقليص عدد المستشارين والخبراء للحدود المقبولة بما لا يزيد عن واحد أو اثنين فى كل جهة حكومية على أن يكونوا من أصحاب الكفاءات النادرة التى يحتاج إليها العمل بشكل فعلى " بمعنى آخر أنه يتعين على أي حكومة حالية وتالية التخلص من البطالة المقنعة في جميع أجهزة الدولة من كبار الموظفين سواء مستشارين أو خبراء أو مدراء ومسئولين لصالح تعيين الشباب ومن لديه الكفاءة المهنية لتطوير وتحسين كفاءة الأداء من جهة، والعمل على تفعيل دور صغار الموظفين من جهة أخرى للحصول على أداء أفضل من خلال مراجعة الحد الأدنى للأجور، الأمر الذي سيساعد على منح هؤلاء الموظفين التركيز لتطوير أعمالهم وأنفسهم بعد أن يكونوا قد ضمنوا لأنفسهم وضعاً معقولاً من الناحية المادية.


واللافت هو إشارة عبد المعطى إلى أن هؤلاء المستشارين يعتمدون بشكل أساسى على العلاقات الشخصية المرتبطة برموز النظام السابق وعناصر الحزب الوطنى المنحل، وربما هذا ما يفسر خوف الجميع من الإسلاميين الذين يعملون وفق المفهوم القرآني (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ، إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴿٢٦﴾ القصص


بمعنى أنه يفترض أن يقوم الإسلاميين بوضع معايير موضوعية وعلمية للوظائف في إطار عملية إعادة هيكلة وتنظيم للوظائف العامة بالدولة لتحديد البطالة المقنعة من جهة، وتحديد معايير الأداء المقبولة من جهة أخرى، إضافة إلى تحديد مواصفات القائم على هذه الوظيفة في ضوء مؤهلاته وإمكانياته العلمية والمهنية وقدرته العقلية والجسدية على القيام بأعباء تلك الوظيفة من حيث الوقت المخصص لها، مما يسهم في الحد من استئثار بعض أصحاب الوظائف العليا بعدة مناصب في كبريات الشركات التي يتقاضى منها رواتب ومكافآت فلكية مقابل وجود إسمه في مجلس الإدارة أو إدارة الشركة أو حتى في الهيئة الإستشارية، حيث يقوم بالجمع بين كل هذه الوظائف في آن واحد ويتقاضى كل هذه الرواتب والمكافآت بصورة شهرية مع وجود من هو أكفأ منه من الناحية الفنية والصحية، إضافة إلى قدرة صاحب الكفاءة على تخصيص وقت كامل للقيام بأعباء تلك الوظيفة بأمانة وإخلاص ودون تعارض مع الوقت أو الجهد أو الأداء الفني، الأمر الذي يترجم في الأخير في عنصرين "القوة والأمانة".


وليس بالضرورة أن يتم تطبيق تلك السياسة بنسبة كبيرة أو بآلية صحيحة 100 %، ولكن على الأقل البدء في تطبيقها سيعمل على إطلاق عملية إصلاح متكاملة، حيث سيدفع ذلك الشباب الراغب في العمل على تطوير نفسه وتأهيلها وتنميتها بصورة مركزة ومستمرة لضمان الحصول على فرصة عمل حقيقية تستوعب مهاراته وتحقق طموحاته.
 

 على الرغم من أن رقم الــ 18 مليار جنيه رقم مذهل من حيث قيمته العامة وقيمة توفيره في الوقت الراهن، إلا أنه ليس مستغرب أو ببعيد عن النظام السابق، وما خفي كان أعظم، فوفق مفهوم الفساد الشامل

 حيث وافق المتخصصون في العلوم الإجتماعية والجنائية على تعريف الفساد كمصطلح فني يطلق حين تنتشر جرائم الإتجار بالوظيفة العامة أو الإعتداء على المال العام في المجتمع، ويشمل ذلك أيضاً كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية أو جماعية، ولكن الجديد في مصر هو قبول الوظيفة دون عمل تقوم به، وقبول مال لم تعمل به في سابقة تاريخية دخيلة على المجتمع المصري، وهذا يمثل الخبر السيء، أما الخبر الحسن فهو أن مثل هذه الأنواع من الفساد تنشأ عادة في ظل الفساد السياسي الذي يقوم برعاية الفساد الإداري، أما إذا قامت الدولة بإصلاح الفساد السياسي فسيتبعه جميع مناحي مجالات الدولة بما فيها الجهاز الإداري.


إذاً فالفساد لا يشمل السرقة والإضرار بالمال العام والحصول على الرشاوى وما في حكمها فحسب، بل يشمل أيضاً سوء الإدارة والمحسوبية وضعف الأداء وخيانة الأمانة، والتي منها إقصاء الأقوياء والأمناء وتولية ما يُسمون بأهل الثقة والمصلحة وتفضيلهم على أهل العلم والخبرة والكفاءة.

والمطلوب من الحكومة القادمة أن تعمل على وقف نزيف موارد الدولة، وسوء عدالة التوزيع، ووقف الفساد الشامل، ليس بالحد من السرقة فقط ، بل بترشيد جميع مناحي الحياة الإقتصادية والإجتماعية، وإعادة هذه الموارد المهدرة لسد موازنة الدولة من جهة، والعمل على توظيفها في مشاريع استثمارية صناعية من جهة أخرى لخلق فرص عمل جديدة تعمل على تقليل نسبة البطالة في أوساط الشباب، وشكر هؤلاء المستشارين بإحالتهم على المعاش.


Share:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف