فــي كواليس
إحصاء
الخروج الانتخابي من أمام السفارة المصرية بدولة الكويت
إعداد وتنفيذ/ محمد صلاح الدين
وكما وعدتكم سابقاً ببث تفاصيل كواليس الإحصاء في إطار من الشفافية والموضوعية التي يجب الالتزام بها فيما بيننا وكذلك أود أن أضيف بأنني سأكون من أشد المرحبين بأي نصح أو نقد أو توجيه أو ملاحظة لأخذها بعين الاعتبار أعضاء المدونة أو أصداقاء الفيسبوك أو توتير.. تحياتي وأتركم مع التفاصيل.
أولاً : المعلومات الأساسية حول الإحصاء.
1.
اسم
الإحصاء : " إحصاء رأي الناخبين عقب الخروج من عملية
التصويت مباشرة"
2.
الشريحة
المستهدفة من الإحصاء: كل من قام بعملية التصويت
الفعلية.
3.
هدف
الإحصاء : تقديم مؤشر يعكس اتجاهات "المزاج العام"
للناخب المصري بدولة الكويت.
" حيث يجب أن يتأكد المُستقصي من إتمام
المُستقصى منه لعملية التصويت قبل المشاركة".
4.
تاريخ
الإحصاء : الرابع من يونيو للعام 2012 م
5.
توقيت
الإحصاء: جاء توقيت الإحصاء على فترتين: الأولى من الساعة
الثامنة والثلث صباحاً وحتى الساعة الحادية عشر والثلث ظهراً، والفترة الثانية من
الساعة الواحدة والربع ظهراً وحتى الساعة الخامسة والربع عصراً.
6.
المكان
: من أمام سفارة جمهورية مصر العربية بدولة الكويت
حيث اتخذت موقعاً
عند أحد المخارج الرئيسية بعيداً عن أي من أنصار أي من المرشحين حفاظاً على حيادية
الإحصاء.
ثانياً: سياسة
ومعايير المشاركة في التصويت.
1.
تسجيل
ساعة البدء وساعة الانتهاء لعملية الإحصاء.
2.
تعريف
المشاركين بأهمية الإحصاء وأثره على توعية الناخبين بممارسة آليات الثقافة
الديقراطية.
3.
الشفافية
في التدوين أمام الناخب." ولا بأس من إطلاعه على النتيجة لحظة بلحظة إن أرد
ذلك.
4.
عدم
الضغط على الناخب المصري أو الإلحاح عليه للمشاركة في الإحصاء لأن الحرية ضمانة
مصداقية المعلومة.
5.
رفض
الاستجابة لتسجيل بعض اختيارات الناخبين قبل الإدلاء بعملية الانتخاب الفعلية لذا
كان هناك حرص على الانتباه والتركيز في وجوه جميع المصوتين لضمان عدم الوقوع في
خطأ تكرار المشاركة.
6.
بل
أنني سمحت للبعض من الوقوف بجواري من مؤيدي الطرفان أثناء تسجيلي لعدد الأصوات
لضمان النزاهة والشفافية.
7.
عدم
قبول مشاركة المترددين أو من تبدوا عليهم علامات عدم الاقتناع الكامل بفكرة الإحصاء
وذلك حفاظاً على موضوعية الإحصاء.
ورغم غرابة
الفكرة وحداثتها نسبياً على ثقافة الناخب المصري إلا أنني سأعرض على حضراتكم بعض
اللمحات هذه التجربة المثيرة والتي أمتعتني شخصياً رغم الظروف الجوية الصعبة والتي
هانت لنيل شرف خدمة المصريين والتواصل معهم في هذا الحدث التاريخي الهام أياً كانت
ديانتهم أو إنتمائاتهم الحزبية أو السياسية وإليكم بعض من هذه اللمحات :
1-
الصيغة
الافتتاحية والتعريفية بعملية المشاركة في استقصاء الخروج:
حيث حرصت على
استخدام عبارات موحدة مع كل المصريين لحثهم على المشاركة في الإحصاء وكانت على
النحو التالي مع تغير طفيف في بعض الألفاظ لا المضمون بحسب مستوى الناخبين من
المتعلمين ومن يبدوا عليهم علامات الوعي والثقافة وبين البساطاء من العمال.
حيث كانت تبدأ
حوارتي معهم لنشر الوعي وحثهم على المشاركة في الإحصاء من خلال التسلسل التالي :
البداية بإلقاء السلام
مبتسماً.
والتأكد من أن
الناخب قد أدلى بصوته فعلاً.
ثم مشاركته بفرحة
على أداء الخدمة الوطنية أياً كانت هويته أو خيارته
ثم التعريف بفكرة
استقصاء الخروج الانتخابي وأنه استقصاء علمي أقوم به في محاولة لاستنساخ التجربة
كأول تجربة تجرى في الكويت حتى نستطيع من خلالها التعرف على المزاج العام للمصريين
المقييمين بدولة الكويت وتوصيل هذا المزاج للمصريين في مصر والعالم.
ثم التأكيد على
أن المشاركة اختيارية وليست إجبارية حيث كان العديد من الناس يرفضون المشاركة.
2-
وبعد
أن لاحظت أن العديد ممن يريدون المشاركة في الإحصاء كان لديهم شكوكاً حول هويتي
الشخصية من خلال تكرار سؤالهم عن هويتي الشخصية
" صفتي " فكنت أقدم لهم نفسي على أنني ممن يطلق عليهم " المواطنين
الصحافيين " وأنني لا أتبع لأي مؤسسة إعلامية مصرية أو كويتية بل أقوم بهذا
العمل كخدمة وطنية لصالح مدونتي الشخصية والتي سألني الكثير عنها للتأكد من
المصداقية وبالفعل قام البعض منهم ممن يحملون الهواتف الذكية المرتبطة بالانترنت
يدخلون في نفس اللحظة ثم يعودون للمشاركة في الإحصاء بعد أن أطمئنوا إلى مصداقية
المعلومة.
3-
كذلك
كان البعض يسأل عن طبيعة الإحصاء فكنت أجيبهم بأن هذا الإحصاء يجرى في بعض الدول
الديمقراطية للمساهمة في إطلاع الرأي العام على مؤشرات أولية عن عمليات الاقتراع
والتصويت، فكان معظم المصريين يرحبون وينظرون لهذا الأمر بحماسة رائعة حتى أن عدد كثير ممن كانوا يدخلون
للتصويت ويرون المصريين ملتفين من حولي بأعداد كبيرة نسبياً وبصورة ملفتة كانوا
يقومون بالتصويت ثم يعودون إليّ ليخبروني باختياراتهم دون أن أطلب منهم ومن الأمور
اللافتة أن البعض كان يطلب المشاركة قبل التصويت وكنت أعتذر لهم بعدم موضعية علمية
الإحصاء لأنه معني بالخروج بعد الإدلاء بعملية التصويت وليس قبلها والغريب أنههم
كانوا يعودون إليّ ومن أنصار المرشحين للمشاركة في الإحصاء مما يدل على وعي كبير
من أنصار كلا المرشحين ، كذلك كان البعض يطلب مني بحسن نية أن أسجل مشاركات بعض
أقاربه أو أصدقائه ممن حضروا معه وكنت أعتذر
لهم أيضاً حيث أنني أريد حصر من أمامي فقط ومن يخبرني باختياره شخصياً حتى
لا أخذ حصر جماعي من فرد مما يؤثر على مصداقية الإحصاء ويضعف من مهنيته واللافت
أيضاً أنهم كانوا يتفهمون بصورة رائعة ويحترمون المعايير.
4-
كذلك
كان من اللافت الحماس الشديد من أنصار كلا المرشحين والذين كانوا يقولون لي أكتب
أنا أخترت فلان مليون مرة أو أنا أخترت أكيد فلان أو طبعأً فلان وكان البعض يحاول
أن يقول لي الأسباب وكنت أعتذر لهم عن معرفة الأسباب لأن الاستبيان لا يتدخل
لمعرفة أسباب خيارات الناخبين بل لمعرفة خيارهم فقط.
5-
وبعد
التاكد من تصويتهم كنت أوجه لهم التهنئة قائلاً : مبروك على أداء الخدمة الوطنية
في هذا العرس الديمقراطي ثم أطلب منهم المشاركة في الإحصاء قائلاً لهم : بأنني
أقوم بعمل استقصاء يطلق عليه استقصاء الخروج الانتخابي مفسراً لهم بأن هذا الإحصاء
منتشر في الدول الديمقراطية وأنني أحاول استنساخ التجربة التي قامت بها قناة
الجزيرة مباشر مصر ليلة إعلان النتائج كأول استقصاء من نوعه في مصر والعالم
العربي، ثم أقول لهم بأن المشاركة في الإحصاء بحسب رغبة الناخب المصري.
6-
من
سلوك الناخب المصري تجاه الإحصاء : شهادة حق أشهد بها للنخاب المصري وهي تتعلق
بسرعة تشكل الوعي والعقل الجمعي الإدراكي بصورة غاية في السرعة ولعل الإنسان
المصري قد استخدم سرعة البديهة الفطرية للتعامل مع الآليات العملية والديمقراطية
بصورة مذهلة، وقد كان من سلوكيات الناخبين المتباينة والتي كان منها :
ü الإيجابية ممثلة في سرعة الفهم والاستيعاب لفكرة الإحصاء
و الاستجابة بالمشاركة فيه وهذه هي الغالبية العظمى من المشاركين في الإحصاء والبالغ
إجمالي عددهم ( 1508 ناخب)
التشكك والتردد في المشاركة والتي كانت تزول أحياناً بسرعة غريبة مع معظم
الناخبين.
عدم الاهتمام أو الرد بالتعليق من بعض الناخبين ويمثلون قلة قليلة.
ü شعور معظم الناخبين بالارتياح لأداء الواجب الوطني
بينما يمتزج شعورهم بالقلق بل والخوف على النتيجة.
ü هناك ميل حقيقي لما يمكن أن يسمى تصويتاً طائفياً كما
ذكر الأستاذ وائل الإبراشي في برنامجه الحقيقة حيث لمست ذلك بوضوح شديد جداً من
مجمل الناخبين المسيحيين الذين مالوا بقوة تجاه الفريق شفيق حيث كانوا يأتون في
مجموعات بعضها كبير والأخر صغير لا يتجاوز أصباع اليد الواحدة.
ü والمدهش بوجود فئة من الناخبين من المسلمين والذين
كانوا يأتون في مجموعات صغيرة ولكنها قد تتجاوز أصباح اليد الوحدة لاختيار الفريق
شفيق.
ü كذلك رصدت وجود عائلات كاملة من مرشحي الطرفان جاءات
كلها لتلقي بثقلها مع هذا المرشح أو ذاك.
ü معظم من ناقشتهم على هامش المشاركة في الإحصاء أجمعوا
على ضرورة احترام إرادة الشعب عبر احترام نتيجة الصندوق.
ü رصدت بعض الأفراد ممن حاولوا الإدلاء بأصواتهم إلا
أنهم لم يتمكنوا لعدم انطباق شروط لجنة الانتخابات الرئاسية عليهم.
ü كذلك رصدت حرص الناخبين المصريين على اصطحاب أولادهم
الصغار وكأنهم يريدوا أن يتشاركوا مع أبنائهم تلك اللحظة التاريخية كذلك لتوريثهم
ثقافة جديدة هي ممارسة حرية الاختيار في إطار من الديمقراطية.
ü كذلك رصدت وجود بعض الأسر وقد اختلفا مع بعضهم فالزوج
قد اختار مرشحاً والزوجة قد جاءات بظرفين الأول فيه نفس مرشح زوجها والثاني فيه
ورقة لإبطال الصوت ثم قامت بعمل قرعة على الطريقة المصرية الجميلة" حادي بادي
" فخرج مظروف إبطال الصوت وبالفعل أبطلت صوتها وعاتبها زوجها ولكنه لم يفرض
عليها اختياره وهذا يحسب لهما.
والخلاصة:
هي أن المزاج
العام الغالب لاتجاه التصويت لأبناء الجالية المصرية في دولة الكويت هي لصالح
الدكتور مرسي بنسبة تزيد بقليل لصالح الدكتور مرسي عن 3 إلى 1 وهذا ما توضحه
الأرقام المرفقة.
وفي الختام أتمنى
التوفيق في محاولة أعادة تلك التجربة غداً الخميس بإذن الله وسأقوم بجمع اليومين وعلى
ضوء ذلك سأقدم لكم النتائج التي أتوصل إليها بإذن الله.. والله ولي التوفيق.