النائب السابق لرئيس مباحث أمن الدولة
جهاز أمن الدولة وطني ويقوم بدور وطني
كتب / محمد صلاح الدين - مصري مغترب
في صباح الأثنين الموافق 6/3/2011 سمعت اللقاء الإذاعي الذي أجرته البي بي سي مع اللواء فؤاد علام نائب مباحث أمن الدولة السابق مدة اللقاء :
أربع دقائق تقريباً ولكنه أخذ مني أكثر من 30 دقيقة لتفريغ محتواه الإذاعي وتحويله إلى نص مكتوب نظراً لعدم تخصصي في ذلك.
اللقاء أذيع في تمام الساعة السابعة صباحاً بتوقيت الكويت.
نقلت وكالة الشرق الأوسط المصرية عن مصدر أمني رفيع قوله أنه يتم حالياً دراسة إعادة هيكلة جهاز أمن الدولة بما يتفق مع مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير .
الزميل محمود السعيد تحدث إلى فؤاد علام النائب السابق لجهاز أمن الدولة في مصر وسأله عن إعادة الهيكلة .
فقال علام : إن هذا الأمر غير مستبعد إذا كان هناك ضرورة لإعادة الهيكلة إنما حتى هذه اللحظة لم يصل إلى علمي أن هناك دراسات في هذا الاتجاه ، أما المطالبة بإلغاء نشاط أمن الدولة وصفه علام ( بأنه أمر غير معقول وغير عقلاني وغير مقبول ولا يصدر |إلا من جهات ومجموعات مغرضه هدفها الرئيسي تحييد أجهزة الأمن ، وإيجاد حالة من الفوضى في البلاد ليتمكنوا من الخروج على الشرعية وعلى القانون لأهداف خاصة بهم.
وفي سؤال أخر لمذيع البي بي سي قال له : سيادة اللواء إذا كان هناك إمكانية لإعادة الهيكلة كما قلت من وجهة نظرك كيف تتم هذه العملية ؟
أنا معنديش فكرة هما عايزين يعيدوا هيكلتها على أي أساس ! أيه المطلوب ! أنا مش عارف أيه المنسوب لجهازمباحث أمن الدولة على شان نحط أهداف لإعادة هيكلتها ! حد علمي أن جهاز أمن الدولة هو جهاز يقوم بدور وطني ومسؤوليات محددة يقوم بها ، إذ كان هناك تجاواز فيمكن محاسبة المتجاوزين إذا كان هناك أخطاء فيمكن محاسبة المخطئين وإنما جهاز أمن الدولة لا أعلم أنه محتاج إلى عادة هيكلة أو إعادة دراسة للأسلوب الذي يتبعه.
فقاطعه المذيع محمود السعيد قائلاً ولكن سيادة اللواء هناك من يقول بأن جهاز مباحث أمن الدولة في مصر ارتبط في أذهان المصريين بالقمع والتعذيب وأنه كان يعمل على حماية نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك!!
جهاز أمن الدولة الي بيرددوا هذا الكلام هم المجموعات الناشطة ضد مصلحة البلاد والخارجين على لاقانون وللأسف أنهم نجحوا إعلامياً في توصيله هذا المفهوم إلى كثيرين من أبناء الشعب المصري وفي حقيقة بأنه إذا تم التجاوز من أي ضابط سواء في أن الدولة أو أي موقع أخر ييتم محاسبته سواء في قضية تعذيب أو أي قضية م ن نوع أخر، وبالتالي مش مفهوم ما هو طالبينه ،
والمطلوب هو توضيح دور جهازمباحث أمن الدولة له ومسئولياته وواجبته والدور الوطني الذي يقوم به ! ليردوا على الإشعات وعلى الكلام المغرض الذي يصدر من بعض المجموعات السياسية التي تريد أن تهدم الأن في مصر.
ثم قال المذيع مرة أخرى ولكن سيادة اللواء كيف تفسر ما تردد من أنباء عن حرق لبعض ضباط من أمن الدولة بحرق بعض الملفات والمستندات المهمة ؟
أنا سمعت هذا الكلام (فيي أأأ) بجهاز أمن الدولة بستة أكتوبرأيه وأنا لا أرى أن يكون هناك أي سبب لحرق مستندات ولا أتصور هذا وإنما إ ذا كان هناك حصل هجوم على الجهاز وقامت عناصر من الي هجموه الجهاز بإحراق بعض الأوراق أو غيره فذها أمر أخر ولا يمكن الجزم في هذا الأمر إلا بعد فتح تحقيق كامل لمعرفة ما إذا قام فعلاً بعض العاملين بجهاز أمن الدولة بحرق أوراق وفي نفس الوقت إذا كان هدف( يقصد حصل) هذا فلابد من إيضاح الأسباب وما هي هذه الأوراق التي تم حرقها؟ أنتهى كلام علام.
اللقاء الإعلامي بين البي بي سي وبين الفضائية المصرية
ومن المفارقات اللطيفة هو أنني كنت بالصدفة أمس الأول الموافق 5 مارس أشاهد نشرة أخبار مصر على الفضائية المصرية في تمام الساعة التاسعة مساءً ، حيث استضاف أحد المذيعين المصريين اللواء فؤاد علام عقب مقابلة سابقة مع الدكتور أسامة الغزالي حرب أحد شباب ثورة 25 يناير (معذرة نسيت الأسم الأول لهذا الشاب الرائع) والذي علق بتلقائية حماسية متدفقة على الأحداث التي جرت حول مقارات عدة لمباحث أمن الدولة المصرية وكانت المذيعة في الحقيقة تحاول في استخدام تقنيات الحاور في حدود إمكانياتها وتحاول أن تتبني وجهة نظر الطرف الأخر والذي هو غير معلوم بالنسبة لي ( هل هو بعض المصريين الخائفين على البلاد أم بقية أتباع النظام السابق الخائفين على أنفسهم ومواقعهم في مصر الجديدة والتي لن يكون لهم فيها مكان ) ولكن المهم أنها كانت تحاوره بصورة احترافية جيدة كما يمكن أن تكون على القنوات الإخبارية الأخرى.
ثم تم محاورة اللواء السابق فؤاد علام نائب مدير مباحث أمن الدولة وقال ذات الكلام أعلاه ولكنه زاد التهكم على ضيفه واتهمه بالجهل وأنه لا يعلم شيء والمدهش هو موقف المحاور
الذي يمثل التلفزيون المصري الذي يبدوا أنه لم يستوعب أنه في عهد وعصر جديد هو عصر الحرية وأن عليه واجباً إعلامياً تجاه استخارج الحقيقة ولعب دور الطرف الأخر وتبني وجهة نظره ليكون الحوار مثمراً وموضحاً للحقائق ولكن يبدوا أن المذيع المصري ذو الشعر الأبيض قد تخلى عن دوره تماماً ومنح علام الميكروفون ليشن هجومه المسموم والمحموم على الثوار والاستماته في الدفاع عن مباحث أمن الدولة قبل سقوط مقاره يوم أمس في يد الثوار المصريين الأحرار والذين أوقفوا فرم ما تبقى من الوثائق والمستندات التي ربما مسحت الإدانات عن القيادات الحالية والسابقة للأمن بما فيها سيادة اللواء وما يمكن أن يكون قد قام به من تعذيب وعلاقات مشبوهة وفساد أمني باسم الدفاع عن الوطن الذي اختزل في القصر الجمهوري وقصور الوزارء ورجال الأعمال.
في ضوء المراجعة الاستراتيجية لسياسات الإعلام المصري
لذا لابد من محاكمة قادة الجهاز الأمني بالكامل الحاليين منهم والسابقين وكل من تثبت إدانته بارتكابه أخطاء أو فساد أو أعمال تعذيب أو قمع أو قتل لكل مواطن مصري وبالنسبة للإعلام المصري وبخاصة الحكومي منه يجب عليه مايلي :
1- أن يتوقف عن استضافة أمثال هذه القيادات الأمنية سيئة السمعة والتي كانت أصواتها عالية من أعلى المنابر الإعلامية للدافع عن النظام السابق وشن العواصف الهجومية لتشويه كل المعارضين على اختلاف إنتمائاتهم الفكرية والدينية.
2- أن يقوم بإعادة تأهيل كوادره الإعلامية بصورة أكثر احترافية للارتقاء بمستوى الإعلام والشاشة المصرية بالصورة اللائقة لاجتذاب المشاهد المصري والعربي على السواء.
3- إعادة صياغة الاستراتجية الإعلامية المصرية وتحويلها من الإعلام العبثي الذي لا يرتقي بعقلية وروحية المواطن المصري وتنمية الحس الوطني وتعزيز القيم الوطنية مثل المسئولية والمواطنة والوحدة الوطنية وقيم مثل العمل والإنجاز والشرف والأخلاق الفاضلة.
4- إعادة صياغة العقلية الإعلامية وتوجيهها في اتجاه الإعلام التنافسي المبدع بعيداً عن الإعلام الحكومي القائم على الرتابه والروتين.
5- تحرير الإعلام المصري وتحويله إلى إعلام شعبي يمتلكه الشعب وليس إعلاماً حكومياً تمتلكه الدولة الأمر الذي ربما يتطلب إعادة هيكلة ووضع خطط إعلامية استراتيجية جديدة ومراجعة للخريطة البرامجية وتحيليل المحتوى الإعلامي لها ونسب الاستهداف الجغرافي الموجه بهذه الخريطة والتي توضح التهميش الواضح لبعض المدن والمحافظات لحساب محافظات أخرى مثل بحيث لا نجد أي تواجد للعديد من مساحات السكان المصريين مثل سيناء والصعيد والصحراء وباقي المدن الأخرى لصالح المدن الرئيسية والسياحية في خلل واضح في الرؤية وضعف الوعي الإعلامي وتهديده للأمن القومي وتأثيره على وحدة البلاد في حال استمراره بهذه الصورة الهزيلة.
إن الإعلام المصري لديه من الإمكانيات والكوادر والموارد ما يؤهله إلى تبؤ مكانة عالية على المستوى الإقليمي والعالمي ولكن وحتى يحدث ذلك يبدوا أن الإعلام المصري يحتاج إلى ثورة إعلامية للإطاحة بالنظام الإعلامي واستبداله بنظام وطني يحقق للأمة المصرية تطلعاتها وطموحاتها وحقها في الاستفادة من الاستثمارات الإعلامية التي يمتلكونها ومن أهم ما يريدونه هو تحسين صورة الإنسان المصري محلياً وعربياً ودولياً بشكل يعكس الصورة الحضارية التي أبزتها الثورة المصرية عن الإنسان المصري العظيم.