وطنية المرأة المصرية تتجسد في تلك الشابة الأمريكية
بقلم/ محمد صلاح الدين
دولت عيسى مدير برامج الحملات الإنتخابية بالمعهد الجمهوري سابقاً شاهد المقابلة التلفزيونية على الرابط أدناه http://www.youtube.com/watch?v=VN2CK4FnX1k |
ليست بذيئة اللسان بل وليست معتلة الفكر والوجدان، بل لديها من الوطنية ما يتسع لكل ميدان، فـ "دولت" هي بنت بسيطة طيبة نشأت من تراب الطيبة " مصر " وخاطرت بمكتسباتها التي اكتسبتها من العمل مع أكبر قوة عالمية متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لم تنظر لمستقبلها الواعد أو سلامتها الشخصية، فتحدت تلك القوى العظمى وكشفت الحقائق، ولما لا وقد عودتنا الإنسانة المصرية عبر العصور على إخراج أجيال قد صنعت المعجزات وقدمت للعالم ملاحم وإنجازات.
كما أنها " دولت " لم تشر إلى أنها نزلت في مظاهرات أو شاركت في اعتصامات، ولكنها ذهبت للمشاركة فيما تعتقد أنه أنفع لمصر من التظاهر السلمي للمطالبة بالحقوق، بل ذهبت لدعم المجتمع المدني للتحول الديمقراطي ( بنشر الوعي وتدريب الكوادر الوطنية المصرية للإستفادة من الدعم الأمريكي ) ولكنها في النهاية قد اكتشفت أن الأمور ليست بهذه البساطة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي لديها أجندتها الخاصة بمصر، فهي تريد لمصر حرية وديمقراطية على القياسات والمعايير الأمريكية لا المصرية، فحددت أمريكا الدعم لمن تصفهم بالنشطاء التابعين لها الذين يتبنون القيم والمعايير والقياسات الأمريكية للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ووضعت سياسات غير معلنة محددة لهذا الدعم، منها التمييز الطائفي والأيديولوجي من خلال دعم منظمات ومؤسسات موالية لها والتي تستخدمها أمريكا لتحريك المجتمع وإثارة القضايا والمشكلات التي تريد أمريكا إثارتها بالصورة المناسبة وفي الوقت المحدد لضمان زعزعة استقرار البلاد ووضعها تحت الضغط الدائم، فلا ترتاح مصر بقيادة أي رئيس أو حكومة قادمة لأنها ستكون في مرمى النيران السياسية الأمريكية الموجهة تحت أي ذرائع أو أسباب، إذاً فوجود منظمات المجتمع المدني التابعة لأمريكا أمراً حيوياً واستراتيجياً لأمريكا بمصر لضمان استعادة أمريكا لشيء من أوراق اللعبة التي كانت قد تبعثرت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث تناثرت كل تلك الأوراق والرموز التي كانت تحركها، مما جعلها تريد الإستفادة بإعادة صناعة أوراق جديدة ألبثتها لباث الثورية وحقوق الإنسان ورفض العسكر لإشاعة وافتعال المشكلات في مصر، ولعلّ شهادة دولت عيسى أول شهادة نوعية على هذه التكهنات والإفتراضات، ولكن اليوم لدينا اعتراف واضح لا يقبل التشكيك لأنه يحمل الجنسية الأمريكية إضافة للمصرية؟
رسالة للخارج: للساسة الأمريكان
· رسالة إحباط وارتباك وبعثرة أوراق: مفادها أنه مهما حاولتم شراء وتجنيد العملاء بإسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، فمخلص واحد من أبناء الوطن يستطيع كشف زيف ادعائكم وفضح هويتكم وإظهار أغراضكم الخبيثة.
رسالة للداخل: للشعب المصري
· رسالة عامة ودعوة للأمل والتفاؤل لعموم الشعب المصري
بوجود وكثرة المخلصين أصحاب الولاء والإنتماء الصادق الصافي للوطن، بغض النظر عن كونهم يعيشون في خارجه أو داخله أو يحملون جنسية أخرى إضافة للمصرية، فالإنسان بمشاعر الإنتماء وليس بجواز سفر أو أوراق الجنيسيات، فالمغترب المصري يحمل في قلبه لوحة قد كتب عليها "لا يباع ولا يشترى".
· ورسالة خاصة: لليبراليين والعلمانيين الوطنيين من الشعب المصري
ورسالة أخرى لليبراليين والعلمانيين المخلصين الذين لا يزايدون على مصلحة الوطن بأن تمايزوا عن غيركم حتى نعرف من أين نُأتى، ومن يقف بجواركم و يحمل أفكاركم ويده ملوثة بأموال مشبوهة لتخريب مصر وتفتيت اللحمة الوطنية وإنهاك قواه السياسية بإحداث فتن و صراعات مفتعلة وإشاعة الفوضى واستخدام العنف في التظاهر كما حدث في شارع محمد محمود وأحداث مجلس الوزارء، الأمر الذي أخرج الثورة عن سلميتها وأظهر لنا صورة ثورية عنيفة جديدة غير الصورة السلمية الراقية التي تميز بها ثوار 25 يناير، ولكن اللافت هنا هو استخدام شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والكل قد رأى وسمع بذاءة لسان البنات والبنين على حد سواء، واستخدام ألفاظ نابية لا يمكن أن تخرج من ثائر حر، وما ميدان التحرير عنا ببعيد، حيث لم نلحظ أي سباب أو إهانة خارجة باستثناء السخرية السياسية اللاذعة التي أعجبت العالم خلال ثمانية عشر يوماً.
وفي الختام يجب أن نتأكد بأن ما تقوم به أمريكا هو مشروع بالنسبة لخططها وأهدافها، ولكن علينا أن نواجه ذلك صفاً واحداً، وعلى المكونات الوطنية المصرية أن تتحد كما اتحدت من قبل في ميدان التحرير على اختلاف عقائدها وأيديولوجياتها لتفويت الفرصة على كل المتربصين بمصر من الداخل والخارج..
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
ملاحظة :
أرجو من كل جموع الشعب المصري أن ينظروا لهذه الفتاة البسطية التي تبدوا على قسماتها ملامح الطيبة وأن يقارنوا بينها وبين الفتيات التي رأيناهن وهن يكلن الشتم والسباب بألفاظ يخجل الرجال من سماعها فضلاً عن قولها في المظاهرات الأخيرة التي تحولت من سلمية أخلاقية تحافظ على المرافق العامة إلى عنفية غير أخلاقية مدمرة للمرافق العامة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق