تقرير بعثة المراقبين العربية لسورية
بقلم / محمد صلاح الدين
وقائع
لقد تمكنت الجامعة العربية ولجنة المراقبين العرب من الدخول لسورية بعد صراع دبلوماسي شديد بين الطرفان إلا أن الطرفان قد اتفقا في النهاية على إعلاء المصلحة السورية والعربية فوق كل اعتبار وتنازل كل طرف للآخر لتنحية الخلافات الصغيرة فيما بينهما حول بعض تفاصيل البروتووكول استجابة وتقديراً للمرونة الشديدة التي أبدتها سورية مؤخراً بتوقيعها على البروتوكول
وحيث شكلت الأمانة العامة للجامعة العربية غرفة عمليات لمتابعة تقارير وفود بعثة الجامعة التي قبلت سوريا انتشارهم بموجب خطة عمل عربية تطالب بإنهاء العنف وسحب القوات، وتعمل الغرفة على إتمام الإجراءات الخاصة بسفر وفود بعثة المراقبة إلى سورية وتجهيز كل احتياجات البعثة لتسهيل مهمتها ضمانا لحسن سير عملية المراقبة.
وتتابع الغرفة سير عملية المراقبة والتقارير التي ستصل إلى الأمانة العامة من مراقبيها حول الأوضاع الحالية وفقا لخطة العمل العربية التي قبلها النظام السوري ونصت على "وقف العنف وإنهاء المظاهر المسلحة في المدن، وإطلاق السجناء ومفاوضة المعارضة".
وقد وصل وفد يتكون من طليعة المراقبين العرب ، المكلف بالتحضيرات اللوجستية لبعثة الجامعة، إلى دمشق أمس الخميس برئاسة السفير سمير سيف اليزل، الأمين العام المساعد ، وقال اليزل، الذي يرأس الوفد المكون من 11 عضوا، إن الوفد سيعمل على تيسير عمل بعثة المراقبين العرب مع الجانب السوري "في موضوع التجهيزات لاستقبال بعثة المراقبين". وأضاف، قبيل مغادرته القاهرة، أن الوفد سيقوم بعمل "بعض الترتيبات اللازمة لاستقبال البعثة على الأرض من ناحية الإقامة والمواصلات والاتصالات والتأمين أثناء انتقالات أعضاء البعثة وتحديد الأماكن التي سيزورها في كل المدن والمناطق السورية". وفي سياق متصل صرح العربي لرويترز بأن فريق المراقبين سيضم 150 عضوا، ومن المقرر أن يصل إلى سوريا قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول الجاري. نقلاً بتصرف عن الجزيرة نت
التقرير
وأضاف أن الفريق سيصدر تقارير يومية ودورية في حال وجود أحداث رئيسية تستعدي ذلك وسيكون للسلطات السورية الحق في إستلام نسخة من التقرير بعد إصدارها مما يؤكد عدم تدخلها في عمل اللجنة أو المراقبين حيث لا يمكن للنظام السوري إدخال أية تعديلات، مشددا على أن الوفد سيطالب بزيارة المستشفيات والسجون وغير ذلك من الأماكن في مختلف أنحاء البلاد. ولعل هذا التقرير والذي خرج عقب توجه اللجنة في أول زيادة مفاجئة قمنا بزيارة لمقر التفجيرات الدامية التي استهدفت المقار الأمنية السورية إن أكثر من ثلاثين شخصا قتلوا، وأصيب مائة في الهجومين اليوم الجمعة على موقعين أمنيين في العاصمة دمشق وبما أن اللجنة قصد إصطحبت معها خبراء في التفجيرات ومحققين أمنيين دوليين فقد طلبنا من السلطات السورية ترك المكان لخبراء الجامعة للتحقق من أثار التفجيرات وقد تفاجئ خبراؤنا بوجود دلائل قوية أولية تشير بأن الأسلوب المتبع في التفجير يقارب أسلوب تنظيم القاعدة ولكننا بحاجة لاستكمال التحقيقات قبل خروج التقرير النهائي لتأكيد ذلك أو نفيه.
كما إنتقلنت اللجنة إلى منطقة القورية في دير الزور ووجدنا المنطقة وقد تعرضت لقصفاً عنيفاً وتدميراً شديداً لبعض المنازل وأن القوات السورية التي تُحيط بالمدينة لم تكن في مُحيطها بحسب تقرير مراقبينا الذين ذهبوا إلى المدينة بصورة مفاجئة وغير مبرمجة مع النظام السوري الذي تفاجئ بنا في تلك المدينة، وقد أشار المراقبين إلى وجود إطلاق نار من جماعات غير عسكرية لم نستطع تحديد هويتها كانت تطلق الرصاص في أماكن متفرقة من المدينة.
كما إنتقلت اللجنة لمدينة درعة ووجدت جنازة حاشدة لثلاثة من أبناء المدينة وقد إلتقت بعائلات الضحايا ولكنها لم تتمكن من التأكد من أسباب مقتلهم أو من الذي قام بقتلهم على الرغم من إتهام عائلاتهم لقوات الأمن وشبيحة النظام على حد قولهم، وقد شاهد بعض المراقبين قيام بعض رجال الأمن السوريين بسب وضرب بعض الأفراد الذين كانوا قد تجمعوا بالعشرات للتظاهر حرصاً على عدم إغلاق الطرق العامة ويأتي ذلك في إطار المواثيق والأعرف الدولية المتبعة لعدم تعرض الأماكن العامة ومرافق الدولة للشلل هذا وستواصل اللجنة أعمالها حيث ستنتشر بالتنسيق مع النظام السوري في مختلف أنحاء سورية وبدون إعلام مسبق لرصد الأوضاع على الأرض وإعداد التقرير الثاني.
الحقيقة
الحقيقة أن هذا التقرير من وحي خيالي المحض ولا يعبر عن شيء من الواقع بقدر ما يعبر عن حالة عدم التفهم والتشكك التي تجول بنفسي وفكري حول طبيعة عمل هؤلاء المراقبين في ظل عدم تنفيذ أياً من بنود المبادرة العربية المتعلقة بسحب الجيش من الشوارع والسماح بحق التظاهر والإفراج الفوري عن المعتقلين ومفاوضة المعارضة ؟
كذلك كيف ستتعرف المعارضة على هوية مطلقي النار في حال ما قام بعض المدنيين من إطلاق النار على التظاهرات السلمية هل الشبيحة مكتوب على ملابسهم شبيحة أم هل المتطرفون وأتباع القاعدة مكتوب أسمائهم على الرصاص والمتفجرات المستخدمة ؟
ياسادة إن بعثة المراقبين العربية لن تستطيع توجيه أصابع الاتهام بصورة واضحة للنظام السوري الذي ظل يقارع الجامعة في مقرها لعدة أشهر فكيف ستقارعه الجامعة وهي تلعب على أرضه وفي وسط أجهزته الأمنية والعسكرية والمخابرات السرية وكل القوى الأمنية التابعة للنظام والتي تعمل بصورة سرية دون إرتداء ملابس عسكرية أو أمنية؟
إن الجامعة العربية بعد كل هذه المُهل التي منحتها للنظام السوري نتيجة عجزها الوضح أو ضعف إرادتها ذاتياً وبمعارضة كل من لبنان والعراق والجزائر وذلك بافتراض حسن النية ، وبإفتراض سوء النية نجد أن تلك المُهل العربية كانت عبارة عن فرصاً واحدة تلو الأخرى لقتل الثورة السورية والقضاء عليها نهائياً فيتم الإبقاء على النظام والمحافظة على ماء الوجه للجامعة العربية.
وفي كلا الحالتين الوضع ينبئ عن ضرورة إعادة بناء منظومة عربية حقيقة تعبر عن الشعوب العربية بعد مراجعة ميثاق الجامعة وهيكلها وإجراء تقييم موضوعي لأدائها وخدمتها لقضايا الشعوب العربية وتطلعاتها حيث أثبتت الجامعة من جديد أنها تستهلك الوقت لصالح النظام السوري بصورة محرجة لمن يقدر الإحراج فقبل نحو أكثر من شهر والمبادرة العربية مقدمة أمام النظام السوري والكل يعلم بأن هدف المبادرة العربية هو حماية المدنيين وحتى الأن وبعد توقيع البروتوكول سقط أكثر من 300 شهيداً الأمر الذي دفع المتظاهرين للترحم على أيام المهل العربية.
وهنا يثار تساؤل مشروع، إذا كانت الجامعة تقدم مبادرة تحتاج لتطبيقها نحو أكثر من أسبوعان وكأننا في مهلة إضافية للنظام أليس هذا يعد فشلاً إدارياً ذريعأً في إدارة عملية تشكيل وإرسال المراقبين الذين سيتم إرسالهم لمهمة المراقبة مع عدم علمنا بالأوصاف الوظيفية لطبيعة عمل هؤلاء المراقبين وسياسات المراقبة هذا من جهة ومن جهة أخرى هل 150 أو حتى 500 مراقب قادرون على تغطية مواقع التظاهر في جميع أنحاء المدن والقرى السورية وهل سيكون هناك مراقبون دائمون في المناطق أم سيتم إعداد زيارات مبرمجة سلفاً ليس لها علاقة بالتظاهر الذي يتم بصورة عشوائية من المتظاهرين خشية على أرواحهم أم سيتم بصورة عشوائية من باب " أنت وحظك" حقيقة ليس لدي إجابات لكل هذه الأسئلة بسبب غياب الشفافية والوضوح عن الجامعة العربية.
حقيقة لقد فشل النظام العربي ممثلاً في الجامعة العربية والقادة العرب في حماية المدنيين في سورية من بطش النظام فلا أتوقع من المراقبين شيئأً كبيراً فأي مراقب يستمد قوته من النظام الذي أرسله ويقف خلفه فإذا كانت الجامعة بهذا الضعف أمام نظام الأسد، فكيف ستخرج تلك التقارير اليومية بصورة حقيقية حتى وإن بدت أمامها واضحة للعيان كسيناريو أول، وكسيناريو ثاني فإن العرب سيعملون على إحالة الملف لمجلس الأمن الدولي في نهاية المطاف ليقوم بتبني المبادرة العربية وإرسال مراقبين دوليين من قبل الأمم المتحدة كمخرج مشرف للجامعة من تلك الأزمة التي وضعت سمعتها بصورة جدية على المحك الشعبي.
بعد إمهالهم لنظام الأسد شهرين إضافيين كهدية عربية خالصة نظير توقيعه على البروتوكول الذي سيقتل بموجبه مزيداً من أرواح السوريين.
1 التعليقات:
فضلاً لا أمراً أنشرها نصرة للحق ودماء الشهداء والمستضعفين
شهادة حق تاريخية للمستشار على قناة العربية من المستشار المصري البطل/ محجوب عضو لجنة المراقبين يتحدث عن اصابته ويفضح النظام والجيش السوري الفاجر عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجميعن من يصمت على ما يحدث في سورية اليوم يكون قد أخرج نفسه من الإنسانية فلا يمكن لضمير أو قلب حي من قبول مايحدث حسبنا الله ونعم الوكيل أيها العرب منكم الله ربنا ينتقم من كل الزعماء العرب الصامتين على إبادة الشعب السوري أطفالاً ونساءً وشيوخاً..
أرجوكم بكل معاني الإنسانية التي في نفوسكم وبكل معاني الإيمان بالله أن تهبوا نصرة للمظلومين والمغدورين على يد النظام البعثي العلوي الفاجر..وحسبنا الله ونعم الوكيل ... اللهم هل بلغت اللهم فأشهد اللهم فاشهد اللهم فاشهد.
http://www.youtube.com/watch?v=WUPYO83UqqM&skipcontrinter=1
إرسال تعليق