كفــاكـم اغتصابــاً لسوريــة وحرائرها
بقلم / محمد صلاح الدين
بداية أعتذرعن هذا العنوان القاسي ولكن الواقع أكثر قسوة ومأساوية بمليارات المرات، لقد تناقلت وكالات الأنباء حول العالم أنباء عن حالات الاغتصاب لأخواتنا الحرائر في سورية على يد أمن الأسد وشبيحته ، مما دفع بأحد النشطاء السوريين للصراخ مناشداً العالم الحر لفرض حظراً جوياً لحماية المدنيين والأطفال والنساء من الاغتصاب، الأمر الذي سيساعد في تقوية عزائم الثوار وتحركات قوات الجيش السوري الحر لإيقاع ضربات موجعة للفجار من أتباع النظام الوحشي.
إن الأمر الذي تقشعر له أبدان الأحرار هو ما ذكره بعض النشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي بأن الاغتصاب يكون أمام الأخوة والأزواج والأبناء بهدف قتل الكرامة والإمعان في الذل، حتى يلعن الثائر أخاً أو أباً أو إبنأً الساعة التي خرج فيها للمشاركة في المظاهرات، بعدما أهين في شرفه وطعن في عرضه طعنة مميتة على يد حفنة من الأوغاد والجبناء الذين سيذهبون إلى مزبلة التاريخ تلاحقهم لعنات الحرائر إلى أبد الدهر.
وقد تناول النشطاء قصصاً مروعة لا أستطيع أن أسوق منها سوى هذه القصة التي تحكي أنه تم اقتياد إحدى الحرائر من حارتها أمام شباب ورجال الحارة وكأني بهذه الحرة تقول: "نسـبى و نطرد يا أخي و نباد ... فإلى متى يتطاول الأوغاد" فهبّ الشباب دفاعاً عن عرض أختهم وجارتهم ولكنهم لم يستطيعوا منعهم من أخذها، فجلسوا يبكون كالنساء والأطفال في طرقات الحارة وزوياها وكأني بهم يقولون: "إلى متى تدمي الجراح قلوبنا ... وإلى متى تتقرح الأكباد"
نعم تتقرح الأكباد كمداً، وتٌمتلئ القلوب قهراً، وتغلّ النفوس غلاً لعرضٍ طاهرٍ استباحه فاجر، فأي حياة هذه؟ إن الموت أهون على الحر من مذلة كهذه، فقد يتحمل الرجل بل والطفل التعذيب، ولكن هل يقدر على أن يتحمل موقف كهذا يحدث أمامه، فتخيل .. معي أخي القارئ الكريم أن هذه الحرة " المغتصبة " هي أختك أو زوجتك أو إبنتك أو أمك لا قدر الله وهي تبكي وتشكي قائلة:
نظرات أعينكم تعذبني فلا ... عيشي يطيب ولا جفوني ترقد
اواه... من نار أحس بحرها لما ... أرى دموعكم ودمائكم علي مهمورة
ترى ماذا سيكون حالك أخي الحبيب عندما تسمع مثل هذه الـ آه !! هل تُراك سيهنأ لك بال، أو يغفل لك جفن فتنام قرير العين مرتاح؟ هل ستهنأ بطعام أو بشراب؟ أم ستشعر بأن باطن الأرض خيرٌ لك من ظهرها !! بل وتتمنى أن لم تكن ولدتك أمك لترى مثل هذا المشهد القاسي وأنت عاجز لا تستطيع أن تفعل شيئاً، حيث كٌبّلت من قبل حثالة ممن ينتسبون للخنازير خلقاً وسلوكاً أكثر منه لبني الإنسان، بعد أن التف حولك عدد لم تستطع أن تحصيه من كثرتهم وهم يضربوك بوحشية من كل مكان، ويركلوك بالأحذية والهراوات، ويصعقوك بالكهرباء دون أن يجهزوا عليك عن عمد حتى يجعلوك تشاهد الحرة وأنت عاجز عن الحركة، حتى أنك تظن أنك ستفارق الحياة من ضعف أنفاسك وخوران قواك.
إن حالة كهذه من الإنكسار والخزي لا يمكن لبشر أن يصفها فضلاً عن أن يذكرها أو يعبرعنها، سواء كان رجلاً أو امرأة، ولا أدري كيف ستمر عليهم الأمور بعد أن تنتهي الثورة، ولكني كلي أمل في الله القوي العزيز أن يقويهم ويعينهم على الاحتساب، ولينفث في روعهم بأن اغتصاب الحرائر لو بل المئات أو الآلاف كان يحدث من الشبيحة وقوى الأمن على مدار العقود الأربعة الماضية ولا أحد يستطيع أن يتحدث أو أن يذكر ذلك، ولم يكن للعرض آنذاك أي ثمن، ولكن اليوم كلنا يعلم أن ثمن هؤلاء الحرائر غالٍ، إنها عفة وعرض سورية بأكملها، فالصبر الصبر يا أهل سوريا فإن موعدكم النصر في الدنيا، والجنة في الآخرة.
والله لقد بكيت وأنا أتذكركن وأتذكر رجالكم الشرفاء، فزرفت دموعي تجري على خدي وشعرت بالعجز والذل لعدم قدرتي على نصرتكن أيتها الحرائر الغاليات.
ثم قلت في نفسي إن لم يتحرك العرب لقتال هذا البعثي الطائفي من آل الأسد وجيشه العلوي الذي يقتل في أهل السنة في سورية، فمتى يتحرك العرب؟ ولكن تذكرت أنه لا حياة لمن تُنادي، وقد وصدق فيهم الشاعر حين قال:
رب وامعتصماه انطلقت ... ملؤ أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها ... لم تلامس نخوة المعتصم
لامست أسماعهم لكنها ... لم تلامس نخوة المعتصم
وأنت تبكي وتقول عذراً أختاه ... عذراً أماه ... عذراً زوجتاه يا ربة الشرف والصون والعفاف
... أعلم ان البعثيين والأسديين قد دنسوا شرفك الطاهر، وأنا المُدرج بدمائي قد حبسني عنك كثرة أغلالي وقسوة جلادي، فلك الله أيتها الطاهرة.
1 التعليقات:
دعاء تيسيير الأمور .اللهم يامسهل الشديد و ياملين الحديد و يامنجز الوعيد و يامن هو كل يوم فى أمر جديد أخرجنى من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بك أدفع مالا أطيق و لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم . .قال الرسول صلى الله عليه و أله و سلم من قرأ و أخبر الناس بهذا الدعاء فرج الله همه . يارب ضاقت بى السبل فمن لى سواك يفرجها .
إرسال تعليق