الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

السبت، ديسمبر 3

الإنتخابـــات المصريـــة نزاهــــة وشفافيـــة رغم الأخطــــاء الشكليـــة

الإنتخابـــات المصريـــة نزاهــــة وشفافيـــة رغم الأخطــــاء الشكليـــة

بقلم / محمد صلاح الدين
حزب النور السلفي يفترض به وقوعه في مرحلة الطفولة ولكنه قفز لمرحلة النمو
 نتيجة لأوضاع غير طبيعية لذا عليه مراجعة فكره وخطابه ورموزه التي يقدمها للمجتمع
http://arabic.cnn.com/2011/blogs/12/4/Blogs.4Dec/
سي إن إن العربية تنقل المقال على الرابط أعلاه فشكراً
للقراء الأعزاء وبخاصة المشتركين الذين يدعمون المدونة فلولا الله
ثم أنتم لما كان هذا التوفيق...

        إن من تابع الانتخابات المصرية في مرحلتها الأولى يشهد لها بالنزاهة والشفافية، حيث كانت بحق أول انتخابات مصرية ديمقراطية تشهدها مصر منذ عشرات السنين، فالبعض ذهب في تقديراته إلى خمسين سنة، والبعض الأخر قدرها بثلاثين سنة، ولكن بعيداً عن تقديرات السنوات بلغت نسبة المشاركة 62% كأعلى نسبة مشاركة للمصريين من عهد الفراعنة بحسب اللجنة العليا للانتخابات والتي جاءت نتائج قوائم المرحلة الأولى منها لتعلن عن الأوزان النسبية للقوى الوطنية في المرحلة الأولى وتؤكد على قوة الإخوان وتقدير وزنهم بأربعين بالمئة " 40% " والنور السلفي بعشرين بالمئة " 20% " في أكبر مفاجئة تشهدها الإنتخابات حتى الأن والكتلة التي تمثل التيار الليبرالي والعلماني بنسبة خمسة عشر بالمئة "  15% " والتي أتت ثالثة في القوائم الانتخابية على الرغم من تمركز قوتهم في محافظات المرحلة الأولى والتي تشكل القوة الرئيسية لهم في المدن الكبرى مثل القاهرة والأسكندرية.

 الأمر الذي يدلل على أمور عدة أقف عند أبرزها والتي تمثلت في اعتمادهم لسياسية الهجوم على الإسلاميين والتجريح فيهم وتخويف الشعب المصري منهم بصورة استفزت الناخب المصري وجعلته يصوّت بهذه الكثافة لهؤلاء الإسلاميين كردة فعل عملية على عدم رضى الناخب المصري على عملية الحشد والتجييش الإعلامي ضد الإسلاميين والذي لم يتسم بالموضوعية أو الهدوء، بل بالهجوم والاستهزاء. " رغم القناعة بطفولية الخطاب السلفي السياسي ".  

 ورغم ما شاب المرحلة الأولى من أخطاء إلا أنها لم تؤثر بصورة كبيرة على النتائج باستثناء عملية الدعاية الانتخابية التي تمت خارج اللجان الانتخابية في بعض الدوائر وخلال فترة الصمت التي تؤثر على حيادية عملية التصويت  حيث يستطيع القائم بالدعاية التأثير على من يمكن أن نطلق عليهم "  الإيجابيين المُحايدين " إيجابيين لحرصهم على ممارسة حقهم الدستوري بالمساهمة في العملية الديمقراطية ومُحايدين بوقوفهم على مسافة واحدة من كل التيارات والمرشحين فهم غير ملونين سياسياً ، ولا يمكن لأحد الجزم بعدم تأثر هذه الفئة من الناخبين بالدعاية أثناء فترة الصمت الانتخابي وبخاصة خلال وقوفهم في طوابير الانتخابات الطويلة.

 ورغم ذلك لابد من التأكيد على عدم تأثير نسب تلك الفئة على الصورة الكبيرة للنتائج وترتيبها العام الذي جاءت به النتائج، ولكنها بالطبع كانت ستؤثر على النسب فقط والتي جاءت في صالح حزب النور الذي أخذ من أصوات الإخوان في حين أن وزنه الطبيعي قد يتراوح ما بين 8 إلى 12 % بحد أقصى على اعتبار أن جمهور الناخبين الذين صوتوا بصورة عامة هم مُحافظون مؤيدون للاتجاه الإسلامي.

 ولكن وفي المجمل يحق لنا كمصريين أن نفخر بهذه الانتخابات الديمقراطية التي ربما تؤسس لتكوين أكبر ديمقراطية في العالم العربي والإقليم، متفوقة على تركيا من حيث تعداد السكان ممن يحق لهم التصويت في الانتخابات، حيث أثبت الشعب المصري وعياً سياسياً وحساً وطنياً عالياً وحماساً انتخابياً غير مسبوق انطلاقاً من حرص المصريين على الانتقال السلمي والتحول للديمقراطية وفق الجدول الزمني المُعلن من المجلس العسكري.

كما يُمكن اعتبار تلك الانتخابات استفتاءاَ شعبياً ضمنياً على شرعية المجلس العسكري من حيث القبول بقراراته وقبول وعوده، كذلك استحق المصريين اهتمام واحترام العالم أجمع الذي تابع هذه الانتخابات بكل مراحلها وتفصيلاتها الفنية والشكلية، وقد أشاد المراقبون بنزاهة الانتخابات رغم بعض الأخطاء الشكلية غير المؤثرة على حركة العملية الانتخابية أو نتائجها بحسب رأي المراقبين الدوليين الذين شهدوا بنزاهة وشفافية النتائج في المرحلة الأولى.  

 مما يؤكد أن نتائج المرحلة الأولى قد جاءت متسقة بصورة نسبية مع توقعات الخبراء بحصول حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمون على أغلبية مريحة في البرلمان القادم لما للجماعة من تنظيم قوي و تاريخ دعوي معتدل واندماج مجتمعي تم بناءه على أساس " اللُحمة المجتمعية " من خلال خدمة المجتمع من الناحية الصحية والغذائية والاقتصادية وما أبداه الإخوان من وعي سياسي كبير، فبينما يتحدث الناس عن التهم الموجهة للإخوان كان الإخوان يترجمون برامجهم على الأرض من خلال حياة المواطن المصري، كل ذلك بالإضافة إلى التعاطف الشعبي الطبيعي مع الإخوان بسبب القمع والظلم الذي تعرضوا له عبر عقود وعقود.

 لقد تمت الإشارة أعلاه  إلى المفاجئة غير المتوقعة ممثلة في نتيجة التيار السلفي بزعامة حزب النور الإسلامي الذي يعتبر وفق " مفاهيم التسويق السياسي " في مرحلة التقديم " للأفكار والرموز " حيث تم توضيح موضوع الكتلة التصويتية المُحافظة فكراً لا شكلاً، ولقد شهدت المرحلة الأولى بوضوح تصويت عوام الشعب من غير المحجبات وغير الإسلاميين لحزب الحرية والعدالة، ولكن الوقفة الحقيقية هي لتفوق حزب وليد كحزب النور على حزب تاريخي كحزب الوفد الذي يعد من أقدم وأعرق الأحزاب المصرية والذي هزٌل نتيجة حالة الإهزال المُتعمد الذي تمت ممارسته على جميع الأحزاب خلال حكم النظام السابق، قد حصل على مقاعد تتناسب مع حجمه الشعبي بعد الثورة ولا تتناسب مع تاريخه العريق مصرياً وعربياً، فهل نشهد في المراحل التالية تواجد أكثر لحزب الوفد على حساب التحالف السلفي "  النور " والديمقراطي " الحرية والعدالة " و الكتلة المصرية، أم أن التاريخ لم يشفع مقابل التلاحم الاجتماعي والقرب من المجتمع ووجود برنامج مقنع للناخبين؟

إن تمثيل كل القوى السياسية في البرلمان القادم ودخولها في دهاليز السياسة وتوصلها لتفهمات توافقية على الأوضاع الراهنة ومستقبل البلاد أمر ليس مستحيلاً في ظل تباين الرؤية والأهداف السياسية بين التيارات العلمانية ونظيرتها الإسلامية، فالالتقاء على الأرضية الوطنية المصرية واجب وطني وضرورة سياسية استراتيجية.

فشعب مصر ليس كله مسلمين أو مسيحيين، وبالطبع ليس كله إخوان أو سلف أو علمانيين أو اشتراكيين أوغير ذلك، ولكنهم جميعأً معاً يمثلون شعب مصر كتلة واحدة، فهل ينجحوا في التحدي والتقارب والتفاهم بالإلتقاء على المصالح الوطنية بعيداً عن الصراعات الحزبية الضيقة؟

كل الدعاء لجميع المصريين بالتوفيق والنجاح في سنة أولى ديمقراطية. 




Share:

0 التعليقات:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف