الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الأربعاء، أغسطس 24

بين الدلال والأمن القومي .. ياقلبي لا تحزن

بين الدلال والأمن القومي .. ياقلبي لا تحزن
كتب / محمد صلاح الدين عبد الحكم
للتواصل بالرأي أو النقد أو التعليق على المقالة
برجاء إرسال التعليق على العنوان الالكتروني التالي :
هل انتهى زمن الدلال الجميل ؟
لقد استفزت مشاعري اليوم الأربعاء الموافق 24 أغسطس مقالة للأستاذ فهمي هويدي  بعنوان -انتهى زمن تدليلهم –والتي عبرت بصدق عن مشاعر وأحاسيس شعباً كاملاً بين أسطرها وفقراتها ،  كرسالة بليغة إلى من يهمه الأمر. 

وكنت كذلك قد قرأت البيان الصادر عن الاجتماع المشترك للمجلس الأعلي للقوات المسلحة, واللجنة الحكومية لإدارة الأزمات والمنشور على الموقع الالكتروني لصحيفة الأهرام المصرية بتاريخ الأثنين 22 من رمضان 1432 هـ 22 اغسطس 2011  والذي جاء فيه ما نصه.. ( أن التزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل ينبغي أن يقابله التزام مماثل في التصريحات, والتصرفات الإسرائيلية في القضايا المختلفة, وأكد أن أمن سيناء شأن مصري خالص لا تقبل مصر فيه أي تدخل بالفعل, أو التصريح, أو الرأي من أي طرف خارجي. كما طالب البيان بتوخي الحذر, والبعد عن دعوات الإثارة من جانب البعض استغلالا لحالة الغضب الشعبي, وبشكل يؤثر سلبا علي الأمن القومي المصري). مرفق أدناه
 
ولقد استوقفني في البيان طلبه من المصريين توخي الحذر والبعد عن دعوات الإثارة من جانب من أسماهم البيان " البعض " وقد برر البيان ذلك التحذير بسبب الخشية على تأثر الأمن القومي المصري وهنا تفجرت في نفسي العديد من المعاني و الأسئلة التي لم أستطع دفعها حتى كتابة هذه السطور. وأولها أن البيان بهذه اللهجة جاء به الكثير من "اللوغريتمات" التي تحتاج إلى توضيح وأبرزها على سبيل المثال توضح من هو الأولى بتوجيه التحذيرات ، هل هم المصريين المصابين في شهدائهم وانتهاك سيادة أراضيهم أم دولة الاحتلال الصهونية المعتدية التي قتل جنودها جنودنا؟  وما المقصود بدعوات الإثارة من جانب البعض ومن هم البعض الذي يشير إليهم البيان ، وما هو شكل ومحتوى هذه الدعوات ، وهل إثارة الموضوع في الصحف والحديث عنه تحت عنوان " الثأر للشهداء والمحاسبة للجبناء " فهل تعتبر هذه دعوة للإثارة ؟ ، وهل استخدامي لحسابي على الفيس بوك لإرسال رسائل لإدانة الحادث الدموي الذي أوقع الشهداء المصريين يعتبر إثارة؟ وهل دعوات المصريين للتظاهر أمام السفارة ومنزل السفير الصهيوني بالقاهرة والاعتصامات المفتوحة لتذكير الشعب المصري بكرامته المهدرة والإصرارعلى طلب القصاص العادل لأرواح الشهداء الأبرار تعتبر دعوات للإثارة ؟ ، وهل الحديث في البرامج التلفزيونية ومختلف وسائل الإعلام عن الاعتداء الصهيوني يعد دعوة للإثارة ؟
حقيقة .. يبدو أنني لا أفهم المقصود بلفظ " الدعوة للإثارة " المشار إليها في البيان  والمربوطة باستغلال حالة الغضب الشعبي العارم للتأثير السلبي على الأمن القومي المصري؟ وربما هذا ما يجعلني أتساءل .. منذ متى كان التعبير عن الغضب يؤثر سلباً على الأمن القومي للدولة؟ ألم يخرج الألاف من الشعب الصهيوني في دولة الاحتلال للتظاهر والمطالبة بمطالب محددة لعدة أيام، فهل سمعنا أحد من قادة الاحتلال يقول إن التظاهر بهذه الصورة يهدد الأمن القومي الصهوني مثلاً؟ 
 

هل نحتاج إلى إعادة تعريف لمفهوم الأمن القومي المصري ؟

يبدو أن الأمر يحتاج إلى كثير من الاستجلاء وأن بيان " المجلس العسكري واللجنة الحكومية لإدارة الأزمة " قد ربط بين الدعوة للإثارة وبين الأمن القومي المصري بصورة ذهنية ما،  دون أن يتأكد من وصول تلك الصورة إلى أذهان الرأي العام، خاصة وأننا بعد الثورة نحتاج إلى إعادة التفكير في كل ما يخص الدولة المصرية وعلى رأسها تحرير المصطلحات حتى ننطلق من قاعدة فهمية واحدة، الأمر الذي دفعني للتفكير ما هو التعريف الذي ينطلق منه المجلس العسكري والحكومة المصرية في تعريفه " للأمن القومي المصري" ، وببحثي في المسألة أعجبني أيضاً مقال أخر للأستاذ فهمي هويدي بعنوان " إعادة تعريف الأمن القومي " والمنشور بإحدى الصحف المصرية بتاريخ 11 أغسطس الموافق الأثنين من العام 2008 والذي جاء فيه ( أصبح مصطلح الأمن القومي بحاجة إلى إعادة تعريف، حيث يبدو أن باب الاجتهاد فيه أصبح فضفاضا على نحو يتسع لأمور تتجاوز المفهوم الأصلي له، ذلك أننا نعرف أن الأمن القومي هو امر يتصل بالوطن ومصيره، وأن كل ما يتصل بإضعاف الوطن والنيل من عافيته يدخل في صميم الأمن القومي، لذلك فإن خبراء الاستراتيجية والباحثين الجادين ينبهون دائما إلى ان الأمن القومي أمر يتجاوز بكثير طاقة ووظيفة وحدود اجهزة الأمن. بالتالي فهو ليس شأن العسكر وحدهم، وثمة كلام كثير في هذا الباب يبدو أننا بحاجة إلى التذكير بأهميته، لأن ما كان إجماعاً في مفهوم الأمن القومي اختلف في مصر الآن حتى تحول المفهوم إلى وجهة نظر واجتهاد يحتمل قراءات واجتهادات أخرى ).
وهذا ما شجعني في إعادة طرح الموضوع والتفكير فيه وتوجيه هذا السؤال لنفسي ، ما هو المقصود بالأمن القومي المصري ؟

مفهوم الأمن القومي في العقل الجمعي المصري 

وهنا سيطرت علي فكرة هي الذكاء الجمعي المصري الذي برهن على قدرة هذا الشعب العظيم الذي يدرك بالفطرة " مفهوم الأمن القومي "  دون دراسات أو أبحاث أو نظريات ، فعندما اندفع الشعب بالملايين لإسقاط النظام الغابر كان مدفوعاً بالخوف على الأمن القومي المصري، فقام بثورته المجيدة في 25 يناير ليحفظ ما تبقى من البلد بعد أن أوشك الصهاينة على الإجهاز عليهابعد أن عاثوا في مصر فساداً في شتى المجالات الصحية والغذائية والزراعية والسياحية بل وحتى استنزاف الموارد الطبيعية، وخلال كل تلك السنوات لم يعترض منكم أحد من قبل أو يتحدث عن أن ما يحدث هو تهديد وضرر بالغ " بالأمن القومي المصري " فرغم أن كل هذا كان يحدث تحت سمعكم وأبصاركم إلا أنكم لم تحركون ساكناً، ليس معنى كلامي هذا تخويناً لكم لا سمح الله، فلن ينسى الشعب المصري عبر تاريخه بأنكم حماة الثورة وسندها بعد الله ولكن مدلول الرسالة هي أن الشعب المصري يفهم أمنه القومي وأنه ليس بحاجة لوصاية أو توجيهات من أياً من كان حتى لو كان المجلس العسكري الذي لا زلنا وسنظل نكن له كل تقدير واحترام كقيادة محترمة لجيشنا العظيم ولكن هذا الجيش هو جيش الدولة والدولة ملك للشعب المصري والشعب المصري إذا أردا فعل وإلا  فسيكون على من يعارض إرادة الشعب أن يقف أمامه وجهاً لوجه وهذا في حد ذاته يعد انتحاراً تاريخياً فلم يذكر التاريخ القديم أو الحديث من انتصر في وجه إرادة الشعب.

إعادة تعريف الأمن القومي المصري

كمواطن عادي لدي تعريف للأمن القومي لبلدي هو " حماية المواطن المصري .. دمه وثرواته وعرضه وحدوده وعدم انتهاك سيادته براً وبحراً وجواً أو تغيب وعيه و إرادته له أو لأي دولة من دول الجوار العربي "، لذا فإذا حدث انتهاك للسيادة بدخول جنود الأعداء وقتلوا وجرحوا أبنائنا ، يكون يتحقق هنا التهديد للأمن القومي للدولة، لقد تعود الاحتلال الصهيوني قبل الثورة على إنهاء أي انتهاكات باتصال هاتفي مع رأس الدولة السابق دون أي رد فعل أو اتخاذ إجراءات رادعة على الصعيد العسكري أو السياسي ويبدو أن استمرار ذلك قد عود الصهاينة على البلادة واللامبالاة بمشاعر أو حقوق الأخرين كانوا مدنيين أو عسكريين.
    
أليس من الأولى أن نرد على الاعتداء بأقوى الردود السياسية والدبلوماسية " كأضعف الإيمان " من جهة والعسكرية المعنوية من جهة أخرى بإعلان قائد المجلس الأعلى بنفسه بأنه قد أعطى الأوامر باستهداف كل من يمس أي حبة رمل من تراب الوطن الغالي ، لتكون رسالة واضحة للعدو مفادها " إذا أذيت مصر فسيكون الرد حاسماً وسريعاً بحيث يفقدك توازنك "، وليعلم الصديق قبل العدو بأننا أمة قوية لها ذراع تستطيع أن ترد الصاع صاعين، سريعة في ردها وردعها لأي تجاوزات تمس سيادتها، لأنها تعلم أن العدل البطيء ظلم للضحية، ومضيعة لهيبة الدولة، ومُحرضاً للأخرين على تكرار الاعتداءات لأنه من أمن العقاب أساء الأدب.
قوافل شهداء الحدود مع الاحتلال لازالت مستمرة
وهذا ما فهمه وعاش له ومات عليه الشهيد سليمان خاطر المجند المصري العظيم يرحمه الله الذي استشهد بعد أن حكم عليه مؤبداً لأنه دافع عن أمننا القومي وفتح نيران رشاشه دون تردد أو حسابات ليردي ما يقدر ب 7 جنود من الصهاينة الذين انتهكوا السيادة المصرية. بهذا الفهم وهذه النخوة المصرية الأصيلة قام سليمان خاطر بما يجب لحماية أمننا القومي، وكيف لا يفعل وهو تربيتكم ياسادة فأنتم أصحاب النخوة و الملاحم والبطولات التي أذهلت العالم في أكتوبر 1973 وصدق الشاعر زهير بن أبي سلمى حين قال ( ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه .. يهدم ومن لا يظلم الناس يُظلم ) والغريب أننا تركنا الشطر الأول منذ عقود ونفذنا الشق الثاني حين صرح وزير خارجيتنا السابق أبو الغيط ( الذي أساء كثيراً لسمعة مصر والذي صرح ( بأنه سيكسر رجل أي فلسطيني يعبر إلى مصر ) هرباً من الحصار ومن المجاعة فإذا كانت مصر ستكسر رجل من عبر من أهلنا وإخواننا الفلسطينين طلباً للأمان أو الطعام أو العلاج أو حتى الهروب من جحيم الحصار والرصاص المصبوب ) ، فقام بظلم الأخ ولم يمتعض أو يستنكر قتل جنود الاحتلال لأبناء مصر على الحدود طيلة عقود. 

 وهنا سؤال يطرح نفسه .. لماذا لم يكن لدى جنودنا الأوامر بفتح النار فوراً عند دخول أياً من قوات العدو إلى حدودنا دفعاً عن النفس والسيادة؟، لقد تجاوز الأمر حد الدلال إلى حد المهانة لولا غضبة شبابنا المرابط في الشارع وعلى رأسهم الرجل العنكبوتي صاحب موقعة إنزال العلم الصهيوني من السفارة المهم إن كل هؤلاء الشباب لا زالوا في حالة من الترقب والانتظار ليروا موقفاً سيادياً حاسماً يعيد الاعتبار للدولة المصرية ، بعيداً عن أي حسابات أومخاوف أو تهديدات أو ربط بين الإجراء السيادي واتفاقية السلام المجحفة وكأن كامب ديفيد هي السبب في غياب الإرداة السياسية والعسكرية.

وأخيراً أرجوكم لا تعالجوا الموقف بالزمن لم يعد علاج الزمن كاف لتندمل الجروح والإهانات فلقد فاض الكيل وامتلاء القلب ولم يعد فيه الكثير من ضبط النفس انتظاراً لعدالة الصهاينة ، أرجوكم ياسادة لا ترتكبوا أخطاء من شأنها تفجير الوضع بسوء تقدير الحالة والاستمرار في قيادة مصر بنفس الفكر السابق الذي ثارت مصر عليه وتذكروا بأن الشعب لازال ثائراً ومن السهل استثارته ليثور من جديد وإذا ثار مرة أخرى فستكون ثورته ربما تأكل الأخضر واليابس وتدخل المنطقة في حرب لن ينخمد لهيبها إلا بعد حين، وحسبنا الله ونعم الوكيل. 




Share:

الأحد، أغسطس 14

تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه الثورة السورية

 تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات

التي تواجه الثورة السورية حتى منتصف أغسطس 2011

كتب / محمد صلاح الدين

• على طريق الحرية والكرامة السورية ..أنظمة فاسدة أذن الله في زوالها..

تمر السنين تلو السنين والأمة في نكبة تتجرع مرارتها في كل وقت وحين بسبب تلك الأنظمة الحاكمة السابقة للأمة من أمثال النظام المصري والليبي واليمني وقبلهم التونسي وأخرهم بإذن الله النظام السوري النصيري البعثي ، لذا فقد قامت الشعوب طالبة الحرية والكرامة وقد نجحت شعوبنا العظيمة في تونس ومصر ولكنها اصدمت بمعوقات وعوائق صناعية كثيرة من صنع تلك الأنظمة الفاسدة وقد تأكدت الشعوب بأنها لا تمتلك ما تدافع به عن نفسها بعد أن قامت الأنظمة بصناعة القوات الأمنية والعسكرية بعقيدة فاسدة لحمايتها من شعوبها تحسباً لمثل هذه الأيام التي تستفيق فيها الشعوب لتواجه ألة القتل وهي تحاول استرجاع حقوقها وكرامتها المهدرة .
إلا أن الحالة السورية لازالت تتمتع بخصوصية شديدة عن الليبية أو اليمنية وذلك لأن السوريون وحدهم قد وجدوا أنفسهم وحدهم أمام القوات الأمنية والشرطة البعثية بالإضافة إلى الجيش البعثي السوري كاملاً بعكس الحالة الليبيبة واليمنية التي حدثت فيها انشقاقات كبيرة انحازات إلى ثورة الشعب مما أدى إلى وجود حالة من توازن القوة والرعب على عكس الحالة السورية التي يذبح فيها الشعب ليل نهار حتى وصلت الأرقام إلى ، أكثر من 2000 شهيد و عشرات الألاف من المُعتقلين و عددد غير معلوم من المفقودين ، بالإضافة إلى الألاف الجرحى واللاجئين.
ولما تتمتع به الثورة السورية من خصوصوصة كما أسلفت لذا رأيت أن أقدم هذا التحليل حول القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه تلك الثورة عسى أن تجد بين المسلمين وغيرهم من أحرار العالم والمدافعين عن حقوق الإنسان من يقوم بتقديم أي دعم لنصرة هذا الشعب الحر
.
نقـــــــاط القــــــــــوة
·
انهيار جدار الصمت والخوف بل والرعب في نفوس الثوار.
·انهيار الرموز والأصنام وتأليه الشخوص في نفوس الثوار .
·تعزيز الشعور الوطني بالفخر والكرامة لدى الثوار والشباب السوري في الداخل والخارج .
·نجاح الثوار في فرض كلمتهم وإشعار العالم بفقدان النظام للشرعية " الشعب مصدر السلطات".
·زيادة الزخم الثوري الداخلي والخارجي باستمرار بانتشار الروح الثورية لقرى جديدة بصورة يوميـــة.
·الإيجابية الشديدة لدى الشباب السوري وظهور روح التحدي الثورية وبالإصرار الكبير على إسقاط النظام.
·تفجر التعاطف والتأييد الشعبي والرسمي "خاصة الكويتي والسعودي والبحريني .... " نصرة للشعب السوري...
·قدرة الثوار على الإلهام من خلال تقديمهم للتضحيات التي فاقت كل التوقعات باختيارهم الموت على المذلة.
·الإصرار على سلمية الثورة رغم القتل الممنهج أحرج الموقف الإقليمي والدولي باستثناء إيران وحزب الله ومن يناصرهم.
·زيادة سقف مطالب الثوار ( إلى الشعب يريد محاكمة / إعدام الرئيس ) يمثل ضغطاً على النظام وأتباعه ويرسل رسالة للخارج بأن الشعب ذاهب لتحقيق ما يُريد إلى النهاية بلا رجعة

نقاط الضعف

·عدم إفراز الثورة لقيادة رمزية أو تنظيمية لإبرازها أمام المجتمع الدولي.
·ضعف التنسيق والتوافق بين جميع قوى المعارضة السورية في الداخل والخارج
·الشبهات السياسية للنظام السوري والتي لازال لها مفعول لدى بعض قطاعات المجتمع مثل ( السلاح – الجماعات والعصابات الإرهابية – الفتنة التي يجب نزع فتيلاها بوقف التظاهر....)
·عدم تحرك أكثر من نصف الشعب في دمشق وحلب والعشائر السورية التي لها كلمة قوية في المجتمع بعد إما لارتفاع جدار الخوف في صدورهم وإما لمصالح متقاطعة ومعتبرة مع النظام وإما تصديقاً للصورة الذهنية القديمة حول نظام الممانعة .
·عدم تنسيق التحركات الشعبية العربية للضغط على منظمات ومؤسسات المجتمع الدولي ( منظمة حقوق الإنسان- منظمة حقوق الحيوان – الأمم المتحدة.....).
·ضعف الضغط السياسي الدولي نتيجة الضعف الشدبد في المساندة الالكترونية وعدم توصيل صوت الثوار بصورة الكترونياً للرموز الدولية مثل سفراء الدول والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية والاقتصاديين والشركات الاقتصادية الدولية العملاقة.
·النقص الحاد في المواد الإعلامية والوثائقية والفنية عن الثورة لتوثيـــــــق ودعم الثـــــــورة والــــــروح الثوريـــــــة.
·ضعف الضغط وانحياز المجتمع الدولي لنظام الأسد وعدم تأثير الإجراءات العقابية في النظام.

· الفـــــــرص
·تصاعد حدة الاحتجاجات واتساع رقعتها جغرافياً لإجبار الأسد على التنحي.
·تفعيل المقاطعة الاقتصادية للتجار السوريين الذين يؤيدون ويمولون النظام في سورية واستمرارها حتى بعد سقوط النظام.
·الدعوة لعمل قوائم سوداء على الفيسبوك لفضح كل مؤيدي النظام والمدافعين عنه من رموز المجتمع المدني وتوثيق مواقفهم تجاه الثورة والثوار.
·تصاعد حدة الضغوط العربية والدولية خلال الأسابيع القليلة القادمة واستمرار الضغوط .
·استيعاب الدول العربية والجامعة لخطورة الموقف والتعامل معه بصورة جدية وبدأها لتحرك عربي جدي.
·العمل على زيادة الأعمال الفنية والكتابة الصحفية وعقد المؤتمرات الشعبية والمسيرات المؤيدة للشعب السوري.
·اللجوء لما يُسمى الدبلوماسية الشعبية بتكوين وفوداً شعبية لزيارة سفارات الدول الموجودة في الدول العربية وتقديم ملف إعلامي لما يحدث من قتل وإرهاب للشعب السوري وعقد مؤتمرات لنصرة الشعب السوري أمام تلك السفارات أو بقربها.
·إصدار تقرير أسبوعي تحت عنوان " أخبار ثورة الكرامة السورية " يوزع على المصلين في جميع مساجد العالم العربي بعد صلاة التروايح وعقب الجمع كما ينشر من خلال المواقع والمنتديات والعناوين الالكترونية لنشر الوعي بالأحداث.
·الدعوة لتنفيذ اعتصامات مفتوحة بأعداد ضخمة في الشوارع والمدن الرئيسية السورية بمئات الألوف .
·الدعوة لتنفيذ إضراب العام لأيام محددة لإضعاف النظام البعثي السوري وإثبات العزم وقوة الثورة.
·الدعوة لتنفيذ للعصيان المدني الشامل في كامل المدن والمحافظات السورية لإسقاط النظام بعد تحرك دمشق وحلب.
· الدعوة إلى الزحف بالملايين على جميع المقار الحكومية لإسقاط الحكومة والنظام كحل أخير .
·تكوين ملف شعبي يرسل للجنائية الدولية بجمع وتوثيق الثورة السورية جمعة جمعة بأعداد الشهداء والقتلى وتقديمه لوزراء الخارجية بالدول العربية لتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية.

التهــــــــــــديــــــــدات

·زيادة وتيرة القتل والقمع على غرار وحماة في الثمانينات النموذج الليبي حالياً.
·تفاقم الوضع الإنساني للمدن التي يقوم الجيش البعثي السوري بمحاصرتهـــا
·تهريب ما تبقى من الثروة السورية لإيران تمهيداً لهروبه إليها على غرار بن علي.
·افتعال وتزكية النظام للوقيعة بين العشائر الكبرى في المدن والمحافظات المختلفة.
·عسكرة الثورة أمام استمرار تشغيل ألة القتل التي لا ترحم ولا ترقب في مؤمن إلاً ولا ذمة.
·استنزاف سورية باتباع النظام لسياسة الأرض المحروقة قبل خروجه منها وسقوط النظام نتيجة.
·فتح حرب شاملة أو شبه شاملة على الشعب السوري تستخدم فيها جميع الأسلحة بما فيها سلاح الجو
·استمرار الصمت في حلب ودمشق ولدى العشائر السورية مما يعني صمت ما يقارب من نصف السوريين.
·استمرار المؤيدين للنظام والمرجفين من نشر حجج وشبهات النظام في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية.
·قيام النظام البعثي بإخفاء الوثائق والأدلة التي تدين النظام والرئيس لإحباط أية محاولات للمحاكمة مستقبلاً.
·جر المنطقة لحرب طائفية إقليمية يكون النظام السوري وجيشه البعثي السوري فيها رأس الحربة الإيرانية في قلب الأمة العربية.
·قيام النظام السوري باستخدام الإرهاب في المنطقة ومحاولة إثارة الفتن والقلاقل وإحداث حالة من الفوضى لتخفيف الضغوط المستقبلية المتصاعدة عليه.
Share:

الأربعاء، أغسطس 10

الثورة السورية اليوم ...

" حماة 1982 من يد الأسد الأب  إلى 2011  بيد الأسد الإبن كلاكيت ثاني مرة "

كيف بدأت الثورة السورية منذ أكثر من خمسة أشهر ؟


كتب / محمد صلاح الدين

لقد اختلفت الرويات حول أسباب أو بداية الثورة السورية وهذه واحدة من هذه الروايات أسوقها للقارئ الكريم بغض النظر عن دقتها ولكن المهم هو رمزيتها والأحداث الواقعية المواكبة لها والتي بلورت الواقع السوري اليوم.

ففي البداية كان اعتقال الأطفال الذين كتبوا " الشعب يريد إسقاط النظام " على الجدران في درعا  بحسب ما يروى ويتواتر بين الناس ولكن مالذي حمل هؤلاء الأطفال على ذلك؟  ومن هنا كانت بداية الحكاية.

فالرواة يقولون أن فعل الأطفال العفوي كان رداً على الإهانة البالغة لإمرأتين سوريتين تم القاء القبض عليهما عقب محادثة هاتفية للمرأتين تم رصدها من الأجهزة الأمنية السورية بعد نجاح الثورة المصرية وتنحي الرئيس السابق حسني مبارك فقالت إحداهما للأخرى " عقبال عندنا" فكانت النتيجة بأن تم إلقاء القبض عليهما وتخيل ماذا حدث للمرأتين في الاعتقال من ممارسات وقمع ومنها حلق شعر المرأتين والتعرض لهما بالضرب والتعذيب و.........  وبعد ذلك أطلق سراحهما.

فقام الأولاد أقارب تلك المرأتين بالتعبير العفوي عن غضبهم وهم تحت تأثير الروح الثورية في المنطقة بعد ثورة تونس ومصر و مدفوعين بالغضب من هذا التصرف الهمجي من قوات الأمن التي لا تمتلك أي ذرة من الحكمة أو العقل فقاموا باعتقال الأولاد وتعذيبهم وإهانة عائلاتهم المطالبين بالإفراج عنهم وكيل السباب بأفظع الألفاظ وأقبحها بل وذهب البعض في الرواية إلى أنهم قاموا " بعملية إخصاء لهؤلاء الأطفال والبعض يقول بأنهم قاموا بقطع بعض أصابع إيديهم .... )

المهم أنهم قبضوا فعلاً على الأطفال ولم يتركوهم إلا بعد أن أذاقوهم الويلات من الإرهاب والتعذيب وهذا مما لاشك فيه أمام نظام دموي قاتل مجرم لا يتورع عن فعل أي شيء مشين يقتل شعبه وينتهك حرمة الدم وحرمة الزمان في شهر رمضان المبارك.

فأدى ذلك إلى تظاهر العشرات بل المئات من أهالي الأطفال وأقاربهم وأمام ذلك الضغط تم إطلاق سراحهم وعندما شاهد أهالي الأطفال ما حل بهم وطريقة الأجهزة الأمنية في التعامل معهم انفجر الغضب في نفوس المتظاهرين مطالبين بالقصاص من الجناة ، ثم ما لبث أن انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم وتزايدت أعداد المتظاهرين رويداً رويداً حتى بلغت الألاف بل وعشرات الألاف وبدلاً من التعامل بحكمة ومسئولية مع المجني عليهم والاستماع لشكايتهم وآهآتهم والاستجابة لطلباتهم لتحقيق العدالة لجأ النظام الأعمى  المتغطرس الذي لا يعرف سوى لغة القوة فقام بفرض الحصار والتجويع وقطع الاتصالات والمواد الغذائية وحتى حليب الأطفال لإثناء المتظاهرين عن التظاهر فقام بقتل العشرات وجرح المئات من المتظاهرين وكانت هذه هي خطيئته الكبرى التي اقترفها والتي أشعلت لهيب الثورة السورية من حيث لا يدري ولا يعلم لأنه ظن أن وصية والده الأسد هي الحل الأمثل لعلاج مثل هذه التظاهرات  الشعبية ولكنه لم يكن يدرك بأن الشعب السوري اليوم ليس هو ذات الشعب الذي ذبح بالألاف قبل نحو ثلاثين سنة فقد خرجت خلال هذه العقود أجيال لا تعرف للخوف طريقاً ولا للاستكانة والمذلة عنواناً فخرجت المظاهرات تنادي " الموت ولا المذلة" فخرج المئات تلو المئات وحُصرت درعا حصاراً مريراً وصمد أهلها صمود الأبطال حتى خرجت المظاهرات نصرة لدرعا من المحافظات الأخرى تطالب بفك الحصار عن درعا والسماح بالحليب للأطفال حتى نادت المحافظات والقرى الأخرى " يادرعا حنا معاك للموت ".

وما إنفك النظام يفتك بكل من يخرج لنصرة درعا فتحولت المظاهرات إلى مظاهرات سياسية وبدأ المتظاهرون يدركون أن النظام لا يسمع سوى صوت رصاص البنادق و دانات المدافع وأنه لا يعقل سوى القتل والدمار ولا يعرف لغة سوى لغة الإرهاب فتأكد للمتظاهرين أن المسألة تحتاج إلى إصلاح جذري فخرجوا يكتبون له على اللافتات " أنت في درعا ولست في الجولان "  عله يفهم الرسالة بأنهم على استعداد لتقديم الغالي والرخيص بما في ذلك النفس لنصرة درعا ولكن النظام لم يفهم ثم طالبوا بالإصلاح مرات ومرات عبر الحوار مع مبوعثي الرئيس إلا أنهم أدركوا أن الحوار ما هو إلا مناورة سياسية وليس لدى النظام أي رغبة جدية في الاستجابة لمطالب الشعب وأن الحل الأمني والعسكري هو الخيار الاستراتيجي للتعامل النظام مع الشعب.

فتحدى المتظاهرين الحصار والقمع والقتل من خلال زيادة وتيرة التظاهر وأعداد المتظاهرين في المدن والقرى والمحافظات السورية حتى أنهم خرجوا ليلاً وافترشت الأسر أسطح المنازل وأضاءوا ليالي سورية بالشموع احتجاجاً على قتل  أبنائهم.

ومع ذلك أصر الأسد أن أن يذهب في الاتجاه الخاطئ ، ثم توالت الأسابيع تلو الأسابيع والجمع تلو الجمع والمتظاهرون يرفعون سقف مطالبهم رويداً رويداً كلما زاد القمع والقتل زادت المطالب والنظام بغباءه لم يدرك الارتباط الطردي لمعادلة التظاهر فبدلاً من وقف العنف والقمع الوحشي والقتل وإهانة الناس وسحلهم وسحب دبابته ومدرعاته من القرى والمدن السورية ذهب إلى أقصى مدى في القمع الوحشي و الإذلال فقامت فئات من الأمن والشبيحة التابعين للنظام حتى تناقلت وسائل الإعلام صور بعضهم وهم يدوسون بأقدامهم على رؤس وأجساد المتظاهرين في صورة تدل على أن النظام وأتباعه لايزالوا يعيشون في القرون الوسطى ، والمدهش هو إنكار النظام لهذه الأفعال على ألسنة أحد الموالين له حيث قالوا أن هؤلاء لجنود البشمرجة في العراق ، ثم عاد ذات الشخص على نفس القناة الإخبارية " العربية " وقدم اعتذره علانية عن قوله الأول بعد افتضح الأمر على يد أحد المتظاهرين الذي قام بتعريف نفسه وقريته مؤكداً أن ما حدث حدث في سورية وليس في العراق وأنه كان من بين هؤلاء المتظاهرين المسحولين.

ثم لجأ النظام لحيل أخرى لتمرير الحل الأمني والعسكري وإخماد الثورة وصوت الثوار فقام بالاعتراف بمطالب المتظاهرين وأضفى عليها صفة المشروعية من جهة ،  ثم قام في ذات الوقت بالافتراء على المتظاهرين بأن منهم مندسين وإرهابيين وجماعات مسلحة تحاول أن تقض الأمن في سورية مطالباً الثوار بوقف التظاهر لأنه لا داعي للتظاهر على حد قوله فقد وصلت الرسالة للدولة واتركوا الدولة لتقوم بعمليات الإصلاح المنشود ، ثم سير مسيرات التأييد المُعتادة " المفبركة " والتي تتكون عادة من المأجورين والمنتفعين من النظام من جهة ومن المجبرين من أبناء الشعب السوري وهم السواد الأعظم ليقول للعالم بأن لازال له شعبية طاغية في سورية.

ثم بدأ النظام في تكرار وتأكيد اتهامه للمتظاهرين السلميين في سورية على وجود بعض المندسين والجماعات الإرهابية التي تقتل قوات الأمن والجيش السوري ثم دفع بالجيش العربي السوري الذي غرر بمعظم أبنائه تحت وطأة هذا الإدعاء ثم بدا أن النظام بدأ يصدق نفسه " على غرار جحا"  فأظهر بعض من الممثلين ليعترفوا بأنهم من الجماعات الإرهابية فذكرونا أثناء بث عملية الاعتراف بمشاهد الأفلام العربي الأكشن التي كانت تصور في سبعينيات القرن الماضي.

وأمام الأوامر العسكرية الصارمة ووطأة الإعلام السوري الكاذب أطلق النظام حملته العسكرية فتدخلت جميع تلك القوى الأمنية والعسكرية بقدها وقديدها لتصلي المتظاهرون بنيرانها فكان رد المتظاهرين " الله .. سورية .. حرية وبس " فاستشاط النظام غضباً وأخرج الألاف من أتباعه ومن العاملين والطلبة بالقوة ليقول " الله .. سورية .. بشار وبس " في سخافة تعبيرية تعبر عن قصور في الفهم الإنساني لمعنى الحرية التي ينادي بها المتظاهرون  ، حتى أن هذا الشعار الأخير أصبح محط سخرية الناس في الداخل السوري والخارج.

فمن الذي لديه عقل يفضل إنسان مهما كان عدله وخلقه على الحرية ولكن الرسالة وصلت إلى الشباب المتظاهرين في شوارع وقرى ومحافظات سورية وجميع فئات الشعب السوري أن النظام وأتباعه يفضلون بشار على الحرية والكرامة السورية.

فاستمرت التظاهرت بعدما استقر في يقينها أن هذا النظام لا يمكن أن يقوم بالإصلاحات لأنه مبعد عنها ، وكيف يقوم بإصلاح نفسه وهو يعيش على الفساد والإفساد المنظم للحياة السياسة والاجتماعية والاقتصادية بسيطرة طائفتة وعائلتة على دولة بحجم ووزن وعمق سورية في الأمة العربية فالإصلاح معناه أن يتصارع النظام مع نفسه ويقتل بعضه بعضاً ويقصى بعضه بعضاً ويسمح بأن يتولى السورييون جميعاً زمام أمور البلاد على أسس ومبادئ لا يعرفها النظام مثل القيم والأخلاق والكفاءة .

فخرج الألاف من الشباب والشبان النساء والرجال بل وحتى الأطفال ممن هم في عمر الشهيد حمزة الخطيب ليرددوا " الشعب يريد إسقاط النظام " فقابلهم النظام بقذائفه وطلقاته فقتل من قتل ومنهم الشهيد حمزة فخرج الشعب السوري في جمعة أطلق عليها جمعة أطفال الحرية تحية وتخليداً للأطفال الذين نالوا الشهادة في الثورة.

وتوالت الجمع جمعة تلو جمعة منها جمعة أزادي وجمعة صالح العلي ليثبت المتظاهرون أن الشعب السوري واحد بأكراده وعلوييه وأن الفتنة الطائفية التي يحاول النظام بثها لم ولن تفلح لتفتيت من عزم الثوار وشق صفوفهم.

ثم كانت " جمعة حماة الديار " والتي أطلقتها تنسيقيات الثورة السورية لتذكر الجيش بمهمته الأساسية وهي حماية الديار والشعب لا حماية النظام ولكن هيهات فلقد فات أوان التذكرة ونجح الأسد في تكوين نظامه وجيشه وأمنه لإرهاب شعبه إذا ما تجرأ وطالب يوماً بالحرية ليثبت الأسد للعالم بأنه قد نجح في أن يكون أول نظام في المنطقة كلها يكون له جيش وأمن وشعب بعيداً عن المعادلة التاريخية البالية التي تتحدث عن شعب له جيش وأمن ونظام.

ثم لم ينسى المتظاهرون المرأة السورية التي سالت دمائها الطاهرة على أرض الشام الطاهرة دفعاً عن الوطن وأبناء الوطن فخرجوا في جمعة أطلقوا عليها جمعة الحرائر لتمجيداً وتخليدأً لبطولة المرأة السورية وشجاعتها النادرة.

ثم دخل شهر رمضان المبارك ومع ساعات الفجر الأولى تصاعدت الحملة الأمنية والعسكرية على مدينة حماة السورية ليستدعي من فخرج السوريين يزئرون بقلوبهم " الله أكبر والأبن مثل أبية "  ولم يزدهم ذلك إلا إصراراً وتصميماً على مواصلة المسيرة الثورية والكفاح السلمي في مواجهة الهجمة الأمنية والعسكرية الشرسة التي لم يعرف في التاريخ الإنساني الحديث لها مثيلاً سوى ما قام به السفاح الليبي " مخرب القذافي" غير أن الفارق في الشكل لا المضمون ففي ليبيا تحولت الثورة لثورة مسلحة للدفاع عن الحرمات والأعراض من مرتزقة ومليشيات القذافي ، أما في سورية فهناك شعب أعزل لا يمتلك سوى الحناجر والحجارة للدفاع عن نفسه ضد ما يتعرض له من قتل واعتقال وانتهاك للحرمات واغتصاب للحرائر وقتل للأطفال وترويع للأمنين واقتحام للمنازل وإفساد للمزارع وتشريد العائلات حتى بات الألاف من الشعب السوري مشرد ولاجئ بين تركيا ولبنان فخرج المتظاهرون من جديد يقولوا للصامتين في الداخل والخارج " صمتكم يقتلنا ".نعم صمتكم على الطاغية الأسد وعائلته ونظامه وأمنه وجيشه يقتلنا تعبيراً عن الشعور بمرارة الخيانة من كل من تخلى عنهم وصمت ولم يتكلم فشارك بصمته في جريمة بحق الإنسانية.

ثم سرعان ما استدرك الثوار أنفاسهم بعد هذه الاستكانة التي شعروا بها للحظات في عمر الثورة السورية تلك اللحظات التي شعروا بها بالضعف والاستكانة أمام هذه الألة العسكرية التي لا تبقى ولا تذر عليها ذبانية لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة الذين يعبدون بشار من دون الله وما سجودهم على صوره وكتابتهم  على دبابات النظام " لا إله إلا بشار " كفراً وزوراً.

فخرج الثوار السوريون المؤمنون بالله يرفعون شعار " الله معنا " نعم بهذه البساطة اللفظية وهذا العمق الإيماني " الله معنا " كلمة بسطة في تعبيرها قوية في دلالاتها على رسوخ الإيمان في نفس هذا الشعب المؤمن فخرجت " الله معنا " لتعلن للعالم بأسره أن هذا الشعب العربي الحر شعب مؤمن والمؤمن " ما بينذل وما بينهان " وأنه بإيمانه بالله العظيم أقوى ممن يعبدون الأسد ونظامه " فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "، وكأني بهم يقولون للأسد إن كانا لا نستطيع بصدورنا وأيدينا العارية أن نسقطك فقد توجهنا إلى الله العلي العظيم الذي هو نصير المؤمنين والمستضعفين أن ينصرنا عليك وعلى نظامك ويسقطك بحوله وقوته.
Share:

النظام السوري شبيح دولي بامتياز

النظــــام الســــــــــوري شبيــــح دولـــــــي بامتيـــــاز
كتب / محمد صلاح الدين -

 
   منذ بدء الاحتجاجات والمظاهرات السلمية للثورة السورية قبل نحو خمسة " أكثر من ثمانية اليوم"  أشهر ولا زالت ألة القتل للنظام السوري تعمل بلا كلل أو ملل تستهدف كل الأحرار في المدن والقرى السورية حتى وصل عدد الشهداء إلى نحو 2000 شهيد من بينهم عشرات الأطفال والنساء وأكثر من 10000 ألاف جريح والعدد مرشح للزيادة كل لحظة والعالم يتحدث عن الثورة السورية ويناشد ويدين بما فيهم مجلس الأمن ولا أحد يستطيع فعل شيء بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وحتى تركيا الحليفة الأقرب لسورية وكذلك الجامعة العربية وعلى رأسها مصر دولة المقر حتى صدر الموقف السعودي الذي يمثل الصوت الأقوى في الإدانة حتى الأن طول صمت ،وحتى بعض دول الخليج العربي لم تسمح للسوريين والمقييمين فيها بالتظاهر أمام السفارات السورية احتجاجاً على القمع الوحشي للشعب من قبل النظام السوري ، إذا لماذا هذا الصمت العربي والدولي إزاء مايحدث في سورية ولماذا هذا التباطؤ في الإدانة و اتخاذ المواقف العربية والدولية الحاسمة تجاه النظام السوري السفاح ؟

 
هذا ما سأحاول تفسيره و الإجابة علىيه من خلال تحليل العلاقة بين الدولتين الجارتين سورية وتركيا وأول ما يتبادر للذهن في هذا الموضوع هو السؤال المفتاحي التالي :

 
لماذا تخشى تركيا من اتخاذ موقفاً حاسماً تنحاز فيه تجاه الثورة السورية على حساب النظام ؟

 
كسحب السفير التركي أو طرد السفير السوري على الصعيد الدبلوماسي أو التهديد بالمقاطعة الاقتصادية أو بالتدخل العسكري كما حدث من قبل في تسعينيات القرن الماضي في موضوع عبدالله أوجلان أو نحو ذلك من المواقف المتشددة رغم أن التصرحات السياسية والدبلوماسية للساسة الأتراك تعد الأقوى إقليمياً والأسباب في تقديري تكمن فيما يلي :

 
خشية النظام التركي من قدرة النظام السوري على ...

 
1-    إثارة الأكراد وحزب العمال الكردستاني والجماعات الكردية المسلحة والتي تستطيع تنفيذ عمليات عسكرية نوعية تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في تركيا.

 
2-    إثارة الطائفة العلوية التي تقدر سكانياً في تركيا بنحو 8 إلى 10 ملايين علوي في تركيا تربط معظمهم بسوريا علاقات وطيدة حتى ذهب البعض للقول بأن العديد منهم يحمل رقم قومي سوري بحسب مصادر من بعض السوريين.

 
3-    إدراك تركيا بأن أي تدخل عسكري لها أو لغيرها من المجتمع الدولي سيزيد من أزمة اللاجئين السوريين البالغ عددهم نحو أقل من 10000 والذي يرجح بحسب الخبراء إلى أن يصل إلى المليون لاجئ وربما المزيد في حال نشوب أي عمليات عسكرية على الحدود السورية .

 
4-    استعداء إيران ضد تركيا واستعداد الأولى إنطلاقاً من حماستها الطائفية لفعل أي شيء لمساندة النظام السوري بما في ذلك إثارة حماسة العلويين الطائفية لنصرة النظام السوري الأمر الذي يضعف القومية التركية والنظام العلماني للدولة.

 
5-    المقاطعة الاقتصادية ستكون تركيا فيها هي الخاسر الأكبر نظراً لأنها الأكبر والأقوى اقتصاداً وسورية بالنسبة لها سوقاً تعداده 23 مليون نسمة وهذا ما لا تريده تركيا.

 
6-    إن خسارة النظام السوري سيجعله يرتمي بالكلية في الأحضان الإيرانية المفتوحة على مصرعيها وسيخرجها تماماً من المنطقة مما يضعف مكانتها الإقليمية والدولية كشريك فاعل ومؤثر في العلاقات الدولية والإقليمية لصالح القوة الإيرانية وهذا ما تخشاه أيضاً تركيا.

 
7-    وربما غير ذلك مما تخفيه دهاليز السياسة بين البلدين الجارتين.

 
فإذا كان هذا هو حال النظام السوري مع تركيا صاحبة ثاني أقوى جيش في حلف الناتو وإحدى أقوى الدبلوماسيات والاقتصاديات في المنطقة وأوروبا والعالم ولا تستطيع التأثير على النظام في سورية لوقف القتل إذا فكيف للشعوب الأخرى بما فيها شعوب الخليج التي يهددها النظام السوري بالفتنة الطائفيةوتحريك الخلايا التابعة له لزعزعة الأمن والاستقرار في الخليج بحسب ما ألمح به أحد الموالين للنظام في سورية مؤخراً.

 
كل ذلك في ظل غياب القيادة المصرية الممثلة في المجلس العسكري الحكام في مصر والمشغول باستحققات الثورة الداخلية ومعالجة الملفات الأمنية والاقتصادية والمجتمعية الشائكة في مصر وصمته عما يجري في سورية على اعتبار أنه شئناً سورياً داخلياً وأن مصر لا تريد أن تتدخل في الشأن الداخلي لدولة أخرى حتى لا يكون ذلك ذريعة لأن يتدخل الأخرين في الشأن الداخلي المصري " كفلسفة سياسية تقليدية من تقاليد السياسات القديمة للنظام القديم " الأمر الذي أعطى الفرصة بصورة أو بأخرى لتخفيف الضغوط عن النظام الجزار في سورية.

 
 إذاً فالنظام السوري لم يتلقى مؤخراً ضغوطاً حقيقية نستطيع وصفها بالمؤثرة سوى من خلال الموقف السعودي المنادي بوقف ألة القتل خلال خطاب جلالة الملك عبد الله وكذلك الموقف الكويتي ممثلاً في موقف صاحب السمو الأمير صباح ولكن حتى هذه المواقف أعتقد أنها مواقف أخلاقية وإنسانية إبراءً للذمة استنكاراً لما يحدث للشعب السوري ولا تمثل أية ضغوطات حقيقة مؤثرة لتغير استراتجية النظام من القتل استراتيجية الانتقال السلمي للسطلة أو حتى التغيير والإصلاح دون إسقاط النظام لذا فأية مواقف خارجية رغم كامل التقدير لها وأهميتها المعنوية للشعب السوري لكنها لن تكون مؤثرة على النظام الذي يبدوا أنه يدفع باتجاه تسليح الثورة السلمية حتى يقوم بمزيد من المذابح بعد أن يكون قد أثبت بوجود السلاح من بعض الثوار إلا أن النظام رغم ذكاؤه السياسي والعسكري في إدارة الصراع مع الداخل والخارج لا يعرف أن الشعب السوري قد خرج بلا عودة وأنه سيتعين عليه خلال الأسابيع القليلة القادمة أن يواجه ضغطاً ثورياً شعبياً أكبر من سابقه بكثير وأن المسألة ستدخل في مرحلة الاستنزاف البشري بالقتل والتجويع والحصار للشعب والاستنزاف الاقتصادي والسياسي للنظام الذي فقد هيبته وصورته الذهنية بل واحترامه وشعبيته كدولة ممانعه " صورية " أمام شعبه والعالم العربي والعالم أجمع لذا عليه أن يدرك بأنه عليه أن يواجه أياماً وأشهراً صعبة ولكنها ستكون حاسمة خاصة بعد أن يبدأ الوضع المصري في الاستقرار بعد الانتخابات القادمة لذا سيعمل هذا النظام السفاح ورئيسه على إنهاء الثورة بأسرع وقت ممكن ولكنه لن يستطيع.

لقد كتبت هذه المقالة قبل نحو أكثر من ثلاثة أشهر ولازالت صالحة حتى الأن رغم التحول المُتصاعد في النبرة التركية.

اللهم انصر الشعب السوري والليبي واليمني وحررهم من هذه الأنظمة القاتلة , الكاذبة
, العميلة للصهاينة التي تتاجر بكل الأعراف والقيم مقابل شهوة السلطة
Share:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف