الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لامبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.. أفلاطون

وسيبقــى الأمــــل..

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

الثلاثاء، سبتمبر 19

خبر لم يتوقف عنده الكثير من الناس وخاصة المصريين!!!

خبر لم يتوقف عنده الكثير من الناس

وخاصة المصريين!!!

                                                بقلم/ محمد صلاح 

 

خبر لم يتوقف عنده الكثير من الناس وخاصة المصريين!!!

 

عندما تعلم أن ثلاث دول إسلامية كبرى قد عقدت أول اجتماع لها للدفاع في العاصمة السعودية الرياض بتاريخ 24 أغسطس الماضي، وقد نشرت وكالة الأناضول الخبر تحت عنوان: التركية الباكستانية تعقد أول اجتماعاتها في العاصمة السعودية الرياض، لبحث سبل تعزيز التعاون الدفاعي. حيث أشارت الأناضول إلى أن الوفود المشاركة عقدت عقب الاجتماع مجموعات عمل ثنائية خاصة.

 

وتناول اجتماع مجموعة العمل السعودية-التركية خارطة الطريق المتعلقة بالتعاون في مجال الصناعات الدفاعية، ونقل التكنولوجيا وتوطينها، وتطوير البحث العلمي.

 

السؤال: أين مصر وأين الجيش المصري؟

 

لماذا لم يحضر أو يدعى أحد أكبر وأقوى جيوش العالم لهذا الاجتماع؟ أو لماذا لم يدعى أي مسؤول مصري رسمي من الهيئة العربية للتصنيع المصرية لاجتماع استراتيجي هام مثل هذا؟

أعتقد أن المصريين لديهم الإجابة أكثر من السعوديين فضلًا عن الأتراك أو الباكستانيين..

ومع ذلك فسأحاول أن مشاركة ما فهمته من هذا التحرك الاستراتيجي الكبير في المنطقة والإقليم..

١.التحدي الأمني اليوم هو التحدي الأول لدول المنطقة.

٢.الولايات المتحدة باتت تتحكم في الدول من خلال تسليع الأمن (المعلومات، والأسلحة والتكنولوجيا...).

٣.السعودية تسعى وبوضوح ليكون لها مكانة إقليمية وعالمية كبيرة، ولن يتحقق لها ذلك إلا من خلال امتلاك سلاح الأمن بكل أبعاده حتى لا تخضع المملكة لابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية.

٤.تركيا تخوض صراع استقلال مرير ومعركة تحرر استراتيجي كبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عمومًا وقطعت أشواطًا بعيدة في مشروع تطوير الصناعات الدفاعية وامتلكت مجمع صناعي ضخم أصبح حديث العالم أجمع في مختلف القطاعات العسكرية خاصة :

     تكنولوجيا المسيرات.

     صناعات السفن وحاملات الطائرات.

     تكنولوجيا منظومات التشويش الإلكتروني.

     تكنولوجيا منظومات الدفاع الصاروخي الأكثر تطورا.

     صناعات طائرات الجو التدريبية والمقاتلات الخفيفة والآن مشروع المقابلة خان من الجيل الخامس.

 

وغيرها من المشاريع المستقبلية الهامة في شتى المجالات الفضائية والجوية والبحرية والبرية وخاصة أنظمة الحرب الالكترونية.

 

فوجود الأتراك إلى جانب أشقائهم السعوديين أمر طبيعي ، خاصة عندما تلتقي وتتكامل القدرات المالية للمملكة مع القدرات التكنولوجية التركية وكذلك الباكستانية (النووية) التي لها باع في تصنيع الطائرات والصواريخ بعيدة المدى.

 

هذا بالنسبة للثلاثي أعضاء الاجتماع الأمني الاستراتيجي أما لماذا لم تدى مصر وجيشها فهذا يرجع للوضع في مصر اليوم!!

اللجنة الثلاثية لكل من أعضائها ما يُمكن أن يقدمه على طريق التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، ونقل التكنولوجيا وتوطينها، وتطوير البحث العلمي.

أما مصر الكبيرة صاحبة الحضارية العظيمة والقدرات الكبيرة ، فهي اليوم تُعاني مُعاناة كبيرة

فلا إمكانيات مالية، ولا قدرات تكنولوجية، بالإضافة إلى ضعف الوزن الاستراتيجي المصري بعدما تحكمت إثيوبيا في نهر النيل، وظهرت مصر عاجزة عن الدفاع عن أمنها المائي أمام شعبها وشعوب المنطقة والعالم أجمع.

إن مصر التي انشغلت أو شغلت نفسها بمحاربة ما يسمى بالإرهاب ، وجدت نفسها أمام أصوات ترفع نبرتها بالمظلومية من أهالي مصر البدو في سيناء والسلوم وغيرها.

وكنتيجة لانشغال الجيش المصري بالسياسة والاقتصاد والاعلام والمشاريع التجارية، كان من الطبيعي الإبتعاد عن وظائفة الأمنية لحماية أمن مصر القومي بكل أبعاده، ومن أهمها توطين وترسيخ وتركيز الصناعات الدفاعية كما فعلت تركيا على مدار السنوات التي تلت انقلاب ٢٠١٦بدلًا من الاهتمام بمشاريع البنية التحتية وبناء المدن السكنية وغيرها والتي كان يُمكن لأي مؤسسة مدنية القيام به بدلًا من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

ونتيجة لذلك أيضًا ذهب البرهان إلى أنقرة للحصول على دعم عسكري وسياسي في حربه ضد مليشيا الدعم السريع، ولم يطلب ذلك من القاهرة كمؤشر إضافي على الضعف وتراجع الدور والتأثير والوزن الاستراتيجي المصري في وادي النيل خاصة والإقليم عامة.

 

والشواهد أكثر من أن تحصى على الضعف والتراجع  ...

وعليه فجمع السعودية لتركيا وباكستان فقط هو أمر طبيعي وإضافة للقدرات السعودية، في مواجهة إيران وابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية، فلا مكان على الطاولة إلا للتعاون والتكامل والندية ومصر اليوم ليست ندًا لأي من دول المنطقة بل أصبحت تابعًا تطلب الدعم من الأشقاء الذين يرونها اليوم وبإقرار كبار مسئولي الدولة المصرية أنها أصبحت عبئ وأنها غير قادرة على النهوض مرة أخرى.

وهذه خسارة استراتيجية كبيرة للعرب والخليج كما أنها خسارة للشعب المصري صاحب التاريخ العريق.

فهل من يتدارك لمصر مكانتها وهيبتها ويُعيدها لموقع الندية كمقدمة أولية وخطوة أولى على طريق الريادة والقيادة مرة أخرى؟


Share:

الجمعة، يونيو 4

ضرب "سد النهضة" هل هو "ضرورة وحتمية" أم أنه "وجد ليبقى" ؟!!

ضرب "سد النهضة" هل هو "ضرورة وحتمية"

أم أنه "وجد ليبقى" ؟!!

بقلم/ محمد صلاح الدين عبد ربه


نعم ضرب السد أو تعطيله "بالحد الأدنى" حتى يتم الاتفاق مع إثيوبيا هو ضرورة ولكن كما ترون في الصورة المألوفة لدى البعض أدناه ..

تعاني قرى كثيرة من نقص المياه في بلد على وشكل أن يوجه أخطر كارثة إنسانية في تاريخه (سد النهضة) ..
البعض يقول : إن الحل العسكري حل حتمي للقضاء على السد الذي يحاصر مصر من الجنوب ويمنع تدفق المياه إليها ..

وهو كذلك فعلاً لو أن من يحكم مصر حاكم مدني ..

أما وأن من يحكم مصر حاكم "بخلفية عسكرية" فلن تكون هناك عملية لضرب السد ولا يحزنون...

هل تعلمون لماذا؟

لأن السد وجد ليبقى ..

وأن بناء السد جزء من سلسلة من الإجراءات التي جاء الانقلاب العسكري في مصر للقيام بها

هذه هي الخطة ، ولا عزاء للأغبياء منا ...

سيدفع الشعب المصري ثمن "الشرعية السياسية الضائعة" التي حرضنا عليها الرئيس الراحل محمد مرسي رحمه الله تعالى ، أوعوا الشرعية تتسرق منكم، حافظوا على الشرعية ، الشرعية ثمنها حياتي، وغادر وهو صادق موفي بوعده وكلمته ..

تاركاً الأمانة فخانها الكثير
ممن يتبعون أهوائهم السياسية والأيديولوجية، ممن أرادوا التغيير بصناديق الذخيرة بدلاً من صناديق الانتخاب، تريدون حكم العسكر بدلاً من الحكم الديمقراطي الذي يقول فيه الشعب كلمته بإرادة حرة ، إذاً فعليكم دفع الثمن ..
لقد قال قالها مالك بن نبي : "الأفكار التي تتعرض للخيانة تنتقم لنفسها".

والشرعية فكرة، والانتخاب فكرة ، والديمقراطية فكرة، والحوار عند الاختلاف فكرة ، والسياسية التي ماتت فكرة والإصلاح فكرة، تستمر بالمساءلة والمحاسبة بشفافية، وقبول الآخر وعدم تخوينه ونزع الوطنية بل والإنسانية عنه فكرة ..

وكل هذه الأفكار وغيرها تمت خيانتها ، فتخيلوا كم الأفكار التي ستنتقم من الشعب المصري كله " من رضي ورقص وطبل ، ومن صمت خوفاً " الكل عند انتقام الأفكار سواء ..

ولعل "كارثة سد النهضة" ومخاوف فقدان "النيل" ، هي أحد أشكال انتقام الأفكار بصورة أو بأخرى، فلا مصر ستُحارب ولا السد سينتهي ، والأمور في أحسن الأحوال ستنتهي بوساطة إقليمية من الحليف الصهيوني للنظام في مصر، بعد أن يكون أعداء مصر قد وضعوها رهينة لهم و لإرادتهم السياسية ، بعد أن تم التحكم في مصر استراتيجياً ، يعني كل عام وأنتم بخير..

فإن كنتم تظنون بالأمس أن لديكم استقلال - وهو محض وهم لأنه استقلال صوري - فغداً لن يكون لكم أي استقلال لأن مصر بجلالة قدرها ستكون تحت رحمة دولة مثل إثيوبيا ، ليعلم القاصي والداني أن القوة ، ليست بعدد الطائرات ولا بكثرة القطع البحرية في الأسطول الحربي، ولا بتعداد الجيوش، القوة في الإرادة السياسية التي تأتي في إطار ديمقراطي تمكنك من امتلاك قرار الحرب، والسلم.

أما الآن فلا نحن نمتلك قرار الحرب، ولا حتى قرار السلم ، وكما قال جو بايدين ، إن المنطقة لن تنعم بالسلام دون أن تقر وتعترف بحق إسرائيل في الحياة.

سيقول قائل وما علاقة ذلك بسد النهضة ، أقول له، إن حديثي هو عن الأفكار، والفكرة هي أنك لن تنعم بالسلام الحقيقي وأنت لا تمتلك قرار الحرب كما امتلكته حركة عسكرية لا تقارن بمقاييس الجيوش الحديثة التي تمتلك ترسانات من الأسلحة الضخمة.

وببساطة ..
فإن رؤيتي للأمور على النحو التالي :


لقد جاء الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 على خلفية انقلاب مدني على الثورة والديقراطية في 30 يونية 2013 لمنع استقلال مصر وحتى لا تتقارب مع تركيا وليبيا والسودان وغزة فتشكل حلفاً خانقاً ضد الكيان الصهيوني.

لذا قامت دولة الإمارات المتصهينة -مع احترامي للشعب الإماراتي- بقيادة الثورة المضادة ، ليتم ترتيب المنطقة بما يخدم الرؤية الصهيونية ، لتحقيق التطبيع كمقدمة لانضواء المنطقة كلها تحت الهيمنة الصهيونية تميهداً لفتح أسواق الشرق الأوسط للبضائع والصناعات الإسرائيلية التي تحتاج إسرائيل إليها ، إضافة إلى المشاريع الاستراتيجية الأخرى مثل، قناة بن جوريون ومثل أنبوب الغاز الذي ضربته المقاومة مؤخراً في عسقلان، ومثل تسيلم جزيرتي #تيران_وصنافير للسعودية لتسهيل مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر

فهل تظنون أنهم سيتخلون عن باقي الترتيبات لأجل أن يشرب بضعة ملايين من المصريين من مياه النيل؟!!

مع الأسف .. الجيش المصري لن يُحارب (أتمنى أن أكون مخطئاً، وسأحييه إذا حارب لأجل شعب مصر ونيلها وسأدعمه في تلك الحرب، فهو في النهاية جيش بلدي وإن أخطأ في الانقلاب على الديمقراطية"ووقع في جريمة تعطيل العمل بدستور مُستفتى عليه شعبياً وازاحة أول حكم مدني من الشعب" ليحكم ويتحكم في الاقتصاد) ..
Share:

الجمعة، أبريل 30

ماذا يعني إعلان حفتر .. خروجه من تحت سلطة "حكومة الوحدة الوطنية" الجديدة؟

ماذا يعني إعلان حفتر .. 
خروجه من تحت سلطة "حكومة الوحدة الوطنية" الجديدة؟


              

بقلم/ محمد صلاح الدين عبد ربه

بعد فترة من هدوء امتدت لعدة أشهر خفض فيها صوت السلاح على كافة الجبهات في ليبيا ، وتحت رعاية الأمم المتحدة تم بناء عملية سياسية جديدة أسفرت عن حكومة أُطلق عليها " حكومة الوحدة الوطنية" وذلك بعد أنقضى عمر حكومة الوفاق الوطني . 


وما أن بدأت الأمور تسير في الاتجاه الصحيح حتى فوجئ الليبيين والعالم بعودة اللواء الليبي المتقاعد والمتهم بارتكاب جرائم حرب خليفة حفتر إلى الواجهة مرة أخرى ببيان مفاجئ أثار فيه الكثير من ردود الأفعال الغاضبة ، وأعاد للأذهان شبح الحرب وألقى بظلال من القلق والشكوك حول إمكانية تحقيق انتقال سلمي سلس للسلطة في ليبيا بوجود شخصية متمردة تعمل دائماً على زعزعة الاستقرار وإثارة النعرات القبلية بصفة مستمرة.


حيث أعلن في البيان : عدم تبعيته وقواته لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة، - مما يُعد إعلان عصيان وتمرد عسكري بكل ما تحمله الكلمة من معنى - وذلك بعد أن شن هجوماً إعلامياً عليها، بسبب إلغاء زيارة الحكومة لبنغازي، تلك الزيارة التي كان يأمل أن تكون تحت حمايته ليقول للجميع أنه فوق السلطة والدولة الليبية.


فما هي أهدافه من إثارة الأجواء مرة أخرى؟

وهل ما حدث ليس له ما بعده أم أنه بداية لدائرة من الصدام العلني بدأ بينه وبين حكومة عبد الحميد الدبيبة ؟

هل يتطور إلى صدام عسكري كما كان مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج؟.


وللإجابة على هذا التساؤل يجب سرد بعض النقاط الهامة أولاً : 

أولاً: بعض وسائل الإعلام تنقل في عناوينها خروج حفتر من تحت حكومة الدبيبة كما فعلت عربي21 وهو خطأ مهني ربما غير مقصود لأن الحكومة كما أسمتها الأمم المتحدة حكومة الوحدة الوطنية ونسبتها لشخص أمر لا يعبر عن وعي سياسي بل يساعد في الاستهداف السياسي والتقليل من شأن الحكومة التي يعتبر أنها تمثل الليبيين باعتراف الأمم المتحدة.

ثانياً: حكومة الوحدة الوطنية التي تم اختيارها من الليبيين تحت إشراف الأمم المتحدة والمدعومة من المجتمع الدولي لها كامل الحق في توحيد كافة مؤسسات الدولة تحت سيادتها - كحق سيادي- وسحق أي تمرد عسكري ضدها يقوم به أي من القادة العسكريين وإلا فما فائدة وجود تلك الحكومة وما فائدة الاعتراف الأممي والدولي؟

ثالثاً: حفتر المتهم بارتكاب جرائم حرب يسعى لاستكمال فصل جديد من فصول الصراع في ليبيا بإعلان تمرده على الحكومة وتمسكه بعدم توحيد الجيش الليبي تحت قيادتها، لأن توحيد الجيش الليبي يعني خسارته لمركزه، فهو يُصارع للوصول للسلطة السياسية منطلقاً بتوظيفه للقوة العسكرية التي يُسيطر عليها يعني استكمال انقلابه مرة أخرى.

رابعاً: الوزير السابق، عيسى التويجرقال : إن "حفتر يصر على أنه فوق الجميع، وهو نموذج السلطة الشعبية الذي سنه القذافي، حيث يكون القائد فوق البرلمان وفوق الحكومة، وتكون تعليماته وأحاديثه منهاج عمل للبرلمان والحكومة". نموذج واقعي للدولة العربية

خامساً: سبق وذكرت أن القوى الإقليمية والدولية الداعمة لمشروع الانقلاب في ليبيا بقيادة الجنرال المتهم بارتكاب جرائم حرب في ليبيا لن تتخلى عن مشروعها الانقلابي للسيطرة على ليبيا لأسبابها السياسية والاقتصادية والأمنية للأنظمة الوظيفية العربية التي لا تقبل فكرة الديمقراطية لذا فهي لن تسمح بدخول ليبيا في مرحلة تحول ديمقراطي هادئة.

سادساً: لقد كانت الفترة الماضية فترة إعداد للمعركة التالية التي سيشنها الجنرال المتقاعد والمُتهم بارتكاب جرائم حرب "خليفة حفتر" في أقرب فرصة لقلب الطاولة السياسية عبر استنساخ تجربته العسكرية الفاشلة للسيطرة على الحكم، أو إبقاء ليبيا في حالة عدم الاستقرار لأطول فترة ممكنة حتى تتحول لدولة فاشلة ويتم تقسيمها وفق سيناريو التقسيم لعدة مناطق تكون فيها سيطرة حفتر على المنطقة الغنية بالنفط.

سابعاً: الأتراك لم يعلقوا على تصريحات حفتر حتى الآن، على اعتبار أن الأمر شأن داخلي ليبي، ولكن موقفهم واضح أيضاً تجاه دعم حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دولياً من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وحتى الدول الداعمة لحفتر، والتي تدعم الحكومة سياسياً في العلن وتعمل على إسقاطها وتمكين حفتر في الخفاء.

ثامناً: المصريين أيضاً لم يُعلقوا على هذه التصريحات ولكن قبل أيام قليلة وتحديداً في تاريخ 14 إبريل 2021 نشرت روسيا اليوم عن الأناضول خبراً يقول: نقلت وكالة "الأناضول" التركية عن مسؤول عسكري ليبي اتهامه للجيش المصري بتوريد شحنة من الأسلحة والذخائر لقوات المشير خليفة حفتر تحت غطاء تقديم مساعدات طبية لليبيا.

تاسعاً: والخبر السابق يدعم التحليل المشار إليه أعلاه أن هناك عملية استعدادات تجري على قدم وساق لإحياء المشروع الانقلابي واستئناف المعارك للسيطرة على ليبيا بالقوة العسكرية، وأكد ذلك تصريح رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة بقوله "هناك أناس بنوا ثرواتهم من هذه الحرب اللعينة" مشيراً إلى وجود أطراف تسعى لإشعال فتيل الحرب مجددا في بلاده.

عاشراً: هل فعلاً يُريد داعمي الجنرال المتقاعد خليفة حفتر تجربة حظهم العسكري العاثر مرة أخرى للسيطرة على ليبيا عبر استكمال الانقلاب العسكري مرة أخرى؟

للعلم 

القوات العسكرية التي كان لديها طابع مليشاوي خلال الدفاع عن طرابلس العاصمة لم تعد هي ذات القوات ، بعد أن تمت عسكرتها على أيدي خبراء ومستشارين من الجيش التركي - ثاني أكبر جيش في حلف الناتو- والذي يعمل بمعايير عسكرية عالية ، وذلك منذ شهور طويلة خلال فترة وقف إطلاق النار بين الجانبين ، الأمر الذي مكن تلك القوات من تطوير قدراتها العسكرية على على يد الخبراء والمستشارين الأتراك وتطوير المستوى العسكري الخططي وامتلاك تكتيكات قتالية والتدرب على استخدام أسلحة تركية جديدة ومتطورة ، بمعنى أن أي مغامرة عسكرية لحلف الثورة المضادة " أو ناتو الشرق الأوسط" الداعم لحفتر لن تكون سهلة هذه المرة بعد كل هذا الاستعداد والتدريب النوعي.

ومع ذلك فالوضع في المنطقة مفتوح على جميع الخيارات، وطبيعة الجنرال المتهم بارتكاب جرائم حرب خليفة حفتر طبيعة دموية بحتة لا تعرف الرحمة ولا تفهم  سوى لغة القوة كوسيلة وحيدة لتحقيق أطماعه في حكم ليبيا، فالرجل لا تستهويه السياسية ولا لعبتها ولكن تستهويه لعبة الحرب بكل ما فيها من دموية وتوحش.

ومع أن داعمي حفتر لا يقلون عنه دموية إلا أنهم قد يفكرون في السيناريو السياسي لتمكينه من حكم ليبيا عبر الانتخابات القادمة.

وهذا أمر ليس بمُستبعد في ظل ضعف مؤسسات الدولة الليبية من جهة، وقدرة الثورة المضادة على اللعب في الماء العكر من جهة أخرى، فلعبة الانتخابات دائماً ما تحتاج إلى المال ، وفي ظل الظروف الصعبة التي تعيشها ليبيا وتأثر اقتصادها بشدة جراء الحرب من جهة وأزمة كورونا من جهة أخرى ، وفي ظل بيئة قبلية فيها من العصبية ما فيها تكون الكلمة  للوجهاء والأعيان من جهة و يكون للمال السياسي والإعلام كلمة مؤثرة يمكن أن تقال فتقلب أي موازين سياسية ومنطقة.

ولا ننسى أن الثورة المضادة في مصر عام 2012 كادت أن تصل بالمرشح الرئاسي اللواء شفيق لسدة الحكم عبر الانتخابات حيث خسر بفارق لا يتعدى 4% فقط عن الراحل الرئيس محمد مرسي رحمه الله.

كما قلت تظل كل السيناريوهات مفتوحة ، ولكن أظن أن السيناريو الأقرب هو "سيناريو الحرب" وذلك للطبيعة العسكرية لحفتر ورغبته في الوصول للحكم بانتصار عسكري حاسم يختم به حياته العسكرية الممتلئة بالكثير من الهزائم العسكرية الثقيلة من جهة ولصعوبة سيطرة داعمي حفتر على المشهد السياسي في ظل رقابة الانتخابات من ممثلي الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني والمراقبين الدوليين المزمع إشرافهم على تلك الانتخابات.

لذا فقد يخضع داعمي حفتر لرغبته في مغامرة عسكرية أخرى بدعم حلف " ناتو الشرق الأوسط " ذلك الحلف العسكري الأمني الاستخباراتي غير المعلن، والذي يضم كل من -الإمارات وإسرائيل ومصر واليونان وفرنسا والمدعوم أوروبياً وأمريكياً وروسياً أيضاً، وذلك بدافع تعويض الخسارة العسكرية التي مُني بها هذا الحلف قبل وقف إطلاق النار الأخير.

فهل يمكن لهم الفوز في المغامرة الجديدة ؟
وهل سيسمح لهم الأتراك بتحقيق ذلك النصر الذي يعرض وطنهم الأزرق للخطر؟

الأيام القادمة ستجيب على هذا التساؤل الكبير الذي يساوي حجم ليبيا وشمال إفريقيا والربيع العربي كله .

Share:

الاثنين، أبريل 26

وماذا بعد إخراج أمريكا لتركيا من برنامج الطائرة الأكثر تطوراً في العالم "إف-35" ؟

وماذا بعد إخراج أمريكا لتركيا من برنامج الطائرة الأكثر تطوراً في العالم "إف-35" ؟

أمريكا أخطرت تركيا بإخراجها رسميا من برنامج إنتاج الطائرة "إف-35"

 

بقلم/ محمد صلاح الدين عبد ربه


أولاً : ما القصة ؟

ثانياً : كيف سيكون الرد التركي ؟ 

ثالثاً : وما هي الخيارات والفرص والبدائل التركية ؟

رابعأً : هل ستتأثر تركيا باستبعادها من مشروع الطائرة المقاتلة "إف35" الأمريكية؟

 

أولاً : ما القصة ؟ 


أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، أن بلاده أخطرت تركيا بإخراجها رسميا من برنامج إنتاج مقاتلات "إف-35". التي كانت تشارك فيه تركيا في إنتاجها. بحسب الخليج الجديد 22 إبريل 2021 ، وهو أمر سيزيد من تأزيم الموقف بين تركيا وأمريكا.  كون تركيا شريكة في برنامج الإنتاج والتصنيع للمقاتلة 
"إف-35". وشريكة في تمويل البرنامج حيث دفعت نحو 900 مليون دولار أمريكي لتمويله. إذاً  فتركيا ليست دولة مستوردة فحسب بل شريكة كاملة الشراكة في "الإنتاج والتمويل". 

 

وكانت الولايات المتحدة في يوليو 2019 قد علقت مشاركة تركيا في برنامج تصنيع مقاتلة الشبح "إف-35" بسبب شرائها منظومة (S 400) الصاروخية من روسيا، إلا أن هذا التعليق كان سيدخل حيز التنفيذ بعد عام 2022. حيث كانت ستحصل تركيا على 100 مقاتلة من هذه المقاتلة الأميركية، وكانت أمريكا قد بدأت بالفعل في تدريب الطيارين الأتراك على استخدام الطائرة، لكن الخلاف أوقف التدريب، ولم يسمح إلا بتسليم شكلي لـ3 طائرات لم يصل أي منها إلى الأراضي التركية .

وكانت شركة "كوتشوك بازارلي" للصناعات الجوية، المعنية بعمليات تصنيع قطع هذه المقاتلات الأميركية المتطورة، والتي تنتج منها تركيا وحدها عدد 139 من قطع المقاتلة الشبحية الأكثر تطوراً في العالم. وفي تصريح سابق للمدير التنفيذي للشركة طه كوتشوك بازارلي  ترك برس 20 أغسطس 2020 نقلاً عن تقرير لقناة الجزيرة القطرية ، قال فيه : إن تركيا واحدة من 9 دول أساسية مشاركة في هذا البرنامج، ويوضح أن الشركة تعمل حاليا على تسليم قطع لـ3 آلاف طائرة، وإن هذا سيحقق أرباحا تتجاوز 9 مليارات دولار أمريكي. إذاً فخروج تركيا من برنامج إنتاج المقاتلة ستكون له تبعات وتأثير مباشر على العلاقات بين الدولتين وسيُرتب على الولايات المتحدة الأمريكية استحقاقات قانونية ومالية وتبعات استراتيجية تجاه تركيا حليفتها في الناتو من جهة ولوجستية حيث يحتاج البرنامج إلى البحث عن قاعدة إنتاج جديدة توفر القطع الـ 139 التي كانت تنتجها تركيا مما سيترتب عليها زيادة في تكلفة إنتاج الطائرة حيث أفادت الأناضول بأن خروج تركيا من المشروع يزيد من تكلفة إنتاج الطائرة الواحدة بقيمة تتراوح ما بين 7 إلى 9 مليون دولار ، بإجمالي 600 مليون دولار أمريكي للعدد المستهدف ، وهذه مشكلة أمريكا وحلفائها في ظل سوق تنافسي وحساس للغاية تجاه السعر، خاصة بعد أن قدمت روسيا طائراتها الشبحية الأقل كلفة وبخصائص ليست بعيدة عن خصائص المقاتلة الأمريكية كخيار بديل في الأسواق .

وقد أكد المسؤول الأمريكي إلى فسخ مذكرة التفاهم المشتركة المفتوحة لتوقيع المشاركين بالبرنامج في 2006، والتي وقعت عليها تركيا يوم 26 يناير 2007 مؤكداً أن مذكرة 2006 تم تحديثها مع الشركاء الثمانية المتبقين ولم يتم ضم مشاركين جدد إلى البرنامج، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول". وبهذا التصريح تم اسدال الستار على آخر فصول مشاركة تركيا "الدولة المسلمة الوحيدة" مع ثمان دول غربية في برنامج تصنيع وإنتاج المقاتلة الأمريكية الأشهر.

ثانياً : الرد التركي على تعليق أمريكا مشاركة تركيا في برنامج إنتاج الطائرة ؟

 

- حيث جاء الرد التركي على في نفس الشهر على النحو التالي ..

في تاريخ 4 يوليو 2019  كان أول رد على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب تعليق مشاركة تركيا في برنامج إنتاج المقاتلة قال فيه : "إن رفض الولايات المتحدة تسليم بلاده مقاتلات F-35 المتفق عليها والمدفوع ثمنها يعد "سرقة". بي بي سي عربي

هذا الاتهام الواضح عده البعض في حينها تصريح لا يُبنى عليه أي موقف مؤثر تجاه أمريكا فهل كان الأمر كذلك؟

- بالطبع لا .. فقد أتت المواقف والتصريحات التركية تباعاً محسوبة حتى لا تفسد الحوار الذي كان يدور في الكواليس بين تركيا وأمريكا لتبديد مخاوف أمريكا من وجود صواريخ إس 400 الروسية على الأراضي التركية.

- ففي تاريخ 18 يوليو 2019 قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: من الواضح أن محاولة إخراج تركيا من مساهمتها في برنامج مقاتلات إف-35 بقرار أحادي وغير عادل لا يستند إلى مبرر شرعي، إخراجنا من برنامج إف-35 سيكون له تأثير سلبي على قوة الناتو وخاصة الجناح الجنوبي.

-     وفي ذات التاريخ 18 يوليو 2019 أعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، عن انزعاج بلاده من تعليق  دورها في برنامج طائرات " إف-35".  وذلك في اتصال هاتفي مع جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي

-         

-     وفي نفس التاريخ 18 يوليو 2019 قال رئيس الصناعات الدفاعية بالرئاسة التركية إسماعيل دمير، إن بلاده ستواصل تقييم البدائل وإن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، على خلفية قرار الولايات المتحدة تعليق مشاركتها في برنامج تطوير مقاتلات "إف35".

-         

-     وفي نفس التاريخ 18 يوليو 2019 صرح المدير التنفيذي لشركة "روستاخ" للصناعات الدفاعية الروسية الحكومية "سيرغي تشيميزوف" عن استعداد روسيا بيع تركيا مقاتلات "سو-35". بحسب الأناضول

-         

-     وفي نفس التاريخ 18 يوليو 2019 شدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي على أن " تركيا جزءا من نظام الدفاع الجوي المتكامل للناتو، وستبقى كذلك" وقال الأمين العام في تصريحاته "إسهامات تركيا في الناتو، وتعاون الحلف مع أنقرة أعمق بكثير وأشمل من مقاتلات (إف35). أنا لا أقلل من مسألة (إس-400)، لكن تركيا حليف في الناتو، أكثر بكثير من تلك المنظومة الروسية".

-         

-     وفي ذات التاريخ 18 يوليو 2019 وفي بيان لوزارة الخارجية التركية تعليقا على قرار واشنطن إخراج تركيا من برنامج مقاتلات "إف35" جاء فيه : "إن هذه الخطوة أحادية الجانب لا تنسجم مع روح التحالف ولا تعتمد على أي مبرر مشروع ، ودعا البيان الولايات المتحدة إلى التراجع عن هذا الخطأ الذي سيلحق أضرارا لا يمكن إصلاحها بعلاقات البلدين". وأوضح البيان أن "استبعاد تركيا من برنامج (إف 35) وهي أحد الشركاء الرئيسيين فيه أمر غير عادل، كما أن الزعم بأن منظومة (إس-400) ستلحق الضعف بطائرات (إف 35) لا أساس له من الصحة". بحسب الأناضول.

ثم هدأت الأمور قليلاً قبل أن تعود الأزمة للسطح مرة أخرى على لسان وزير الدافع التركي ..

-     ففي تاريخ 23 نوفمبر 2019 عاد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار  بتصريح آخر نشرته الأناضول يحمل نبرة تهديد واضحة قائلاً : " إذا لم نحصل على مقاتلات إف-35 سنبحث عن بدائل ". في إشاره مباشرة للحليف الأمريكي بأن تركيا التي أبرمت صفقة الصواريخ مع روسيا ولم تتراجع عنها ، قادرة بما تتمتع به من استقلالية إلى البحث عن احتياجاتها الدفاعية بعيداً عنها وربما بعيداً عن الحلف الأطلسي كله كما فعلت في صفقة الصواريخ.

 


ثالثاً : وما هي الخيارات والفرص والبدائل التركية ؟

 

-     الخيارات التركية متنوعة ففي فالأزمات مستودع للفرص لمن يمتلك الإرادة والقدرة على اقتناصها ..

 

الخيار الأول : الخيار القانوني ..

 

-     ففي مارس 2021 ، قال رئيس أكبر هيئة تطوير للصناعات الدفاعية التركية، "إسماعيل دمير"، إن بلاده لا تستهدف بالضرورة العودة لبرنامج تصنيع  طائرات "إف-35" الأمريكي الذي استبعدت منه. وأضاف "دمير" أن الهدف الأول هو أن تحصل تركيا على تعويض عن خسارتها. فهل لهذا التصريح واقع عملي يمكن أن يؤكده أم أنه تصريح للاستهلاك الإعلامي فقط؟

 

-     الحقيقة نعم.. التصريح جاء كمقدمة للخطوة التركية التي سعت تركيا من خلالها لإبرام اتفاقية مع شركة محاماة دولية بهدف حماية حقوقها في برنامج مقاتلات "إف-35".

 

-     ففي 19 فبراير 2021 نشرت الأناضول تصريح عن شركة تكنولوجيا الصناعات الدفاعية (SSTEK) التابعة لمؤسسة الصناعات الدفاعية التركية، قالت فيها أنها أبرمت اتفاقية مع شركة "أرنولد أند بورتر"(Arnold&Porter) الدولية للمحاماة، للحصول على خدمات استشارية قانونية واستراتيجية، في إطار مساعي أنقرة لحماية حقوقها في برنامج "إف- 35". وأوضح الخبر أن الاتفاقية مع شركة المحاماة الدولية ترمي بالدرجة الأولى الحصول على استشارات قانونية لحماية الحقوق المكتسبة لتركيا في إطار البرنامج، أكثر من قضية عودتها إليه.

 

إذاً فالأمر الآن دخل في المراحل القانونية لتسوية الأمور المالية والأضرار المترتبة على الأمر لتعويض الجانب التركي وحفظ حقوقه جراء القرار الأمريكي أُحادي الجانب. خاصة وأن تركيا قد التزمت من جانبها بالاتفاقية الخاصة بمشاركتها في برنامج إنتاج الطائرة وقامت بتوريد القطع المطلوب منها إنتاجها في بالمواصفات والتوقيتات المحددة.

 

 

-        الخيار الثاني: الخيار الشراء ..

خيار الشراء : سبق وذكرت تصريح موسكو واستعدادها لبيع تركيا مقاتلات الجيل الخامس الروسية مثل مقاتلات SU-57 الروسية، أو مقاتلات J-31 الشبحية،  وهو خيار مطروح على الطاولة التركية وسيكون بإنتاج مشترك تركي روسي.  إلا أن هذه البدائل لا ترقى لمستوى F-35. بحسب وصف موع الحرة الأمريكي.

​​خيار الإنتاج : فقد سبق وكشفت تركيا عن مقاتلتها TF-X من فئة الجيل الخامس، خلال معرض باريس الجوي. أثناء إزاحة الستار عن نموذج لمقاتلة TF-X  التركية من الجيل الخامس وذلك في مطار لبورغي قرب باريس 17 يونيو 2019 أي أن الإعلان عن هذه المقاتلة يحمل رسالتين هامتين :

الأولى : أن تركيا لديها مخططاتها المحلية ضمن مشروع تطوير صناعتها الدافعية وأنها ماضية في ذلك المشروع لتحقيق الاستقلالية.

الثانية: أنها ربما كانت رسالة ضغط لاستباق ردة فعل الإدارة الأمريكية – في حينه – لعدم التسرع في أي رد أمريكي يعلق أو يستبعد تركيا من برنامج إنتاج المقاتلة الأمريكية.

 

-        الخيار الثالث: خيار التطوير ..

-     في 1 أبريل 2020 وفي ظل تداعيات أزمة كورونا إلا أن شركة الدفاع التركية العملاقة أسيلسان قد أعلنت عن ابتكارها لنظام التعرف على القوات الجوية التركية ، مما يتيح التعرف السريع والدقيق على منصات الأصدقاء أو الأعداء (IFF). وذلك بحسب موقع وكالة الأناضول باللغة الإنجليزية، وبحسب نون بوست جاء ذلك التصريح بمثابة "إعلان تركي عن تأميم طائرات إف 16 الأمريكية" الأمر الذي مثل صدمة أمريكية من المفاجأة التركية ذات العيار الثقيل والتي حققت لتركيا استقلال سياسي كامل عند اتخاذ قرار الحرب على عكس الدول الأخرى التي تستخدم الطائرة بالأنظمة الأمريكية للاستهداف والتي تتطلب موافقة أمريكية على أي عملية عسكرية تقوم بها أي دولة تمتلك هذا النوع من الطائرات .

 

-     وللتأكيد على نقدم للقاريء الكريم تصريح رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد لبرنامج شاهد على العصر مع الإعلامي أحمد منصور، حيث قال: " إنهم – في ماليزيا - اكتشفوا أن الولايات المتحدة باعتهم طائرات “إف 16” بدون الشفرات الأساسية وبدون برمجة، مما أجبرهم على استخدامها للعروض العسكرية فقط. ومع ذلك فلم يكن هذا هو التطوير الوحيد الذي أجرته تركيا على أسطول طائراتها "إف 16 الأمريكية " ..

 

-     وفي 31 يناير 2021  فاجأت تركيا الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً بإعلان مؤسسة الصناعات الدفاعية التابعة لرئاسة الجمهورية التركية، عن بدئها مرحلة تحديث أسطول البلاد من طائرات "إف 16" أميركية الصنع، وجعلها تحلّق لمسافة 12 ألف ساعة.  وقال رئيس المؤسسة إسماعيل دمير، عبر حسابه الرسمي في تويتر، وهو المدرج في قائمة العقوبات الأميركية ضد تركيا بسبب شراء أنقرة صواريخ "إس 400" الروسية، إن "كل طائرة سيتم إنتاج ما بين 1200- 1500 قطعة بنيوية لها في إطار عملية تحديثها، إن المرحلة بدأت بالفعل، وتتم حاليا عبر المهندسين المختصين".

 

-     وأوضح المسؤول التركي أن "المهندسين يعملون حاليا لإعداد الأجهزة والقطع التي سيتم تبديلها وتحديد الأماكن التي سيتم التغيير في بنية الطائرات وهيكلها، بالتعاون مع مؤسسة الصناعات الجوية والفضائية التركية". وأكد أن "الهدف هو تقوية القوة الجوية الضاربة لتركيا من أسراب إف 16، ورفع مستوى الأداء وذلك بحسب العربي الجديد.

 

-     إذاً فقد استطاعات تركيا تأميم الطائرة الأمريكية وتطويرها بصورة مكنتها من إطالة عمرها الافتراضي لمدة 4000 آلاف ساعة إضافية لكل طائرة بالإضافة إلى تزويدها بعدد ضخم من القطع البنيوية ربما تكون ال139 التي كانت تركيا تنتجها للطائرات إف35 الأمريكية من ضمنها مما يعني أن الطائرات التركية ستكون بها خصائص ومميزات من الطائرة إف 35 والأهم الاستقلالية الكاملة، وهو ما يجعل تركيا قوة جوية إقليمية حرة خارج نطاق السيطرة التكنولوجية والإرادة السياسية الأمريكية بالمعنى الحِرفي والحرفي للكلمة.

 

-        الخيار الرابع : خيار الإنتاج : 

-     ففي تاريخ 4 مايو 2020 نشرت وكالة الأناضول التركية الرسمية خبراً تحت عنوان : " المقاتلة التركية الجديدة.. طفرة تكنولوجية نحو الجيل الخامس بتضافر جهود الصناعات المحلية التركية لانتاج مقاتلة وطنية جديدة، ضمن المشروع الذي تنفذه رئاسة الصناعات الدفاعية التابعة لرئاسة الجمهورية بهدف إنتاج طائرة حربية من الجيل الخامس.  ولفت إلى أن "الشركة أسست إدارة خاصة بهذا المشروع فقط يترأسها أحد مهندسي الشركة الذي عمل قبل ذلك في مشروع المقاتلة إف-35 ومشاريع للقوات الجوية التركية.

-     لذلك أعتقد أننا سنقدم إسهامات مهمة للمشروع". أحمد حمدي أطالاي، مدير عام شركة الصناعات الإلكترونية الجوية (هوالسان) قال للأناضول: أن المشروع يمثل فخرا لتركيا وأن شركاء المشروع هم رئاسة الصناعات الدفاعية، والقوات الجوية، وشركة الصناعات الجوية والفضائية (توساش)، وشركتنا.

-     وتعد الطائرة المعروضة نموذجا للمشروع التي تنوي تركيا الشروع فيه بتكلفة 13 مليار دولار، لتوفير مقاتلات الجيل الخامس للسوق العالمية، حيث تستهدف إطلاق أول تجربة طيران للمقاتلة في عام 2025، وإدخالها الخدمة في 2028.


 

رابعأً : هل ستتأثر تركيا باستبعادها من مشروع الطائرة المقاتلة "إف35" الأمريكية؟

 

الإجابة نعم ..

فلكل أزمة وجهان سلبي وإيجابي ..

 

فأما الوجه السلبي هو حرمان تركيا من امتلاك المقاتلة الأحدث "إف35" ولكن الجانب الإيجابي – الذي لا يقدر بثمن – هو تركيز تركيا على تطوير وتنفيذ برامج متنوعة لتلافي التأثير السلبي وتعظيم الجانب الإيجابي بالاعتماد على الذات وتوطين وتعزيز تكنولوجيا الطيران والمحركات التي تتطلب جهود كبيرة لتحقيق لامتلاك طائرة شبحية مقاتلة من الجيل الخامس.

 

ولكن هل هذا هو كل شيء ؟

 

لا فالمفاجآت التركية لازالت تتوالى، فقد نشر موقع سبونتك الروسي أن تركيا ستحشد الطائرات المسيرة التي تنتجها محليا "بيرقدار - تي بي 2" على متن حاملة الطائرات "الأناضول"، مؤكدة أن ذلك التوجه سببه استبعاد أنقرة من برنامج المقاتلات الأمريكية "إف - 35". وذلك نقلاً عن مجلة "ديفينس نيوز" الأمريكية، إن تركيا تأمل في تحويل السفينة المخصصة لهبوط المروحيات إلى سفينة ناقلة للطائرات المسيرة الهجومية الـ "درونز". وهو الأمر الذي أكده إسماعيل دمير، رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية إن الشركات التركية من أن بلاده تعمل على تطوير طائرات بيرقدار لتكون قادرة على العمل على متن حاملة الطائرات "الأناضول".

 

وتابع: "بعض العمليات الهجومية تتطلب مشاركة 10 طائرات مسيرة "بيرقدار" تي بي - 2، التي تتبع مركز قيادة يكون موجود على متن السفينة. ولذلك يتم العمل على تطوير مشروع يسمح لحاملة الطائرات أن تقل على متنها ما بين 30 إلى 50 طائرة مسيرة يمكن طي أجنحتها وهي الطراز الذي يطلق عليها "تي بي 3"، التي ستكون قادرة على الهبوط والإقلاع على متن حاملة طائرات بها عشرات الطائرات الأخرى.

 وتأكيداً على ما سبق ، فقد نشر أمس المهندس سلجوق بيرقدار المدير الفني لشركة "بايكار" التركية المختصة بالصناعات الدفاعية، ورداً على التأكيد الأمريكي باستبعاد بلاده من برنامج المقاتلة "إف 15" بقوله أنهم سينفذون أول طلعة جوية للنموذج الأولي من مشروع الطائرة المقاتلة من دون طيار محلية الصنع عام 2023. وأكد بيرقدار أن عدم إمداد بلاده بمقاتلات "أف-35" ربما يكون لصالح الصناعات الدفاعية المحلية، حتى لو بدا وكأنه أمر سيء في الوقت الراهن.

 

Share:

ترجمة جوجل - Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

حكمة اليوم ..

"أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة" مارتن لوثر كينغ

أضـــواء وتوجهـــات

توعوية، تنموية، منوعة، تهتم بالشأن العام العربي والإسلامي.

- تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ضد الظُلم والفساد والاستبداد والعنصرية والجهل والفقر والمرض.

- ضد الإعلام المُضلل الذي يهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتوجيهه لقبول الفساد والاستبداد.

- تدعم الصحافة الحُرة التي تعمل بمهنية وشفافية لتوفير المعلوماتية لدعم حق الشعوب في المعرفة الموثوقة.

المشاركات الأكثر مشاهدة

مسميات

وجهة نظر ثورة 25 يناير 2011 الانقلاب ليس فتنة وإنما هو اعتداء على الشرعية أحاسيس وطنية كلام في السياسة رؤية تحتاج إلى إعادة نظر الثورة السورية ضد بشار الأسد من ثقافتنا الإسلامية الثورة المصرية الانتخابات المصرية بعد 25 يناير كلمات في الديمقراطية الثورة الليبية ضد القذافي الدكتور مرسي الرئيس مرسي مفاهيم غائبة الأمن القومي ومعلوماتية الثورة الانقلاب هو الارهاب الرئاسة المصرية سلوكيات إسلامة مشاركات فيسبوكية استقصاء الخروج في الانتخابات المصرية الأمن القومي الثورة برلمان الثورة 2012 ثورة 25 يناير 2013 رؤية ساخرة مفاهيم إسلامية مفاهيم عامة #غزة_تقاوم #العصف_المأكول أفكار وأخطاء يبغي أن تُصحح الإسلام الإسلام والغرب الإعلام الشرطة المصرية المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية المعارضة الوحدة الوطنية ثقافة إسلامية جبهة الانقاذ جولة الإعادة دعاء الثورة للمظلومين رؤية حول الإعلام سفاسف إعلامية ميدان التحرير أضحوكة العالم أقوال المستشرقين عن الإسلام أم الشهداء أمريكا، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، الديمقراطية، إيمانيات استخبارات استفتا الدستور الانقلابي استفتاء الدستور استفتاء الدستور الانقلابي الأفكار الإخوان المسلمين الإعلام الأمني الإعلام الفاسد الإعلام المصري الانتخابات 2013 الانتخابات الأمريكية، بارك أوباما الانقلاب العسكري البنك الدولي التغيير الثورات العربية الثورة المضادة الحرب على غزة 2012 الحركات الثورية الحرية الداخلية الرئيس مرسي الأول الرئيس مرسي والسيسي الرد على الآخر الرضى السفارة المصرية السياسة والثورة، مصر، ثورة يناير، الإسلاميين، الإخوان، الشعب، النظام، الثورة المضادة. السيسي السيسي واليهود السيسي وغلاء الأسعار الشعب المصري الشعب المصري. العسكر عندما يتحدث للغرب الفريق شفيق القضاء المصري القيادة المصرية واستعادة القوة الناعمة الليبرالية العربية المرشح الديمقراطي المشاركة في انتخابات البرلمان 2013 المقاطعة الاقتصادية والعزل السياسي النوم الهجرة الهوية الوسطية انتخابات الرئاسة المصرية بورسعيد بي بي سي بُرهاميات تحذير أخلاقي تحرير تحليل تصريحات تحية وتقدير تصريحات العسكر تصريحات ساويرس تطبيق الشريعة الإسلامية تطهير القضاء تغريدات مصرية تفوق مرسي على شفيق في دولة الكويت تناقضات حزب النور ونادر بكار تويتر حادث رفح حزب الدستور د.أبو الفتوح دروس دستور العسكر والكنيسة رابعة رومني سد النهضة، مصر، السودان، إثيوبيا، الجزيرة، بلا حدود، تيران وصنافير، سيناء سليم عزوز- مرسي شهداء ثورة يناير شير فترة الولاية الثانية فض الاعتصام في مقاصد الدستور والقانون فيسبوك كلام في الاقتصاد والسياسية كومنت لايك متابعين مرسي مشروع المليون فدان مصر مصر أصيلة مصر بحاجة إلى نخبة جديدة مصر_دستور_يا_سيادنا معركة الوعي مقال من النوايا الالكترونية من قيم المجتمع هشام جنينه ‫#‏فاكرين_أيام_حكم_مرسي‬

الأرشيف